المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الجمعة، 27 يوليو 2018

الدراسة النقدية المستقطعة من إعداد الناقد الذرائعي ( عبدالرحمن الصوفي )

==== عنوان الدراسة النقدية المستقطعة ( العلاقة بين القيمة الجمالية والقيمة الأخلاقية ) في القصيدة المعنونة ب ( نصيحة إلى ولدي ) للشاعر ( سامح سورسي )  ===========

============ ====== ملاحظة =======================

عبدالرحمن الصوفي باحث في النقد اﻷدبي / ناقد ذرائعي ، وليس من هواة النقد وكتابة الانشاءات طلبة الصف الإعدادي او هواة كتابة الانطباعات أو .... بل يكتب الدراسات النقدية الاحادية المدخل باحترافية وعلمية مستندا على نظرية علمية متعددة المداخل تجمع بين مداخل نفسية وفلسفية ولسانية وسيمائية و...وأعتذر إن طلبت من قراء دراساتي النقدية التركيز مع الصبر لفهم النص من خلال مباحث علمية تحتاج لرصيد معرفي موسوعي ..

=================  تقديم  ==========================

لقد بدأ التقويم والتفسير الأخلاقي للفن في وقت مبكر جدا يكاد يكون متوامنا مع نشأته ( الفن ) ، وذلك من خلال ربط الفن بالدين ، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال دراسة الحضارات القديمة في الصين ومصر واسبارطة واليونان ... وغيرها ولقد الارتباط يبدأ عبر مصطلح الفن في كل لغة متداولة ، والعلاقة بين ما نسميه اﻵن بالفنون الجميلة والفنون التطبيقية ، وايضا من خلال الارتباط الخير الجمالي بالخير اﻷخلاقي ، والقول بأن الفن محاكاة لفعل أخلاقي ، أو تعبير عن مضامين ذات صبغة تربوية وإرشادية ...سوف أدرس في قصيدة ( نصيحة إلى ولدي ) للشاعر ( سامح سورسي ) العلاقة بين القيمة الجمالية والقيمة اﻷخلاقية في النص ، على هذا اﻷساس سنركز على محورين ، محور الارتباط ومحور التعارض أو الحاضر والغائب النصي .

================================================  
بسم الله الرحمن الرحيم

القصيدة هي جملة من القواعد الأخلاقية المتبعة لتحصيل غاية معينة ، سواء كانت جمالا ( صنعة لغوية ) أو  كانت خيرا ، أو منفعة تواصلية  ...والغاية تحقيق الجمال ( الفن الجميل ) ، وكذلك تحيق الخير ( الفن بالفن اﻷخلاق ) ، وكذلك تحقيق المنفعة ( الفن بالفن الصناعة ) . إن علم الجمال في العصر  الحديث أكد على حقيقة أن الفن إنتاج لصناعة لغوية تخرج إلى الوجود وهي تربط بين المنفعة التواصلية  والجمال/ الصناعة اللغوية  ... والقصيدة التي بين أيدينا  نشاط جدي وثيق الصلة بالحياة ، فلا يمكن أن تكون اﻷعمال الإبداعية  مجرد مظاهر ترف أو موضوعات كمالية ، بل هي ضروريات حيوية وأنشطة جادة وموضوعات نافعة ، والموضوع النافع يولد لدينا بعض المشاعر الجمالية ليس لانه نافع بل لأنه في الوقت نفسه موضوع جميل .

يقول الشاعر في قصيدته :

أي بني :
أنت لا تجادلني ، إنما
أراك للعلا طامع
ثمرة حياتي من دنياي
أنت
فلا ترخي اللجام لمهرك
الجامح
دعوتك في اﻷمل
نبراسا
فإياك واليأس من
أطلالنا ، رابح
دع الدنيا لمآربها ترتقي ،
وخذ ما شئت من تعليمها
الناصح

إن هذا التناسق الطبيعي بين المنفعة التواصلية  والجمال/ الصنعة اللغوية   في القصيدة  ، فإذا لم نعرف منبعه ، فإنه بلا شك يكون موضوعا محيرا ومربكا لنظرية الجمال ( الصناعة اللغوية ) ، فأحيانا يقال أن المنفعة التواصلية  هي نفسها ماهية الجمال أو الصنعة اللغوية ، لأن وعينا بالمميزات العملية لأشكال محددة هو اﻷساس الذي ينهض عليه إعجابنا بالجمال في اللغة  ، فيقال أن سيقان الجواد جميلة عندما تكون ملائمة للعدو ، وهذا يؤكد أهمية المنفعة التواصلية  في علاقتها بالفن ، لكن في نفس الوقت رفض المبالغة في جعل المنفعة في اقصى درجاتها معيارا للجمال .

ويضيف الشاعر قائلا :

أي بني :
ثنايا اﻷيام يا ولدي
بحور
فحاذر ، من دوارها ،
المالح
تعلم مما جاد به الزمان
علينا
واعلم ياولدي بأن كله ،
للصالح

فإذا كان مفكرو العصرين القديم والوسيط ربطوا بين اﻹبداع الجمال واﻷخلاق فغايتهم كانت تهدف إعطاء اﻹبداع/  الفن  دورا إيجابيا في المجتمع الفاضل ، فتصير المادة الخام اللغوية صناعة لمحكاة تصوير لصناعة اخلاقية ، فيكتسي الأدب دورا إرشاديا أثره في صياغته لنظرية المحاكاة ، وقد اعتبر أرسطو أن موضوع المحاكاة هو أفعال البشر ، وهؤلاء البشر هم بالضرورة أما أن يكونوا ذوي اخلاق سامية أو اخلاق وضيعة ( الفضيلة والرذيلة ) ، ويرى ابن سينا أنه على الشعر أن يحاكي اﻷفعال المنسوبة إلى اﻷفاضل ، وهنا تتضح المنفعة التواصلية والجمال الصنعة اللغوية في القصيدة ، ومضمونها الحث على الفضيلة والعمل على تجنب الرذيلة .

وجاء في نفس القصيدة للشاعر سامح سورسي

وضميرك الحي ترويه من
الحياء
وتغذي فكرك ، يحلو
الملامح
ودع أمورك في يد الخالق
فأمامه ، كل ذي ملمح ،
واضح
وادعوه ، لك ، ولي ،
وللجميع
بالخير والرضا وستر كل
المفاضح
ودائما تذكرني بني ولا
تنسى
من من أجلك ظل العمر
بطوله
يكافح

=================== خلاصة =======================

المثل اﻷعلى في القصيدة هو أخلاقي ديني ، وهو حقيقي وواقعي يتلاءم مع القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي ...والصناعة اللغوية شخصياتها واقعية وحقيقية تكتسب قيمتها من خلال دورها المجتمعي ، والذي يكتسي أيضا قيمة اخلاقية لا تنصب على المضمون فقط ، بل على الشكل والتصوير والموسيقى ...قصيدة محبوكة بعناية ذات شحنات انفعالية وأفكار خفية تتضمن تتضمن طاقة مختزنة فيها تدفع القارئ إلى التعلق بها .

================== عبدالرحمن الصوفي / المغرب  ============

نصيحه إلى ولدي

سامح سورسي

أي بني :

أنت لا تجادلني ، إنما ،،،
أراك للعلا ،،،،،، طامح ،

ثمرة حياتي من دنياي أنت
فلا ترخي اللجام لمهرك الجامح

دعوتك في الأمل ،،، نبراسا
فإياك ،،، واليأس من أطلالنا ، رابح

دع الدنيا لمآربها ترتقي ،
وخذ ما شئت من تعليمها الناصح

أي بني :

ثنايا الأيام يا ولدي ،،، بحور
فحاذر ، من دوارها ، المالح

تعلم مما جاد به الزمان علينا
وأعلم يا ولدي بأن كله ، للصالح

ونصيحتي لك يا ضيا عيني :

ضميرك الحي ، ترويه من الحياء
وتغذي فكرك ، بحلو الملامح

ودع أمورك في يد الخالق
فأمامه ، كل ذي ملمح ، واضح

وأدعوه ، لك ، ولي ، وللجميع ،،،
بالخير والرضا وستر كل المفاضح

ودائما تذكرني بني ولا تنسى
من من أجلك ظل العمر بطوله ،،،،،
يكافح .......

سامح سورسي

================================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق