المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

السبت، 11 أغسطس 2018

________________________دراسة مستقطعة / عنوانها / ظاهرة التبادل والتناوب بين حرف الراء واللام في نص / خسوف القمر ______________________

إن كل نص في الواقع الأدبي ، هو نص مخادع وذو مسالك ملتوية يفرض على المتلقي اتباع سبيل اليسر واللين ليفصح له عن مكنوناته ...ونعني ب( مخادع ) ، أي أنه لا يفصح إلا بقدر ما يبطن ، ولا يبطن إلا بقدر ما يخفي ...ومهمة الناقد المتمرس أن يتعرف مبدأ التداعي والتقاطع بين العلامات في النص ، ويقوم كذلك بالتوصل إلى دلالة الفراغ والتجاور ، أو النفي والنقض ، فيطرح مساءلة النص من خلال مفاتيح مدخلية متنوعة ومتوزعة بين الفلسفي والسميائي والنفسي واللساني الخ ...ولا يهمل البصري ( الفضاء الأبيض والفضاء الأسود ...ودراسة كذلك الحوار الخارجي للنص ، أو ما يعرف بالتناص .
ما دام النص وسيلة للتواصل ، فلا تواصل دون اختلاف ، والاختلاف لا يعني التناقض وإنما يعني الحضور ...النص الأدبي ينبني على علاقات منها التقابل والتشابك والتماثل وكذلك التناقض ...إن الشاعر المبدع الخلاق يعيش الحدث مخاضا وتجربة ، قيهتبط عنده الحلم بالوعي ، والخيال بالواقع ، والمرئي باللامرئي ، فتصير اللغة عنده لعب بالكلمات ، فيصبح الدال متحررا من رقابة المدلول ، وتنقلب الكلمة إلى لوحة جمالية متحررة و حرة .

إن  سر كل الأمم في حروفها لغتها التي لها  ارتباط كبير بنفسية من يتكلم بها أو يكتبها ...كما أن سر كتاب الله تعالى القرآن الكريم في حروف لغته ..فالحروف مختلفة الأشكال والدلالات والسياقات والتأويلات ... نخبر جميع المبدعين و المبدعات أن بصمات نقدية ستو اكب العديد من الإبداعات بدراسات مستقطعة ، أما الأعمال  الكاملة التي نتوصل بها ( دواو ين أومؤلفات سرد.ية فسنقدم لها دراسة ذرائعية متكاملة ...نطلب الله التو قيق و السداد .... ذلك فقد اكتسبت الحروف العربية هالة كبيرة وعظيمة ...فاهتم بها الكثيرمن العلماء وخاصة المتصوفة الذين ربطوا المعاني الحقيقية لآيات كتاب الله بالحروف ، وقد قيل قديما إذا كانت الأعداد هي من أسرارالأقوال فإن الحروف من أسرار الآثار والأفعال ...ومن خلال قراءتنا لقصيدة ( كسوف قمر ) توضح حضور حرف الراء واللام في نص قصير بكثافة وكثرة مثيرة للبصر والذهن ...وحضور الحرفين يسائل القارئ والناقد ، فليس هذا الحضور للحرفين  اعتباطيا ولا  يحمل أي رمزية أو دلالة ...طبعا أن الشاعرة لم تفطن أو أنها استعملت الحرفين لا شعوريا ( وهي بصمة من بصمة الابداع الصادق عاطفة ) .

حرف الراء تواجد في عشرين كلمة ( القمر مكرر ، الضجر ،نور ، فجر، الشرر، اندثر ، القفر ، الروح ، الصدر ، أوراق ، الشجر ، الزهر ، الهجر ، الروح ، الشرخ ، الانكسار ، الدمار ) ....فهل تواجد حرف الراء بغزارة  في قصيدة قصيرة لا يحمل أي دلالة !؟...وننتقل لحرف اللام والكلمات التي ورد فيها إما قمريا أو شمشيا ( القمر ، القمر ، الضجر ، الفجر ، الشرر ، الحلم ، القفر ، الأمل ، الروح ، الملل ، الأيام ، الصدر ، الشجر ، الزهر ، المدى ، الغياب ، الهجر ، لحظة ، الروح ، الشرخ ، الانكسار ، الدمار ) ، ونلاحظ كذلك تجاوز حرف اللام للعدد العشرين ، لصبح عدد الحرفين أكثر من باقي الأحرف المكونة للقصيدة ، ألا تحمل هذه المفارقة أي دلالة !؟

لقد توصل علم اللغة الحديث ( اللسانيات والصوتيات ) أن حرف الراء ذو خضوصية تميزه عن باقي الحروف في كل لغات البشر ، ويحضر في معظم لغاتها ، وحرف الراء هو الحرف العاشر من حروف الهجاء وفق الترثيب الألفبائي ، وموقع الراء هو الحرف العشرون في الترثيب الحلقي عند الخليل الذي بنى عليه معجم العين .
لقدد شيه الشعراء قديما حرف الراء بالسكين والخنجر والهلال ( كسوف القمر / عنوان القصيدة ) ، وهو حرفرطوبته زائدةجدا وبرودته كذلك .
أما حرف اللام فهو مشتق من كلمة ( لطيف ) ، وتصور بعض علماء الصوفية اللام / خصل شعر اللحبيب ، ونشير إلى أن حرف الراء هو من حروف الاستقال ولكن الأصل فيه التفخيم ، لكونه يتصف بسبع صفات منها الانحراف أوالميل . ....

وخلاصة قولنا دعوة للمتلقي للتأمل في هذه القصيدة ففيها من البصمات الٱبداعية ما يشدنا الى عالم شاعرة كبيرة اسمها Khadija Bouali مزيدا من التألق والعطاء شاعرتنا المحبوبة ....

عبدالرحمن الصوفي / المغرب / طنجة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق