المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 12 أغسطس 2020

بقلم ‏: ‏عبدالجبار ‏الفياض ‏

باستضافة الاخ السينارست سعدي عبد الكريم
 
  الصهيلُ يخنقُ الخيولَ المربوطة

                 (الجمهور)

فراغُ مصبوغٌ بأمنياتٍ ميّتة
يتّسعُ لنهاياتٍ غائمة 
النّاسُ تحتَ خطِّ قيظٍ
يلوكُ رِئةَ النّهار . . .
يَهَبونَ جلودَهم للشّمسِ
لجوعٍ
يملأ كُلَّ فم  . . .
لكنّهم
ألفوا الطّبيخَ البارد
فلا ساخنَ غيرُ رصاصٍ معتوه 
في طُرقاتِ موت 
من جهاتٍ ست . . .
لكنَّ صوتَ  الرّعدِ لا يخرقُهُ رصاصٌ مارق !  
. . . . .
ما أطعمًتْ
ما كسَتْ
قشورٌ في فمِ ماعز . . .
عقودٌ
سلختْ لحاءَ زمنٍ مبتورِ السّاقين . . . 
الناسُ هنا
تشتري النّومَ قبلَ الخبز
كأنّهم نسوا 
كيفَ كانوا يصنعون خبزاً لحفاةٍ في دروبِ الشّمس ؟
. . . . .
غابرٌ
أتى
مومياواتٍ مُحنّطةٍ بشمعِ الزّمنِ الميّت . . .
هُبَلُ  
بشارةُ زمنِه
ولو تبيّنَ خيطُ فسادِهِ من خيطِ فسادِه . . .
داحسُ والغبراء 
يُثيرانِ الغبارَ على زجاجِ سيّاراتِ عبسٍ وذوبيان . . .
الغالبُ والمغلوب
يقتسمان ماءَ البئر . . .
السّباقُ ملهاة 
رمادٌ في عيون الفجر . . .
الغبارُ 
يحجبُ وجوهاً 
تعشقُ مثارَ الحوافر ! 
بمنعرجِ اللِّوى ١
يتهادى صوتُ ابنِ الصّمةِ بشذراتٍ من نُصْح 
تٌغلقُ عنها الأذان 
لتحلَّ الكارثة !
. . . . .
انتظارٌ
يتمدّدُ  ألماً تحتَ أقدامٍ مُتعبَة . . .
أفرغَ كُلَّ الصّبرِ في جيوبٍ مثقوبة . . .
ما عندَ الغفاريّ سوى سيفٍ
بوجهِ آلهةِ الخبزِ المسروق ! 
ولا لصعلوكٍ غيرُ شرٍ 
يتأبّط . . . 
هل ينزعُ البُهلولُ طرافتَه
ليبصقَ على بقعةِ جلوسِه؟
ذهبَ حنيْنٌ
يبحثُ عن خُفِّه
رجعَ  بساقٍ مبتورةٍ
لعلَّ الحربَ تمنُّ عليهِ بساقٍ من خشب . . .
. . . . .
جهاتٌ أربع
بابٌ واحد
عالمٌ نهارُهُ 
يُعلّمُ الصّغارَ أبجديّةَ العَتمة . . . يشنقُ دُماهُم بخيوطِ ما يحلمون . . .
لا عجبَ 
فكبارُ الخارطة 
ينتفخون ألآ يكونوا صغاراً . . . 
لا شأنَ لهم بهذا الذي سجدَ لهُ القمر . . .
بعيونٍ دامعة . . .
بشفاهٍ يصبغُها البارود . . . 
أطهرُهم 
أقذرُ من حاويةٍ قمامة 
يُخاطبون بما يُخاطَبُ بهِ ناهق . . .
لا تبتئسْ
حفّارُ القبور 
سيخذلُهُ رفْشُهُ ذاتَ يوم
ربما
يرثيهِ بحفنةٍ من دود  !
. . . . .
               (المسرح)

مسرحٌ 
كُلُّ ما فيهِ باينَ أمسِه
ستائرُه
كراسيُّه 
إلآ الضّوء . . .
لكنَّ النّصَ كما في مسرحتِهِ الأولى  
يبدأ بحذفٍ 
بإضافةٍ مُستترةٍ 
ينتهي 
بما يراهُ سينارست 
يتنفّسُ من تحتِ إبطِ السّيد . . .
حضيرةٌ 
يُلعنُ على بابِها زمنُ الإنحناء . . .
ثيرانٌ مخصيّة
بشِمتْ من علفٍ مستورَد 
بقرونٍ خشبيّة 
لا يهزأُ قَرنٌ من قَرن . . .
نِطاحٌ بدمٍ كذب
خُوارٌ
ينتهي بصمت . . . 
مَنْ بيدِهِ حياةُ كُلِّ البقر 
حَضَر !
. . . . .
جديداً ترتدي  
الأزهارُ الذابلة 
تفقدُ علامةَ التّعجب !
كمبارس
يأكلون الحُصرمَ
لا يضرسون . . .
أرضٌ عُقّتْ 
لا تعرضُ للشّمسِ جٌرحاً . . .
حمورابي 
لاجيءٌ في بلدٍ ناءٍ . . .
جلبابُ الرّشيدِ في موْلٍ غربيّ . . .
ذو الفقارِ 
هديّةٌ لواطيءٍ أرضاً بقذارةِ قدم . . . 
النّهايةٌ 
تتسعْ بدخانِ البنادق . . .
بحشرجةِ الموتِ
تضيق . . . 
يرسمُها المخرجُ بريشةِ سيدِه  . . .
. . . . .
المُخرجُ مهتمٌّ بتغييرِ الأقنعة  . . .
ليس سهلاً أنْ تنجوَ من نارِ النّمرود
فلستَ نبيّاً !
كُلٌّ تمرحلَ حتى استوى . . .
حذارِ
إنْ قناعٌ سقط
تهاوى ما بعدَه  . . .
مَنْ يفقدُ قناعَه
يفقدُ جلدةَ وجهِه
يتوارى 
إلى حيثُ يكونُ فيهِ حرفاً على شاهدة . . .
الأدوارُ
بما يدور . . .
الأيّامُ حُبلى
لا يُعرفُ جديدُ ما تلِد . . .
. . . . .
بريشت ضيفاً
بعينيْن 
تطفحُ فيهما كُلُّ المشاهد 
دوائرَ قاتمة  . . .
لا دائرةَ طباشيرٍ قوقازيّة . . . ٢
دوران
تقتاتُهُ ساعاتٌ لم تعدْ في حسابٍ مكتوب . . .
لولا المُشاهدون صعدوا خشبةَ المسرح 
لتناثرتْ كُلِّ الأصنامِ جُذاذاً 
لا يصلحُ لشيء . . .
لهربَ الشّيطانُ برجسهِ  قبلَ رجمِه . . .
لكنّ أدوارَهم شُطبت . . .
شمعٌ أحمر
صوتٌ
تقفّى السّامريَّ بعجولٍ 
لم ترَ للسّماءِ زُرقة . . .
الوراءُ قِبلة
ما انتهتْ إليهِ العاصفة . . .
خروجٌ إلى الدّاخل . . .
مُسحتْ أسماءُ الشّهورِ والأيّام  
رقعةٌ زمنيّةٌ بلونِ الرّماد  . . .
الصّفرُ سيّدُ الأرقام 
لتزددْ حقائبُ الظّلامِ تُخمة !
غادرَ بريشت حانقاً 
لم يعقبْ !
. . . . .
كواليسُ ساخنةٌ بأنفاسِ الأرقام . . . 
عرّابُ الظّل
الوطنيّةُ عشبةٌ مفقودة . . .
وَهْمٌ 
يُغلفُ جماجمَ تُعساءَ 
لا تُنسيهم لذةٌ نبضَ الطّينِ في عالمٍ شطرنجيّ 
لا يموتُ فيه ملك . . .
لِمَ يكرهُ أولئكَ الحُفاةُ انتفاخَ الجّيوب ؟ 
ليكنْ غدُهم طيراً 
يحلّقُ فوقَ سفينةِ السّندُباد . . .
لكنَّ المسرحيّةَ نجحتْ . . .
احرقوا النّصَّ إذنْ
خلا فصلَ رقعةِ الشّطرنْج . . .
حذارِ
أنْ تخرُجَ رائحةُ حروفهِ المسرطَنة
ليحتفظْ كُلٍّ بدورهِ لقادماتٍ أُخر . . . 
. . . . .
شكراً 
أيُّها المماليك
لكم يومُكم الذي أنتم فيهِ  فرحون . . . 
كنتُم فوقَ ما كانَ الكبيرُ  يحلم . . . 
يا أصحابَ الذّئبِ الخائب
براءٌ 
أنتم من دمٍ على قميصِ نبيّ . . .
عِشاءً تبكون 
وجوهٌ 
غشاها ما لشكٍ أنْ ينكرَه 
مشهداً ممسرحاً باحتراف . . .
يا أصحابَ النّاقة
اغرسوا أسنانَكم بلذيذِ لحم 
لا شأنَ لكم بناقةٍ عُقرتْ . . . 
اقتسموا ماغنمتم 
حِلٌّ لكم ما حرّمَ إسرائيلُ على نفسِه . . .
اذهبوا 
لا يلتقي خيال بخيال . . .
المَسرحُ مُغلقٌ لعرضٍ آخر  !
. . . . .
ربّاه
إنًّهم يتحلّقون حولَ ماكرٍ
خُسفَ ضميرُهُ لحظةَ أنْ رأى عملةً شقراءَ 
كشفتْ عن ساقيْها . . . 
لذي يدٍ عاهرةٍ
يمرُّ بموكبٍ 
يدوسُ على أمنياتِ ما وَعد  . . .
لسيفٍ من ثقيفٍ 
قطفَ رؤوساً أينعتْ
يُصفّقون . . . 
لا 
في حضرةِ المُبجّل 
أنْ تخلعَ رّأسَها عندَ الباب !
ربّاه
هلْ مِنْ طوفانٍ آخر ؟
وجهُ الكُرة
أصبحَ مملكةً للذّباب !
. . . . .
عبد الجبّار الفيّاض 
شباط / 2019

١ - دريد بن الصّمة
شاعر جاهلي أدرك الإسلام ولم يسلم لاعتداده بنفسه وكان حكيم قومه .لم يأخذوا بنصيحته فهلكوا .
أمرتُهمُ أمري بمُنعرجِ اللّوى 
فلم يستبينوا النّصحَ إلآ ضُحى الغَدِ
٢- مسرحية دائرة الطباشير القوقازية لبريشت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق