المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الجمعة، 24 يناير 2020

شعر : عبدالجبار الفياض

مومياء عربيّة

ميّتٌ
تحجّرَ فيهِ غابرُ زمن
ينتظرُ ذيلَ بقرةٍ بعدَ أنْ تشابَهَ البقر . . .
ما كانَ رجلاً لولا غبارُ الاغارة . . .
ذراتُ آخرِ فتحٍ
ليسَ منهُ إلآ حكايا عن ضابحاتٍ
جمحتْ
فاستكانتْ . . .
لو سألتَ عنهُ الآن
ففي آخرِ الرّكبِ
يشحذُ سيفَاً لنزالِ مَنْ ولدتْهُ لهُ أُمُّه !
. . . . .
تباعدَ عن الفوقِ تحت . . .
أُريقَ ما في ناصيةِ سَحَرةِ المعبد . . .
أقنعةٌ لكُلِّ أدوارِ مسرحيّاتِ ما بينَ المطرقةِ والسّندان . . .
قراصنةٌ
يقتسمون بنتَ البحرِ غنيمةً باردة
لا مكانَ بينَهم لغيرِهم  . . .
أغرقَوا البوْصلةَ
فماتتِ الجّهاتُ الأربع . . .
تسيّدَ الصّفرُ دكةَ الأرقام
فأُكلَ السّمكةَ حتى رأسَها . . .
إنّهُ زمنُ الحيتانِ البريّة
لا تُبقي ألآ ما يُطيلُ لها مكثاً في الأرض !
. . . . .
منبرٌ 
مُتّسخٌ بألفاظٍ
اعتصرَها التّكرارُ شراباً من غسلين  . . .
كرٌّ وفرٌّ على رقعةِ شطرنج ببيادقَ
لا يموتُ فيها المَلك  . . .
تلتقطُ ما يُرمى لها من سِقطِ متاع . . .
أيّامٌ
تُغتصبُ بلا أستار . . .
أهي الأمّةُ التي أُخرجتْ تشيعُ بين النّاسِ خيراً ؟
جماجمُ
ضاقَتْ بها حكاياتُ السّندباد . . .
ترقصُ رقصةَ سالومي في عُرسِ أبنائِها . . .
هل سواها يُعطي دمَهُ قروضاً بورقِ الرّقيم ؟
أليسَ ذاكَ كرماً يعقدُ لسانَ الدّهشة؟
واخجلاً من الصّغار
حينَ يروْنَ الكذبَ 
يتسلّلُ من عيونِ الكبار . . .
كيفَ يختزنُ الآتي صورةً كهذه ؟
. . . . .
إيهٍ
وخزةَ الألمِ المتخثّرِ على شفةِ الجُرح . . .
حاطبُ شجرتِه
يبيع ظلّها بكأسٍ وساق . . . 
فوّهاتُ بنادقَ صدئةً بكرهِ الحياةِ . . .
بدخانٍ
يمسحُ ما تكتبُهُ أصابعُ الصّباح . . .
وا حسرتاه
كيفَ يُؤتى بالعشقِ أسيراً
فيُذبحُ بطقوسٍ وثنيّة ؟
لكنَّ فجراً لن يبتعدَ كثيراً عن ساعةِ مولدهِ . . .
أصواتٌ
تخرجُ من أسفلتِ الشّارع
من أرصفةِ الدّم
تستعيدُ بصرَها للكوْنِ عيون . . .
لا وقرَ
يسدُّ أُذنَاً هذهِ المرّة . . .
لم تقوَ حمّالةُ الحطبِ على حملهِ من جديد  !
. . . . .
أبا رُغالٍ
لا يبابَ أرض
فيْضٌ بعدَ غيْض . . .
اختفتْ بسمةٌ الصّخرِ أمامَ صخبِ النّرجس . . .
الغدُ
سيكونُ كما يحلمُ بهِ بابا نويل دونَ أنْ يخطرَ لكَ فيهِ ظلّ !
يومٌ يولد
ينطقُ بالمهد
يتوجّسُ خيفةً منهُ الغُرباء . . .
منجلٌ بلغةِ الحَصاد
يُنشد  . . .
تنّورٌ
يُدوّرُ رغيفاً
يتّسعُ خارطةً لأفواهِ كُلِّ الجياع . . .
ديموزي
يرتفعُ قامةً
تُمسكُ قرصَ الشّمس
تنفرجُ شفتاهُ عن ترتيلةٍ البقاء . . .
عشتارُ
تنفثُ عشقاً
يفتحُ أختامَ الشّمعِ الأحمر !
. . . . .
لم يبقَ لهامانَ إلاّ لعنُ ساعةِ مولدِه . . .
دربُهُ
لا يتّسعُ لمرورِ سُلحفاة . . .
التّعويذةُ
تسقطُ من زندِه
إذنْ
هو الوعيدُ الذي تجاهل
يُذيبُ صلفاً لم يرَ فيهِ يوماً ظلَّهُ في بركةِ ماء . . .
واذْ تخيطُ أجنحةُ النّوارسِ ثوباً لوليدِ أُمٍّ
تجوعُ ولا تأكلُ بثدييْها
لنْ يغلبَها بلونهِ الأحمر إلهٌ بأذرعِ الأخطبوط . . .
ليهوذا آخرُ لقمةٍ من هواءٍ على مائدةِ العشاءِ الأخير !
. . . . .
عبد الجبّار الفيّاض
20 /1 / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق