المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 25 يوليو 2018

====== الدراسة النقدية المستقطعة من إعداد الناقد الأدبي / عبدالرحمن الصوفي =========عنوان الدراسة النقدية المستقطعة / نقد العاطفة في قصيدة ( قاعة الانتظار للشاعر مراد دروزي / المغرب

====================== تقديم ======================

يتكون مدخل الموضوع او التيمة ومقاييس الدقة في اﻹبداع الشعري في كتاب الذرائعية في التطبيق لمؤلفه عبدالرزاق عودة الغالبي من مقياس الصحة والخطأ ومقياس الجدة والابتكار ومقياس العمق والسطحية ومقاييس نقد العاطفة وغير ما ذكرنا ،  هذه الأخيرة أي ( العاطفة )  ستكون موضوع دراستنا النقدية المستقطعة لقصيدة الشاعر مراد دروزي المعنونة ب ( قاعة الانتظار )

بسم الله الرحمن الرحيم

العاطفة هي الحالة الوجدانية التي تدفع اﻹنسان إلى الميل إلى الشيء أو الانصراف عنه ، وما يترتب عن ذلك من حب او كره او سرور أو حزن أو رضى أو غضب ... ينشطر العقل في النص المعنون ب ( قاعة الانتظار ) للشاعر مراد دروزي  إلى محتويين ، وهما الأفكار / العقل واﻹحساسات / العاطفة  . وما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات هو ما يتمتع به من رد فعل طبيعي إزاء كل ما هو طبيعي ، وما يجعله يستجيب للأحداث التي تؤثر في أحساسيته ( أناه ) ، ويلعب اﻷلم والمتعة دورا كبيرا في النص إذ يدعم الانسجام والتوازن ويبعد العاطفة عن  القطيعة والعماء ، وهكذا تصبح العاطفة في النص منظمة للذات ومحفزة للشاعر على استعادة توازنه في الحياة وتحويل كل هموم الحياة إلى مصدر قوة . إن قوة العاطفة وصدقها لا تكمن فقط في إصدار الانطباعات بل كذلك في إعادة تجديد إصدارها ، وهذا ما يجعلها في النص انطباعا وتفكيرا في اﻵن نفسه . وتساهم في تجديد الاحساسات من خلال محور المتعة واﻷلم . وبواسطة العاطفة يرتد ما هو طبيعي في طبيعة الإنسان بصدق عاطفته . وتختلف احاسيس العاطفة من شخص إلى آخر ، ونذكر من أنواعها ، عاطفة غرائز ورغبات ، وعاطفة ردود افعال أي منها الهادئة والعنيفة ، والقصيدة التي بين ايدينا من نوع العاطفة الهادئة وإمارات احاسيسها هي :

- الحس الجمالي ======================================

يقول الشاعر في قصيدته / قاعة الانتظار

الكل معي في صف طويل
جلوس وقيام
ايام وأعوام

النظام / قاعة الامنتظار / جلوس / قيام = أيام وأعوام = بنية دلالية ذات حس جمالي

- حب الحياة ========================================

ويضيف الشاعر في نفس القصيدة قائلا :

ويفعلون مثلي
أراقب شمس اﻷصيل
لعلها ...تاتي
قبل الموعد بقليل

شمس الاصيل لحظة عمرية ، وترقب الموعد فيه عاطفة حب البقاء التي من صميم هوية عاطفة اﻹنسان .

- تقدير عدالة الوجود ====================================

ويقول كذلك :

فأحكي لها
شغف قلبي العليل ..
لكنها كعادتها ...
في موعدها
تقول لي ...
صبرك دائما قليل

تقدير عدالة الوجود من صميم قوة اﻹيمان الذي يستوجب الصبر امام الصعاب والعلل ، وصدقية العاطفة ترتبط بقوة العزيمة والصبر ....

- الميل للخير ورفض الشر وقبول اﻻخر ===========================

ويستمر الشاعر في رفع المستوى المبياني لعاطفته حين قال :

تسرع ...
تنافس وتغيب ...
تسابق الساعة ...
انت غريب ...
تنسى انك في قاعة
وتستعجل ...الرحيل
تماما ...
كشمس الاصيل 

==========خلاصة ==============================

الشاعر عاطفي رومانسي واقعي ، يميل نحو التدين والحكمة الفلسفية ...درجة العاطفة تتحكم بحرارة محركة الحس الوجداني الذي يجذب المتلقي نحو التمسك بالنص وقراءته مرات من اجل اكتشاف سهله الممتنع ...

                         تحياتي
=================== ===========================
                               .عبدالرحمن الصوفي / المغرب

&&&&&  قاعة الانتظار &&&&
الكل معي في صف طويل
جلوس و قيام
أيام او أعوام
يفعلون مثلي
أرقب شمس الأصيل
لعلها ...تأتي....
قبل الموعد بقليل...
فأحكي لها...
شغف قلبي العليل..
لكنها كعادتها....
في موعدها...
تقول لي ...
صبرك دائما قليل..
تسرع...
تنافس و تغيب...
تسابق الساعة...
انت غريب..
تنسى أنك في قاعة
وتستعجل ....الرحيل
تماما ....
كشمس الأصيل.

                            ****مراد دروزي***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق