المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

قصة قصيرة / بقلم : حسين الباز

أدمغة للبيع / قصة قصيرة

أذكر بضبابية يوم كنت صبيا ، اقتادوني ومجموعة من الصبية إلى غرفة مغلقة ، لقحونا ، قبل أن يأتي دوري رأيت رأسا مفتوحا ، كان لواحد منا ، وضعوا فيه مقرر التاريخ والجغرافيا ، لم أكن نمت بعد حين تسللت من بين الصفوف ، وجدتني في مشفى المدرسة وفوق رأسي المدير يتصفحني ، ظننت بأني كنت أحلم.
حين كبرت قليلا تشاجرت ورفيقي حول حرق السفن ، يقول أحرقت ، وأقول .. لا ،  كنت أحرض زملائي على تقديم طلب مسح ما سجلوه بأدمغتنا عنوة ، لأجد نفسي في الشارع.
مع الوقت اشتد النزاع مع شاعر يقول بأن المتنبي ادعى النبوة ، وأقول : - لا..حسدوه..!
وحول شعري يقول ليس بشعر ، كنت أرتجل القافية دونما وزن ، ويزن دون قافية ، ابتعد وأسس ناديا للحفاظ على التراث ، تأكدت بأن دماغي لم تطله الأيادي.
بذكر الأدمغة ، رأيت بعضها تعدم ، وأخرى تفرغ لتشحن من جديد ، رأيت كيف يحول مسجد أو كنيسة لقاعة عمليات ، والمدارس لمختبرات ، رأيت بأم عيني جل مخططات الارهاب بشتى أنواعه بالتناوب ، كلما وصلت فئة للحكم برأت نفسها منه ، وألبسته لأخرى.
لم أر غير الفراغ ، يهرول الناس بلا أدمغة ، تتسابق الأرجل على الأماكن ،  تسير بانتظام النمل ، وقع الخطوات كجيش عرمرم ، وتملؤ المختبرات ، شعرت بالوحدة فتمنيت لو تركت لهم دماغي وقتذاك...
أدمغة فارغة تجوب الطرقات ، أدمغة ملأى تعدم ، ومن نجت فهي تتساءل : _ هل من أدمغة للبيع؟

حسين الباز / المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق