المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

السبت، 11 أغسطس 2018

...قصة قصيرة.....عنوانها.......فخار بن بقار............. ........................منشورة 3/4 /2008 ......الجزء الاول..........عنوانها.........لا منتمي ! كعادة العاشق المتيم ينتظر الموعد على احر من الجمر..موعد معرض الكتاب الذي تعودت ان أزوره كل سنة..علاقة غرامية تربطني برائحة الورق واقتصاد عاصمة الكاريانات..كم من مرة اقتنيت كتابا وتركت جيبي يئن تحت وطأة الفراغ الموحش..ولجت المعرض ..الكتب متعددة الاجنحة والتفصيل والتقطيع الجغرافي..فلسفيات....سياسيات...اسلاميات..رياضيات...و..ات....ات.....ات..تصفحت الكتاب الاول وارجعته الى مكانه..اخذته يد اخرى ووضعته في سلة عربة مدفوعة..لم أهتم..أخذت كتابا آخر..أرجعته...تلقفته نفس اليد..أيمكن ان يكون مايحدث صدفة !؟ ..وليكن لعبة جميلة احقق فيها رغبتي الدفينة فى اختيار الكتب...لايهم الاخر سيدفع...قرر ثعلبي ان لا يتصفح الا عناوين كتب المادية التاريخية او الجدلية الدياليكتيكية بكل اطيافها ولمنظرين مختلفين الجنسيات بل منهم العرب والمغاربة...ترسانة من كتب اليسار او ما تسمى الخلفيات الفكرية للاحزاب التقدمية بل حتى كتب البعث العربي الاشتراكي والناصرية والاشتراكية الصومالية والكتاب الاخضر....غريب امر هذا الرجل كل الكتب التي لمستها يدي وضعها في سلة عربته..احسست ان لعبتي الثعلبية ربما حملته ما لا يطاق..بدأ يصعب عليه دفع العربة..تجاهلت غباوته وتجاوزت مكري وتقدمت اليه طالبا مساعدته ، قبل الامر وهو مبتسم ..رجل تجاوز سنه الستين..بينما كنت اساعده في دفع العربة نحو سيارته كانت التحايا تنهال عليه كأمطار فصل الربيع ..( تحياتي سيدي البرلماني ) ..كان يرد التحية بهمهة فقط..ساعته في ادخال كل الكتب الى السيارة..مسح عرقه بمنديل وقال لي ( تعرفني ! ) ..قلت ( نعم...لا.....برلماني ) اضاف بصوت مرتفع ( برلماني لا منتمي ) ..انا لا افهم لهذه الكلمة في السياسة الا معنى واحدا..اما اني حمار او مستحمر او اللامنتمي مثله مثل الهواء لا طعم له ولا لون ولا رائحة..اغلق باب السيارة وهو ينبهني الى اسمه...( فخار بن بقار برلماني لا منتمي لا تنس )..احسست بورطة كبيرة ، ماعلاقة الكتب الذي اخترتها له باللا انتمائه !؟ ..لحسن حظي نزل علي شكره كقطعة ثلج..طلب مني رقم هاتفي..اعطيته له دون التفكير في العواقب ..تواعدنا على الاتصال للالتقاء في نفس المكان السنة المقبلة... ............تتبع............تتبع.....................تتبع...........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق