.....قراءة في علم النفس التطبيقي ..الحلقة 6.........الشخصية والسلامة النفسية .............. مفاهيم كثيرة ومباني مختلفة للصحة النفسية ، ولعل أبرزها مفهومان على الأقل : - المفهوم الأول يعني البرء من أعراض الأمراض العقلية والنفسية . وهذا المفهوم يجد له مكانا في ميادين الطب العقلي . ولهذا المفهوم دلالة ضيقة ، لأنه يعتمد على حالة السلب أو النفي ، وبعني خلو الفرد من المرض العقلي أو النفسي . فالشخص الذي تتسلط عليه وساوس ، أو الشخص يملؤه شعور بالعظمة أو الاحساس بالاظطهاد لا يعد سخصا سليما من وجهة نظر الصحة النفسية . فالأول فريسة لمخاوف مرضية ، والثاني تحت وطأة أعراض المرض العقلي . ومثل هذين الشخصين بكونان عرضة لسوء التكيف وأن علافتهما الاجتماعية يسودها الاضطراب وتتسم بسوء التوافق ذاتيا وموضوعيا . - أما المفهوم الثاني للصحة النفسية فيأخذ طريقا إيحاببا واسعا ، شاملا ، غير محدد ، إذ أنه يرتبط بقدرة الفرد على التوافق مع نفسه وبيئته الاجتماعية ، وهذا بدوره يؤدي الى حياة خالية من التأزم والاضطراب . والفرد في هذه الحالة يكون راضيا عن نفسه متقبلا لذاته ، كما أنه يتقبل الآخرين ، فلا يسلك سلوكا اجتماعيا شاذا ، بل يسلك سلوكا يتسم بالاتزان والتوازن ، ارتكازا على اتزانه الانفعالي والعاطفي . إن شخصا من هذا النمط يعد سويا من وجهة نظر الصحة النفسية ، لانه يستطيع السيطرة على العوامل التي تؤدي الى الاحباط واليأس ، مثل الزوج الذي لا يرى في الحياة الزوجية عبئا ثقيلا ... لهذا فمن الأفضل الاخذ بالاتجاه الايجابي للصحة النفسية ، لأنه اتجاه واسع ، متكامل ، يؤمن بفاعلية الفرد ، وقدرته على التأثير والتأثر بالاستجابات السلوكية المختلفة في مجالات الحياة ، وذلك في حدود الخصائص التي تتميز بها الطبيعة الإنسانية مع مراعاة التقاليد المجتمعية الذي يعيش فيها الفرد ، والحرص على معاييره وقيمه التي تنظم العلاقات بين الأفراد . .............يتبع ..................