المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

بقلم : أحمد المنصوري / المغرب

أيّها الشعراء !
        يا أيّها الأنبياء !
أيّها الفقراء !
أيّها الأمراء !
       يا أيّها الأشقياء !
سأُعلن للماء
سأصرخُ في وجه السماء
ها حروفُ الكونِ..
لُغة الحجرِ..
حشرجةُ الرُّوحِ في أوراقِ الشجر
وكل زخاتِ المطر
تلكَ الّتي تُنعِشُ الأحلامَ في وطني
ها أنا ذا.. أحمدُ..
هو أنت.. آدمُ ..
وأنت حواءُ..
موسى..مريمُ...
وجميع الأسماءِ
جميعها..
من الألفِ إلى الياء
تُغرقنا بِحارُ دم
تُدثِّرنا دياجيرُ ظلم
ويُؤرقنا البغاء...
سأُعلنُ لهذا الغَباء
أنّه لا شيءَ يُفرِّقنا
فكلُّ السماواتِ اللّامتناهياتِ تُوحدنا
سأعلن لهذا البَغاء
أني أبعثُ اللّهيب في نُجوم السماء
وأمْتَحُ روحَ التَّحدي
منْ كَبدِ بروموثيوس
ذاكَ الجبّارُ العَتي
الذي سَرق النِّيران 
ليكوي بها جباه الساجدين
لهذا البغاء/الغباء
فيا أيّتها النفسُ المستكينةُ للهباء
عجباً !!!
ألمْ تطمئني بعدُ للماء!
ألم يَنخركِ  سُمومُ هذا الهُراء؟!
ألم تسمعي صرخات روحك
الّتي تستغيث
أين الهواءُ ؟ أين الهواء؟
وهي تستجدي صفاءَ النقاء؟!
فما هذه إلا آياتٌ مهترئات
لزمنٍ أفلَ نحوَ الفناء
لا تتردّدي...
وابتدئي من هنا
حيثُ المكانُ الحارقُ
وهذا الجمود السائدُ
من قَرِّهِ
أناملي ترتعشُ
لحب القلم المتمردِ
على الرتابة القاتلة
المهووس بمحبةِ السؤالِ الجارف
أوَ ليسَ موتي أزل؟
أوَ ليسَ هو الأبد؟
سأغني للرّيحِ
للشّمسِ..  للربيع ..
لكلِّ الورودِ والرياحين
أنا النورُ والسّرمدُ
في زمنٍ يُقهقهُ: أنت غريبٌ عني
وأبتسمُ : أنتَ الأغربُ
أسائلهُ : هل أنا الفاني ؟
أم أنت الفناء؟
ام كلانا التناقضُ والهباء !!!
سأغني للنُّور
وأُنشد: كم هو رحيمٌ
ذاك الموتُ البهي
الذي يتسلَّلُ خلسةً كالحُلمِ ليلاً
ويستلُّ الرُّوحَ
والكلُّ نائمٌ يبتسمُ.
         * أحمد المنصوري* المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق