التربية عند ( نيتشه ) الرد الثاني على مفتش التربية والتعليم المتقاعد
يرى ( نيتشه ) أن دور الثربية والثقافة لن يكون له مفعول تحريري ، إلا إذا استطاع أن يجمع بين النكوين النظري والتكوين النفسي والعلمي ، بين التربية التي تستلهم النماذج التاريخية والثافة ذات الشهرة في تاريخ الانسان ، وبين تكيمن الفرد من اختيار وتجريب الحلول والفرضيات بنفسه في الحياة . فالمربي الحقيقي الذي يجب ان يشكل نموذجا للفرد ، هو الحياة نفسها بتجاربهاواحدذاثها ، بآلامها وافراحها بأخطائها وحقائقها ، اي أن يكون قادرا على مواجهة المخاطر ، وليست المخاطر هنا سوى الخصائص المميزة للحياة حينما يحياها الإننان بكا كيانه، إنها الصيرورة والحدثية والفجائية والصدفة والغربة والجدة الفرادة والاختلاف والتعدد والتناقض والصراع ....
إن وظيفة التربية عند ( نيتشه ) تندرج ضمن إطار تصور استراتيجي للثقافة ، ويسعى هذا التصور الى تفكيك الثقافة السائدة من حيثهي ثقافةتتخد من الأب نموذجا لها ، كما تتخذ من تقويماته معيارا لها . لهذا كان تصوره الثقافة كما هو الشان بالنسبة للتربية والموجه ضد السلطة الأبوية.
ان السلطة الابوية لها نفس الثقافةالابوية اي وصاية مؤسسات والتحرر هو إعطاء الامتياز لثقافة فلسفية جمالية تحررية. المربي الأصيل كما هو الشأن للفيلسوف الأصيل هو الذي يرفض أن يكون له أتباع ومريدون ، كما إن الإب الحقيقي والاصيل هو ذاك الذي يجعل من حضوره غيابا ومن وجوده انسحابا . إنه ذاك الذي يقبل أن يموت كأب إذا إذا كان هذا الموت شرطا لولادة جديدة للابن .
من اهم سمات السلطة الابوية وثقافتها هي انها مضادة للطبيعة الإنسانية ، معادية للمستقبل ، وموجهة نحو الماضي ، كما أنها ثقافة اصطناعية ، والطابع الاصطناعي المسرف هذا هو خير مؤشر على الطابع المنحط المريض للثقافة .
يرى ( نيتشه ) بان الثقافة يجب ان تكون في خدمة الطبيعة وتسعى الى استكمال ما ينقصها . إن الثقافةالأصيلة هي التي تتولى إدارة اقتصاد الطبيعة وتدبير شؤونها بأقل النفقات الممكنة وأكبر الارباح .
اما بالنسبة للفيلسوف فوضيفته تتمثل في تحويل الصدفة الى ضرورة ، وفي تفكيك الثنائيات وتقابلات القيم المشكلة للثقافة السائدة ، وآلية الفيلسوف فن لا يقبل القسمة ، اي تستشرق المستقبل من خلال تشخيص أوضاع الحاضر ، ومتابعة التحولات المستمرة للانسان .
إن شعار التربية والثقافةعند نيتشه ( إمنح لنفسك أولا الحياة، وأصنع لك منها ثقافة )
تحياتي عبدالرحمن الصوفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق