المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأحد، 30 سبتمبر 2018

يوميات من حياة معلم(تابع)5
        زميلي ذاك الذي كان يؤنسني؛تزوج ،فما كان منا الا ان نبارك له، وننسحب من السكن،ليستقر وزوجه به، اليس اخونا في العمل؟؛ بيد أنه سوف لايطول به المكث فقد نقلوه لمجموعة مدرسية اخرى اضطر على اثرها  للسكن ببرشيد .ولنعود مرة أخرى للسكن وهذه المرة سيكون في اسمي انا ؛ فكنا جميعا اخوة واخوات نتغذى فيه كما كنا قبل استقرار أخينا وكأن الدهر أقسم على ان يجمعنا من جديد،
       ويأتي مدير جديد،سبقت لي معرفته،فقد كان معلما مطبقا بمدرسة المعلمين بمدينة سطات ،جاء في سنة تأخر فيها دخولنا لمشاركتنا في الاحصاء العام للسكان والسكنى، سأعود لأجد معلما تسلل للبيت واحتل غرفة منه ،رحبت به واكرمته دون ان ادري انه داخل لعبة قذرة يعلم او لا يعلم لست ادري، فقد غادر المدرسة مفشلا خطة المدير الجديد الذي احتال لافراغي من السكن ضاربا بالقانون عرض الحائط ؛
       انطلقنا كالعادة،وعلم المدير بخطي وتنظيمي ؛فسطرت له كل وثائقه وعبأتها وعلقتها في سبورة الوثائق التي كان يتوسطها التنظيم التربوي والاداري الى جانب حزمة من الوثائق احصاءات وضبط الغياب ووووومع التزيين يصويرات جميلة أخاذة .
       ناداني يوما لاكتب له شكوى بالحارس؛وقد علمت فيما بعد، انه كتب به ازيد من خمس عشرة مرة في ظرف شهر. وتدخل الزملاء لتهدئة الاوضاع لكن المدير كان عنيدا ؛ كان له مبدأ في حياته الادارية؛ان لم يكن لك مشكل مع أحد اخلقه لتتعلم ؛ كان نرجسيا بامتياز ،سأله احدهم يوما متى تكون نشيطا فوق العادة؟رد عليه بدون تروي، حين ارى المعلم غارقا في المشاكل! وكنا نلتمس له الاعذار فقد كان حطيئي الهيئة؛ماقتا لنفسه متقلب المزاج ،حيسوبي المعاملة حتى من اهله وعائلته ؛
         كل ماسبق ذكره،سنعرفه فيما بعد ؛ والمهم الآن؛سنتعامل بالحسنى،ناداني وقد جاء بالاوراق الخاصة بالوثائق الادارية؛اخذتها وخذت المعلومات التي ستحملها كل ورقة؛وانصرفت.
           بعد اسبوع كانت الوثائق معبأة ،وعلى سبورتها علقتها مع بعض التزيينات،الى هنا فالعلاقة على احسن ما يرام،نجتمع انا وهو والاوتاد الثلاثة ،نتبادل طراف الحديث كل يحكي ما عنده ،ولحسن الصدف انا وتدا من الاوتاد عمل معه في المدرسة المركزية ببرشيد في ستينيات القرن الماضي،وكنت انا بها تلميذا؛غير انني لم ادرس عندهما.
        استقبلت المؤسسة بضع معلمات،فكنا نجتمع بالبيت سكناي لوجبة الغذاء ،وهذا كان يشعل نار الحقد في قلب المدير، فالتآلف لايخدم مبدأه ؛وقد كانت عينه زائغة،ذئب في ثوب بشر؛لكن التي وضع عليها عينه أرته النجوم في وضح النهار ؛ولم يكن الحل الا الانتقال للتقارب الزوجي وردم المشكلة.
          فكر كثيرا فلم يجد الا معلمة،تخذها طريقا لتفريقنا؛وكانت المعلمة قد تزوجت مؤخرا بأحد موظفي وزارة العدل يعيشان مع والديه بالقرية (الفيلاج)؛فاوعز لها بالكتابة لطلب السكن غير آبه بالتشريع الاداري ربما كان يتوكل على احد اصهاره كان نائبا آن ذاك ؛لكن المصلحة اعادت له المراسلة لنتنازل عن السكن،كل هذا ونحن في -دار غفلون-كما يقال؛ ترى ماذا سيفعل؟كيف سيحل المشكل؟نادى احد زملائي ليوقع التنازل بدعوى الاخوة والزمالة،ذلك أن زميلتنا تعاني مع أهل زوجها وهي لا تطلب منا سس أربعة اشهر حتى تتدبر حالها؛بعد ذلك ناداني وعن حسن نية وقعت له ؛ وأنصرفت ؛وانا راجع نادتني الزميلة صاحبة الشأن آسفة انا ليس لي شأن بالسكن انما هي لعبة اقحمني فيها السيد المدير ،فسامحوني، قلت لاعليك،ماذا نفعل ياترى؟ سحبنا توقيعاتنا؛وانسلخنا من التعاونية المدرسية وجمدنا التعامل معه كليا؛
         وتمضي اسابيع،ليفجر مشكلا آخر مع وتد من الاوتاد لست ادري كيف تمالك نفسه؛وقد حكى لي رحمه الله أنه هيأ سكينا من أجله ؛فالمرة القادمة إذا لعب بذيله قد تكون نهايته على يديه، لكن الله سلم حيث حضرت لجنة نيابية وتفتيشية اطفأوا الغضب والنار؛فاستقامت الامور لباقي السنة،وعادت الامور رويدا رويدا لحالتها الطبيعية مع الحذر والحيطة.
           وفي آخر السنة؛صبغت السكن استعدادا لزواجي،فالتمست من المدير جر خيط كهربي من عداد الحارس الذي كان لايؤدي الاستهلاك؛فسمح لي بذلك عربونا على فتح صفحة جديدة.
          لاأنكر أنه كان رغم كل ذلك اداريا بامتياز، فالتوثيق رأسماله الكبير ؛حتى ورقة الإرسال كان ينسخها،ليوقع له رئيس مكتب استقبال المراسلات (الضبط )في النسخة.
      بقلم /محمد مبارك نافع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق