المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الجمعة، 10 أغسطس 2018

وجهة نظر : الالقاء / القراءة الشعري حضورنا حبا للكثير من الأمسيات وإمعان الاستماع لأصدقائنا الشعراء _الذين نكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام _ عمق في عقلي سؤالا كبيرا استعصى على فك خيوطه لسنوات ، وهذا السؤال هو: - النصوص الشعرية متعددة ، مواضعها متعددة ، شعراؤها متعددون ، عاطفتها متعددة ، فلماذا شكل القراءة / الإلقاء هو واحد عند كل الشعراء الذين استمعت إليهم ؟؟؟؟ وعند دراستي للنظرية الذرائعية في النقد الأدبي تبين لي الجواب الذي كنت ابحث عنها لسنين . كل نص شعري يمكتب على درجة مبيان عاطفة تختلف على كل النصوص الأخرى ،بل ويمكن رسم مبيان عاطفة كل نص شعري يبين تميزه المطلق على النصوص الأخرى ... وهذا دفعنا للإقرار بحتمية التنوع القرائي الإلقائي للشعر بل أن تتفرد كل قصيدة ووتميز إلقاء / قراءة ، وهذا يدفعنا للاقرار منطقيا بتنوع الإلقاء يتنوع عاطفة النص الشعري ، ومنطقيا كذلك نقر أن القراءة الواحدة النصوص المتعددة هي وحدة عاطفة والاحاسيس ( موحدة القراءة ) ، فهل الحزن في نص بشبه الفرح في نص آخر بشبه التفاؤل والتشاؤم ، مركد ان كل نص يتميز عن آخر مضمونا وسيتميز عن كل النصوص إلقاء . أين يتجسد مشكل القراءة / الإلقاء الشعري ؟؟ أن كل القراءات / الإلقاء الشعري تتم على خط ستاتيكي صوتيا اثناء الإلقاء ، وهذا النوع المتشابه من القراءة يقتل الروح في النص الشعري ، ويترك فقط للمتلقي المادة الخام اللغوية والبناء الجمالي الذي لا يتذوقه الا الملمين بعلم البلاغة والبديع وعلم البيان ، إن القراءة الستاتيكية على الخط المستقيم الصوتي تشعر المتلقى بالملل وقلة التفاعل ، والأكثر من هذا أن القراءة الستاتيكية للشعر قد تقتل الروح في النص الشعري الرائع المميز .. العوامل متعددة تتدخل في الإلقاء / القراءة الشعرية ، مثل الارتباك وقلة التجربة في مواجهة الجمهور ... - ما الحل من أجل قراءة منتعة الإلقاء ؟؟ الحل هو التدرب على القراءة الديناميكية التي تترصد درجة العاطفة في النص ، وتقمص وجداني للحظات الانتاج يقرب المتلقي من الروح الذي زرعها شاعر في كلام مصنوع مصنوع من اللغة ، تبهر العقول وتهز مشاعر واحاسيس المتلقي هزا ، ولا يتأتى ذلك الا من خلال ملاحقة النص الشعر ورسم الأفاظ صوتا معبرا ، فهناك ألفاظ تستدعي رفع الصوت واخرى متوسطة الصوت والفاظ اخرى تنخفظ تبعا لتموجات المبيان الديناميكي للنص ، القراءة الديناميكية قد ترفع وتزرع الروح في النص الشعري المتوسط .. الشاعر أمام كل نصوصه الشعرية التي ابدعها ، ملزم عاطفة ان تختلف كل قراءة إلقائية عن الاخرى . الإلقاء الشعري ضرورة أن تقرأ النصوص الشعرية ، بشكل جيد ، أي سلامة مخارج الحروف ، دون أخطاء وبشكل سليم ، وقدرة القارئ على إرسال انفعالات العاطفة من خلال نصه ، لكي يتم التوصل إلى الفكرة غير ناقصة في ذهن المتلقي . الإلقاء يكون عادة ءمام حشد من المتلقين ، يسمعون النص ويبحقون عن الاسباب التي تكمل تذوفهم له ، فيبقى النص رسخا في عقولهم ونفوسهم . الشعر الموزون تعتمد طريقة قراءته الإلقائية على تفاعيل الأوزان ، مع الانتباه الى الإيقاع والنبر ، وهذا الأخير نعني به أن تشدد أو كلمة أو مقطع بالذات في النص لاحتوائه على فكرة هامة . ..ومن الهام جدا تمثيل حالة النص النفسية ، حيث تقرأ القصيدة الحزينة بشكل مختلف عن القصيدة الحماسية وهكذا ...وبنبغي التلوين في إيقاع الصوت ونغماته ، بحيث لا تكون القصيدة على نفس النغم ، وتنوع النغمات بتنوع المعاني . وتعتبر لغة الجسد أساسية في الإلقاء ، بحيث براعي الشاعر اثناء الإلقاء حركات جسمه . من الأعضاء المهمة العينان واليدان وطريقة الوقوف ، فكل هذا له تأثير كبير على السامع المتلقي ... احمد شوقي من كبار الشعراء لكنه كان يفوض من يقرأ اشعاره . ولنا في العالم العربي الكثير من التجارب في الالقاء والقراءة الشعرية الممتعة الناجحة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر المرحوم محمود دروبش هشام الشخ البرغوتي واللائحة طويلة ونلخص قولنا في ضرورة تجنب القراءة/ الإلقاء الستاتيكي لانه يقتل النص الجميل ، وزرع الروح بقراءة تفاعلية ديناميكية فقد ترفع من شأن النص المتوسط ... عبدالرحمن الصوفي المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق