المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

السبت، 6 أكتوبر 2018

Abeer Ka Yahia ▪●●□☆☆★★♡♡♥♥♥

تعليق أستاذي الكبير عبد الرزاق عوده الغالبي على دراستي النقدية المستقطعة
أدب الرحلة في إطار روائي معاصر
(بحر أزرق_قمر أبيض) للأديب العراقي حسن البحار

الدراسة النقدية ليست  تفسيرا لمكونات النص بل هي تحليل لمخبوءاته، وهناك فرق بين التفسير والتحليل ،التفسير يعتمد على معجمة المعاني، وهذا قابل للتأويلات الخاطئة في المعاني، وهو عملية سطحية تقف عند حد السطح الخارحي النص وإعطاء المعاني المعجمية فقط ، اما التحليل فهو ملاحقة علمية إغنائية بتشريح لبناء النص وسبر أغواره الداخلية واكتشاف مخبوءاته التي لم تكن ببال الكاتب حتى ، واسناد المناطق المكونة للنص باعمدة علمية ونفسية وبلاغية وجمالية ضمن أسس رصينة مسنودة باستراتيجيات وتقنيات منهجية وليس إنشائية سائبة...

ذكاء الناقد وإحاطته الثقافية في مكونات النص يعطيه جرعات من الإبهار ويدخله في مداخل النص وقضاياه الجديدة التي تخرجه عن التكرار الممجوج وتضعه في حيز العصرنة و الإبداع،لكون الإبداع مقرون بالجديد، وهذا يميز الناقدة الكبيرة الدكتورة عبير خالد يحيى، طمعها وشراهتها المتزايدة في الصيد المعرفي العميق فتراها دوما تخوض بالبنى العميقة للنصوص أكثر من البنى السطحية والغوص نحو أعمق اعماق النص للعثور على القضايا النائمة تحت أردية النص الكثيفة فتزيل عنها التراب وتلمعها بمعرفية واتزان ثم تنثرها وردا في أثير المعرفة لينتشر عبقها على من يتوق نحو رائحة المعرفة الزكية...

في كل دراسة لتلك الناقدة تخرج بقضية جديدة وهو الطريق الذي سلكته نحو الإبداع لان الإبداع سلوك شخصي وتأمل فلسفي لموجودات الأدب وربطها في مجتمع. الناقد الواعي كعبير خالد يحيى يسعى نحو تصيد القضايا النافعة من وراء النصوص، فالنصوص الأدبية مخلوقات حية تعيش بيننا مترعة بالحكمة والموعظة والتجربة المدروسة لإيديولوجيات أصحابها ومن مطلق النقد عراب الأدب ينفذ الناقد من الثقوب الدودية لفلك النص ويأتي بكل قضية نافعة لمجتمعة .....

وفي ذلك النص الجميل الراحل في غياهب الجمال الطبيعي والجمال الأدبي استطاعت هذه الناقدة الذكية ، الابتعاد عن التفسير اللغوي وسافرت نحو ميتافيزيقية النص، وأقصد ما ورائيات النص من قضايا مهمة تخدم النص، لأن النقد المعاصر ليس انتقادا وسعي وراء الأخطاء النحوية والسردية للأديب لكون تلك النظرة البنوية الضيقة والمتخلفة لا تعطي شيئا سوى النيل من الأدب والأدباء وحبسهم في أثير مزاج الناقد المتخلف معرفيا ، الأدب كلام موزون وتصرف مؤدب لائق يحكيه كل إنسان تميز بالخلق الرفيع وهو لسان حال الناس وليس ملكا لأحد فمن يتكلم بلسان الخلق هو الأديب الحقيقي وليس هناك من أحد اكتملت فيه المعارف والأخلاق ليكون قيماً على ألسنة الناس ، النقد علم يا ناس وليس أمزجة ،لنقول لكل من يكتب كلمة طيبة-برافو- ولنترك محاسبته عن الأخطاء، فالأخطاء لاتفيد الناس بل الكلمة الطيبة هي من تفيد وهنالك كثير من الطرق المؤدبة ان نشعره بخطأه وليس النيل منه بسكين الإحباط ....

القضية التي رفعتها الدكتورة المبدعة عبير خالد يحيى هي قضية خطرة علينا الوقوف عندها والتأمل بالعصرنة السردية ولنعرف أين موقعنا منها ونحن لا نزال نتخبط  في متاهات السرد الكلاسيكي والأحداث السردية الممجوجة ، والرواية العصرية قد بدأت عند الغرب منذ قرن تقريبا ،في العشرينات من القرن المنصرم بتقنيات وصلت إلينا في حينها ولم ندخلها نحن في استراتيجيات السرد ولا نزال نرواح في أمكنتنا، وهذا درس من الناقدة الفذة عبير خالد يحيى تعطيه لنا من أن النقد ليس تقييم للنصوص خالية من الأخطاء أو مترعة بالاخطاء ، بل هو تقويم وملاحقة وإضافة فكرية ومعرفية ، وليسأل نفسه كل من قرأ دراستها ماذا استفاد من تلك الدراسة.....!؟
أنا نفسي محدثكم تعلمت منها مايلي وأقولها بشكر وامتنان كبيرين:

١-الفرق بين السرد الكلاسيكي المختص بقضاء الوقت والتسلية عن السرد العصري المختص بمعالجة قضايا المجتمع  وقضايا الجمال  في الادب
٢- عرفت من دراستها أن تقنيات الجمال نوعان:
-جمال لغوي ،بديع وبيان
-جمال علمي صور مرسومة بفن في حرفنة علمية تسندها المدارس العصرية مثل المدرسة
الواقعية
الرمزية
السريالية
البرناسية
الفن للمجتمع
والتجريدية
الرومانسية
والطبيعية
وغيرها

وهي خروج عن المدرسة الكلاسيكية في الجمال السردي

٣-تعلمت منها أيضا أن هنالك أسلوب متميز اسمه الخطف وهذا الأسلوب يتصف بتكوين الجمل السريعة المترعة بالانزياحات لرسم الصورة بجمال علمي محدود بين فوارز ليبرز معايير النص السردية البصرية مثل:
- معيار الربط cohesion و
- معيار التنسيق بين الجملcoherence
وتلك المعاير البصرية ملحوقة بمعاير تضميتية اخرى وهي
المقبولية acceptability و
الاخباريةinformality
والسببية intentionality
والموقفية situationality
والتوازي او التناص intertextuality

٤- استفدت من تلك الناقدة العبقرية حلاوة النص المعاصر حين تتخلله التقنيات المعاصرة مثل:
- الحوار الخارجي Dailogueحين يعمل كمفاتيح للاحداث بشكل مقتضب
-الحوار الداخلي stream of consciousness وهو الرحلة الجميلة في مكنونات اللاشعور
- التغذية الخلفية flashbackاو السند الخلفي بالاحداث
وتلك التقنيا لها أثر كبير في التأثير البناء الفني بحذف الحبكة وإقرار عدمية النهاية  والتأثير الجمالي تدخل علم الجمال كلاعب اساسي في السرد
ولم تذكر أن كلمة معينة فيها خطأ هجائي أو نحوي.....هذا هو علم النقد أن تعلم وتتعلم وليس تؤذي الناس وتجرحهم في أحاسيسم بتسلط وعنجهية متخلفة فارغة ، لم يبلغ فرد في الدنيا وحتى الأنبياء من الإحاطة بالمعارف إلا الله....

سيدتي الدكتورة عبير خالد يحيى تحاليلك ودراساتك النقدية دروس أكاديمية في علم النقد لمن يروم تعلم هذا العلم على أصوله جزاك الله خيرا وأبقاك مشعلا ونبراسا للعلم والأدب انحني لك احتراما ولصاحب هذا النص الجميل.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق