المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الاثنين، 27 أغسطس 2018

عقل الغياب بقلم : عبدالرحمن الصوفي / في ضيافة أبي العلاء المعري

......عقل الغياب ..
..في ضيافة أبي العلاء المعري

.....(كذلك النفس ، ما زالت معللة
.....بباطل العيش ، حتى قام ناعيها )

دعيني ياموتي أكشف مستور مقدسات لها غربان دنسوا...دعيني أجني غلة الحقيقة من رجال بنار الظلم ذبحوا وأحرقوا ...أزرعها نورا  في مذكرات عقول تاريخ أعلام  بالنور اعتبروا ...أصاحب نور العاقلين ، اذا ما لوى بي الموت ،  بكوا  ضياعي و انتحبوا ...حفروا قبري بالرشة ونون القلم وكبروا ...دعيني يانهايتي أشم رائحة حبر التراب ، والناس والوسواس عني تراجعوا وابتعدوا  ...يا نهاياتي ، شيعي جنازتي ، واهملي تراب النجاة ، واتركيهم إن أسرعوا أو  تمهلوا...دعوني أعانق ليلة قمري الاولى ، و لحرقة الفراق  لا تتحسروا أو  تتألموا ...الله حي ...الله حي ...الله حي ...

......(والحتف ، كالثائر العادي يصرعنا
ً.....والأرض تأكل ، هلا تكفي الضيع ؟
......أما دعاويك فهي الآن مضحكة
ً.....وما لنفسك من أطماعها  شبع )

قبري بين جفون عظات ، والعاشقون بالخوف تكفنوا ... حساب المقهور يسير ، وحساب ومساوئ المتجبر عليه تعسروا ... نفسي نفسي ما عاد ينفع الحرير الذي فيه  تبختروا  أو أوجاه به تجبروا  ...نفسي يا نفسي ، مقبرة خريطة العرب واسعة جدا  ، ادفنوا ولا تتحسروا ...النصيحة لكم  :  علقوا جميعا أكفانكم في اعناقكم ولا تترددوا ...أوكل الموت القتل  للحي ظلا م  إلى الرقاب تعطشوا ...فليخبر الحاضر الغائب ، ان الغربان بالتفجير تشبعوا ...قبور نحن متحركة بين صفحات تاريخ لها حللوا وحرموا وكفروا ...جنتهم جحيم مهما هللوا وبسملوا وحوقلوا وكبروا ...الله حي ...الله حي ...الله حي ...

.....(يا أمة من سفاه لا حلوم لها
.....ما أنت إلا كضأن غاب راعيها) 

يجرحني الليل الطويل ..  ويجرحني الحنين الدفين. . آخر ما وهبته لك دمعة تضيء القمر الذاهل عني .. تحتويني العتمة كلما هممت أن أخرج من بردي وصمتي.. . أروح في المدى أرقص رقصة الطائر الذبيح ... يجرحني الصباح الأبيض ينشد للراحلين بهاء التراب المبلل بندى الروح ونشوة الحروف في تشكلها المبهم ... يجرحني الحب و العشق و الهيام ...يساوي شكوك الموت الحياة ، ويتشرب مهابة الجنازات ... أنا لم أكن - ياربي - في خروج النبض غير عينك التي أضمرت السر ، ويدك النافذة نحو النهايات ...أنا لم أكن سواك في هذا العشق ..الله حي ...الله حي ...الله حي ...
.(...تدعى لخير ، فلا تصغي له أذنا
....فما ينادي لغير الشر داعيا
....حيران أنت فأي الناس تتبع
....تجري الخطوط ، وكل جاهل طبع )

لما يهاجر الليل ويخرج من بين أصابعي ماء الخلوة ... يبدأ الحب والعشق يرتجل بعقلي وجسدي إليك ... عندما تتحد دقات قلبي بذرات ترابك تراك الروح كلما لم يعد بالإمكان أن تحجب عن عيني التي لم تنقطع عن النظر إليك من وراء اللغة ... في جسدك سكون عين اللغة وعقلها وعين العشق..روح كانت أسرع وأقدر مني على الذهاب إليك في أعالي الوجد والحزن ... جسدي كان أصغر من وهج الطريق وجرح البداية ..  وأنت - يا سيد الروح - كما عشقتك في أبدية النور ، سيكون جسدك رعشة القلب في بياض اليتم ، وسأحبه بترف لا يصاحبه حزن ...الله حي ...الله حي ...الله حي ...

الابيات بين الأقواس لأبي العلاء المعري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق