المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الجمعة، 31 يناير 2020

بقلم : عبدالعزيز أبو رضى بلبصيلي

قصيدة بعنوان:.............................  مع الله سبحانه .  ....
بقلم عبدالعزيز أبو رضى  بلبصيلي.
آسفي.. المغرب.

ورب قائل ..لما جفاني   الحبيب
                        ليس لي في  كنف الدنيا نصيب.
وان كانت    الدنيا       آخر همي
                         فعلى الآخرة.....دمعي    وجيب.
قلة وصل  الصبابة...لا تضنيني..
                          وان إشتد. شوقي.. ....للحبيب.
لكن شوقي ..لحب ربي......لظى
                           ولقاء ربي.....نار بالحشا ولهيب.
أراه    في الملكوت...من  حولي
                          وانا منه .....كحبل الوريد قريب.
عشق  إزدان به...    خريف عمر
                       إن رضي عني..ألقاه  مع  الحبيب.
الحبيب المصطفى...له القلب تلهف..
                          وبعشقه...يأنف  صحبتي العيب.
بعشقه..أتنفس الحب.....والوفاء..
                       ظلال حب ..لها في نفسي ترتيب.
يسعد بذكره  قلبي  ويرتاح لبي
                          وحبات سبحتي تعبق   بالطيب.
والفجر من هودج  الكون بنوره
                          يبشرني.... قائلاً: أنت لا تخيب.
لك لحظة  متعة الآن إغتنمها
                           فذكر الله...طيب..مع الحبيب.
صليت مرة..فصلى عليك عشرٱ
                          هدية  من الله...لك هذا النصيب.
إني ثمل بعشق فيه أتلاشى..
                           في خلوتي فرحٱ..كغصن رطيب.
وإليه أتوب..وأعترف بذنوبي..
                           وأتشفع   بحبيبي  ..ليوم قريب.
ومن غيره علي  ينوب بشفاعة
                           و أملي أن يكون لي فيها نصيب.

بقلم عبد العزيز ابو رضى بلبصيلي.
آسفي...المغرب 31.1.2020.

الأربعاء، 29 يناير 2020

بقلم : عمر بنحيدي

Poème :  Miroir
  _ Eh ! Toi !
Je te vois
Que fais-tu devant moi ?
Je t. ai cherché au fond de moi
_ Est _ce que tu me connais ?
  _Oui. Tu m'a abondonné
  À mi_chemin
Sans penser à demain
   Alors tu repars
  Et  sans fanfare
  _ On ne peut pas se séparer.
Nous sommes un, il me paraît.
Détruisons le mur de honte
Établissons  ponts et pentes
Signons un pacte
Qui  réglemente nos actes
Notre vie en harmonie
Sans aucune  hégémonie
Sera la meilleure
    Pleine de bonheur
  Élevons  la coexistence
Sur le socle de la  tolérance   
Comme moi tu as des défauts
Tu dois l'avouer. Il le faut. .,
Benhidi Omar. 28/1/2020

الثلاثاء، 28 يناير 2020

بقلم : عبدالعزيز أبو رضى بلبصيلي

قصيدة بعنوان:........                    علمتني الحياة.    ......
بقلم عبد العزيز ابو رضى بلبصيلي.
آسفي.. المغرب.

علمتني الحياة..
أن أتماهى مع الصبر
وألبس  جلباب البحر
أخيط من  رذاذه  قاربٱ للنجاة.
علمتني الحياة..
فن سكوت  القبور
وزحف النمل  الجسور
فمن  رحم  العرق تولد  الأمنيات.
علمتني الحياة...
الإنحناء للعاصفة حتى تمر
وكيف  أنجب الحلو من المر
وأرسم  لوحات من غدير الذكريات.
علمتني الحياة...
أن الطبيعة  تخشى الفراغ
ونعيق  اليأس لا  يستساغ
وكيف أغتسل بالخيال للإفلات.
علمتني الحياة....
أن الحب  معدن لا يصدأ
به نحيا..ومنه  نتعبأ
ونواصل في درب الحياة الخطوات.
علمتني الحياة....
أن الصفحة لا تملأ  بالبياض
والسماء لا تمطر قبل المخاض
والجني لا يكون بدون زرع بذرات.
علمتني الحياة...
أن الزمان  أشرس مصارع
يمكر..يستبد  وهو  يقارع
الكلمة الأخيرة  لك في كل الجولات.
علمتني الحياة...
أنه  مهما  عصفت  بك الكروب
على قدر  عزمك تخوض الحروب
وتخرج  الحياة من  النواة.
علمتني الحياة....
أن طعم  الأمل جميل بلا منازع
تشرق منه الشمس رغم كل الموانع
ويحيي ما  تعتقد  أنه قد مات.
علمتني الحياة....
أن العمر مهما طال جد  قصير
بين ربوع  قصر...أو فوق حصير
عبثٱ...قد  نضيع  فرصة الحياة.

بقلم عبدالعزيز أبو رضى بلبصيلي.
آسفي... المغرب..20.1.2020.

بقلم : رضا الحمامصي

التصوير في الشعر العربي القديم :
ما الذي يميز شاعر عن شاعر آخر , هل هو اجادة النظم على بحور الشعر وكفى أم هناك عوامل أخرى تجعل هذا الشاعر يشار اليه بالبنان ويتصدر بنتاجه المشهد الشعرى , وقد رأينا أمثلة عبر تاريخ لغتنا الجميلة فكان أبو تمام والبحتري المتنبي وأبو العلاء المعري ,ومن المحدثين أحمد شوقي وبدر شاكر السياب والرصافي والجواهري ونزار وأخرون لا يتسع المقال لذكرهم .

اذا ذكرنا عمق الفكرة وبراعة الصورة والموسيقي الداخلية , والبديع واختيار البحر والقافية المناسبة , نقول أن تقنيات حديثة مثل التصوير السينمائي اضافت بعداً عظيما للقصيدة العربية , ومعا مع البحث التالي في التصوير في الشعر العربي القديم , وسوف نتبعه باذن الله بعرض هذه التقنية في شعرنا الحديث .

مقدمة : رأيت لأمانة العرض أن أقدم لكاتب هذا المقال وكم أحزنني أن تنتهي حياته عن عمر يناهز الثلاثين عاما , إنه الشاعر والمؤرخ الأدبي الشاب فخري أبوالسعود ( 1910-1940):
• تخرج من مدرسة المعلمين العليا وإبتعث لتفوقه الي جامعة اكستر بانجلترا

• احتفل في شعره بالطبيعة والوطنية والوجدان , وعنى بكل لفظ جزل وبالروي الناعم وارتفع الى مصاف كبار الأدباء علي الرغم من حداثة سنه .
• فاز بجائزتين بكتابيه ( الخلافة ) و(البارودي) .
• برع في دراسته عن الأدب المقارن وهو الذي تملك ناصية العربية والانجليزية .
• صدر له ديوان بعنوان ( ديوان فخري أبو السعود) جمع وتقديم وتحقيق د. علي شلش – اصدار الهيئة العربية العامة للكتاب 1985

"الوصف من أهم أغراض الشِّعر وأخصِّ فُنونِهِ، وكُلَّما كَثُرَ في شِعر لغةٍ وآثارِ شاعرٍ، دَلَّ على رُقِيِّهِما الفنيِّ؛ إذ إنَّ مناظر الطبيعة خاصَّة، وروائعَ المشاهدات عامَّة من أشد العوامل تأثيرًا في النفس الشاعرة وتحريكًا لعاطفتها، وبَعْثًا لها إلى القول، والوصف في الشعر العربي غزير يتناول شتَّى الموضوعات، ويبلغ في يد كبار شُعراء العربيَّة غاية الإجادة، فكثيرًا ما تخلَّص شعراؤنا من قيود المدح والرثاء، والنسيب الاستهلاليِّ - مهما كان تَقَيُّدُهم بهذه الأغلال الثقيلة التي كَبَّلَتِ الشِّعرَ العربيَّ - وعَرَجُوا على وصف أثر من آثار الطبيعة أو المدنية، فأبدعوا وأرضَوُا الفنَّ أضعافَ ما أرضَوْهُ بمبالغات المدح والرثاء، والنسيب المُدَّعَى.

ولكنَّ الذي أريد الإشارة إليه في هذه الكلمة، أن اعتماد الوصف في الشعر العربي كان دائمًا على المعنى دون اللفظ، على التشبيه والاستعارة والمجاز دون جَرْسِ الألفاظ، وتتابُع التراكيب ووَقْعِ الأوزان والقوافي، بينما الشعر الوصفيُّ الغربي اعتمد على هذه الأشياء الأخيرة اعتمادًا كبيرًا، فبلغ الغاية في المطابقة بين المعنى واللفظ مطابقةً تملأ الوصف حياة وجلاء، وتوفَّرَ بعضُ الشعراء على هذا الضرب منَ التَّصوير، ومنهم ملتون وتنيسون، ولا سيما الثاني الذي بلغ في القدرة على تذليل اللفظ للمعنى، واستخدامه في تصوير ما يشاء حدًّا منقطع النظير، وأضحتْ آثار أولئك الشعراء مهبط وحيٍ لكبار المصورين، يستلهمون ما حوت من روائعِ الأوصاف، ومحكَمات الصُّوَر، ويسجِّلون ذلك على لَوْحاتهم.

إذا كان في المنظر المراد تصويرُهُ حركةٌ؛ كجَرَيانِ نهر، أو عَدْوِ جَوَادٍ استخدم الشاعر الغربي بحرًا من بحور الشِّعر يلائم تلك الحركة ويحكيها، وإذا كان به صوت أو أصوات مختلطة؛ كهدير أمواج البحر، أو قصف المدافع في الحرب، اختار منَ الألفاظ تلك التي تحتوي على حروفٍ خَشِنَةٍ قَوِيَّة، وإذا كان يصف منظرًا ساكنًا وادعًا لم يذكر ذلك في القصيدة ذِكْرًا، وإنَّما استَعْمَل الألفاظ ذات الحروف اللَّيِّنَة؛ كالسِّين مثلاً، وهناك عدا هذا وذاك ضروب شتَّى منَ المُلاءمة بين الصيغة والمعنى، يَفْتَنُّ فيها الشاعر الوَصَّاف ما شاء له اقتدارُهُ؛ ككثرة العطف، وتكرار الحروف، والكلمات والتراكيب، والأبيات الكاملة.

ولقد وقع شيء من ذلك في بعض أشعار الوصف العربيِّ؛ ولكنه كان إلهامًا محضًا أوِ اتفاقًا عارضًا، ساقت الشاعرَ إليه المصادفَةُ السعيدة أوِ السَّلِيقَةُ المجيدة، دون أن يتعمَّدَهُ أو يتكلَّفَ في صَوْغِهِ عَنَاءً، ويقرؤه القارئ العربي فيستطيبه ويعزو موقِعَهُ من نفسه إلى مجرد معانيه، وحُسْنِ تشبيهاته، ويَجْمُل ذكرُ شيء من هذا للتمثيل والبيان:
ففي مُعَلَّقَتِهِ يصف امرؤُ القَيْس اللَّيلَ في بيته المشهور:
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ وَأَرْدَفَ أَعْجَازًا وَنَاءَ بِكَلْكَلِ

وفضلاً عن جَوْدة المعنى، وحُسن التشبيه في هذا البيت، يزيد الوزنُ والتركيبُ الوَصْفَ المرادَ ظهورًا؛ فالبحر الطويل ذو الحركة الوَئِيدَة، وتكرارُ العطف بالواو يمثلان بُطْءَ مَسِيرِ الليل، ولَجَاجَهُ في الإقامة، وتمادِيَهُ في الطُّول خيرَ تمثيل، وفي بيته الآخَرِ حيث يصف جواده بقوله:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
نرى تتابُعَ الصفات بلا فاصل في الشطر الأول، واستعمالَ الألفاظ الضخمة الخَشِنَة في الشطر الثاني يمَثِّلان تَوَثُّب الجواد، وسرعةَ انطلاقه وارتداده، ومفاجآتِ حركاته تمثيلاً جيِّدًا بصرف النظر عن تشبيهه بانحطاط الصخر من شاهق.
وفي قول المتنَبِّي:
أَتَوْكَ يَجُرُّونَ الحَدِيدَ كَأَنَّمَا سَرَوْا بِجِيَادٍ مَا لَهُنَّ قَوَائِمُ
خَمِيسٌ بِشَرْقِ الأَرْضِ وَالغَرْبِ زَحْفُهُ وَفِي أُذُنِ الجَوْزَاءِ مِنْهُ زَمَازِمُ
نرى وصفًا رائعًا لجيش كثيف وَئِيدِ الزحف لكثافته، وليس في البيتين معنى كبير، وليس فيهما سوى مبالغة غير معقولة؛ ولكنه البحر الطويل يمثل هذه الحركة البطيئة أتمَّ تمثيل، هذا فضلاً عن فخامة الألفاظ التي تَخَيَّرَها الشاعر، ونرى البحر الطويل يؤدي مثل هذا الغرض، ويرسُمُ صورةً أخرى رائعة في قول جَمِيلٍ:
وَلَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجَةٍ وَمَسَّحَ بِالأَرْكَانِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ
أَخَذْنَا بِأَطْرَافِ الأَحَادِيثِ بَيْنَنَا وَسَالَتْ بِأَعْنَاقِ المَطِيِّ الأَبَاطِحُ
فهنا حركة الإبل البطيئة واضحة ماثلة، وقد كان جميلٌ ملهمًا، حيث ذَكَرَ كلمة أعناق في البيت الثاني، فإنها وَحْدَهَا تَرْسُمُ الصورة التي أراد؛ فإنَّ ذكر الجزء الأهمِّ منَ الصورة كثيرًا ما يبعث إلى المُخَيِّلَة باقيَ الأجزاء، ويُبْرِزُ الصورة جَلِيَّةً كاملة، ويترك البحرُ الطويل مِثْلَ هذا الأثر أيضًا في قول البارُودِيِّ الذي أشار إليه الدكتور صبري في كتابه عن الشاعر:
وَنَبَّهَنَا وَقْعُ النَّدَى فِي خَمِيلَةٍ

فإذا قُرِئ هذا الشطر بِتَأَنٍّ وجدنا الوزن يُمثِّل تساقُط قطرات الندى متتابعةً، أما الحركة السريعة فيمثلها البحر الكامل، ومن ذلك قول المتنَبِّي:
أَقْبَلْتَ تَبْسِمُ وَالجِيَادُ عَوَابِسٌ يَخْبَبْنَ بِالحَلَقِ المُضَاعَفِ وَالقَنَا
عَقَدَتْ سَنابِكُهَا عَلَيْهَا عِثْيَرًا لَوْ تَبْتَغِي عَنَقًا عَلَيْهِ لأَمْكَنَا
ففي البيت الثاني نرى مبالغةً أخرى من مبالغات المتنَبِّي، وهي وحدها لا تكاد تؤدي معنى، ولكن البحر الذي صِيغَتْ فيه القصيدة يؤدي خَبَبَ[1] الجياد خيرَ أداء، حتى لَيكادُ يريك تَوَثُّبَ الفرسان فوق ظهورها، ولو حاول الشاعر وصف الخَبَبِ في البحر الطويل لما استقامت صورته.

ولِتكرار الألفاظ أو التعبيرات أحيانًا أثرٌ بليغٌ في إبراز الصُّوَرِ، وبَعْثِ الأَخْيِلَةِ؛ ففي قول ابن هانئٍ الأندلسيِّ:
وَفَوَارِسٌ لاَ الهَضْبُ يَوْمَ مَغَارِهَا هَضْبٌ وَلاَ الوَعْرُ الحَزُونُ حَزُونُ
يوحي تكرارُ كَلِمَتَيْ هضب[2]، وحزون[3] إلى المُخَيِّلَة تتابُعَ الهضاب والرُّبَى أثناء عَدْوِ الفرس، فكأنَّه يعرض أمام العين شريطًا سينمائيًّا متحرِّكًا، أَضِفْ إلى ذلك صَوْغَ البيت في البحر الكامل، واختيار الكلمات الفخمة، وفي قول الأستاذ المازنيِّ:
لَغَطُ اليَمِّ إِذَا اليَمُّ طَمَا وَالْتَقَتْ فِيهِ هِضَابٌ بِهِضَابْ
ترى صورة رائعة لجَيَشانِ اليَمِّ، ولا يرجع هذا إلى معنى البيت وحده، ولكن إلى وزنه وألفاظه كذلك؛ فبحر الرَّمَلِ يُمَثِّلُ الحركة المتضاربة أَدَقَّ تمثيل، وتكرارُ كلمتي اليَمِّ وهِضَاب يوحي إلى المُخَيِّلَة تتابُع اللَّجَجِ، وتكرارُ حرف الهاء ثلاث مرات في الشطر الثاني يَزيد الحركة تصويرًا وبروزًا.

كان ذلك في الغالب كما ذكرتُ محضَ اتفاق أو إلهام، ولم يقم في العربية فردٌ أو مدرسة تتوفَّرُ على هذا الضرب منَ النظم والتصوير؛ وإنَّما حين اتَّجه نظر الشعراء إلى اللفظ صادَفَ ذلك عصرَ انحلال الأدب؛ فلم يُسَخِّروا اللفظ لإبراز المعنى؛ بل صرفوا كلَّ همهم إلى اللفظ دون المعنى، ووُلِعُوا بالألاعيب اللفظيَّة التي سمَّوْهَا محسناتٍ، وأَوْغَلُوا هذه الغُثاثاتِ على أَجَلِّ فنون الشِّعر خَطَرًا؛ كالرثاء والنَّسِيبِ، فأَسِفَتْ وانعدم فيها الحِسُّ والشعور، فرأينا شاعرًا ينسب فيقول:
نَاظِرَاهُ فِيمَا جَنَى نَاظِرَاهُ أَوْ دَعَانِي أَمُتْ بِمَا أَوْدَعَانِي
وآخَر يتوجَّع فيقول:
لِي مُهْجَةٌ فِي النَّازِعَاتِ وَعَبْرَةٌ فِي المُرْسَلاَتِ وَفِكْرَةٌ فِي هَلْ أَتَى
وثالث يمدح فيقول:
وَإِنْ أَقَرَّ عَلَى رَقٍّ أَنَامِلَهُ أَقَرَّ بِالرِّقِّ كُتَّابُ الأَنَامِ لَهُ
وليس في كلِّ هذا تعبيرٌ عن شعور أو أداءُ غَرَضٍ، وما هو إلا عَبَثٌ بالألفاظ، واقتناصٌ للجناس والطِّباق والسَّجْعِ والتورية، وإنما أكثَرْتُ من هذه الأمثلة الغَثَّةِ؛ لأُوَضِّحَ كمْ كان الشِّعر العربي يربح لو أنَّ المجهوداتِ التِي صُرِفَتْ في مثل هذا التحايُل العقيمِ وُجِّهَتْ إلى تسخير اللفظ لِلمعنَى، والاستعانة بِهما معًا على إبراز الوصف المقصود؛ كما يصنع شعراء الغرب.

وليس في طبيعة اللغة العربية قُصورٌ يَحول بينها وبين مُجَارَاةِ اللغاتِ الأُخرى في هذا الباب، بل لها من الميزات ما يقدِّمها على غيرها، فهي كثيرة البُحور التي يؤدِّي كلُّ منها غَرَضًا مختلِفًا، غزيرةُ الألفاظ الوَعْرَة الضخمة، والرقيقة اللَّطيفة التي توحي بخُشُونَتِها أو رِقَّتِها مختلِفِ الصفات، غَنِيَّةٌ بالحروف السَّلسة اللَّيِّنَة، والحروف الخَشِنَة الجافية التي تطاوِع الناظمَ القدير، ليس يُعْوِزُ العربيةَ شيءٌ من ذلك؛ وإنما يُعْوِزها الجرأةُ منَ الناظِمِينَ بها، والعَزْمُ والجَلَدُ."

[1] خبب الجياد: هو عدوها السريع، وفي "المعجم الوسيط": خب الفرس أي نقل أيامنه وأياسره جميعًا في العدو.
[2] هضب: جمع هضبة.
[3] حزون: جمع حَزْن (بفتح فسكون)، وهو ما غلظ من الأرض.

المصدر: مجلة الرسالة العدد (44) لسنة: 1934م

الاثنين، 27 يناير 2020

بقلم : محمد الذهبي / المغرب

لا تغضبي.
كفاك اليراع وما تطلبي
كفاك الوفاء ولن تُغْلَبي
اذا قلَّ صدق بدرب المنى
وقلَّ الحياء فلا تغضبي
فإن الوقار له مورد
وراء الدَّواة وفي المكتب
رأينا قطار الهوى يلتوي
بقوم إلى مرفإٍ مرعب
طويلا جميلا حيال الربى
كعقد إلى الخيط لم يُنْسَبِ
ورأسٍ غبيٍّ إذا أُفْرِدَتْ
تلاشى العقيق من الموكب
أقيل المنايا الى موعد
وارض تريد بلا مطلبي
أذوب وأمضي الهوينا كما
يذوب الوميض من المغرب
فما منيتي في نهود بدت
ورقص العجيزة والمنكب
ولكنها في السَّجايا ترى
هواها وتفنى على المذهب
أراها الغصونَ اذا أينعت
تولى الهزار عن الهيدب
اراها الخيولَ اذا أنجبت
تهادى الفؤاد الى السَّلْهَبِ
...
محمد الذهبي

بقلم : عبدالله أيت أحمد / المغرب

الانتحار
رجع السيد إبراهيم من المهجر بعد أن قضى زهاء أربعين سنة من العمل المضني في أعمال شاقة بجهد عظلي ونفسي كبيرين.
استطاع أن يجمع ثروة لا بأس بها وأن يحصل على تقاعد مريح.
أسس أسرته السعيدة ببلده الأصلي المتكونة من زينب أم أولاده الثلاثة محمد وأحمد ورقية، ولخوفه أن يتأقلم محيطه العائلي بديار الغربة، ولتشبثه بالعادات والتقاليد، بالقيم والاخلاق التي تربى عليها في قريته النائية، والتي دأب عليها الجميع حتى أضحت طقوسا لا محيد عنها طمعا في اسقرار عائلته بمنأى عن ثقافات وإغراءات العالم العلماني المتحضر.
التحق إبراهيم أخيرا بعشه الذي يهاجره باستمرار ولا يدفأ به إلا مرة في كل سنتين من عمره الضائع والتعيس، وكل أمله في أن يقضي بقيته في رغد وطمأنينة.
مرت أشهر يستمتع مع أبنائه وأهله وأقاربه...اشترى عمارة من ثلاث طوابق، سيارة فخمة، رصيد بنكي محترم وتقاعد مريح.
ذات يوم استيقظ وهو لا يقوى على النهوض، شعر بدوخة  لم يألفها من قبل وأصيب بحمى شديدة أقعدته الفراش.
الرجل المسكين أفنى شبابه وحياته من أجل بناء أسرة مثالية تجود عليه بالعطف والحنان والإهتمام، عرفانا بتضحيته بالغالي والنفيس من  أجل إسعادهم.
لكن هيهات فكل حساباته بائت بالفشل، العمر لن يعود، المال لا ينفع في الدواء، سئم الأهل من الوضع الجديد، لقد ألفوا حياة مريحة لا نغص فيها ولا مرض يقض مضجعهم وتعودوا على الإستمتاع بما لذ وطاب من المأكل والمشرب...ألبسة آخر موضة ...سيارة فارهة ورحلات.
دب الملل في أوصال العائلة فالوضع لا يحتمل، لا بد من إيجاد حل للمعضلة، وبعد نقاش عسير اتفق الجميع على نقل الكسيح الذي لا يصلح لأي شيء إلى بيت متواضع بسطح العمارة، كي يهتموا بشؤونهم اليومية الترفيهية.
الرجل وهو مرمي بركن من أركان بيته الواسع الذي أصبح ضيقا عليه لدرجة  لا تطاق، دخل عليه صديق الغربة السيد علي وهو لا يعلم بمصابه الجلل، جاء لزيارته بعد مدة من الفراق، ليجده في حال يرثى لها الجبين ويدمع لها القلب عوض العيون..أوساخ وأزبال تتناثر في كل مكان ملابس رثة وحالة مزرية...همس لصديقه بالقصة المؤلمة ونكران الجميل ممن هم أقرب إليه. وقبل أن يغادر طلب منه أن يشتري له سما لقتل الفئران.
وبقدرة قادر استطاع الرجل ان يجتاز محنته بعد تناوله جرعات من السم القاتل التي أشفته من علته المزمنة بعد ان كان ينوي الانتحار.
وفي الوقت الذي يستمتع الأهل بالحياة، قام بإجرات بيع جميع ممتلكاته وتحويل أمواله إلى وجهة غير معلومة.
وذات يوم رجعت الأم وأبنائها مساء من نزهة جميلة فوجدوا قفل العمارة قد تغير... وأطل من النافذة شخص يخبرهم بأن المنزل اشتراه بأثاثه.
سقطت المرأة مغشية عليها وأصيبت بشلل دائم، تشرد الأبناء...غاب الأب إلى الأبد.
بقلم عبدالله ايت احمد/المغرب
07 يناير 2017

بقلم : سعيد محتال / المغرب

حين يبحر المساء
ويغرق النهار
وتنام زوارق العيون
أكتسي بردة الخيال
اطارد الشبح المرسوم
بين أجنحة السور
أسترق خلسة نسمة
وراء مدفأة الوعود
تعثرت بين ضفاف الجفون
انتظر سهما يوقظ قلبي المكسور
أغازله شوقا حبي المدفون
أشم فيه رائحة الألم والهموم
أكتسي غبار الندم المحطم المكلول
خلف نافذة الجرح المسلول
يذكرني بعباءة يوسف
القادمة مع رياح الامل المسفوح
أنتشي قسمات السرور
ولو مرة في عمري المقبور
سعيد محتال
من وحي صورة

بقلم : عمر بنحيدي

قصة قصيرة :  أجب بنعم أو لا.

غالبا ما ينادوني بغليض الرأس. وذلك لكبر حجم رأسي وفي الوقت نفسه لثقله في إدراك أبسط الأمور. وطبعا أنا لا  أرضى بمثل هذا الكلام فهو إهانة. في حقي. لهذا حاولتُ إثبات العكس.
استيقظت باكرا وقررت أن أقوم بخدمة مفيدة. وبذكاء أدركت أن أنبوب  غاز البوطان وهو من النوع الكبير قد فرغ  . أسرعت  إلى الدكان لأستبدله بآخر مليئ... ..
لسوء حظي، استعصى علي ّٓ تركيبه  . فاجتهدت. استخدمت عقلي الذكي لكنه دوما في راحة بيولوجة. أخذت الملقاط  وبذلت كل جهدي لأزيل شيئا اعتبرته زائدا يمنع الغاز من الخروج وبالتالي الاشتعال. نجحت.   ها قد أزلت الجزء الزائد. لأضع آلة الملقاط في مكانها. ((هكذا بقليل من التنظيم  ستٓسْهُل حياتُنا .)). ولكن ما هذا؟ إني أشم رائحة الغاز، بل أسمعه يتسرب . الأنبوب  يتنفس.  يا الله يا الله ماهذا الذي فعلت؟. لأضع أصبعي على مكان التسريب..  لا شيء يمنعه من... يا ويلي ماذا أفعل الآن..؟
أتيتُ بالملقاط من جديد. ولكنه  قاطع فقط وليس لاصقا .  أيقظت عقلي من جديد وقد غط في نومه العميق .((يا بارد الگلب! أغثني بفكرة، أسرع ، قبل وقوع الانفجار العظيم.)).
  الآن فهمت و بالملموس المقصود بنسبية سرعة  الزمن. فزمن تسريب الغاز أسرع من زمن البحث  عن  الملقاط.؟
    في  رمشة عين بدأت أختنق . فبدأت  أصيح:  افتحوا النوافذ. أطفئوا الأضواء، أسرعوا، أسرعوا..النجدة! .. وماذا عساي أفعل؟ أسرع أيها العقل الذكي هل عدت لنومك.؟ يا لمسؤوليتك !  نحن في خطر محدق وأنت  في نومك العميق؟ . لا. لن أنتظر أكثر مما انتظرت.  أفصح كلامك، لم أسمع جيدا.))   آه ! وهل في مثل هذا الظرف تبقى الحواس متيقظة! كلها فقدت توازنها بفعل المفاجأة الغير سارة. إلا أنت. وحدك غير مبال بما يجري وسيجري لنا. أسمعك. أسرع، أنجدني...(( عليك بحملها إلى خارج العمارة، هناك إلي الهواء الطلق. وهناك اتركها تٓفْرٓغ لوحدها.)) ....  أ  أحملها؟ وإذا انفجرت علي؟. يا عقل تعقل قليلا. لكن ما باليد حيلة. يجب أن أغامر. أفضِّل فقدان حياتي على إلحاق الأذى بحيوات بريئة.. أه كم هي ثقيلة جدا هذه الأنبوبة! ليكن. و لأتشجع أكثر. ها أنا أنزل السلم... واحد ..إثنان .. ثلاثة.  ألقيت بها فوق العشب، و أنا أصيح .. ابتعدوا.! ابتعدوا.! ستنفجر. ارتميت على بطني ويدي على أدنيّ و مغمض العينين . وجهي على العشب. قلبي سينفجر قبلها. يا الله الطف بنا.
لم أدر   كٓم انتظرت من الوقت ولكني لما  فتحت عيني وجدت النساء والأطفال متحلقين حولي،.
أول شيئ سألت عنه هو أنبوب الغاز و قد كانت  الدائرة   تزداد ضيقا إلى أن صرت واحدا من هؤلاء المتحلقين حولي  .
    قبل أن أنطق بكلمة واحدة  توقفت حافلة لا أدري إلى أين اتجاهها. ركبت مع الراكبين، في الحقيقة هم من أركبوني بتدافعهم. أردت أن أسأل عنها. ولكن جرفني التيار البشري، فنسيت أمرها..

. وطارت بنا الحافلة. ونحن نتدافع. أمواجا  تلو أمواج. الصاعدون  أكثر من النازلين  .
     حين نزلت  أحسست ببرودة الأرض تتسلل من أسفل قدمي إلى رأسي . الآن فقط وعيت أني فقدت  الحذاء والمعطف. لا تسألوني كيف ولكني احمد الله على أن أعضائي سالمة..
  مٓنْ سيصدق مٓن عقلُه يغطُّ في النوم؟ فهو كمن لا  عقل له. لأجرب.
  كانت طفله تنظر إليّٓ فسألتها. من فضلك  هل شاهدت أحدا نازلا من الحافلة ومعه زوج أحذية ..؟ لم تكن تنتظر مثل هذا السؤال.  لم تنبس بكلمة ولكنها جرتني من يدي وأدخلتني عمارة ضخمة. صعدت معها إلى الطابق رقم واحد. وبباب شقتها وجدنا امرأة متوسطة العمر، بيضاء كالحليب، ذات وجه بشوش، وشعر كستنائي . بصوت الحسون سألتِ الطفلةٓ.؟.إين وجدته؟ . إنه أبوك ... ماذا. ؟ردت الطفلة، عرفت فيما بعد أن اسمها راندا، ردت :كان تائها عن الطريق. حاولت أن أفلت يدي من يدها، لكنها كانت تدفعني إلى الداخل وأمها تجرني بقوة وهي تزغرد وتردد :  ((واعلى سلامتو، وعلى سلامتو .)) .
   أقيم احتفال كبير  على شرفي. رقص الجميع بمن فيهم أنا . الطفلة  راندا  لاتفترق عني خوفا من أن أهرب أو أختفى من جديد. . أخبروني  بأني كنت مفقودا منذ سنتين. لكني لم أتذكر أي شيء، بينما هم ( المرأة وابنتها والجيران كلهم يعرفونني ). استغربت كيف عرفتني البنت و أنا لم أعرفها ،.
  قالوا لي :
  _ إنها كانت يوميا تقف أمام صورتي المعلقة على الجدار بالغرفة. وحين يستفسرونني أين كنت  أجيب أني كنت أعيش حياة أخرى.
  مرت أربعة أشهر على إندماجي في هذه  الأسرة وبدأنا ننسى الماضي وأحزانه إلى أن جاء عون السلطة ومعه محضر، و قد اندهش من وجودي  وبعد استفسار عن هويتي طلب مني أن أرافقه وزوجتي إلى المخفر  وهناك أحاط بي رجال الشرطة وبدأوا سلسلة من الأسئلة أسفرت عن اعتقالي بتهمة  انتحال شخصية زوج امراتي.
  بقيت قرابة شهر وراء القضبان بحجة تعدد الزوجات ضدا على القانون. فقد أٓعلمتْ الزوجة الأخرى رجال الشرطة باختفائي المفاجئ..
  وأخيرا استسلمت للنوم في زنزانة أبرد من الثلاجة، رغم ارتعاشي. و لكن لا شيئ يرجى من عقول عوجاء. تعبت من الشرح والتفسير وأخيرا و على غرار أسئلة المسلسلات. طرحوا على عدة  أسئلة وأعطوني  اختيارين    :  نعم أو  لا.
   السؤال.1:   أنت هارب عن زوجتك الأولى لتتزَوج  أخرى ضدا على القانون؟
     نعم أو  لا..
  السؤال 2.: .قتلت أخاك التوأم لتتزوج امرأته.
  نعم.  أو  لا.
  السؤال 3:  أنت إرهابي هارب، حاولت تفجير العمارة التي تقطن بها وفشلت.
    نعم  أو  لا.
    وبدأت أصرخ و أصرخ : برئ و الله برئ  .  أغثني يا الله !.....
    لم أكد أكمل دعائي حتى أحسست بيد تربت على رأسي و بصوت يناديني  باسمي:   آدم آدم.. فتحت عيني، فوجدتني قد سقطت من فوق السرير و برودة البٓلاط تتسرب إلى كل أوصالي. وزوجتي المسكينة  تساعدني على النهوض   ،
     لقد فرحت فرحا كبيرا حين استرجعت وعيي وتأكدت بأنه فقط كابوس...
  انتهت
                               26/1/2020