المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الجمعة، 10 أغسطس 2018

المقالة للدكتور عبدالرزاق عودة الغالبي ... --------- نصيحة ------------- وهل للتحضّر مقياس…!؟! عبد الرزاق عوده الغالبي من جولة خاطفة في أسواق الحياة, ستعرف مقياس حضارة الإنسان حين تدخل أول شارع فوضوي على صفحات ( الفيس بوك) وحتى مواقع (جوجل)، ستتعلّم الكثير, فهو مدرسة عفوية في شوارع الحياة اليومية, يختلط فيها الحسن والطيب ، وأشد ما يجلب الإنتباه أكل لحم الناس والتعرّض لأحاسيسهم وحرياتهم الفكرية دون سبب أو ذنب لمجرد أن أحدهم كتب شيئًا جميلًا لا يعجب حرّاس المعبد، وأما التظاهر بالمعرفة على بساط الآخرين ، معكوسًا للقول : إن قلت أعرف، فأنت جاهل, وفعلًا لا تعرف شيئًا، و ينضوي تحت هذه القاعدة الكثيرون, منهم من يرى نفسه أحكم الحكماء, ومنهم من هو شيخ الأدباء, ومنهم من هو سيد الكلم, ولا يدري هذا وذاك أنّ معرفة البشر إن جمعت من بدء الخليقة لحدّ الساعة، فهي لا تساوي حبة رمل فوق ساحل محيط المعرفة الإنسانية التى حباها الله لنا ووزعاها علينا أرزاقًا، فمن حملها وثقلت كاهله، انحنى لها ولله تواضعًا، ومن أعطاها قفاه نأت عنه, وكفاه الجهل ميزانًا للادعاء والتشدّق، فالسنبلة الممتلئة تنحني والفارغة شامخة…. قمّة التحضّر والوعي والتعقّل والأدب أن يحبس المرء أنانيته ولا يطلقها على الآخرين بقوتها، منجلاً يحصد الخير، ومن الشجاعة أن يطرح نفسه للناس، ويقول كلمة طيبة لمن يكتبها مهما كان شكلها، حتى وإن حملت حروفها خطأ لغويًّا، فالخطأ اللغوي شكل خارجي لا يقرّ باطن الكلمة ومضمونها، ونحن نحتاج مضمر الخير الجميل وليس شكله البرّاق، وما الضير أن تقول قولًا حسنًا لمن يكتب كلمة يقصد فيها الخير حتى وأن كانت مضمونًا فقط، فقولك صدقة جارية، إن تصدّق الإنسان بالكلمات فهي أفضل الصدقات، فاللسان سكين حاد ووحش كاسر حين يطلق له العنان، إن قاده عقل صغير توجّهه الأنانية والحسد والتكبّر والضغينة، فربّ كلمة رفعت صاحبها أعلى الدرجات، وأخرى أودت به إلى الهلاك…. لِمَ تنصّب نفسك أهلًا للخير وسيدًا للكلم و مشرفًا على أحاسيس الناس، وتضرب يمينًا وشمالًا….؟….ألا تدرك أنك تثبت جهلك بالبرهان القاطع….؟ اسأل نفسك أولًا قبل انتقاد غيرك /من أنت....؟/ ضع نفسك بديلًا لمن تنتقد وفكر قليلًا، هل سترضى لنفسك أن يقال فيك ما تقوله في غيرك ….؟ وهذا هو مؤشر وعيك إن رضيت أو رفضت، إن رفض ضميرك ذلك فهو عين التعقّل والنضوج والوعي والتحضّر، وإن قبله فهو التخلّف بعينه، وأنت تحتاج الكثير لبلوغ شواطئ الإنسانية … ولا تنسى أن الناس تحترم من يحترم نفسه، ولا تهاب من لا يحترم الآخرين….تواضع لله على الأقل، /فمن تواضع لله رفع قدره / واعلم إنّا لله وإنّا إليه راجعون… والوخز موجع وعديم النهاية ….. ، تحياتي لأصحاب العقل والرزانة، ودعائي لكل متشدّق بالتعقّل والثقل وهو لا يملكهما، فهما كنز لمن يدرك معنى الحكمة والموعظة ….فمن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر… فالنصح سيد الموقف في زمن اختلطت فيه الالوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق