المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

قراءة في علم النفس التطبيقي 5 ......الشخصية الناضجة لقد سبق أن تعرفنا على العوامل التي تدخل في تكوين نظام الشخصية ، والمراحل التي يمر منها هذا البناء ، والآن نتساءل ما هي خصائص الشخصية الناضجة التي اكتمل نموها ؟ قبل البدء في الإجابة عن هذا السؤال بجب أن ندرك أهمية الاختلافات الثقافية والحضارية في تحديد نوع ومدى هذه الخصائص . هناك تعايير كثيرة دالة على نمو الشصية ونضجها ، ومن هذه المعايير ما يلي : - الاحساس بالذات ، وامتدادها في مجالات متعددة . - القدرة على الانتماء للآخرين بفاعلية . - تقبل الذات والشعور بالأمن ، أي صحة نفسية جيدة . - واقعية الإدراك والتفكير والأفعال والعمل بطريقة واقعية . - موضوعية الذات ، التبصر في كل الامور . - العيش في وفاق مع عقيدة أو فلسفة تملأ عليه حياته ، وتضع أمامه هدفا أسمى . الشخصية الناضجة تكون لها أخلاقيات ونفس ذو مقياس أفضل ، ونعود لتوضيح العناصر المذكورة . 1 - الامتداد للإحساس بالذات : الفرد يتعلم ويعود نموه إلى مرحلة الطفولة والمراهقة إلى النضج ، يداوم على سحب خبراته إلى مواقف جديدة خارج الحدود الضيقة في عمل صداقات جديدة في التوصل إلى أفكار جديدة وفي طموح وعمل جديد ..ولس معنى هذا أن كل شخص نشيط يمكن ان يكون متعدد الاهتمامات ، لكن لا بد أن يكرس وقته من أجل الانذماج في عدد من الأعمال التي تعطي للحياة معنى وهي أولى العلامات في نضج الشخصية . 2 - الدفء في العلاقات مع الآخرين : تتطلب الشخصية الناضجة القدرة على أن برتبط الفرد بعلاقات دافئة في علاقته بالآخرين ، في حياته الأسرية ومع الأصدقاء ..ونوضح ان الارتباط لوحده ليس دفئا في العلاقات والانذماج معهم . ولكن الشخص الناضج يكون له شعور بالارتباط والانذماج مع كل الناس . 3 - الشعور بالأمن وتقبل الذات : لابد للشخص الناضج أن يواجه المواقف بأقل قدر من الصراعات النفسية أو بينه وبين المجتمع ولذلك فإن الشخص الناضج هو من يتحكم في نفسه من الانفعال الزائد عند مواجهة المشاكل ، فكل لديه مخاوف من الخطر والفشل والموت ...ولكنها كلها مواقف يمكن التعامل معها بطرق مقبولة ، وإلا تحولت إلى مخاوف مرضية . 4 - الإدراك الواقعي : الشخص الناضج له القدرة على إدراك مرونة التعامل مع المتطلبات الواقعية ، وما تتطلبه من قدرات عقلية معينة ، وقدرة لغوية ، ومهارة...وليس معنى هذا أن من كانت نسبة ذكائه عالية أن يصبح ذا شخصية ناضجة . فالذكاء العالي لا يضمن باستمرار النضج في الشخصية . 5 موضوعية الذات وبالرغم من صعوبة الحكم على قدر التبصر لدى الفرد الا أننا نقترح معادلة بسيطة فبها ما بعتقده الناس عن الشخص ومقامها المقابل فكرة الشخص عن نفسه . وبالرغم من أن كل منا يرغب في أن تكون شخصيته لها من المميزات ما يرغب فيه إلا أن التمني غير ممكن ، ولكن كل شخص يحاول أن يظهر أحسن من صفات أوخصال موجودة فعلا وإلا حدث تصادم بين التمني والواقع . وخير معين على حفظ هذا التوازن هو الاستبصار ، وروح الدعابة التي أساسها الموضوعية الذاتية . .................يتبع ..............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق