غريب بدون هوية في غرفة في سطح من بناية في برلين
ربما تلك النافذة
هي طريقك إلى المشتهى
وكانت الهَبَّات الأولى لريح شتاء
ذاك الجسد الافتراضي تسبح في تلك
المسافة
الشهية منذ صباح الخيال الاول
وأنا وافد جديد
افتح باب النشيد،
ربما تجود تلك النافذة بأنثى
تمشط شعرها في هذا المدى
الصامت الموحش البعيد
ربما
تشتعل برشفة قهوة
أو رائحة شفاه حمراء
اسطورية الوسامة.
وبعد حين،
زقزق عصفور في تلك الساحة
بيني وبينها
لم أكن وحدي إذن،
هناك حياة مجنحة،
تخفق بين انامل الساعة،
تنفق يومي الحائر بسخاء كثيف البدايات
كثيف الصمت.
جسدي يسكن معطف الصقيع،
ألبس كل حكايات الإنتظار المرتجف،
وحيدا في هذه الغرفة الغريبة
أشيد نزهة ،كل مداها..انا وتلك النافذة
المغلقة
وحدي في هذه الغربة في انتظار مصير
يندلع
خفيا في هذه اللغة..اتلاشى
أتكون من جديد،
ثم اسافر محمولا بالهواء البارد
حتى ألامس تلك النافذة،
هي الآن ربما دافئة،
وهناك إمرأة خلف أظلافها،ربما،
شغفت بالسكون على سرير العشق
القلق
تسمع صمتي
أوهكذا قلت مقنعا كل انفاسي،
وكان اليوم في يوميتي
هو اليوم الموالي فقط
لم اعد اعرف الرقم
المحدد
لا أعرف إسمه في لهجة العدد،
وكانت سخرية ابْتَدَعْتها ....تلك النافذة،
فقبلتُها لعلي أقترف شهوة الخيال..
اترَعت كأسي
لعل شفاه النفي
تشاركني
حافتها الناصعة،
فتعالي، رأفة،
الى دقيقتي الشاسعة،
إني رأيت حمالة صدرك الجامح، حمراء
تحيط كل مرمر المدينة.
رأيت تراتيل الماء تغمر
أظافر رجليك الوردية،
وتزيد عمري لحظة أخرى
تمسح كل التفاصيل الصغيرة،
لغيبوبة المسافة.
إنه أمل أشعلته بصَافن الحرف،
وملتذ سمعت هناك وراء اظلاف تلك النافذة،
فحيحك
وشبقت بغريزة الهجرة
ونفيت كل ذريعة تمحق الامل.
خيال أدفئ به
انواع الصمت البارد في هذه
الغرفة وأحيا حقيقة
أكثر من يقين الصقيع.
الزغموتي نورالدين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق