المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الجمعة، 19 أكتوبر 2018

الوطنية / البهائمية / حمد القصبي @#$/^&*)))()))

/ الوطنية /البهائمية ...
قال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [سورة المائدة ـ الآية 32]

جلس يتابع باهتمام بالغ تطورات قصة اغتيال خاشقجي على إحدى القنوات العربية العميلة و التي أثارت سؤالا لطالما أرقه إلى يومنا هذا بعد أن سهد اغتيال المهدي بن بركة يومذاك و من تبعه بإحسان من الأحرار عيون من يتوسدون الجرح الذي لن يندمل إطلاقا ..لقد محقتهم الأنا السيادية المتضخمة التي تبارك دمع خنجرها المقربن بشريا   كل القوى الظلامية المتحكمة في مقدرات الشعب و أصوله حسب الاصطلاح الاقتصادي هههه
و كان يمهد لسؤاله بتساؤلات ليس له فيها ناقة أو جملا :
 وطنيون تمت تصفيتهم و هم على أعدادهم المجهولة مجهولة قبورهم... لا بأس فالوطن على امتداد مساحته قبر  رؤوم لكل أبنائه المضطهدين...
وطنيون تم تأبيدهم في السجون الانفرادية لمجرد أنهم عبروا إعلاميا  أو وراء  جدر  عن الحل المشروع لقضايا الاستقلال المنقوص بل المغيب الشرعية  على مدن و أراض هي بؤر السيادة الوطنية المتفق عليها بمنطق التاريخ و شفاهية ارث سكان الإقليم.... واستطرد قائلا :
--- الم يكن يعلم أولئك المختطفين  أن للجدران آذان ..سقط القناع لم يسقط الآذان مادام لفظ الجلالة لا يزال يرفع */ الله اكبر الله اكبر  و اللعنة على من سيس الدين  و خان رفاق وحي الإصلاح كما كان الاتفاق عليه  أول النضال... هكذا خاطب في يأس روح عبد الله باها ...
-- لماذا إذا يلجأ النظام و بإيعاز من الغرب نفسه القضاء على من يحمل جذوة البناء وعيا نابضا بالوطنية الصادقة و ضميرا خلاقا للبدائل المنصفة للإنسان لجغرافيا و التاريخ ؟؟؟
--- من إذا وراء قتل عبد الله باها و احمد الزايدي اللذين قتلا بطرق تنم عن غباء الإجرام السياسي و بلادته ؟؟؟من؟؟؟ من ؟؟؟؟من ؟؟؟......و يستهزئ ساخرا:
---  كم هم أغبياء  هؤلاء الاوصوليون و القاعديون الذين اقتتلوا فيما بينهم ردحا من الزمن  دون أن يعلموا بمنجل الموت المقدس خفاء يحصدهم فرادى...مثنى و رباع ...و من ثمة جماعات جماعات إلى آن شتت شملها وانهار نفوذ كلمتها  ههههه و يقهقه حاثا السير إلى الأمام
---اين الأمام و الطليعة  في دياجير الصمت و مناديب النسيان؟؟ ...
طوي ملف الأحرار كباها لكن ماذا بعد ؟؟
و يتفجر عمقه  سؤال كاد أن يخر به صرعا صريعا...:
---لماذا يصمت الحزب دون متابعة نبش مكامن التحقيق إنصافا لحرمته كإرادة سياسية معترف بها داخليا ؟؟؟
هل يعني أن قادة الحزب العليين متواطئون على قتل كل حر أبي مثلهما ؟؟ و لنا في التاريخ القريب شواهد صادمة
--هل أصبحت الأحزاب مافيا التجارة في دماء الأحرار ؟؟ إذا كان الأمر كذلك فيتوجب الرفع من ميزانية دعمها حتى تقوى على لعب الدور بديلا عن أجهزة الاستخبارات الرسمية...
في ذات اللحظة من تساؤلاته سمع طرقا بالباب .. انه موظف من مكتب التنفيذ الجبري يطالبه بتصفية دين النفقة و الذي حدد قسطها الشهري من خلال معيارتقنيني  كل مؤشراته تهدف الإرهاق و الاستنزاف ..و من ثمة فهو بالتأكيد قسط قد غرز في لحمه أنيابا صدئة طيلة 22سنة.. قسط بعد قسط يترى و قسط موالي رديفا يمتص دمه الملوث بالفقر الجوع.. و الذعر من مهابة السلطة الجائرة و القانون المستورد بنصوص صريحة غامضة تسن  في وطن لحظة المهزلة  لما يسرق نوابه الحلوى على مرآى إعلام ثالثية البلدان ...
22 سنة من الاغتيال الاجتماعي المتكرر ياه لقد نسي همه و التفت الى ظله المتكسر على القائم الاسمنتي للباب الخشبي الآيل للسقوط...

---من قتل كل هؤلاء ...؟؟؟

انه البرلمان الذي حشر حصانات مخنثة تتجسد كائنات للتوقيع و التصفيق .....و تشريع قتل الشعب و احراره بقوانين تملى من وراء البحار ...صمت ..قهر.. صمت ...

ارتفع نبر المذيع مستعرضا وقائع الصور التي توثق كيفية قتل الصحافي الضحية
و لشجي الذكرى المشتركة الأليمة  كان التعاطف جليا مما جعله يدعو إلى الله بالرحمة لكل شلو من أشلائه/خاشقجي/ المقطعة بالمنشار حيا كذاك الذي ذاب في محلول الحامض الكبريتي مغشيا عليه بل ... حيا ..مغميا
الرحمة للأحياء أحياء هذا الوطن قبل موتاه الذين نالوا الشهادة مكافأة لهم على الجرأة الأدبية و النخوة الوطنية السامقة البهية ....حقا إن مرادف الوطنية قد يكون اسم جمع لكل مشاعر البهائمية التي ترفض العيش إلا بمنطق القوة و الغلبة و الجبروت //الوطنية من المنظور المعاكس  إنما هي البقاء للأقوى ....البقاء للأقوى البقاء للأقوى...
--كيف؟؟؟ بالله كيف...؟؟؟
قتلا محقا و تدميرا لأواصر الوحدة في اللغة و الدين و المعتقد ....
حتى الموظفون الساميون مدنيون أو عسكريون  و من منهم على مرتبة عليا حصانة هم مجرد عملاء في أوطانهم...   بين شعوبهم يحيون لأجل المناصب المتوارثة المقننة  وفق آليات التشريع الغربي...
هكذا انقشعت عن فكره لوحة الأسئلة المتراصة ببعض و هو في الطريق إلى البنك يحاول تجديد عقد السلف لتسديد دين النفقة / منشار النفس الخنوعة المذعورة الصامتة و التي تتقور في دوائر وطنيتها البهائمية ....

حاثا السير هائما يمشي... و صور خاشقجي ترافقه ...
مكنس الرأس حسيرا يمشي  و ذكريات عبد الله باها و الزايدي تتعقبه...
يمشي...و يمشي...و اصطفاق الحامض  يردد في مسامعه:
--- المهدي بنبركة لم يمت  لم يمت ...
يتوقف و قد استحضر قولة احد العظماء  دون أن يدري ما الداعي إلى ذلك :
--- لا تسافر إلى الصحراء بحثاً عن الأشجار الجميله--- ربما هناك تجد مقابر جماعيىة تستغيث رب القصاص...في زمن تخلد فيه صلب الرجال بالجمر و الرصاص...

محمد القصبي
المملكة العربية السعودية
18-10/2018

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا استاذي على نبل الدعم و الرعاية لاقلام تتوخى تلمس طريقها الى حيث من هم عازمون على صناعة وعي عربي قادر على استيعاب الازمة و المرحلة ....شكرا

    ردحذف