المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الخميس، 16 أغسطس 2018

موقع " أضواء ميديا " Jamal kitami

المقال الذي حُذِفَ من موقع أضواء..!؟

وُلدَ الملحن و الفنان الموسيقي جمال الكتامي بمدينة تطوان سنة 1962، و عاش أهم مراحل طفولته و شبابه بصفرو و يشتغل اليوم كإداري في حقل التعليم بمدينة مكناس. بدأ مشواره الفني في منظمة الكشافة المغربية الإسلامية بصفرو، و في نفس الجمعية أسس مجموعة غنائية تقدم أغاني المجموعات الغنائية التي كانت ذائعة الصيت منتصف السبعينيات. خلال تعليمه التأهيلي، احتك بطلبة الجامعات و تعرف على نماذج من الأغنية الملتزمة التي كانت تغرو الساحات الجامعية، ما جعله أول من اقتحم هذه التجارب من حيث التقليد في بلدته الصغيرة "صفرو". عرفت حياته الفنية حالة خمود ما بين 1980 و 1990 باستثناء بعض الجلسات الرفاقية التي كانت لا تحلو إلا بحضور آلة العود و أغاني الشيخ إمام و مارسيل خليفة و قعبور و العاشقين... لم يكن الفنان جمال الكتامي على اطلاع بالتجارب الغنائية الملتزمة بالمغرب باستثناء بعض المقلدين للأسماء المذكورة ، لكن، مع ذلك، قرر الدخول في مغامرة الإبداع و التلحين بعد أن أثنى بعض أصدقائه على محاولة التلحين الأولى التي استحسنوها و اعتبروها لا تقل عن أعمال الأسماء الغنائية الملتزمة الموجودة في المغرب آنذاك. لم تكن هذه المحاولة إلا أغنية "عام تسعين" لعبد الرفيع جواهري التي نشرها في إحدى حلقات نافذة الأربعاء على جريدة الإتحاد الإشتراكي.. تشجيع الأصدقاء دفع فناننا للاشتغال على نصوص أخرى كان "يقرصنها" من صفحة على الطريق من الجريدة المذكورة و التي كان يشرف عليها الصحفي عبد الحميد بنداوود.. سنة 1994 بدأت التجربة تنضج و تنتشر في الأوساط المهتمة ما سيدفعه للتفرغ للأغنية و الإبتعاد عن المجالات السياسية و النقابية و الحقوقية على الأقل من موقع المسؤولية. عرفت مرحلة ما بين  1995 و 1999 أوج العطاء الفني، ففيها لحن أغلب أغاني ريبرتواره الفني، كما عرفت توجها جديدا يتمثل في الإشتغال على القصيدة المغربية من الديوان الشعري المغربي، لكن، عكس ما يعتقد البعض، فقد اشتغل الفنان جمال الكتامي على القصيدة الزجلية للزجالين محمد خوتاري، عيسى بقلول الحياني، مراد القادري..
لحن جمال الكتامي للشعراء محمد شنوف، محمد شيكي، لطيفة الأزرق، عبد القادر وساط، طه عدنان، جمال بدومة، عبده بن بيهي، لطيفة الملاوي.. لكن، أغلب أعماله اعتمدت قصائد عبد السلام بوحجر و التي بلغت ستة أغاني و لم يكتب لأخرى أن تكتمل بسبب العمل غير المقنن بين أطراف هذه التجربة و التي وُفِّرت لها كل الشروط لاقتحام أبواب الإذاعة و التلفزة، و كان هذا من بين الأسباب التي أبعدت فناننا عن المهرجانات و الملتقيات إلا في إطار محدود نزولا عند رغبة الأصدقاء.
دام انقطاع الفنان جمال الكتامي عن الغناء من 1999 حتى 2013 عندما قررت إحدى الجمعيات تكريمه بمدينة مكناس بتنسيق مع الشاعرين أحمد الرجواني و محمد شنوف في إطار مهرجان مكناس.
"عتبة" باب المنصور كانت مدخل خير على مبدعنا، إذ سيقرر و في هذه المدينة بالضبط تسجيل و من ثم توثيق أغلب أغانيه سنة 2017 مما سيجعلها رهن إشارة المهتمين على اليوتوب من خلال إنشائه قناة رسمية.
يُعرف عن الفنان جمال الكتامي رفضه للخطاب المباشر في الأغنية و اللحن السطحي و الأغنية الشعاراتية و يُصر أن أي خطاب سياسي لا يمكن أن يُوجه إلا باحترام مكونات الأغنية و هي النص الشعري الجميل و اللحن المنسجم مع موضوع النص و الأداء، فالأغنية بالنسبة إليه عمل فني راقٍ و ليس خطابا سياسيا. كما عُرِفَ عنه رفضه للتطوع و المجانية في الفن.
جمع الفنان جمال الكتامي أعماله المسجلة لحد الآن في شريطين الأول: "صرخة الأطلس" أهداه لروح المهدي بن بركة، و الثاني "شقائق النعمان" و أهداه لروح المهدي المنجرة.
لا زال ضيفنا لهذه الحلقة يستجيب للعديد من الدعوات خصوصا في إطار الصالونات الأدبية و المهرجانات الشعرية، كما لا يزال يحتفظ بألم عميق لما يسميه بالتهميش المتعمد الذي يواجه تجربته الغنائية من طرف اتحاد كتاب المغرب و بيت الشعر و دور الشعر.. قائلا: "أنا خادم للشعر أكثر من الإطارات المهتمة به، أَلمْ أرهنْ حياتي للترويج للقصيدة المغربية؟"

"موقع أضواء"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق