المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

دراسة نقدية تحليلية ذرائعية : إشراف عبدالرحمن الصوفي

بسم الله الرحمن الرحيم

دراسةنقدية تحليلية ذرائعية لقصيدة  ( قسمة ) الشاعر ( عبدالرزاق عودة الغالبي  \ إشراف : عبدالرحمن الصوفي
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&     الجزء. الأول من الدراسة الدرائعية

                        أولاً- تقديــــــــــــم:***

  إن المنهجية الذرائعية البروغماتية المبتكرة، من طرف الدكتور التربوي والمنظرعبد الرزاق عودة الغالبي،منهجية علمية، ودقيقة تكتيكية واستراتيجية، في ملامستها المبتغى والمراد في مجال نقد الفنون الأدبية ،لها منظار دقيق  لتحديد البؤرة الثابتة  في النص، والاحتمالات المتحركة فيه، ظاهرا وباطنا، شكلا ومضمونا، وأولت المنهجية الذرائعية عنايتها،  دفاعها المستميت على النص ومالك النص. استحضرت مصطلحات وأدوات وآليات واجرائيات متطورة، كإهتمامها بالمدخل البصري وذلك بوضع مسح طبوغرافي لمعالمه واحداثياته  السطحية بمنظاردقيق وتحديد مكونات وتفاعلات البيئة الشعرية من حيث الوقائع التاريخية والاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية،كما اولت عنايتها بطريقة فائقة بموضوع التيمة، ومعيارالدقة في الابداع انطلاقا من عدة مقاييس محددة ،كمقياس نقد المعنى ومقياس الصحة والخطأ والعمق والسطحية ومقاييس الصدق والكذب والقوة والضعف والبوابة الجمالية التي تجعلك تطل على الصورة الفنية والموسقية الداخلية والخارجية ودرجة الانزياح نحو العاطفة وقدمت الذرائعية البروغماتية، مداخل أخرى كالمدخل اللساني والمدخل السلوكي والمدخل العقلاني والمضور الاستنباطي والمدخل الرقمي .وللتاكيد مرة أخرى، فان الدرائعية منهج منصف وعادل، علمي  ومعلوماتي يستثمر تكنلوجيا المعلومات والاتصال، سريع التفاعل مع الابداع ،دقيق في ملامسة الهدف والمعيد للنص الإبدعي العربي ومالكه ولللغة العربية ، كل صفات الهبة والإعتبار، بعد هذا المدخل المقتضب عن المنهجية الذرائعية البروغماتية حسب درجة استيعابي لها من حلال الدروس والمناقشات.. وفي ما يلي نموذج تطبيقي للمنهجية الذرائعية البروغماتية، حول النص الشعري'( قسمة)، من بين ثنايا،ديوان (هواجس اليأس)  للدكتورالتربوي عبد الرزاق عوده الغالبي.

                                           قسمة
عواء ذئاب في الشروق
ونسائم خير في الغروب
وعبق عطر
من الجهتين
ظهري صفحات بيضاء
يقرؤها العابر والسابل
جهرا في وجهين
منقار حمامتي
يحمل غصن الزيتون
ويبني عششا
بين منابري والحرمين
مسار فنبلة
يعاند صوت الله
فوق مآدني بشكلين
تندلق القهوة
فوق تلال الكلمات
ويتاجر صاحبها
بارواح الفراشات
بين اصابع يدي والقدمين
يهتز جسدي
من ثقل كارثة
ونعيق بوم يدنس
لحافي ذي الوجهين
طوفان التغيير
يغسل مهجتي
وحقول قمحي
تطهرها دموع النهرين
كأن موسى بعصاه
يقسم خلق الله
بعدل في شطرين
نرتع في ذات الدنيا
ذكر وأنثى من روحين
تفحص جسدك
من قمة رأسك
حتى أخمص القدمين
تجده مرتكز في رقمين
أسلك خط هلالك الأول.
إن كنت من هذا أوذاك
تذكر انك ابن لقمرين.
التعريف بالشاعر:
هوالدكتورالتربوي،عبد الرزاق عودة الغالبي، خريج كلية الآداب، جامعة البصرة، 1972/1971، قسم اللغات الاوربية انكليزي / الماني، عمل مدرسا ومشرفا اختصاصيا، لمدة 40 سنة ، اشترك في الدورات التطويرية في علم اصول التدريس وعلم التعليم ، عضو اتحاد كتاب الانترنيت واتحاد الادباء الدولي واتحاد النقاد العربي واتحاد النقاد العراقي ورئيس لجنة النقد في اتحاد الروائيين العراقيين في البيت الثقافي العربي في الهند .وضع النظرية الذرائعية وقد ضمنها بكتابه الأخير موسوم /الذرائعية في التطبيق/ واعتبرت أطروحة ، نال بها شهادة الدكتوراه بعلم النقد من جامعة ستراتفورد الامريكية في الهند وصدر له عن دار البيت السومري. الكتب التالية:أهمية التواصل في عملية تعلم اللغة الانجليزية،كتاب العبورالى الضفة الأخرى ، سنوات العمر الهاربة ، اجنحة المعاني ، ترانيم سومرية،الذرائعية في التطبيق، نساء مقهورات، رجال مقهورون، وله اصدارات اخرى تحت الطبع، عددها ستة :
1- أحاسيس مبعثرة: مجموعة شعرية.
2- انتحار قلب: مجموعة شعرية.
3- تخية في مجاهل الغربة: رواية.
4- جمهورية الصفيح: رواية
5- كتاب نقد ادبي.
6- مجموعة قصص قصيرة.
ومؤلفات أخرى ، حي يرزق أطال الله عمره،جاد معطاء ..يعمل ليل نهار ، معدل بكل صفات الخير والبر والاحسان   .. وقد قلت فيه وما قولي إلا قليل .ألتمس من شخصه كل العفو والمعذرة إن قصرت في حقه ، وإلى  ديوان (هواجس اليأس) -الذي تنتسب اليه  قصيدة (قسمة)، هي موضوع تطبيق المنهجية الذرائعية البرغماتية.

ثانيا- البؤرة الثابثة:

ترتكز البؤرة التابثة في كل ومجمل ابداعات الشاعر والناقد البراغماتي الدكتور والأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي على ثلاثية مفهامية ثابثة ومتحولة ستاتيكية وديناميكية مؤطرة  ملهمة للابداع في جميع ابعادة الفنية والجمالية والفكرية والعاطفية والروحية والسياسية والمعرفية في نفس الوقت،اولها (الوطن) وثانيها (الانسان) وثالثها (الحياة) .
ولرصد المكون الثابث في النص'(قسمة) بشكل دقيق وتحديدا لمعالمه ومكونات معالمة الفنية والجمالية والفكرية والمعرفية والنفاذ إلى قناعات المبدع وتحديد قناعاتة مواقفه،الاجتماعية والسياسية والفكرية والدينية .. سيادة ووحدة الوطن والحب والوفاء والإخلاص للوطن، ومشاعرحب الوطن معادلة لمشاعرالحب تجاه الاباء والابناء وطاعة الوطن من طاعة الآباء في ابعادها الوجودية ،كل هذه المشاعرالنبيلة عبرعنها الشاعر في قصيدتة – قسمة – وفي أرقى مستويات الوعي الوجداني والعاطفي في ابعاده الجمالية والفنية والمعرفية ..  ثان مقوم التلاثية التابثة والمتحولة (الانسان ) الإنسان العراقي والحرب والموت الذي يتهدده بين الفينة والاخرى،والوجود المزدوج للانسان ذكر وانثى في ابعاده الروحية ،والطينية ، جدلية الماء والطين والروح حصة الله في الخلق، والروح السوداء المشعلة لنارالفتن المذكية للصراعات المتاجرة والمقايضة في أرواح ودماء وذمم الانسان، الروح السوداء الطينية المتعجرفة والتي تعتقد انها تمتلك الحقيقة لوحدها بدعوى امتلاك مفاتيح الجنة والنار، وتقابلها الروح العقلانية النورانية المؤمنة بالحوار الحضاري البناء المؤمنة بالتعايش والتساكن والتراحم والمتشبثة بالمقوم الستاتي والدينامكي، الثابت والمتحول، هو وهي، (الحياة ) و تستمر الحياة في جحيم الحرب.. ليمارس الانسان أحقية حقه الطبيعي والمشروع، وليمارس أيضا حقه الطبيعي والمشروع في رفض الموت وكل أشكال الموت..هناك حياة وهناك ممات  بين الفينة  والأخرى ،استراتيجيات وتكتيكات لا تنتهي .. وفي صيرورة وفي تحد للحاضر المطوق بالمثبطات بالرغم من الدمار والتاجيل والنعيق والتهميش ..ينطلق الشاعر صادحا معلنا اوجاعة ومواقفة الانسانية الوطنية والوجدانيةوالمعرفية والفكرية والروحية،مرسلافي هذا النص الشعري المحترم والمهيب خطاب الدعوة الى السلام والتعايش والتساكن والتراحم ونبذ الحروب و الصراع الطائفي والمذهبي والعمل على تحقيق التغيير في ابعاده السياسية والاقتصادية والاحتماعية  .

ثالثا- الاحتمالات المتحركة:

من الصعب جدا الإحاطة بكل الإحتمالات المتحركة،لان التاريخ في دينامكية قوية، زوبعية فجائية و فجعائية يحكمه منطق الغارات،/ المد والجزر /التقدم والتراجع/الكر والفر/تكتيك ينفي او يقشل الذي سبقه/حيطة وحذر وترقب /تخفي تمويه /فنص صيد / فتك قتل /تهديد بالقتل والتشبث بالحياة... الوقائع والكوارث ، والسرعة في الفائقة في حركية الزمان والمكان،في مراكمة النتائج الكارثية... نطلع على هذه الاحتمالات من خلال المداخل العلمية التالية :

أ-المدخل البصري للنص:

للنظرة الأولى وكما القراءة الأولى، يظهرلك النص وجغرافيته السطحية . بأنه قصيدة شعرية، مفتتحة بكلمة (قسمة) ،(نص شعري) ذو جمل ليست بالطويلة البائنة وكما انها ليست بالقصيرة. علامات الترقيم الفاصلة النقطة وعلامة التعجب، نقط الحدف...موضوعة و مضبوطة باحكام ، وفي المكان الذي يقتضي وضعها فيه، القصيدة متعددة القافية نونية ويائية وكافية في المقاطع الأخيرة من القصيدة. القافية وحرف الراوي هوحرف النون،والنون حرف مجهور، انفي المخرج ، ومن الحروف الذلق وهو الحرف الخامس والعشرون في التسسل الهجائي والربع عشر في الأبجدية العربية ، والنص  تختلف مقاطع موسيقاه الخارجية ، مدود طويلة تكاد نذهب بالصوت الى أعلى الطبقات الصوتية ثم تنحدربك الى أدنى مستويات هذه الطبقات الصوتية في سكينة وهدوء باستعمال (ياء المتكلم) كقافية وحرف راو.(ياء المتكلم)  ضمير متصل مبني على السكون .ضمير نصب وجر تتصل بالفعل التام والحرف وتتصل بالفعل الماضي والمضارع والأمر. كتب الشاعرفي بحورمتعددة، القصيدة تبدو كتله فنية واحدة لاتجعلك لا تشعر باي إرباك لحني.في تكتيك مذهل واستراتيجية متطورة.الهدف منها بلوغ اعلى درجات التواصل مع المتلقي.

-البيئة الشعرية :

وفي بيئة تاريخية، وهي  منطقة ما بين النهرين (ميزو بوتاميا) ومن ضمنها العراق الحالي أول المناطق التي نشأت فيها الحضارة الانسانية ، بالتحديد منطقة اوروك ، أول مستوطنة بشرية، في بيوت من حجر ومعابد زينوها بالمعادن النفيسة ، واختراع الكتابة المسمارية استخدموها في السجلات وعقود البيع والشراء. السومريون اول من سكن المنطقة، شعوب سومرية وآرية ..إلى مجيئ الدولة البابلية مع حمو رابي  صاحب أول شريعة، كتبت في التاريخ، 282 قانون ومسلته الشهيرة ، وعد البابليين الميتانين والآشوريين.احتمال تاريخي  ثقافي حضاري خاضر بقوة في الابداع ومرجعية لكل تغيير او كل تحول..
    وفي بيئة دولية ، مشحونة ومشتعلة بالصراعات وتضارب المصالح ، الجيو اقتصادية والجيوسياسية والجيواستراتيجة بين الدول القوية التي تقود العالم وموقف الدول (النامية)او(السائرة في طريق النمو )، بيئة مليئة بالقضايا والتقلبات التي لا نهاية ولاحد لها. من قضية الى أخرى الثانية  تنسيك الأولى أو تصنف إلى قربها في تراكم مهول .والنكسات تلو النكسات والصراعات السياسية والدينية والطائفية والمذهبية والموقف العربي ؟؟ والموقف الاعلامي بأجنداته وخلفياته وتعتيمه للحقائق وتضليله للرأي الوطني والدولي، والنتائج الكارثية والسلبية  لهذه الحروب الجائرة والفاشلة في نهاية المطاف..والتاريخ الذي  يسير في الاتجاه المرفوض، وفي بيئة عملاقة الحضارات وصاحبة ستة آلاف سنة من ثلاثة حضارات سبقت كل حضارت الارض ومهد الانبياء والرسل ،يتمزق بسكاكين الغذر والخيانة وقوى الظلام . في آتون هذا الوضع، تتفتق التجربة الادبية والفنية الشامخة، هواجس الياس،  للذكتورالشامخ عبد الرزاق عودة الغالبي.و من بين ثنايا هذه  التجربة الشعرية المحترمة والموهوبة (هواجس الياس) للذكتور عبد الرزاق  الغالبي، ينتمي ،هذا النص المفتتح بكلمة ( قسمة).

-الصور والموسيقا الشعرية ( المنظور الجمالي)

تقوم الرؤيا الجمالية الخلاقة على الوعي الجمالي لدى الشاعر، متاثرة  منفعلة ومتفاعلة بناءا  على الثوابث التالية:الانسان والوطن والحياة ،من حيث الصورة الشعرية،الجمل الشعرية والمقاطع الشعرية البحور المتعدد الموسيقى الداخلية والموسيقى الخارجية الصور الشعرية الاستعارات والكنايات التناصات ..بناء صرح جمالي وفني يستحق التقدير والاحترام.

الصور الشعرية:

أورد الشاعر عدة لوحات تنطق بالجمال تجعل القارئ يحير في اختيار، مفاتنها الجمالية وتخاطب فيه كل حواسه المعروفة والمتعارف عيها وحتى الحاسة السادسة  وتخلق لديه قلقا عاطفيا ومعرفيا الصورة الشعرية تكتيك واستراتيجية فنية جمالية وحربية مثلا:
عواء ذئاب في الشروق
ونسائم خير في الغروب
وعبق عطر من الجهتين
الصور الشعرية مكثفة الدلالات والمعاني ، انه عواء دئاب يخاطب الشاعر حاسة السمع باثارة الانتباه الى قطيع من الذئاب يعوي، وترداد وصدى متقطع وممتد وفي تجاوب بين افراد  القطيع الماكر لايفقهها إلا أفراد القطيع نفسه ،ما يبث الخوف والرهبة  ويدعوك للترقب  وأخذ كل الحيطة والحذرويفقدك الامن والأمان والتهديد بالقتل بين الفينة والاخرى وعدم الاسقرار الحرب الموت ..لدى الشاعركفرد وكوطن ساطرق بتفصيل من خلال المدخل اللساني .
الصورة الشعرية الاخرى في الشروق يحيل الشاعرعلى ظاهرة كونية وهي كثيفة الصورو المعاني شروق الشمس وجمالية الشروق كاطلالة النور على الكون والمخلوقات من انسان ووحقول وروابي ووديان وتلال وهاد وكيف ينتشر النور طاردا اشباح الظلام، معيدا للكائنات الوانها وبريقها وحياتها .لكن عواء الذئاب وخبث الدئاب ومكر الذئاب، يفسد على الإنسان لحظة الاستمتاع بالشروق وبمكوناته الجمالية... ليسود الترقب والتاهب والحيطة والحذرالتوجس طرح التساؤلات ووضع جميع الاحتمالات  . الشروق مصدر شروترقب وحيطة وحذرمدعاة للتنصت والحذروالإنتباه ووضح كل التكتيك والاستراتيجيات ووضع العدة والاستعداد المادي والمعنوي للحرب واستحضار واللوجستيك الحربي اللازم .. ، انها مسالة حياة اوموت... 
الغروب ،وشمس الغروب شفقية تميل ميل النهارفي المساء معلنة قدوم الليل،بالوان متمازجة بيد فنان خارق يعرض الاف اللوحات والصوربين كل دقيقة وثانية،في الغروب وكما في الشروق تترك لك الشمس مجالا كي تنظر اليها باعينك للتأمل والاستمتاع انهما آيتين من ايات الله في التعاقب الأزلي  للييل والنهار ...  ،ونسائم خيرفي الغروب، مصدرخير تفاؤل بالنسبة للشاعر مصدر حياة .الصورة البلاغية(استعارات وكنايات والجناس التام وغير التام..) تجعل خيالك متسائلا عن التقابلات والمفارقات والتقاربات والتباعدات في ابعداها الجغرافية والثقافية واللغوية والحضارية  وما الى ذالك ؟ وموقف الشاعر؟واين انا حيال هذه الكثافة من الصور؟؟المسافة الزمانية بين الشورق والغروب هي مسافة يوم واحد اما المسافة التاريخية والحضارية فهي موضع السؤال وفي جحيم الحرب فهي مسافة حياه اوموت ؟؟
العطر بلاغة يعبق من الجهتين في تواصل دائم يخاطب حاسة الشم ، يذكي ويؤجج المشاعر والاحساسيس، وعلاقته بالجسد ، العطر اناقة وفكر وحضارة والعلاقات الثقافية والدينية  والدبلوماسية والسياسية التي تتصف بالتعاون مع  سوريا والأردن بدلالالة ألفاظ عبق عطر من الجهتين .تلازم العطر والموت لخظة تجهيز الموتى /الشهداء.
القصيدة كلها تقريبا صور شعرية دلالة على اتساع خيال المبدع وتفاعله الصادق والمهموم مع قضيته كانسان وكوطن والرغبة الملحة في التشبث بالحق في الحياة ،كثرة الاستعارات من جناس وطباق وكنايات وتشابيه تناصات انزياحات .اقف مثلا عند:
كأن موسى يقسم خلق الله
بعدل في شطرين.
تجبرك هذه الدلالات في تناصها مع قصة موسى المذكورة في القران وكتب التوراث وكتب التاريخ القديم الى الى كل هذه المرجعيات .. الصورة الفنية المكونة من التشبيه واداته  (كأن ) واركانه من المشبه به ووجه الشبه  ، تحيل على العودة  المرجعيات المقدسة سواء عند المسلمين  في القران او كتب بني اسرائيل من زبور ومؤلفات قديسيهم ورجالات دينهم، وغيرها من كتب التفاسير التي تناولت قصة موسى عليه السلام وكلامه مع الله وحواراته مع قومه من بني اسرائيل  وعصاه المعجزة وقصته مع فرعون وعصاه التي ابهرت باعجاز رباني، كل سحرة فرعون  وتشطيره  البحر بضربة من عصاه الى شطرين وهنا يلتقي الشاعر مع موسي في ان كل واحد منهما يحمل رساله معينة، والصور التي ينشطر فيها البحر وامتداد وشق الطريق لسلوك بني اسرئل والنجاة من طغيان وبطش الفرعون . إلتقاءالمشبه والمشبه به في وجه الشبه الدال على النهرين وبلاد مابين النهرين بلد العراق . النهران مصدران للحياة والثروة وحتى الطهارة الروحية والجسدية ،  والابعاد الاخرى،حدث الحرب والاقتتال والصراع الموي القائم  والخلافات السياسية والطائفية والعرقية.. والوطن واحد. فيه الاب وفيه الام،كما تجبرك الصور الشعرية على العودة الى خرائط الجغرافيا والتاريخ وعلم الاجتماع والفلسفة والدين ...توظيف الشاعر واستخدام المحسنات البديعية كالسجع و ترادف اقتباس ومراعاة النظير. في احترام تام لقواعد اللغة العربية وقواعدها من نحو وصرف ومرعاة للمباني والمعاني دون تكلف او تصنع ،راميا بذلك الى تبليغ رسالته الفنية والإنسانية والوطنية والتشبث بالحياة،القاموس والمعجم يستمدان حياتهما البيئة والمحيط كتوظيف قطيع دئاب ، منقار حمامتي وغصن زيتون،ارواح الفراشات، نعيق بوم،حقول القمح، دموع النهرين  ،خط هلالين ، ابن لقمرين ، قاموس ينبض بالحياة الهادئة  الجميلة تكذر صفوها الصرعات السياسية والطائفية...

- والموسيقى الداخلية والخارجية :

ذلك النغم الذي يراقص النفس ثارة في نشوة وفي ألم وفي حماس و وثارة  اخرى، تشعر بها في كل جوانب ومفاصل ومقاطع النص توحي بانك تستمع الى نشيد حربيي..ومسالم في ذات الوقت في ابعاده الروحية والأخلاقية والجمالية وذلك العزف المرتفع احيانا الى حد الصخب يبث مشاعر الحيطة والحذر والخوف ( عواء ذئاب ، مسار قنبلة ، كارثة ، نعيق بوم، طوفان .. ) اصوات جميلة ومرعبة تلازم اذناك توحي بالموت والدمار والخراب... في موسيقى تفجير الغضب بطريق حضارية وراقية... ثم الانخفاض بالانغام  وبالايقاع وبالالات المصاحبة الى حد السكينة والهدوء والتناغم والانسجام والتوحد والالتقاء عند وحدة الوجود في اخر قصيدة  - قسمة - والارتشاف من ينابيع المحبة والسلام والتعايش والاخاء والتسامح كثرة المدود وتوظيف الجناس والطباق ودون الاخلال بالمضمون و بالايقاع الموسيقى في الحان تعانق الروح والعقل في اسراء ومعراج دون شعور بملل أوكلل الانتقال من بحر الى بحر دون الاحساس بالارباك او الكسر في تكتيك واستراتيجية محكمة مضبوطة.
* جمالية التواصل مع المتلقي فى اثارة انتباهه وشده والانتقال به من موضوع الى اخر دون ملل أوكلل. 
*التوظيف المتعدد للبحور الشعرية والانتقال من بحر الى دون الشعور بأدنى ارتباك أوكسرفي تكتيك استراتيجي جمالي.
*جمالية التوظيف للغة العربية في احترام تام لقواعدها تحوها وصرفها ،في ابعادها التواصلية وتبليغ المراد الى التلقي ،المتلقي بكل اختلاف درجات ومستويات وعية .
* القاموس المستعمل يستمد جماليته وفنيته من الطبيعة من الأخلاق والقيم والمثل العليا السامية . من الدين من الفلسفة ومن العلوم ومن واقع الحرب من عمق اللهيب وفي جحيم الحرب ويمكن القول بان القاموس تكتيكي استراتيجي .
والصور الشعرية وعلاقة (الدال بالمدلول)،  مؤطرون بشكل فني وجمالي ومعرفي رصين ومحكم ظاهرا وباطنا معنى ومبنى لا طغيان  لأحدهما على الآخر في تكامل وانسجام و تواصل دائم تمكن الشاعر من اللغة العربية  .
    المنظور الجمالي والفني ، يحيى ويتنفس في اطار ثلاثية، ثابثة ومتحركة في ذات الوقت الوطن والانسان والحياة .اكتفي بالقول بان هذا الصرح الجمالي والفني الفاتن عاطفياومعرفيا يحتاج الى استكشاف جماعي يشترك فيه عالم الاجتماع وعالم النفس وعالم اللغة والفيلسوف والناقد وحتى علم الأحياء.قد يكون لهم رأي في الصرح الجماي والفني. واعطائه ما يستحقه من الوقت بالدراسة والتحليل.

- منهج الدرائعية البراغماتيةومقاييس الدقة في الابداع انطلاقا من عدة مقاييس نقد المعنى ومقياس الصحة والخطأ والعمق والسطحية   ومقاييس الصدق والكذب والقوة والضعف

    بمقياس نقد المعنى
من خلال الدراسة والتحليل اللغوي التي يتضح أن الشاعر ،متمكن من اللغة العربية حافظ لقواعدها وضابط لأصولها نحوها وصرفها معانيها ومبانيها ، محترم لقدسيتها ،عالم و راع  لحدود ظاهرها وباطنها، ثراء المعنى  وغزارته قد يتيه بك في بحر لجي الى حيث لا عودة ولكن سرعان ما تجد بوصلة تهديك وترشدك بسلاسة ويسر الى غمار النص لتنسج معك علاقات وجدانية وروحية  ومعرفية وعقلانية وفي تفاعل وانفعال قوي قل نظيره. كل النص مؤثر جدا الى درجة الحيرة في اختيار الاستشهاد لمقياس نقد المعنى : (مسار قنبلة ، يعاند صوت الله ، فوق مآدني بشكلين)و(طوفان التغيير يغسل مهجتي )و(نرتع في ذات الدنيا ذكر وانثى من روحين) . الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي بليغ بلغ ، يمتلك القدرة المذهلة في التواصل والتأثير في المتلقي وان من بيانه لسحرا، لسانه فرسه. يدهشني حرصه الشديد في نسج العلاقة بين الدال والمدلول وفق مقاييس مضبوطة ومحسوبة بدقة  تحترم معاييرالجودة الفنية والجمالية والمعرفية .
1-مقياس الصحة والخطا،
تقتق التجربة الفنية للشاعر في بيئة تحكمها الخلافات الدينية والطائفية والصراعات الدموية وفي بيئة دولية ، مشحونة و مشتعلة بالصراعات وتضارب المصالح ، الجيو اقصتادية والجيوسياسية والجيو استراتيجة بين الدول القوية التي تقود العالم وموقف الدول (النامية)او(السائرة في طريق النمو )، بيئة مليئة بالقضايا والتقلبات التي لا نهاية ولاحد لها. من قضية الى اخرى تنسيك الاولى او تصتف الى قربها في تراكم مهول .في اطول حروب القرن نشبت بين العراق وايران في شتنبر 1980 وانتهت  1988 خلفت اكثر من مليون قتيل .القضية الفلسطينة وقضية القدس والموقف العربي ،والنكسات تلو النكسات والصراعات السياسية والدينية والطائفية والمذهبية والموقف الاعلامي باجنداته وتعدد خلفياته ومرجعياته والتاريخ الذي  يسير في الاتجاه المرفوض . وفي بيئة عملاقة الحضارات وصاحبة ستة الاف سنة من ثلاثة حضارات سبقت كل حضارت الارض ومهد الانبياء والرسل ، في وفي اطار هذه الحقائق والمعطيات التاريخية السالفة والراهنة..تتفتق التجربة الابداعية الشامخة،   للذكتورالشامخ عبد الرزاق عودة  الغالبي. ،هذا النص الجميل الرائع والمهيب.بصحة مضامينه ، ومواقفه التي تتصف بالعقلانية الرزانة والصحة والعمق والنظرة الواقعية .بحاضرها المحاصر بالموت والدمار والتأجيل والتهميش والرؤية الدقيقة والمستشرفة للأفاق الداعية الى التغييروالى السلام والتعايش والحوارالبناء..
منقار حمامتي
يحمل غصن الزيتون
ويبني عششا
بين منابري
والحرمين
صحة حقيقة الوجود المشترك والمصيرالمشترك والمنظورالأخلاقي والإنساني والقيم النبيلة والمثل السامية ..التي تنبض بها القصيدة يؤكد.صحة مضامين القصيدة وتكسبها مناعة مقاومة الزمن وتمنحها الإ ستمرارية في الحياة بكل ابعادها الجمالية والوجدانية والمعرفية. جدلية الماء والطين .كالدعوة الى صفاء ونقاء الروح والعفو عنذ المقدرة والتجاوز عن اخطاء الآخرين والتماس الأعذار لهم والنظر الى مزاياهم وحسناتهم.ويقابل صفاء الروح سوداوية الروح  تلك الروح المثيرة للأ حقاد والضغائن المشعلة والملهبة لنيران الفتن والمتاجرة بارواح ودماء الانسان  الروح السوداوية الرافضة للحوار العقلاني والايجابي البناء ، والروح المتكبرة والمتعجرفة او الطين المتعجرف  ... ومن جل هذه القيم الاخلاقية والفلسفية والوجودية تستمد القصيدة مقاييس صحتها واستمرارها في الزمان والمكان. عكس المنتوجات المقترنة بمناسبات معينة تموت وتنتهي بنهاية اللحظة التي افرزتها. حفظت القصيدة عن ظهر قلب،خاللتها ووضعتها تحت وسادي حملتها الى المقاهي صاحبتها في خرجاتي. ، جعلت ابني يحفظها...
نرتع في ذات الدنيا
ذكر وانثى من روحين
تفحص جسدك
من قمة راسك
حتى اخمص القدمين
تجده مرتكزا في رقمين
اسلك خط هلالك الأول
ان كنت من هذا أو ذاك
تذكر انك ابن لقمرين.

2-مقياس الجدة والابتكار :

  تؤطرها قضية الانسان والوطن والحياة ،سيرا على منوال ونهج شعراء الانسانية الكبار بدر شاكر السياب ومحمود درويش ، ابتكار الاستاذ عبد الرزاق الغالبي يتجلى في الأسلوب الذي يقدم به المعاني الدقة البساطة في طرح قضية السلام وقضية الوجود الانساني ،.القصيدة قادرة على استيعاب كل التحولات التاريخية والمعرفية والوجدانية ، الجدة والابتكار تكمن في اسلوب التواصل مع المتلقي،فتح جميع ابواب التواصل مع المتلقي ازالة كل العواءق التي تمنع وتحول دون الحوار...لم أدرس علم التواصل وتقنياته غير اني احسست بانصهار تام مع النص حفظته بسهولة اردد مقاطعه على انفرادي كنت، أو بين اصدقائي.. إنه  السير على نهج الحداثة و ليس تلك الحداثة المبتذلة المنحطة الساقطة تمجها النفس ويعافها الطبع الأصيل.. شعر الاستاذ عبد الرزاق الغالبي شعرذو هوية وانتماء  معنى ومبنى، رصينين يحفظ بعناية تامة الجينات الأولى للشعرواللغة العربية المقدسة بل يصونها.في زمن كثر فيه النسخ والابتذال.. تلك هي الجدة وذلك هو الابتكار في شعر الاستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي، ابداع يعانق هموم الانسان ابداع له ارتباط وجداني ومعرفي ..مع قضيا الراهن وعلى نهج الكبار .

       مقياس نقد العاطفة :

تنساب عواطف الشاعر انسياب دجلة والفرات ..القصيدة شلالات مشاعر تتدفق منهمرة ،في حزن ثقيل يزن الجال وفي حزن حزن الموت ، وفي عناد ومكابرة ومجاهدة لرفض الموت وكل أشكال الموت والشبت بالحياة ،وفي أرقى مستويات الوعي العاطفي والوجداني تجاه الذات المبدعة وتجاه الوطن والانسان .لا باس من ايراد بعض الدلالات  العاطفية في النص بضمير ياء المتكلم ، (ظهري صفخات بيضاء..منقار حمامتي ..يبني عششا..بين اصابع يدي والقدمين يهتز جسدي بثقل كارثة ...يغسل مهجتي ..حقول قمحي ..دموع االنهرين ..)  عاطفة الشاعر تجاه نفسه تجاه وطنه تجاه الانسان والحياة مع الاخذ بعين الاعتبار الثوابت الدينية والعقدية ، والدعوة الى السلام ونبذ الطائفية أو العرقية أ و الايديولوجية  المغرضة والضيقة  ودون اعتبارلأي شكل من اشكال القيود أو الحدود  المانعة والمعيقة  تحد من تطور وتنمية الانسان وتكبل قدراته ومشاعره ومؤهلاته . الشاعر في أرقى مستويات النضج والوعي الوجداني والمعرفي. يرسل  مشاعره الانسانية و العاطفية والمعرفية .. برسائل في منتهى الصياغة وفي منتهى الدقة قصد تبليغ المراد.عواطف منهمرة بصدق كانهار وروافد رقراقة عذبة زلال . ومتوقدة كاللهيب تجاه الانسان والوطن وحب الحياة استطاع الشاعر التعبير عنها وترجمتها عبر هذه القصيدة المحترمة والمذهلة شدتنا اليها بألف قيد أنا وأولادي  .

ب-المدخل اللساني**

لا محيد عن طرح الاشكال الفلسفي واللساني حول من خلق اللغة ؟وهل هي تواضع واصطلاح ؟ام هي محاكاة لأصوات الطبيعة ؟ والاسئلة التي تحيط حول الموضوع ؟؟ أٌقول : اللغة العربية لسان مقدس،تتميز بتعدد الاحرف الهجائية البالغة (29) حرفا ، ويرى بعض اللغويين ان الهمزة والالف حرف واحد وبذلك يكون عدد الحرو ثمانية وعشرون تمت دراستها من طرف اللسانيين عرب وغير ب قديما وحديثا ولكونها مفتاح النص القرآ ني والحديثي أو لأي نص إبداعي آخر، ونالت نصيبها من حيث الدرس والتحليل . وفي مايتعلق بعلم الدلالة او مايعرف بدراسة المعنى والمبنى، وهو العلم الذي  يهتم بدراسة الشروط الواجب توفرها في الدال ليكون  قادرا على حمل المعنى ، فهو علم الدلالة  وهذا التعريف يستلزم ان يكون موضوع علم الدلالة وكل شيئ يقوم بدور العلاقة أو الدال سواء كانت العلاقة لغوية أو غير لغوية وتسمى في العربية بعلم الدلالة او علم المعنى اوعلم السيمانتيك.والدلالة عند اهل اللغة والفلسفة والكلام والاصول ، تنقسم الدلالة الى : دلالة لفظية ودلالة غير لفظية.فالدلالة اللفظية تكون اما مطابقة اوتضمين او تلازم .والدلالة غير اللفظية تكون وضعية او عقلية او طبيعية.
بعد هذا المدخل المتواضع سوف اقوم بتنزيل بعض التطبيقات:
في اغلب المواقف يكون العنوان مفتاحا لقارات وجزروعوالم في النص، هذا النص الأدبي الرصين والمحترم، المفتتح- بقسمة- في علاقتها بالحقول للدلالية الأخرى،المعجمي الديني ، الاجتماعي الفلسفي والعلمي .. لفظة  مفردة ، إسم مؤنث ،  وللقسمة دلالات غير لفظية باطنة، تفهم من السياق الاجتماعي والديني والمعرقي..، وتلازمها بحقول دلالية أخرى تستمد منها حياتها ووجودها وشرعية وموضوعية استعمالاتها نحو الزواج قسمة ونصيب ،وفي الحقل الديني وعلم الفرائض تفيد : قسمة الثركة ، الميراث قسمة عادلة،  ودلالة قوله تعالى: "تلك إذن قسمة ضيزى" القسمة (القدرية) للإرث والوجود التاريخي والجغرافي والحضاري لبدان الميزو بتاميا.
وعلاقة لفظ (قسمة) بحقل المنطق والحساب والرياضيات ، فهي تفيدعملية القسمة-  التجزئ والتشطير، عملية الى جانب العمليات الحسابية ، من جمع وطرح وضرب .مع  العلم أن القسمة عملية معقدة بالمقارنة مع عمليات الجمع والطرح والضرب لان عملية القسمة تفرض منطقيا على اجراء كل العمليات السابقة، بطريقة ذهنية مركبة ،وتزداد القسمة تركيبا عندما تنتقل في هذه العملية، من قسمة الاعداد الطبيعية الى قسمة الاعداد العشرية والاعداد الكسرية .. وتحيل القسمة على دلالات تجزيء وتشطير وحدة كلية الى مكونات وكيانات ،ذات ابعاد عددية ورقمية ولدلالة لفظ (قسمة) مدلولات دات أبعاد اخرى سياسية ودينية وطائفية وعرقية واثنية ولغوية وغيرها من الابعاد الاخرى مع استحضار التاثيرات السلبية المضرة والمسيئة لمنطق الوحدة وجوديا وما يصاحب ذلك من ضعف واسفاف وتحلل وانحلال ازاء الآخر الذي تجب مواجهتة بحكم البيئة الشعري والاحتمالات المتحركة ،ضدا عمن تجب مواجته علاقه يحكمها منطق الحرب ومسألة حياة أو موت،  ويحيل استعمال لفظة (قسمة ) على تجزيء الوطن وبعثرته الى كيانات تمس بسيادته وكرامته وشرعيته. وللوطن معنى كبير ويتجاوز مساحات المعنى،وهوليس كلمة تقال أو تكتب، فهو مهد الفعل التنموي المستدام ومنشأ العقل النيرالمكرس لجميع حقوق وكرامة المواطن و الضامن للحق في الحياة .وباختيارالشاعر لمفتاح ( قسمة ) فتح لبوابة تجعلني أطل من خلالها على بحر لجي متلاطم من الدلالات ، كالحدود السيادية بين دول الهلال الخصيب وبانها موضوعة من طرف الاستعماروالاسئلة حول الحدود وقضية السيادة .؟؟؟ تحيل لفظة قسمة على المكونات العرقية والاثنية ..المستوطنة للعراق. تحيل لفظة (قسمة) في ابعادها القدرية والروحية على ما اصاب العرب من مصاب جلل من جراء  التثر القديم والتثر (الحديث) أو المعاصر و العديد من القضايا وكل قضية اكبر قضية وتوالي النكسات وتعاقبها ، مما يبعث في الانسان هواجس الياس والتراجع والاحباط لولا عشق وحب الحياة.جعلتني بنت افكارالشاعر، (قسمة) اتلهف بشوق لقراءة ديوان هواجس اليأس ...في هذه اللحظة بالذات خانتني لغتي فأصبت بالتيه والشرود.تزداد فتنتي بهذه القصيدة يوما بعد يوم.
اورد الشاعر لفظة عواء في مطلع القصيدة مثير انتباه وفتح قناة الاتصال بالمتلقي وشده اليه ومثيرا في دهنيته العديد من التساؤلات. (عواء ذئاب في الشروق):في هذا التوظيف يبدو الشاعر مغتزا بنفسه في انفة وكبرياء (الشخصية الكارزماتية )ان صح التعبير، عند اطلاقه للفظة دئاب على خصومه ومعاديه، دلالة على الاحتكاك التام بهم وبمحيطهم المريب الداعي الى أخذ الحيطة والحذر.. هذه الجملة مركبة  من ثلاث مكونات دلالية ،من الناحية  اللغوية هو تركيب تام وسليم ، عواء: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على الاخر والعامل في الرفع هو الابتداء واسناد لفظ العواء الى الذئاب مصدر مشوب بالفعلية ،  ذئاب نعت ،في حرف جر، الشرق: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة على الحرف الآخر والجملة الاسمية (ذئاب في الشروق) في محل رفع خبر. الجملة جملة خبرية تحتمل الصدق وتحتمل الكذب.ماذا افعل ؟أهل الكوفة وأهل البصرة الأجلاء  يحضرون الآن، يحلون علي يريدون مناقشتي في  قضية واحدة ، انها قضية المبتدا والخبر ، وانا ضيعت المبتدا كما ضيعت الخبر،ومت قبل الشروق.بعد تحديد هذه الدلالة التركيبية، لابد من البحث في دلالة وعلاقة كل لفظة على حدة بالحقول الدلالية التي تستمد منها حياتها وشرعينها الوظيفية .
لفظة عواء، جعلتني ابحث عن سماع هذا الصوت لأنه لم يكتب لي يوما ان سمعته، فاستحضرت بعض التسجيلات ،فسمعت الذئب  يعوي مفردا ، انه صوت لايخلو من جمالية لكنه مرعب اقشعرله بدني فتمالكت نفسي . فسمعته يعوي بمعية قطيعه، في تجاوب بين اثثنين وثالث يقطع بصوته تجاوب الاثنين ، انهم في لحظة حواروتواصل.؟؟  ثم عويل بطريقة جماعية لا يجعلك تشعر بفوضى أو ارباك في موسيقاهم المعزوفة بشكل جماعي ، وتردد صدى عويلهم انه قطيع ذئاب منظم ، فكان اكثر تأثيرا فازداد رعبي واحساسي بالخوف وهاجت الأدرينالين ماهو إلا سماع  عواء ذئاب ، فانتهيت مسبحا لله.
وبعد دراسة أقامها فريق من علماء البيئة تم استنتاج حقائق مذهلة  تؤكد بعد تحليل الاشارات الصوتية للذئاب بان عويل الذئاب يصل صوتهم الى أعلى مراتب الطبقات الصوتية،  في الحقيقة  انتابني احساس شديد  بالرعب والخوف. فالشاعر(الانسان)  في معرض هذا المقطع الشعري يعيش حالة ذعز وخوف ورعب يتهدده كل لحظة شروق ومهدد بانياب القتل والفتك حتى لحظة الغروب .ونظرا للعلاقة اللازمية بين دلالة لفظ شروق وموضع مشرق الشمس اقتضت الضرورة تحديد بيئة الشاعر تحديد الموقع الجغرافي للعراق التي يحدها من الجنوب الكويت والمملكة العربية السعودية ومن الشمال تركيا ومن الغرب سوريا والأردن ومن الشرق ايران .
اورد الشاعر لفظة ذئاب بلفظ الجمع دلالة على انه يخاطب قطيعا اي جماعة تقبل التخصيص، إنه قطيع ذئاب وليس دئبا واحدا، مما يزيد احتمال اشتداد الخطر ودنو تحقق الفتك و الموت،ولما لهذا الحيوان من ميزات، هذه الحيوانات القوة الشراسة والانثى اشرس، لا ياكل الجيف ويختار من فريسته الكبد والقلب. ويتميز بقوة النظر ينام وعيناه مفتوحتان وهو اقوى الحيوانات غير انه جبان وهي نقطة ضعف في اعداء الشاعر قد يبني عليها الشاعر استراتيجيه في مواجه اعدائه . احيط الذئب هذا الحيوا ن بهالة من السلوكات المخيفة والمرغبة كالظهور ليلا والاختباء نهارا والمهاجمة والافتراس بطرق بشعة  ومريعة للنعاج والشياه فوجود الذئب يقترن بوجود أو غياب الراعي،ونسجت حول هذا الكائن، العديد من الحكايات والأساطير..وفي الذئاب فصائل، كان هذا الحيوان ومازال مصدر إلهام للعديد من المفكرين والادباء. انهم ذئاب وبلفظ الجمع وبجمع يقبل التخصيص ، قطيع ذئاب، يدعون التنظيم ..ويدعون امتلاك الحقيقة ويدعون أو هم في صراع   مع النظام الشرعي القائم ..  فهم ذئاب وبلفظ الجمع يستوطنون شرق البلاد . لا يتحركون ولا يشنون غاراتهم  إلا في جمح الظلام وعندما يكون الناس وحتى الرعاة نياما. متعطشون للدماء ولا يرتوون إلا من برك الدماء هم أعداء الوطن وأعداء السلام وأعداء كل الأديان والشرائع واعداء كل تنمية او تقدم لا هدف لديهم  محدد بعينة، سوى  الاعتداء والفتك و التدميروالتجارة في ارواح وذمم الأبرياء.
اورد الشاعر لفظة شروق فهي اسم من مصدر شرق بفتح الراء ،شروق وقت بزوغ الشمس. شروق اسم ، الجمع شروق جمع شرق ، وأشراق بفتخ الراء .الشرق الشمس وشجرة شرقية تطلع عليها الشمس من شروقها الى نصف النهار . مصدره شرق . ضرورة استحضار التفسير العلمي للظاهرتين الكونيتن للشورق والغروب في علم الفلك واستحضار كل الصور الجمالية لحظة الشروق ،كيف تشرق الشمس وتطرد بنورها الظلام وتعيد للكائنات بريقها ولمعانها وحياتها..  وفي ذات اللحظة وجب استحضار دعاة التنظيم واستحضار الموت وكدلك أنياب القتل  التي تهدد الانسان بين الفينة والأخرى واستدعاء التحسب والترقب واليقظة والحدر ووضع كل الاحتمالات والتكتيكات والاستراتيجيات، إنها بيئة حرب مسألة حياة أو موت.
نسائم خير في الغروب وعبق عطر من الجهتين . كناية  عن تواجد وتموقع سوريا والأردن غرب العراق وهما جهتين للعراق واستعارة الشاعر للفظة نسائم كناية عن علاقات الجوار والروابط التاريخية والثقافية والدنية والدبلوماسية التي تسير في الاتجاه الصحيح  والقائمة على التعاون والمصير المشترك.
* تستمد دلالة لفظة ظهري حياتها من العديد من الحقول الدلا لية ،  الدلالاة الصوتية لها والدلالة المعجمية والفزيولوجية والاجتماعية والمعرفية وغيرها ،من جهة الدلالة الصوتية  الصوتية ،  بنية صوتية - مكونة من اربعه  وحدات صوتية الظاد : هو الحرف السابع عشر من الأبحدية العربية ،صوت انفجاري ، مفخم باحتكاك اللسان بالفك العلوي والسفلى للفم والهاء: صوت لهوي ، انبثاقها  من العمق والراء مجهور احتكاك اللسان بالفك العلوي ، الملاحظ ان كل هذه الأصوات  المكونة للفظة (ظهر) انفجاريه دلاله على اهمية ومكانة الظهر في جسم الانسان ،فهومتن وعضو هام وحساس في البنية الجسدية للإنسان وحتى المطية  وعلى هذا المتن  تحمل الاشياء الثقيلة المادية والمعنوية كالمسؤوليات واليه تسدد الضربات والطعنات من الخلف ، ووبخصوص العلاقة  بين الدال والمدلول من الناحية المعجمية،فيقال ظهر الانسان ، من مؤخرة الكاهل الى ادنى العجز ، خلاف البطن وهو ايضا الركاب وهو ايضا طريق البر ويقال هو نازل بين ظهريهم بفتح الراء وظهرانيهم بفتح النون ولا تقل ظهرانيهم بكسر النون ... ، هي قوة وبراءته وصفاء شخصيته ووجاهته وسمو رفعته ومكانته الثقافية والعلمية وسمو وبياض روح الشاعر ..ووطنيته الصادقة .تمت استعارة الصفحات البيضاء للدلالة على براءة وعفة  الشاعرمن اي شكل من أشكال خيانة الوطن ،وللدلالة على صفاء ونقاء روحه وقوة مواقفة تجاه الأوضاع السائدة في بلده ووطنه ومواقفه حتى من الاحداث الدولية التي لايمكن فصلها عن التأثيرات والتفاعلات الداخلية للوطن. مواقف الشاعر التي لا تحيد عن الدعوة الى السلام والتعايش والحوار الايجابي البناء ، وتقبله للحواروقرءات الآخر لمواقفه من خلال دلالة لفظ وجهين، استعارة وجه للدلاله على الطرف المضاد والمغرض والوجه الاخر للدلالة على الطرف المدرك للصواب والحقيقة والدلالة الضمنية  للوجه التي تفيد العزة والرفعة والمكانة داخل المجتمع مدعاة الإعتزاز والفخر بالنفس .غرض من الأغراض الشعرية يتخلل القصيدة، غير مستقل على خلاف الشعراء القدامى الذين كانوا يفردون لهذا الغرض قصائد مستقلة بذاتها.
دلالة لفظ( حمام )ومدلولاته ،تحيل على أن الحمام  يعد من الطير التي تانس بالانسان للإنقراض بسب الزحف العمراني واستخدام المبيدات الحشرية وقطع الغابات والحروب ،وقد تأثرسلبا هذا الكائن الى جانب الكائنات الحية الأخرى والمحيط  الاكولوجي بصفة عامة  من  جراء الحروب التي خاضها البلد..بعض انواع الحمام (الحمام  الزاجل)ورد في القصص والتاريخ كثيرافكان أشهر من نار على علم هو الحمام الزاجل،نوع مميزوكان جل استخدامه في المراسلات من مكان إلى آخر ،يستطيع العيش في ظروف بيئية قاسية ، ورود هدا الطائر في قصيدة الشاعر للدلالة على الرسائل التي يحملها الشاعر الداعية السلام والتعايش والمحبة ونشر العلم والمعرفة. والحمام رمز السلام ، اخذت هذه الفكرة من حضارة مابين النهرين ، الحمامة أو حمامة تحمل غصن الزيتون في منقارها ، هي رموز قديمة للسلام وفي الجزء الأخير من القرن العشرين ، علامة السلام، التي وضعتها حملة نزع السلاح واشارة اليد التي  تفيد فيكتوار.معاني النصر والانتصارعلى غير السلم والسلام .دخلت خيز الاستخدام في جميع انحاء العالم واعتبرت الحمامة وغصن الزيتون رمز السلام،
وقصة مرجعية هذا الرمز في عهد نوح وأنه ظل يدعو قومه ليل نهار لعبادة الله وحده دون الشرك به ولكن لم يؤمن معه الا القليل من قومه فامره الله ببناء السفينة ...من طوابق للوحوش والطير وللانسان فجاء الطوفان فاغرق من وما في الارض جميعا ،فارسل نوح الغراب ليرى ان كانت الارض شربت الماء ام لا، فلم يعد ،وارسل الحمامة .فعادت ورجلها  مغطاة بالطين وفي منقارها غصن الزيتون فعرف نوح بان الأرض قد شربت ماءها. الحمامة وغصن الزيتون رمزا السلام كذلك اللون الأبيض، لذلك جعلت كثير من الدول اللون الأبيض جزء من علمها.لم يذكر الشاعر اللون الابيض في القصيدة غير ان هذا اللون معنى  يلازم لون حمامة السلام وهي علاقة تلازمية. واسئلة اخرى حول السلام و هيئة الامم المتحدة ؟الشرعية الدولية ؟ الفيثو؟ هل تحقق السلام الدولي هل تحقق الحوار؟هل تحققت التنمية المنشودة؟هل تم القضاء على الفقرفي العالم؟ هل تم القضاء على الأمية في العالم ؟ هل تمت الاستجابة لمجمل أو بعض من حقوق وكرامة الإنسان في الوطن العربي وفي العالم؟؟؟؟؟
دلالة لفظ غصن الزيتون:الدلالة العلمية (اوليفيا دي اوروب) والتصنيف العلمي لها: نطاقها حقيقيات النوى، مملكتها النباتات ، شعبتها مستورات البذور، من طائفة ثنائيات الفلقة، رتبتها الشفويات، فصيلتها زيتونية ، نوعها اوروبي والزيتزن نوع نبات شجري يتبع افصيلة الزيتونية اصلها فلسطين وسوريا وجزيرة كريت وشرق البحر الابيض المتوسط .وهو من النباتات الزيتية الدائمة الخضرة، شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة ،وتعتبر ثروة لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية. ثمرتها ذات فوائد كثيرة فهي غذاء كامل، ويستخرج منها زيت الزيتون ذو الفوائد الصحية والغذائية والتجميلية، ورد ذكره في العديد من المراجع، وبنيت حوله الكثير من الدراسات، له قدسية خاصة في جميع الديانات السماوية .أورده الشاعر للدلالة على السلام كما سبقت الاشارة الى ذلك.
تتقابل دلالة لفظ البناء مع لفطة الدمار والهدم الذي تعرض له الوطن من جراء الحروب الظالمة ..دلالة لفظ بنى (فعل) بنى. بنى المنزل : اقام جداره ونحوه، ويستعمل مجازا في معان تدور حول التأسيس والتنمية بى مجده الرجال ، فعل مضارع مستمر في الحاضر والمستقبل ، والياء ياء المضارعة،اصله بنى على زنة فعل بفتح العين وهو من الأفعال الناقصة لوجود حرف العلة في آخره .لفظ (بنى ) مركب من ثلاث اصوات(ب) انفجاري شفتاني مجهور، النون انفي مهموس الياء مهوس مقترن بمد، تجدر الاشارة هنا الى أحكام المد لأن هذه القصيدة الجميلة تستحق تستحق اكثر بها مدود كثيرة يكسبها تفاعلا وجداني وعقلاني مع المتلقي.والمفهوم المخالف للمنطوق في لفظة يبني الحرب الظالمة والدماروالخراب والقتل والموت .. وأعشاش اللاجئين وحق اللجوء الاجتماعي والسياسي والعاطفي والروحي  والإنساني...؟؟؟
و الدلالة الموافقة للفظة عش .عش يعش بتشديد الشين ، مفرده عش بتنوين الشين وضمها،  وجمعها (أعشاش وعشوش)وهو بيت الطائر بدلالة لفظ الظاهر،اما الدلالات الاخرى المطابقة والوضعية والعقلية هي ما سوف يات ذكرها، عش الحمام وعش الزوجية دلالات الاستقرار والتزاوج والدفء والسكينة والتوحد والاندماج ومنح الاستمرار للحياة .. هو الوطن والانسان والحياة .في إطار الثلاثية الثابثة والمتحولة في القصيدة ترتكز عليها الدلالات في تشكيل الخيال والصور في حركية فاعلة ومتفاعلة  الى ما لانهاية تفتح افاقا واسعة للإبداع والفن والجمال  .
دلالات الفاظ الجملة الشعر ية:.. بين منابري والحرمين ... دلالة لفظ (بين ) تفيد الظرفية والتموقع زمانيا ومكانيا وروحيا وجسديا ومعرفيا ..منابري والمنبر مرقاة اهل العلم والمعرفة، بياء المتكلم،والتكلم
لفظ الحرمين بدلالة المثنى، وهما المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة. ، والحج كدلالة مطابقة وواقعية ، معرفيا وروحيا وحتى بداية تشريع هذا الركن الديني الى جانب الاركان الخمس التي يقوم عليه الاسلام، وشرط القدرة  لمن استطاع اليه سبيلا ،وقوله عز وجل الحج اشهر معلومات ...،  وال?

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق