المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

السبت، 11 أغسطس 2018

التربية عند ( نيتشه )الرد الاول على مفتش تربوي سابقا . إن هدف التربية لدى نيتشه هو تمكين الإنسان من أن يصير هو ذاته او ان يكون ذاته بدون خوف او بدون اي إحساس بالذنب ، اي بدون ضغينة او وعي شقي ، اي هو الكائن الذي تهيمن فيه القوى الارتكاسية على القوة الفاعلة فتمنعه ان يكون ذاته . إن صيرورة الانسان ذاته يؤدي الى تحقيق (السعادة ) بما هي حالة تحرر فعلي للإنسان . وليست السعادة قي المنظور الجيانولوجي غير تحرير قوى الحياة في الانسان والسمو الكائن الحي .بدون هذا التحرر تصبح الحياة فاقدة للمعنى ، ومخيبةللآمال وباعثة على اليأس والاحباط . لا يستطيع الكائن التحرر وبلوغ ( السعادة ) طاما ظل بعيدا عن ذاته ، اسير لقوى الارتكاسية ، وقيدا بقيود الأراء الحاهزة ، وعبدا أو خادما مطيعا لمؤسسات الإخضاع والهيمنة . وظيفة التربية والثقافة هي تمكين الإنسان من ان يكون مجرد صدفة في عصره ، بل ان يكون كذلك إلا إذا كان مسيطرا على نفسه ، وقائد لعقله وموجها لأفكاره ، فلا أحد يستطيع أن ينوب على أحد في بناء الحسر الذي سيعبر من خلاله الى ذاته . توجد لا حصر لها من المسالك والجسور ، لكن الثمن قد يكون التضحية بالنفس كما يؤكد على ذلك ( نيتشه ) لكن السؤال المحير المطروح على الثقافة والتربية هو كيف يمكن لها ان تساعد الانسان ان يكون لذاته او ان يصير إليها ؟كيف يمكن ان يعثر على نفسه ؟ السؤال بطبيعة الجال سقراطي ، ولو ان نيتشه يتتبر فلسفة سقراط عاجزة عن التربية اي ان تكون صالحة لتربية المائن الفاعل . الانسان هو ذلك الكائن الغامض والمقنع ،انه الكائن الذي لم يتحدد به نوعه . لكن بالرغم من ذلك يكفي للروح اليافعة ان تلقي نظرة لى حياتها الماضية ، وان تطرح السؤال التالي ما الذي أحببته في حياتي الى حدود الآن ؟ ما الذي كان يحرمني في حياتي ويشكل موضوع شغفي وعشقي ؟ ما الذي كان يثيرني الى حد الان وكنت واقعا تحت تأثيره الساحر ، وكان مصدر سعادتي وشقائي ؟ اترك الاشياء التي باركتها ورضيت عنها تمر امام شاشة ذاكرتك ، امام عينبك ، ربما ترابطها وتتاليها قد يوحي لك بشبه قانون لوجودك الاصيل . حاولان تقارن الاشياء وما تثيره من احداث وتولده من الاحوال ، دون ان تتناسى انها تتكامل فيما بينها، ويحاور بتضها ببعض آخر . لكنها تشكل أخيرا سلما قد تستعمله للصعود الى أناك . ذلك ان ماهيتك شيئا مختلفا في عمق اعماقك النفسية ، وإنماهي شيء يتوموضع من فوقك في ارتفاع غير قابل للقياس ، أو على الاقل يوجد من تحتما تعتبره اناك بصفة عامة ، وليس النربي الحقيقي بالنسبة لك غير ذلك الذي يمكنك من بلوغ ذاتك ، غير الذي يحررك . ذلك في نظر ( نيتشه ) سر كل ثقافة . فهي لا تجلب للانسان اعضاء او مواهبا اصطناعية .إن الثقافة ينظر اليها كإكراه مسلط من الفرد من الخارج ، كادوات الترويض والاخضاع ، لانها لا تقدم للكاين إلا تربية كاريكاتورية بينما في العمق تربية بربرية تفرغ الكائن من مقوماته الذاتية ، يتحول الى هيكل او مومياء فتجعله لقمة صائغة في يد القوى المهيمنة ، بينما الثقافة الاصيلةمثلهامثل التربية الحقيقية هي آليات التحريرالتي تكنس الاطلال وتلقي بأشعة نور وحرارة ، إنها تكمل عمل الطبيعة وتحققها حينما تتنبأ بحوادثها الكارثية، فتعمل على تجنب تاثيراتها السلبية وتتديلها وتصويبها لصالح الانسان ، ولو عن طريق حجب اهوائها او خبلها . توجد وسائل اخري للعثور عن الذات او لاستعادتها من جديد أي التربية والثقافة لنا عودة للموضوع مرة اخرى إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق