المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الخميس، 11 أكتوبر 2018

محمد القصبي القصر الكبير 11/10/2018 المغرب الاقصى ملحوظة : النص يحكي على سبيل التصور و التقدير واقع الطب في دولة ما يسمى بداعش...أرجو أن تستبدل عبارة رئيس الدولة بالخليفة .. و عليه يقول احمد مطر : ان كان الشيطان رجيما فلماذا نمنحه السلطة و إذا كان ملاكا برا فلماذا تحرسه الشرطة ..

الوطنية و ايلام الفقد...اية علاقة؟؟؟
نص قيد التعديل..

في يوم من أيام سجل انتظاره الذي يوقعه بالحضور المعتاد ..  سمع من مرتادي المقهى أن رئيس الدولة سيمر من الشارع العمومي  وسط المدينة ليدشن على غرار جده و أبيه من بعده  المستشفى المحلي وذلك  لتلبية حاجات الساكنة في العلاج و التطبيب ..مميزا سيغدو بالتأكيد متعدد الخدمات و التخصصات كما لوح له  خلال لوحة  الدعايات الرسمية إبان فكرة الإنشاء الأولى  لدى فرسان المائدة المستديرة التي تحجب الأسرار في رحم الكواليس المظلمة ..فالصحة هي الثروة الحقيقية و ليست قطعة الذهب و الفضة كما اقر بذلك الرئيس الهندي.. لذا يجب أن يبنى  المستشفى امتصاصا للغضب و تمريرا للغة التماطل و الابتزاز  و وجوب فتح منافذ شرعية للاختلاس ..

فعلا مع مرور الوقت سيلبي كل الحاجات الأساسية  التي تتطلع اليها الساكنة  و التي  ضاقت درعا  بالتهميش الذي يتحرك آلافا من المعطلين و المنبوذين .. المرضى و المجنونين..العاهرات..و المنقبات الملوثات لأصول الدين..  الشواذ و المخنثين.. قطاع الطرق و الصعاليك المشرملين  ......
هرول الأب  مسرعا   حيث الجمع العام  المنتظر للطلة السيادية  التي ستشرف المكان  الموعود و المدبج بأعلام وطنية خفاقة .. لافتات وورود من شتى الألوان البراقة و أزهار حقيقية قد تحوطت المنصة  الشرفية كلية  بينما غرقت  الساحة الدائرية  بالباقات اللدائنية المثيرة للجدل في صدق الحفاوة  وواقع  النفاق و الخوف من لعنات الحاكم بأمر الله و فيضه الإلهي  ...
حتما فكل تلك التجهيزات الفارغة ستستخلص جراء قطع الإنارة و التزود بالماء ساعات متعددة من أيام يختارون بياضها تحت مسمى الإصلاح .. المعالجة  والتطهير هذا  فضلا عما هو مألوف من سرقة المواطن الغبي بفعل تضخيم أرقام الاستهلاك التي تقررت سلفا في  وجيبات الماء و الكهرباء و فواتير أخرى مثيلة قد تذر أرباحا تعويضية...
كم كان  يصيح مرحبا  بالضيف .. رب المدينة و البلد ووالد و ما ولد .. ضيف لا كالمعتاد  سيكتب الله  له رؤيته  عن كثب و هي لعمري  عمرا جديدا سيحياه .... لقد حياه بالدمع و المبسم الفاغر لما رآه من بعيد ممسكا أدوات التدشين الذهبية إن لم تكن فضية.. كما استقرأ في مناولاته البروتوكولية تقويم المستقلب الى مستقبل ستنعم فيه ابنته بالرعاية السلمية المانعة و دفعها غصبا إلى سوق النخاسة أمة ..جارية ...عاهرة..و منبوذة في العراء تنهش لحمها كلاب الليل الضالة.. انه رمز للسلم الاجتماعي فليباركه الله بالنصر و التمكين.. و يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم .. فمن اجل الأمن و الأمان.. السلم و السلام الوطني حق له أن يسرقنا.. يمتصنا.. ينكحنا دبرا وقبلا ...

لحظتئذ ..خرجت رغدة  تتلفت يمنة و يسرة  مشذوهة.. لم تعثر على اثر منه لولا النادل الذي أرشدها..مهدئا من روعها  كون أبيها  قد توجه على قيد العجلة  لاستقبال رئيس الدولة الذي حل  بالساحة العمومية  و قد حركته لواعج الوطنية الصادقة-- مقهقها و هو يكنس بلاط  المشربية ..--
طأطأت رأسها في يأس و هي تفكر  في أستاذها الذي هددها حنقا  إن لم تؤد ما عليها من واجب الشهر  و إلا ستحرم من نقط الامتياز في الفروض الرسمية  كل هذا بعد أن اشبع  رغبته الحيوانية من جسدها البض ...حتى الجسد أصبح تجارة بائرة في هذا الوطن الكفيف  المهيض ... يا للغرابة..يا لغرابة الأنوثة التي صارت سلعة في ردهات مؤسسات التعليم الذي حاد عن سكة الأخلاق و التربية النظامية في الدين و المعتقد...صدق من قال رجال الإدارة يسرقوننا ..رجال الأمن يرهبوننا.. و رجال التعليم يغتصبوننا ...فيا لسخرية الأقدار من أمة هشة ضحكت من جهلها الحمر المستنفرة .. ترى ما الذي جعلت أمتي  و قد صارت خارج منظومة القيم البناءة للإنسان و الوطن؟؟؟...ربما صندوق الفقر الدولي بأدوات العمالة الوطنية يصنع لأجلنا  الحلم.. الصدمة و الاغتراب...تساءلت رغدة  مقطبة الجبين..

أخذت تحث الخطى  مشتتة التفكير وهي تتدلى  جثة تتنفس موتا من حبل حيص بيص المياد فوق جمر الاحتراق ..لا تلو على شيء.. شاردة.. هائمة .. تسعى ..كأفعى عمياء قد انسلخت عن جلدها.. لم تنتبه بضغط التفكير العنيف لسيارة قادمة صوبها يقودها مخمور بسرعة جنونية سرعان ما دهستها..
فرت بين الأعين الغامضة في وطن كل مسؤوليه في حالة تأهب قصوى احتفاء و تكريما بالزائر العظيم  إلا  للفرار الذي غفلوه رغم معرفتهم بشواذ و فواذ الحدث كيف تمسرح على خشبة القضاء المستنكر للظلم..القهر و الحكرة .. مما حذا بالجاني أن يفلت من المتابعة  علما أن السيارة الفخمة التي يقيلها تؤكد أن صاحبها من أعيان المدينة الوازنة مالا و نفوذا مما جعل  الكائنات الصامتة من حول الضحية حسيرة  تنأى بنفسها عن مناصرة الحق المشترك الذي اعدم يوم أكل الثور الأبيض....
فسنة الصمت موروثة عن جدار الموت الذي كان يبتلع الأحياء من الناشزين...انه تاريخ الموت  بحروفه التي تبرز تحت طائلة تيسير الفهم  و الفهم المضاد توصيفات سيكولوجية الرهاب الوطني ...
لم يستطع احد الشهود قراءة اللوحة الرقمية البارزة بالسواد المضغوط رموزها و لم يسعف منظر الفتاة وهي تتضرج في دمائها الملوثة بالفقر و الضياع.. من اثارة نخوة مواطن للجهر بالحق شهادة لله عما رأى ...كيف كان الدم منها يسيح كالكتابة  تتدفق فوق العبارة المتقطعة التي تلف الطريحة أرضا: المواطن شيطان اخرس...
و على غير العادة  من سرعتها.. توا  نقلتها سيارة الإسعاف إلى المستشفى العتيق .. فلا احد من المسؤولين هناك غير حارس وممرض في قسم المستعجلات ..فهما  منشغلين في الحديث عن ظاهرة تكدس الموتى في مستودع الأموات و تعقد مساطر استلام الجثث المسطرية التي ترهق الأهالي .. و فقر المؤسسة لأبسط التجهيزات الضرورية ..فما الفائدة من بناء مستشفى اخر  و النظير يئن فقرا من كل مقومات الجاهزية التي قد ترضي و لو من به خدش بسيط تساءل احدهما؟؟ ..بينما استنكرالاخر مقولة-- ما أجمل  النظافة  ولكن  ما أعظمها حينما تكون في عقولنا--
كل الأطر قد هبوا لاستقبال الوافد السيادي المقدس...  أحيلت الفتاة على مستشفى العاصمة الجهوية و تصفيقات الجمهور من الساحة الشرفية هيمن  على زعيق سيارة الإسعاف في الطريق إلى عوالم الغربة البعيدة إذ  يصطرع الرجاء بدوران العجلات الشديدة ...بعد ساعة  و نصف من السير المتواصل ..  فوجئ صاحب سيارة الإسعاف أن المستشفى  الرئيسي  خال  من الأطر المتخصصة في جراحة العظام  فهم ابيضا متعاقدين  و المصحات الخاصة  ...
--- من أين لي بثمن الوقود حتى ...؟؟ ماذا افعل بجثة هذه العاهرة التي ألقاها القدر بين يدي ...هكذا صاح الرجل غاضبا..
ألقيت جثة الطفلة بقسم المستعجلات و قفل عائدا يندب حظه هذا السائق اللص المسكين بعد أن نسي ما استقر في خلده يقينا أن  سيارة الإسعاف إنما هي هبة من محسن مجهول قد تبرع بها حينما  علم بوفاة امرأة حامل لم تجد من ينقلها إلى حيث مستشفى الفراغ إلا من جثت و مشارط للمتاجرة في أعضائها البشرية ....
صدق كريس هيدجر لما قال:
---نحن نعيش في عالم حيث الطبيب يدمر الصحة و المحامي يدمر العدالة و الجامعة تدمر المعرفة.. و الحكومة تدمر الحرية ..و الصحافة تدمر المعلومة.. و الدين يدمر الأخلاق..و البنوك تدمر الاقتصاد ..طالما النظام فاسد فبلا شك نحن فاسدون---- ...
تفرق الحشد الضخم ..
  تساءل الأب فرحا وقد غمرته نشوة ما شهده من حدث جليل الأهمية:
---رغدة ..ابنتي ..ربما  تنتظرني ...أمام باب مؤسسة الدعم التربوي ؟؟..

محمد القصبي
القصر الكبير
11/10/2018
المغرب الاقصى
ملحوظة : النص يحكي على سبيل التصور و التقدير واقع الطب في دولة ما يسمى بداعش...أرجو أن تستبدل عبارة رئيس الدولة بالخليفة .. و عليه يقول احمد مطر :
ان كان الشيطان رجيما
فلماذا نمنحه السلطة
و إذا كان ملاكا برا
فلماذا تحرسه الشرطة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق