المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

السبت، 11 أغسطس 2018

دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة من إعداد الناقد عبدالرحمن الصوفي
عنوان الدراسة النقدية الذرائعية المستقطعة ( نص زجلي في ميزان الثقافة السيمائية     ) / القصيدة الزجلية ( الدنيا ) للشاعر ( يزيد علوي اسماعيلي )  Yazid Alaoui Ismaili

========================   تقديم ========= ===========

سيرورة الاتصال الثقافي تقتضي وجود متكلم ( مبدع ، فنان ) ، وقارئ أو مستمع ، فهناك بعض النصوص اﻷدبية تركز على وضعية المتكلم ، أو تركز على وضعية المتلقي ، فالتي تركز على المتكلم تكون قيمتها اﻷساسية كونها نصوصا مغلقة على نفسها ، فهي تحمل ثقافة نوع الغامض التي تخفي معانيها على من لا يعرفون آليات اشتغالها ، ونستدل في هذا الباب ببعض أنواع الشعر ك ( شعر المتصوفة و شعر ما لا رامي مثلا ) .

أما التركيز على المتلقي فيتجلى في كون المستمع او المتلقي يتكيف ويتشكل حسب مبدع النصوص ( التقمص الوجداني ) . كما أن حركة الثقافة تؤسس وتستند على اﻷعمال اﻷدبية المختلفة ، منها المحكي الشعري ( الحكاية الشعرية ) أو الحكاية عموما ك ( ألف ليلة وليلة و اﻷدب الباروكي ) وغيرهما .

يقول الشاعر ( ) في قصيدته المعنونة ب ( الدنيا  )

الدنيا ويدان
واد يشد ...وواد يطلق
واد
يفصح ... و واد يدرق
واد يعوم ...و واد يحلق
واد
يلاقي ...و واد يفرق

وأنا ...واد
استسمح لم أقدم لكم
نفسي

أنا لقبي العربي ...الاسم
الشخص مغربي
مخلق ...متدين ...
ومربي
لكن عيبي ...هو أني
ما ندرق ما نخبي
وكلمة الحق وصى بها الله
والنبي

============== الثقافة كمفهوم سيمائي في النص الزجلي ===============

الثقافة في النص الزجلي نظام من العلاقات بين العالم والإنسان ( الثقافة المغربية العربية اﻹسلامية )  ، ماضيه وحاضره ومستقبله ، على اعتبار أن الإنسان كائن اجتماعي ، هذا النظام سلوك رسالي في النص عند الشاعر ، ويتوضح في ما يلي : (  أنا لقبي العربي / الشخص مغربي / مخلق / متدين / مربي / كلمة الحق وصى بها الله والنبي    ) .

ثقافة تحدد الطريقة التي سيهيكل بها ذاته و العالم ، مع رؤيا تنظم العلاقات في عالم اﻹنسان من خلال توجه ديني  . فهذا يعني أن العلامات التي تأتينا من ثقافة أخرى ، هي علامات لا يمكن تجاهلها ، بل ينبغي إعادة قراءتها وتكييفها ،وذلك ما مال إليه الشاعر  كي لا يصبح النص ذو نظام فرعي من نظم الدالة منغلقة  ، ولكن الثقافة في النص تقرأ قراءة متباينة في لغة ثقافات أخرى مختلفة  من خلال نظم دالة منفتحة  .

ويضيف الشاعر قائلا :

عمري قرون
وكلشي ف الكتوب مأرخ
عندي 21 أخ
لكن كلشي مدوخ وطايح
فالفخ
شي يصرخ وشي جلدو
تسلخ
شي يرضخ
وشي دافع ألبخ
شي تنفخ  وشي قريب
اتمسخ
لكن حتى شي ما
بقى مخبي

لقد أصبحت الثقافة من المنظور السيميائي في القصيدة الزجلة نظاما دالا ، يتكون من وحدات ونظم دالة مختلفة ومتميزة ، كما أن هذه الوحدات والنظم لا يمكن ان تشتغل بصورة معزولة ( المقصود بالاشتغال / التقمص الوجداني للنص ) ، ونلاحظ ذلك في مجموعة ألفاظ / نظام دال  ( مأرخ / مدوخ / طايح في الفخ / تنفخ / تمسخ )  مظاهر دلالية كثيرة بحويها النص الزجلي تربطنا بسيميائية الثقافة باعتبارها علم العلاقات الوظيفية للنظم الدالة المختلفة .

يقول الشاعر (  يزيد علوي اسماعيلي   )  في قصيدته ( الدنيا ) :

جمعتنا لغة ودين من
المحيط الخليج
جمعتنا خرائط
معلقة على كل حيط
وف الواقع ما بقى يربط
بنا حتى خيط
وتفرقنا
بقرار ورغبة الغربي
وقوى اللغيط وكثر العيط
شي سقيط ....و
شي ف لسانو سليط
وتخلطت القبايل بين حر و
ولقيط

النظم الأيديولوجية تقلب معادلة الثقافي في النص الزجلي ، بحيث أصبح المجال مساهما في تنشيط اﻵلية الثقافية ، واصبحت المبدأ المكون للثقافة الهوية . إن مجال الثقافة الغربية ليس هو النموذج المكتمل والمكتمل والمضبوط ، فالنص مقاومة للثقافة النمطية ( النظرة الدونية للذات )  ، فالذات الجمعية عند الشاعر في نصه الزجلي  تشكل نواة ثقافة المستقبل .

=============== النمذجة السيمائية الداخلية في النص الزجلي  ============

إذا نظرنا من الداخل / العمق فستبدو الثقافة في النص الزجلي منطقة محددة  ( زجل / واقع جغرافي / بيئة شعرية زجلية  ) تقابلها وقائع أخرى تنتمي إلى التاريخ والتجربة والنشاط اﻹنساني الذي يقع خارج تلك المنطقة الزجلية . وهكذا يصبح مفهوم الثقافة في النص مرتبطا ارتباطا وثيقا بمفهوم المقابل له      ، وهو مفهوم اللاثقافة ، وهذا التصنيف إنما يتم من وجهة نظر ثقافة ما ، كما يتم في في إطار الحركة نفسها ، إضفاء صبغة اﻹطلاق على ذلك التعارض ، فتصبح الثقافة في النص لا تحتاج إلى ما يوجد خارحها ، ويصبح بالامكان فهمها بصورة محايثة . 

ويضيف الشاعر قائلا  :

وما بقى حد
ف جنبي
الخو ما عاد لخوه يطيق
بنى فصادو صور
و حفر خندق عميق
سيج دارو بحدود وعلا
باب مسدود
وما عاد يريد
يشوف شقيق
وأنا اشنو ذنبي ؟!

=============== النمذجة السيميائية الخارجية في النص الزجلي  ==========

أما من ناحية الوصف الخارجي فإن الثقافة واللاثقافة تبدوان نظامان مشروطان أحدهما باﻵخر   . إن آلية الثقافة تتمثل في كونها جهاز يحول المجال الخارجي إلى مجال داخلي ، على أساس أن الثقافة عموما لا تعيش إلا في كنف التعارض بين المجال الداخلي والخارجي ، وكذلك في كنف الانتقال من مجال إلى مجال آخر ، إن النص لا يقاوم الفوضى الخارجية فحسب ، بل يحطمها من أجل إزالتها .

يقول الشاعر  ( يزيد علوي  اسماعيلي   ) :

شي مع الميريكان صديق
وشي لصهيون رفيق
شي طبع فعل وتطبيق
وكلها عانق
فريق
إلا الخو
هو وحدو اللي ما
بقى يليق
شكيت امري لربي

=================   خلاصة   ==========================

لا يمكن تهميش  نصوص اللغة الطبيعية الفنية سواء كانت فصيحة أو عامية ، لأن كلاهما تنتمي إلى مستويات ما تحت دلالية في اللغة الطبيعية ، بحيث تمنح الدلالة إقامة علاقات تركيبية واستبدالية مزدوجة ، فتنشأ دلالات جديدة بفعل إعادة ترتيب النظام اللغوي وبناء علاقات جديدة بين عناصره . فإذا كان نظام اللغة الطبيعية في نص ما  يشتغل وفق مبدإ ربط العناصر المختلفة واستبدال التكرار . فإن النظام الفني يشتغل على العكس وفق مبدإ الفصل وإحداث التكرار .

=================   عبدالرحمن الصوفي  / المغرب  ==============

الدنيا ...
الدنيا ويدان
واد يشد ...و واد يطْلَق
                            واد يفْضَح ...و واد يْدَرّق
واد يعُوم... و واد يحَلّق
                          واد يلاقي... و واد يفرق
.....
و انا .... واد ...
استسمح لم اقدم لكم نفسي
.....
انا لقبي العربي ...الإسم الشخصي مغربي
مخلق ... متدين ... و مربي
لكن عيبي ... هو أني ما ندرق ما نخبي
و كلمة الحق وصى بها الله و النبي

عمري قرون
و كلشي ف لكتوب مأرخ
عندي 21 أخ
لكن كلشي  مدوَّخ  و طايح فالفخ

شي يصرخ و شي جلدو تسلخ
                   شي يرضخ و شي دافع البخ
شي تَّنفخ و شي قريب يتَّمسخ
             لكن حتى شي ما بقى مخبي

جمعتنا لغة ودين من الخليج للمحيط
                جمعتنا خرائط معلقة على كل حيط
و ف الواقع  ما بقى يربط بنا حتى خيط
                 و  تفرقنا بقرار و رغبة الغربي

و قوى  اللغيط و كثر العيط
             شي  سقيط ... و شي لسانو سليط
و تخلطت لقبايل بين حر و لقيط
               و ما بقى حد ف جنبي

الخو ما عاد لخوه يطيق
          بنى فصادو صور  و حفر  خندق عميق
سيَّج  دارو بحدود و علا  باب مسدود
            و ما عاد يريد يشوف شقيق
                   وانا آش نو دنبي ؟؟

لما سمعت لخبر ما قدرت نصدق
                قلت نتحرى في الامر و نتحقق
يقدر يكون من جاب لخبر يخربق
                يعاير في خوتي و بكدوبو يتشدق
      حيت دربو ما هو دربي

فتحت تحقيق بحنكة و تدقيق
                       دقيت بواب حتى نشف الريق
و خرجت بخلاصة غنية عن التعليق
        العربي ما عاد خو
                   العربي صبح زنديق

شي مع الميريكان صديق
              و شي لصهيون  رفيق
شي طبَّع فعل و تطبيق
               و كلها و عانق فريق
ألا الخو ...
         هو وحدو اللي ما بقى يليق
     شكيت أمري لربي

لما ريت و يا ليتني ما ريت
            ريت صهيوني  يخطط
و عربي على عود ينقط
             ترامب  يحل و يربط
ما عرفت منين تسلط

و عربي فالقدس مفرط
                     كأنو ممياء محنط
فاهم و ف شعبو يغلط
                     ف  التهويد راه يبسط
والشعب تايه معربط
                    يفكر غي فيما يسرط

و هكذا تفرقنا...
و بحر العربي تفرق وديان

واد يغرب .... و واد يشرق
                    واد يزلق ....  و واد يهرق
واد يلفق .... و واد يزوق
                    واد ينافق .... و واد يدرق
           و رجعنا فرجة للعديان
        و الدين الواحد صبح أديان

كلها و دار  علامو... و كلها هز رايتو
            كلها تباع إمامو ...  و ما عرفنا حكاتو
شي فاهم فهامو  ... شي على  نيتو

نسى ما خط قلامو ...  و ما قرا في لوحتو
        دار الموت ف حزامو ...و مشى يقتل خاوتو
ضاع و ضيَّع ايامو ...  خسر الدنيا و خيرتو
          و هكذا... بالجهل ضاع الايمان

مگدم ...  و ظان راسو يجاهد
                 يجرم ...  و حاسب راسو عابد
يعدم ...  و داير فيها زاهد
                مزطم .... و ما عرفت فين زايد

هذا زايد ...ف العدوان ...
           لاخر زايد ...  في  الطغيان
هذا زايد ....ف البهتان ...
          لاخر زايدً... ف  العصيان
    كل واحد منهم  يقول  انا   الربان
       و جعلو من ارض العربان
               ساحة معركة و ميدان

شي يوخر .... و شي يسبق
               شي يسكّّي ....  و شي يمرق
شي يكوي .... و شي يغرق
                شي ينشف .... و شي يعرق
شي يضرب .... و شي يصفق
               شي يسطي .... و شي يحمق

ما بقيت فاهم والو
            حال العربي اليوم يقلق
ما عاد شاغل بالو
          غير   سبة فيها يلصق

ضاع لقياس وتلف لينا لعبار
               و تلفنا لما انحرفنا ف المسار
تفرق دمنا بين غدار و مشرار
               و حار أمرنا من دوك اللي ...
                   لبّْسوا لاسلام لباس العار

قالك يحاربوا المنكر
                        باسم الله اكبر
داعش نصرة و انصار
                   القاعدة و منهم كثار
ما تجرؤوا يفكوا الحصار
                على طفل يحارب بحجار

طفل جريح ... ينوض و يطيح
                     فليسطيني قحيح ...
بأعلى صوتو يصيح ...
                    بكلام عالي و صريح
يقول ...هذا قدري
                   وانا نآمن بلقدار
السجن افتخار
                   و الشهادة انتصار

سمعوا يا ...
              أمة النصف و  المليار
يا اللي ...
           صبح دينكم درهم و ريال
ما بقي فيكم قايد مغوار
                  كلشي عابد للدولار

و هكذا...
           انا عرَّفت بنفسي يا حضار
و استغفر الله القهار
           يلا قلت شي كلمة عار
غيرتي على امتي نار
            و لا سلاح  في يدي
إلا  قلم...
         و  به نحكي...
                    همي  ف أشعار

يزيد علوي اسماعيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق