المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الجمعة، 27 يوليو 2018

======= الدراسة النقدية المستقطعة من إعداد الناقد الأدبي ( عبدالرحمن الصوفي / المغرب ) عنوان الدراسة النقدية المستقطعة ( الهوى والأخلاق والمنطق الاجتماعي ) في القصيدة الزجلية ( )للشاعرة ( Badia Elkadioui Elidrissi) / المغرب .

================= تقديم ===========================

سندرس في هذه القصيدة الزجلية (  ) الهوى كبؤرة نصية من خلال اﻷخلاق والمنطق الاجتماعي ، ونعني بالهوى لغة محبة اﻹنسان الشسء وغلبته على قلبه ونفسه ، وقد الحديث عن الهوى في القرآن الكريم بصيغة المفرد / الفرد / اﻷخلاق  ، يقول الله تعالى : " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى " / النازعات ... وصيغة الجمع / المجتمع ، يقول الله عز وجل في سورة المائدة : " قل يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " ... ودراسة الهواء في النصوص الأدبية يدخل ضمن مبحث ( سيميائية اﻷهواء ) أو ما تعرف ب ( السيميائية التوترية ) أو ( السيميائية الاتصالية ) أو ( سيميائية المحسوس )  ، وقد برع العرب في هذه المباحث السيميائية وعلى رأسهم زكي الدين المنذري ، وابن حزم وغير هؤلاء ، ومن الغربين ( هارمان باريت ، و كريماس ، ودافيد هيوم ... ) وغيرهم ....

===========    بسم الله الرحمن الرحيم ====================

------------------- الهوى واﻷخلاق في القصيدة النص ----------------------

ترتكز اﻷخلاق على التواشح والتقارب المجود بين البشر ، وهو التوادد الذي يقتضي الرأفة باﻵخرين ، والعطف عليهم والتعبير عن آلامهم ، والاحساس بما يحسون  ، وتلك هي الرسالة المضمونية التي يحملها النص بين طياته ...

تقول الشاعرة في قصيدتها الزجلية ( قطرة )  :

من قطرة الما حمل
ولى بحر كبير
ومن خطفا على سرقا ولى
ثعبان يخلع
كرش بلا ضلوع
غير يلهف ويبلع

إن منطق الهوى هو منطق الهوية والاختلاف ، لذلك سلكت الشاعرة في نصها أسلوب التوادد التوضيحي لعلامات اﻵخر المجبول على  حب ذاته / الذات الطبيعية ، والتميز عن اﻵخرين ، بحيث لا يثير عذاب اﻻخرين لديه  الاحساس بالتضامن والتعاطف ...الشاعرة تعالج ما يصدر عن اﻹنسان من حكم أخلاقي حيال أهواء الكائنات الأخرى من خلال اﻹطراء والتقدير ( للخير ) ، أو التقزز والامتعاض ( من الشر ) ، بنية اﻷهواء في القصيدة  الصراع الدائم بين الخير والشر .

-----------------  الهوى والمنطق الاجتماعي في النص -------------------------

تكتسي اﻷهواء طابعا اجتماعيا بحكم اندماج الفرد في النسيج الاجتماعي الذي يطبع على قلبه أحاسيس متنوعة ومختلفة ( العدالة ، الحب ، الكراهية ، الكبرياء ....) ، فاﻷثرياء وأصحاب النفود يتمتعون بمتع إضافية ، ويشعرون بتميزهم عن اﻵخرين وعلو مكانهم بسبب ما يحظون به من امتيازات مادية ، وهذه الأخيرة قد يعرف مصدرها وقد يجعل  ، وبها تتم المقارنة والاعتبار الطبقي . ويعلي الناس من شأن المادة / الوسيلة وإن كانت لا قيمة لها ..

وتضيف الشاعرة في قصيدتها قائلة :

مخلط شعبان مع رمضان
لبيض مول جوج محوح
حتى ولات مزراعتو
تقاقي وتمعمع بسبع لسون
داير بحال الطراح
مدرق ويطلب شدوقات الخبز
وجملها وزينها قال حنا كوانب

إن منطق الهوى عند اﻷغنياء والحاكمين يكمن في إثبات الذات بالتميز عن اﻵخرين والسيطرة عليهم ، فيصبح منطق الأهواء ( التشابه والاختلاف ) ، نوعا من المنطق البرجوازي الصغير ، الذي يقوم على إثبات الذات بمقارنة وضها مع وضع اﻵخرين ، فيصبح هؤلاء الأغنياء عبيد الأهواء وسلطانها  .
تقوم اﻷخلاق الحقيقية على عقد المقارنة أو الموازنة التي تجعل الفرد يرى صورته في أعين اﻵخرين ، وهذا يختفي في منطق اﻷهواء عند اﻷغنياء لغلبة منطق المتعة على منطق اﻷلم  . اﻷهواء عند الفقهاء مفسدة للعقل ومقوضة للإيمان ...والفلاسفة يقرنونها بالعذاب والضعف والفوضى والخطيئة اﻷصيلة ....
يتضح من خلال السياقات التي وردت فيها كلمة هوى إفرادا وجمعا في القرآن الكريم ، ان الله تعالى يرى أن اتباع الهوى يحمل الشهادة بغير الحق ، وعلى الجور في الحكم ، لذلك يستحث عباده على رد النفس إلى طاعته ، وأن يكونوا قوامين بالقسط ...

تقول الشاعرة في قصيدتها :

سير أحنيني عير الميزان
ؤبارك من التبرغيز والتسمسير
في ولاد بلادك
را لقلوب هزات وطابت
ولات كيف زنيكة كارمة
غير وقيدة تكدي لعوافي
وتحرك كل ما بنيتي بلا
ساس
في رمشة عين
تريب الحفلة ويطيح
في ديك الحفرة لحفرتها بذاك
الفاس

تتناول الشاعرة في قصيدتها اﻷهواء من زاوية تلفظية مركزة باﻷساس على فلسفتها وثقافتها كعنصر مجتمعي ، وهذا يجعلنا نعتبر الخطاب في النص مجرد سلسلة منطقية من الملفوظات ذات سياقات حوارية جماعية ، الذات فيه ذات تلفظية وذات نفسية ، ومنها تستنبط اﻷهواء السيمائية عموما في كل اﻷجناس الادبية .

================================================

ملحوظة : أعتذر من جميع القراء ، إن بينت لهم أن  دراساتي النقدية المستقطعة اي الوحيدة المدخل تدخل ضمن تخصصي وأبحاثي ، لست من هواة النقد او المتطفلين عليه من كتاب اﻹنشاءات ...لذلك ففهم كل دراسة نقدية يتطلب رصيدا معرفيا حول النقد عموما ، ودراسة اليوم هي سيميائية اﻷهواء في اﻷدب .
تحياتي واحترامي

================= عبدالرحمن الصوفي / المغرب  =============

‘‘‘قطرة‘‘‘ الشاعرة / بديعة اﻹدريسي

من قطرة لما حمل الواد
ولى بحر كبير
ومن خطفا على سرقا ولى
ثعبان يخلع
كرش بلا ضلوع
غير يلهف ويبلع
مخلط شعبان مع رمضان
لبيض مول جوج محوح
حتى ولات مزراعتو
تقاقي وتمعمع بسبع لسون
داير بحال الطراح
مضرگ ويطلب شدوگات لخبز
وجملها  وزينها گال حنا كوانب
سير احنيني عبر لميزان مقاد
وقيل عليك الغدر ولعناد
ؤ بارك من التبرغيز والتسمسير
في ولاد بلادك
را لگلوب هرات وطابت
ولات كيف زنيگة كارمة
غير وقيدة تگدي لعوافي
وتحرگ كل ما بنيتي بلا
ساس
في رمشة عين
تريب الحفلة و طيح
في ديك لحفرة لحفرتيها بذاك
الفاس

================================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق