المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

محمد نافع #@$""'::!!&/&*)&^//

يوميات من حياة معلم (تابع)8
         وفي السنة الموالية،سأعود لقسمي؛ وتأتيني الدعوة للتكوين،لكن السيد المدير اراد ارسال غيري لكني تشبت بدعوتي وقضيت خمسة ايام ان لم تخني الذاكرة؛ (امكون؛ واكل شارب؛ او واخذ فلوس الركوب) .
        كنا عند التهيئ لعيد العرش،نختار التلاميذ وحدث ان اختار احد الزملاء تلميذا خجولا كان عدوه الحفظ ،اعطاه مايجب ان يحفظه معلم الفرنسية الحازم دوما ،وهو يقول وبلهجة قوية: -في العشية تجي محفوظة- ! شككت في ذلك لاني اعرف التلميذ، لكنه كذب كل الظنون ؛فقد جاء حافظا بل ضابطا حركات الدور !
     كانت الانشطة تتنوع بين رقصات،ومسرحيات وقصائد شعرية،واناشيد، نتناول فيها كل قضايانا الوطنية والعربية والاسلامية، يحضرها الاباء والامهات ورجال السلطة، وكم كانت التلميذات يتزين حتى انك لاتكاد تعرفهن من فعل المساحيق والتجميل.
         ودخلنا التسعينيات ؛حيث انطلق نظام المستوى السادس فاختارني المدير انا وزميلي معلم اللغة الفرنسية ؛فاجتزنا اسبوعين من التكوين وعدنا لتدريس المستجدات بمقاربات تربوية حديثة ؛ ومعه جاء التنشيط الرياضي .
        اشتد خصام المدير مع الحارس ؛فما كان من النيابة -وتفاديا لكل ما لا يحمد عقباه- الا نقله لمدرسة بمدينة برشيد ؛ ولست ادري احسن الحظ ام هو النحس احيانا مهما فررت منه يتبعك وكأنما استحلى الحياة في ظلك ؛ يشارك المدير في الحركة الانتقالية ليلحق بعدوه الحارس الذي ظل يكتب به والذي تسبب في نقله .
       وتنطلق السنة الدراسية مرة أخرى بنفس الانطلاقة مع المدير السابق ،وسأتأخر عن الدخول بسبب الاحصاء العام للسكان والسكنى ؛ وهانحن في نواحي الكارة ؛ في ضيافة شيخ القبيلة والذي -رحمه الله- كان جوادا كريما استضافنا في بيته مدة الاحصاء كاملة ، صاحبني مقدم المنطقة لتحديد الجزيرة وهو رجل في  السبعينات من عمره آن ذاك والله لقد اتعبني مشيا بعدما كنت اشك في انه سيستطيع معي صبرا .
        عدنا للمدرسة ،وكان المدير الجديد ايضا من معارفنا ، مشهود له بالجدية والصرامة والاناقة  ايام كان معلما وحتى وهو . سيقضي معنا ست سنهات جميلة شابتها بعض المملحات التي كانت تضفي على الجو لمسة رائعة كمحك لمعرفة جوهر كل واحد منا وكشف المستخبي على لسان اخواننا المصريين ؛ فكانت الكلوم تلتئم بسرعة من غير ندوب ولا خدوش.
         وفي اواخر عهده كانت آخر رحلاتنا المدرسية ؛ ذاك انها صادفت حادثة الدروة التي ذهب ضحيتها بعض من التلاميذ والاساتذة عند عودتهم من الالعاب المدرسية الوطنية التي اقيمت في اكادير.
         كانت المدرسة معروفة بمستواها الدراسي على وجه العموم ؛ ويعرف ذلك بنتائجهم في الاعدادي والثانوي .
       اما الرياضة فقد خططت لها ووضعت لها برنامجا خارج وقت العمل، وتحملت تفعيله وتطبيقه وكم كنت أفرح وأنا أرى النشاط والفرحة تغمر الصغار والكبار بل حتى الآباء والامهات ؛ كنت اتخذ من كل قسم فريقا ممن يثقنون اللعبة اثقانا ،ثم ننطلق في بطولة سنوية ،كما كنت ابرمج بعض الدوريات المنسباتية ؛
      وكم كان يحز في نفسي ؛وانا ارى نجوما تنطفئ وتضيع لانها لم تجد من يعتني بها ويحتويها ؛من المدارس الرياضية آنذاك . ومن عجائب اللعبة واثناء مقابلة كان نجم احداهما مريضا مرضا خفيفا ،لكنه جاء يتفرج ؛فلما رأى فريقه منهزما ؛الح علي ان يدخل لمؤازرة فريقه ؛دخل فقلب الكفة لانتصار عريض ؛ فرد صالح وسط ثلة ضعيفة يكسبها ثقة نفس وهمة ؛وقد ينقذها من الخسران والهلاك.
         اعود لصديقنا الشمالي ؛والذي التحق بي تخفيفا له من بعض المعاناة لفراق ابنائه وتقريبه من المستوصف لمرضه ؛ حظه كان وافرا فقد فكرت الوزارة في ترسيم ماتبقى من مؤقتين وذلك عن طريق تفتيش عملي ؛ فهيأناه هذا يرسم له وسيلة ايضاح وهذا يرفع من همته ويشجعه ؛ وكان السيد المفتش به رحيما ؛كافأه بنقطة جيدة ؛وبعد ترسيمه انتقل لمسقط رأسه ليكمل المعاناة مع اهل بلدته حتى تمنى لو انه بقي معنا بعيدا عن اولئك. وقد سألت عنه مؤخرا فقيل لي لقد توفي رحمة الله عليه بعد معاناته من الشلل النصفي الذي الزمه الفراش.
بقلم /محمد مبارك نافع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق