المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الاثنين، 17 أغسطس 2020

تفاعل ‏البرامج ‏السردية ‏وديناميكية ‏أقطاب ‏الخطاب ‏/ ‏قراءة ‏نقدية ‏بقلم ‏: ‏سعيد ‏فرحاوي / ‏المغرب ‏

تفاعل البرامج السردية ودينامية اقطاب الخطاب  في قصة فاطمة المعيزي /العدو.

بأسلوب يعتمد قطب الراوي الشخصية؛ تتحرك وتتطور الحكاية في نمط الكتابة التي تسير وفق المعلومة التي تعرفها الشخصية؛ فتتحول الى راو يقوم بعملية السرد. لكن المهم في هذا  الشكل التعبيري هو خروج القصة من الشخصية الانسان ليتحول الخوف الى فاعل قوي ؛ كما تتحرك ما سمته بالعدو/كورونا  الى مكون جد محدد في توالد وتمازج عدة مظاهر سردية ؛ ليصبحان معا شخصيتان محوريتان في كتابة اقل مانقول عنها انها خرجت عن المألوف لتشخص نماذج معاشة من الواقع اليومي؛، فتصبحان حركتان بنائيتان تقومان بأدوار جد هامة على مستوى توالد الافعال والاحداث. سمته الساردة بالعدو في اشارتها الاولى من خلال العتبة العنوان؛ مما يولد مسافة تداخل وانفصال بينها وبين هذا المكون الذي حعلته امامها متجليا ؛ بصفته  العنصر المشكل للعبة الازدواجيات؛ وهي ماسيبني برامح سردية متشابكة ومختلفة حسب نوع الافعال السرسيوثقافية المنجزة على مستوى الدينامية السردية؛ كلها اشكالات ستتطلب مواضيع قيمة مختلفة؛ على الشكل التالي:
الراوي الشخصية___عامل-ذات
قتل كورونا---موضوع قيمة. 
الرياضة+ العزيمة+المعقم  والتظافة___العامل المساعد
 قوة العدو+قدرته الكبيرة على الاختراق+ الخوف - - ---العامل المعاكس.
كما يمكننا النظر الى العدو؛، بصفته عامل له موضوع قيمة بانه ينجلي  بميزات سنحصرها في المحاور التالية:
 كورونا - - - عامل - ذات.
الساردة----موضوع قيمته.
 القدرة والقوة--عامل مساعد.
 المعقم والنظافة وعزيمة الساردة----عامل معاكس.
 إن تحديدنا كل  تفاعلات البرامج السردية في قصة العدو نهدف منه تحديد اشكال التفاعلات بين اقطاب الخطاب في القصة؛ كما نريد ان نوضح نوع تضارب العوامل وكيفية خلقها دينامية تنبني على افعال ازدواجية تتحكم فيها الاضداد وصراعها؛ لتسهم جميعها في بناء الفعل السردي بطرق جد متفاوتة؛ في كل فعل تنجلي الحركات العاملية لتسقط الاخرى؛ كما تظهر الثانية لتحد من حركية العامل الاخر؛ بحثا عن تأسيس فعل جديد؛ فتنتج في تراكمها افعالا متعددة تختفي بصور متعددة لتغني الحكايات بتمفصلات جد خفية تعمق الدلالة وتقوي من صور تمظهزاتها؛ فتنتج دلالة مبنية بأسس جد متداخلة؛،يحضر فيها التركيبي في علاقته بالتوليدي؛ كما يعمق مستويات بناء القصة من خلال بنيتها السطحية والاخرى العميقة؛ طبعا بتحريك تفاعل بنيات التخطيب بدرجات متنوعة.
 إن تبني عنصر التضمين؛ وهو استحضار قصص تخفي عمق القصة الام هو نوظيف  بنائي؛ لان الساردة تريد من اعتمادها اسلوب التكثيف الهروب من القصة المحور واخفاء تجليات فعلها في نفسية الشخصية المحور؛ وهو ماجعلها تهرب نحو الخوف؛ كما تحركت صوب أخيها لتناقشه لغة الرياضة الدفاعية/الكاراتيه؛ فتعود لتتكلم عن حضور العدو ومرافقتها لها في كل تحركاتها؛ تلعب بالزمن؛ كما تغير المكان؛ الى جانب استحضار محاور ثانوية؛ حتى وإن قمنا بتغيبها لن يتأثر الخكي؛ هي كلها اساليب فنية اعتمدت على شرط التشويق والتهرب من الحدث المحور.
أن قوة قصة العدو تحددها عدة عناصر؛ نحصرها في الاشارات الدلالية التالية:
  اولا تجسيد الخوف وشخصنة  جرثومة كورونا.
 ثانيا: تفاعل البرامج السردية ونتحولها من حالة الى أخرى؛ كلما استدعت الضروزة السردية حضور برنامح سردي وتفوقه عن الاخر.
  ثابثا:  بناء التص على بنية التضادات الازدواجية؛ بدون ان تشوش الازدوجيات على تماسك النص
. رابعا:  اعتماد على مكونات ثانوية غير مهمة لاخفاء محور التص؛ واضفاء متعة التشويق ودوره في  تعطيل الحدث.  خامسا:  تبني وقائع حية لاقناع القارئ بواقعية الحدث؛ في حين الحقيقي كل مايحكى هو من انتاج الخيال.
 سادسا: تبني السارد الشخصية لتصبح المعلومات مشتركة بين سارد وشخصية؛ لانهما معا يشتركان في لعبة بناء القصة. هنا تقتل السارد الاله الذي يعرف كل شيء ويحرك القصة برمتها بفعل ان يقول كن فيكون كل شيء بالصورة التي يشاؤها الراوي الاله.
 كلها عوامل شكلت في تداخلها وتماسكها؛ كما في صراعاتها التي لاحصر لها؛ في بناء قصة اختارت لها القاصة من الاسماء (العدو)؛، لتنتج منتوجا ادبيا متميزا سمته قصة قصيرة. 

العدو

مند شهور وأنا والخوف سيان، يلازمني وألازمه، وأحيانا يتفرس في وجهي وكأنه لايعرفني، حتى أنني أشعر بفرائسه ترتعد، فيما أنا أتظاهر بالتماسك وأعرف جيدا أنني مراقبة من طرف عدو ينتظر الفرصة لينقض علي بدون رحمة. يتربص بي  ليجعلني فريسته المشتهاة فيما أحاول قدر الإمكان تجنبه، ليس لعدم قدرتي على مواجهته ولكن لأنه لعين قذر ، مزق كل المسافات وطوى كل الأجنحة، واخترق كل الأجواء ليضمن قوته وجبروته على هذه الأرض، وليقول في العلن أنا هنا لي  ما لكم  ولي في أرواحكم نصيب.

أنا لا أحب السلاح، حتى الأبيض منه، ولو أن كل شيئ في حد ذاته سلاح، يمكنك استغلاله في الدفاع عن نفسك ابتداء من المقلاة والحذاء والشوكة ولسانك ......والحب أيضا.  
ومما ظل عالقا في ذاكرتي ، حركات أخي الحاصل على الحزام الأسود في رياضة الكراتيه   وهو يعلمني حركاته الخمس الأساسية " قائلا:
- لاتكوني ضعيفة ..... هيا استخدمي ركبتك...... حافظي ....حافظي على توازنك هيا .....
أبدأ في الشكوى مدعية العياء فيهجم علي ويصبح لزاما الدفاع عن نفسي فيما كان يصرخ : 
- لا تحتاحين سلاح، أتدرين ما معنى " الكراتي" اليد الخالية من السلاح

 ولا أكذبكم القول أن الأمر  ساعدني كثيرا في بعض المواقف، فيما ظل أخي كلما جلسنا على مائدة الأكل  ، بادرني بالسؤال:
- ماذا ستفيدك كرة السلة? تعلمي حمل السلاح بيديك فارغتين ،  ليس بالضرورة أن تتشابك مع منافسك لتنتصري عليه ، يكفى أن تعرفي كيف تتقي الطعن لتجبريه على التوقف "
- لكن يا أخي كيف أتفادى هذا العدو وأتقي ضرباته? 
مالم  أحصل على السلاح  ?
 - تعرفين أن هذا النوع من السلاح الذي ترغبينه مطلوب دوليا......أعدك بالتصرف.
 نمت مطمئنة على أمل أن أستيقظ صباحا وأرتذي..... الحزام الناسف وأقول بأعلى صوتي لعدوي  " هيث لك أيها النرجسي الجبان أنا هنا، أستطيع أن أنفض ذاكرتي مما بقي عالقا فيها من حركات الكراتيه ، وأسحقك.
تناولت قهوتي كالمعتاد على زقزقة العصافير التي اعتادت وجبة قمح من يدي كل صباح. توكلت على الله وبدأت بأول خطوة يوصي بها برتوكول الحرب القهري، وضع الكمامة......أختنق .... علي عدم إزالتها كما تقول التعاليم ..... هذه الكمامة أعفتنا نحن النساء من أحمر شفاه نتفنن في شرائه" ماركة مسجلة" بأعلى ثمن.... علىي ألا أضع يدي على مقود السيارة بعدما فتحت باب الحديقة بيمناي ... أكيد قد يكون العدو قضى الليلة ساهرا ينتظر قبلاتي الصباحية، وضعت يدي اليسرى على السلاح.... تذكرت ......يا إلاهي إنها اليسرى  , قد لاأتحكم في الضغط على الزناد...سأحاول... صوبت السلاح إلى  الباب ...طلقتين مات الباب.... 
صرخت داخلي
- والعدو?
 - لا أراه.
 صوبت أيضا طلقتين  ليدي  لربما مات  بعدما كان ينتظر نهايتي بكيفيته المقززة ، انطلقت مسرعة لا ألوي إلا على الإفلات من خوفي .
  القشعريرة  تنتهك حرمة  تجلدي، يجب أن أستجمع قواي، لست الأولى التي تقتل وتتجه لعملها كأن شيئا لم يكن، ثم ماذا?  كان سيموت على كل حال ، سواء بسببي أو بسبب غيري، علي أن أبقى هادئة ، فأنا متورطة في جريمة ، وكل غلطة ستودعني سجن غبيلة.
جلست أحاول التخلص من السلاح المخبأ في حقيبتي  . في هذه الأثناء يقف شخص ببذلتة الرياضية ونظارته السوداء يقول لي 
- معك المحقق  ..... 
- المحقق  ?
-  نعم خرجت للثو من قميص أغاتا كربستي

-  أظنه هو الضحية ?
- ربما هناك تشابه في الأسماء سيدتي
- أنا قتلته  ومعي الأدلة القاطعة
- لايمكنك ذلك،  وحتى إن فعلت، ستتمتعين بظروف  التخفيف
-ولما أنت هنا?
- لأسلمك سلاحا آخر أكثر فعالية....سلاحك  
دخيرته على وشك  النفاذ.
مد يده بقنينة تعقيم من الحجم الكبير وقال:
- الماء والصابون أفضل دبابة لمواجهته
- هل هي حرب عالمية ثالثة?
قال وهو يبتعد:
- حرب  .....ههههه   لانحتاج لحرب لنقتل أفكارنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق