المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

المقالة بقلم : الأستاذ مجدالدين سعودي

عبد الرحمان الصوفي :ساحر يرسم بالكلمات الراقية والهادفة شخوصا ومواقف قوية وذلك في قصة (شخصيات من ورق)
--
مجدالدين سعودي – المغرب
--
برولوغ:
--
كعادته دوما يفاجؤنا الأستاذ المبدع عبد الرحمان الصوفي كساحر يخرج من قبعته الطيور والورود، فها هو يخرج من الأرشيف قصة هادفة، الجميل فيها أنه يناقش قضية، وكل كتابة راقية الا وتحمل داخل سطورها أفكارا وقضية...
-------
في العنوان: اختار الأستاذ المبدع عبد الرحمان الصوفي عنوانا مستفزا للقارئ وهو (شخصيات من ورق)، لكنها شخصيات حقيقية وقوية، لأنها نابعة من الواقع وتعبر عن نفسها بواسطة الرسم: الفن النبيل والجميل..
--------
في الأسلوب: اعتمد الأستاذ المبدع عبد الرحمان الصوفي على حبكة متماسكة (تسلسل الأحداث وعنصر التشويق وخلخلة المتلقي عبر نهاية القصة وزمكان يمكن استنباطه عبر تاريخ نشر القصة سنة 2004 والمكان احدى كاريانات الصفيح بالدارالبيضاء)..
------
في العبرة والدرس: عبر الرسم تم تمرير عدة رسائل لأحلام الصغار وشغبهم ومتمنياتهم واستغلال الرموز لإيصال الرسائل لمن يهمه أو لا يهمه الأمر (رسم لحمار...).
----
في اختيار الشخصيات:
------
شخصيات رئيسية:
الأستاذة: تجربة وخبرة في مجال التربية والتعليم والتضحية، حنان الأستاذ المربي واعتبار التلاميذ بمثابة أبنائه..
التلاميذ: شغب الطفولة والتعبير بالرسم عن أفكارهم الشيطانية البريئة.
وشخصيات ثانوية: البرلماني التلميذ الذي تقاعد عبر اقتصاد الريع قبل الأستاذة بسنوات ليحصد الامتيازات والمال وووو...
المدير: ابلاغ الأستاذة بالتقاعد..
خاتمة:
القصة قوية ومشحونة، ونترك المتلقي مع أحداثها الشيقة...
مجدالدين سعودي – المغرب
----
قصة قصيرة ( شخصيات من ورق ) بقلم عبدالرحمن الصوفي نشرت سنة 2004
قصة قصيرة.........................13 / 4/ 2004
عنوانها........................شخصيات من ورق ...
تعودت أن تفتح كل صباح نافذة غرفتها المتواجدة في الطابق لاول للعمارة..يعرف كل الناس ان المعلمة الضاوية اول  ساكنة بهذا الحي ..نعم اختيار  الطابق القريب من الأرض ، لتجنب ارهاق السلالم زمن الشيخوخة ، وهي الان تعيش لحظاتها التي تفرض عليها النزول مرة واحدة في اليوم لقضاء مآربها ، مصحوبة بلائحة حتى لا يتكرر الصعود ...اخرجت رأسها من النافذة لتستنشق نسيم الصباح المصحوب بضجيج الاطفال . تعيش الضاوية لوحدها في المنزل ، تنتابها احساسات غريبة لاتعرف لها تفسيرا ، احساس بوحدة عزاؤه الدموع والالتجاء الى محفظة كبيرة ممتلئة باوراق لرسومات لكل التلاميذ الذين درستهم ..الضاوية ليست معلمة التعبير بالرسم ، بل تتطفل مرة في السنة وتطلب من تلاميذها تشكيل رسم والتعليق عليه دون التوقيع بالاسم ..ثلاثون سنة في القسم ..رسومات كثيرة في المحفظة ، ولو ان الرسم بدون اسم صاحبه فهي تعرف مبدعه مثل ما تعرف الام ابناءها..مسحت دموعها ، واخرجت من المحفظة مجموعة رسومات ، تحفظ الكثير من التعليقات ، وتحن اليها في لحظات الاحساس الغريب،
أخذت الورقة الاولى
_ رسم لقلم : ( القاف قوة المال ، اللام كلام بلا ملح ، والميم موحا حارس المدرسة ! (
_رسم لطاير : ) ارجوك ابي لا تقفز من النافدة ، لا تهدد امي كل مرة بالانتحار ! (
_رسم لوردة : (اسقوها خمرا ومخدرات وسجائر امريكية مهربة وقرقوبي ! (
_رسم لزوجة الاب : ( موتوا بالجوع ، ولن تذهبوا للمدرسة ! (
_رسم لرجل بلحية : ( حرام المذياع ، الموسيقى ، التلفزة ، التعليم العصرى ...حرام...حرام...! (
_رسم لمنزل صغير : ( ارجوك يا مالك المنزل ، لا ترم باغراضنا الى الشارع ! (
_رسم لدجاجة : ( عمتي هل الحرية ان تنامي النهار وتستيقظي الليل خارج البيت !؟ (
_رسم لزوجة : ( اخونك اليوم وغدا ، ايها المعوق العقير ، كيف اكون لك زوجة !؟ (
_رسم لحمار :( اتمنى ان اكون فريقا في قبة البرلمان !   (
رسومات كلها مأساوية ، تذكرت المدرسة ، ان الرسومات لتلاميذ يقطنون احد كريانات الصفيح بالدار البيضاء .
_ رسم قلب : ( أحبك معلمتي ، لما اكبر اتزوجك ! (
ضحكت متهكمة :  ( اتعمد اصلاح السيارة في ورشتك ، واعرف بما تلقبني ( العجوز المعلمة !(
_ رسم لحصان : ) سأتزوج اربع نساء! (
رسم غريب : ( زوريني في سجن المجرمين مرة ! (
رن الهاتف تركت الاوراق مبعترة فوق الزربية ، واسرعت لترد على المكالمة ..اخبرها المدير باحالتها على التقاعد ، رمت بالهاتف فوق السرير دون ان تقفل الخط ، وهي تقهقه وتتكلم ( تقاعد تلميذي الذي وصل الى البرلمان سنوات قبلي ، والمبلغ الذي يتقاضاه اكثر من سنوات عمري في تربية ثلاثة اجيال ( . مسحت دموعها واحتضنت محفظتها ( أنتم أولادي ، انتم مؤنسي ، سأقضي معكم بقية العمر ( .
.............تحياتي.....................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق