المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأحد، 16 سبتمبر 2018

عودة امورو * عادَ كلكامش عادَ أوديسيوس إلى حُضنِ أُمِّهِ رُدَّ موسى . . . لكنَّ أمورو لم يَعُدْ لم ترَهُ للزّرقاءِ عين . . . ربما أكلَهُ الذّئبُ والكبارُ تستبق . . . ضارعون إلى السّماء بأكفٍّ أصابَها الخجل . . . يجمعونَ عيونَهم بعينٍ واحدة صّبرَاً غيرَ جميل . . . لا شئَ يحملُهُ الهُدهُد . . . غادروا بُقَعاً تعفّنتْ ولمّا يزلِ التّرقبُ زمناً يتفسخُ على أوتادِ الفرعون . . . . . . . . يأجوجُ ومأجوج يُقيمون المتاريس كأنَّ ذا القرنيْنِ ماتَ في عيونِ الدّروبِ المهجورة . . . تقوّستْ أضلعُ الزّمن لا لونَ لم تلحسْهُ الظّلمة . . . إذنْ هو الذي لا يُرى آخرُه . . . تبحثُ عن صورِها الأشياءُ لا خَرسَ وعينُ الشمسِ تُسمل . . . يُعلقُ أمورو فأسَهُ على رقبةِ موتِه ليسَ لهُ أنْ يكونَ غيرَهُ عندَ العُبور ! . . . . . اختلطتِ الشُبُهات ربَما هذا الذي تحملُهُ أسماً ليسَ لكَ . . . ربَما يوماً على قارعةِ الطّريق تجدُ رأسَك بيدِ سمسارٍ يُباعُ مع قِطَعٍ مسروقةٍ من آثاثٍ عتيق . . . بعدَ أنْ غيّروا كُلَّ ملامحهِ كي لا تستردَّهُ عند القضاء . . . مزادٌ أقنعةْ كُراتٌ على جليد . . . الدّمُ على قميصِ الصدّيقِ ليسَ بكذب . . . سنمّارُ ماتَ مُنتحراً بحبلٍ من هواء . . . أبو رغالٍ لم يكوّرْ زاويتَهُ الدّاكنةَ عيناً لفيل . . . إنّهم يُرقّعون خروقَهم بجلدِ ثعلب يلبسون ثوبَ الأفعى مسوحاً عندَ السّلب . . . . . . . . أمورو ببقايا من تحتِ رماد شارفَ حافةَ جُرحٍ لعلَّها تكفي لفتحِ صفحةٍ تنطقُ بتجريمِ القتلة . . . يُشعلُها أوْ يكون من الضّارعين . . . لكنَّهُ وَعدَ ساقيتَهُ ألآ يدورَ حولَ نفسِه ناعوراً من غيرٍ ماء . . . لا بُدَّ أنْ يأتيَ بقبسٍ من نار . . . فهل علمَ صاحبُ العصا الغليظةِ أنَّ السّخطَ يُفتلُ في بيوتِ الطّين ؟ وأنَّ نرام سين أغلقَ الأربعةَ بوجهِ الرّيحِ السّوداء ** فلا منجىً لمَنْ حدثّهُ هوىً بخَرْق . . . . . . . . ليالٍ يتبرّجَنَ لأصحابِ الجّيوبِ المُنتفخة . . . الصّفقةُ تمّتْ لبيْعِ النّهار برغيفهِ المجلودِ بسوطٍ مأجورٍ بعرقهِ الذي يشققُ الجِلدَ المُتعب . . . لم يبقَ غيرُ مملكةٍ لضفادعَ سمانٍ تحرسُهُا أحزمةُ من نقيق . . . أينَ أختفتْ قدَما أمورو وهو يغذُّ الخُطى نحو مُدنِ الذّهبِ المطليِّ بجوعِ الفقراء ؟ إنَّهم يغتالونَ الأثرَ المرسومَ على أرضِ الرّفض . . . فهلْ لوجوهٍ تُحشرُ زُرقاً يومَ حسابٍ معلومٍ شهقةُ غريق ؟ أنَّ دماءً أرادَ لها الطّغاةُ أنْ تُسفكَ لا تفتحُ باباً لعمّا سَلَف ! . . . . . آتٍ يبوحُ بصمتٍ لم تزلْ حروفُهُ في آخرِ الحنجرة . . . لامستْ سكّينُهُ عَظمَ صبرٍ طويل كادَ أنْ يكونَ موتاً من غيرِ قَبر . . . لا يُريدُ أمورو أنْ ينامَ تحتَ نخلةِ السّلطان لعلَّ الريحَ تهبُهُ حفنةً من رطب . . . عروقٌ تتغضّنُ قُطعَ الحبلُ الذي كانَ يجرُّهُ للخلفِ سنيناً. . . إنّهُ يحتطبُ ليصنعَ أرجوحةَ عيدٍ أو يُعدَّ آخرَ الدّواءِ لورمِ الظّل . . . دفاترُ الأمسِ تقرأُها عيونُ الصّغار تحذفُ سطورَ التّوسّل . . . الدّارُ ليستْ للبيع الشّوارعُ تزحفُ نحوَ الشّمس ! . . . . . عبد الجبار الفياض أيلول/2018 * اسم سومري ** يسمى ملك الجهات الأربع ملك أكد بين العامين 2273 و2219 ومعنى سين المحبوب . . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق