المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 12 أغسطس 2020

بقلم ‏: ‏مجدالدين ‏سعودي ‏

... وكل انطباعيي (المنهجية الأكاديمية) الزائفة بألف قهر
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

مجدالدين سعودي – المغرب
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

1
ذات ابداع قلت موجها خطابي للانطباعيين الجدد الين يظنون أنفسهم مالكي زمام الثقافة والابداع والكتابة ، فيمتطون ظهر (المنهجة الأكاديمية) ويصقلون أقلامهم بحبر ذهبي ويبصمون بلا انطباعية عن (انطباعاتهم) كما يبصمون  - وللأسف – عن انطباعاتهم بلا انطباعية ، ينسبون لأنفسهم لباس البحث العلمي والنقد الأدبي ، فيكتب الانطباعي الأول عن الانطباعية الثانية ، وتحاور الانطباعية الثالثة الانطباعي الرابع صاحب كتاب (تاريخ الانطباع والمنهجية الأكاديمية في المؤانسة والامتاع عن سيمياء الاشعاع في جوقة الابداع ) ، فيكتب صاحب صاحبه مقالات عن فكر وعقل الانطباعي الأول...
 قلت سابقا : (( نحن لا نتدخل في كتابات الآخرين ولا نفرض وصاية (ثقافية) على أحد ... فاكتبوا ما تشاؤون كما تشاؤون ، وبالمقابل أتركونا نكتب ما نشاء كما نشاء ، واحتفظوا بوصاياكم الانطباعية لزمن لم نولد فيه  ولا تختبئوا وراء ثوب (المنهجية الأكاديمية ) التي – وللأسف – لا تعرفون أبجدياتها ولا ميكانيزماتها .)) ..
يقول سعيد فرحاوي في مقال له مثير بعنوان : (شعرية خطابات الهرولة والتخبط.) : ((في سبيل أهداف ذاتية جد محددة؛ نجد بعض المثقفين يقومون بكل مافي وسعهم للتقرب من الآخرين بغية التوصل الى أحلام كبيرة؛، لا يهم من يكون هذا ولا هو كيف ذاك؛ فقط كل السبل ؛ في نظرهم ؛ ممكنة للوصول الى الهدف الحلم. يزداد لعابهم في السيلان عندما يكون القادم الجديد منعوتا بالدكتور أو الشاعر الكبير؛، لا يهمهم خصال هؤلاء ولا مسلكياتهم؛ مايهم هو أن هذا مشهود له بصفة جامعية وأكاديمية كبيرة )).
2
جاء في مفهوم (الصَّقَّالُ): مَنْ صناعته الصَّقْل.
فالبعض (يصقل كلامه) بمعنى (هَذَّبَهُ ونَمَّقهُ.)، وبعض الانطباعيين لا (يصقل كلامه) بمعنى لم (يهذبه وينمقه).. لهذا يبني مملكة غير (مصقولة) ليعيش فيها (كان وأخواتها) موزعين (صكوك الغفران) على الأشياع والأتباع والخدم والحاشية ..
هذه المملكة غير المصقولة تشبة مملكة الحاكم العربي الذي خاطب شعبه الغير مصقول في قصيدة (خطاب الديكتاتور الموزون) لمحمود درويش:
(( سأختار شعبي 
سأختاركم واحدا واحدا 
سأختاركم من سلالة أمي ومن مذهبي 
سأختاركم لكي تكونوا جديرين بي 
سأختار شعبى سياجا لمملكتي

سأختار أفراد شعبي، سأختاركم واحدا 
واحدا . 
كى تكونوا جديرين بى.. وأكون جديرًا بكم .. 
وأن ترفعوا صورى فوق جدرانكم 
وأن تشكروني لأنى رضيت بكم أمة لى..))
تماما يشبه انطباعيو آخر زمن غير مصقول مملكة الحاكم العربي الذي يختار شعبه واحدا ، واحدة واحدة ، فهذا يكتب عن خالة الحاكم الانطباعي ، والبعض يبحث عن أمهات الانطباع في قصائد وكتابات عمة الحاكم ، والكل يختار بعناية سكان مملكة التفاهة واللاثقافة تحت طلب واحد : ((نريد كتابة (مصقولة) محشوة بالماكياج والبوطوكس وقصص قصيرة أو صغيرة تافهة ))... 
لهذا يعلن أحد انطباعيي مملكة غير مصقولة بلا حشمة ولا حياء وبلسان محمود درويش:
((سمأمنحكم حق أن تتملوا ملامح وجهي في 
كل عام جديد .. 
سأمنحكم كل حق تريدون حق البكاء على 
موت قط شريد 
تريدون .. 
على أى جنب تريدون .. ناموا ، 
لكم حق أن تحلموا برضاى وعطفى .. سأمنحكم حقكم فى الهواء.. وحقكم فى 
الضياء 
سأبنى لكم جنة فوق أرضى 
ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عنى، 
وانى أحذركم من عذاب الحسد!  ))
اللهم لا حسد للانطباعيين والتابعين والخدم والحاشية والسدنة والبوطوكسيين والبوطوكسيات .
لهذا فهؤلاء الانطباعيين الغير المصقولين بحب الثقافة يومنون بما قاله الناقد سعيد فرحاوي : (مقومات الوعي الزائف وإشكالية التحالف المغشوش.) .

3
((صقَل لغَتَه/المقالَ- صقَل مواهبَه: تعهَّدها بالتَّمرين والتَّنشيط والرِّعاية))
لهذا يصقلون مواهبهم بالتمرين والاجابات السريعة كأكلات سريعة ، فيأكلون بسرعة ولا مانع من أن يكتبوا بسرعة ...
ولهذا يؤكد الناقد سعيد فرحاوي: (( العجرفة والتباهي بالذات؛ هي سلوكات تنبع من أعماق جد محصورة في إحساسها بأنها هي الأحسن؛ وانها هي متميزة عن الآخرين. الانسان المتعجرف أناني بكل المواصفات؛ يحب ذاته بدرجات لاتعد ولا تحصى؛ مما يجعله يتعالى في نظراته وفي تقييماته لكل ما يحيط به. طبعا لانه أحسن ما عرفه الكون؛ الوحيد من يعرف كل شيء؛ وبالتالي الوحيد الذي يمكنه أن يختلف بجودة لامثيل لها؛ كلها ستشكل عناصر تجعله يعتقد انه قادر أن ينظر الى كل من حوله بأنهم في درجات الحد الأدنى من التصغير والتحقير.
المتعجرف نرجيسي جدا؛ يعشق ذاته الى الموت؛ وعندما ينعزل قربها يكرهها ويبدأ في إدراك عيوبها؛ طبعا بسرية كبيرة جدا؛ أما عندما يكون بجانب الآخرين فهو المميز وهم الصغار. تلك تشكل عمق المفارقة؛ وقمة الحالة المنهارة نفسيا ووجوديا.))
4
يكتب سعيد فرحاوي عن ثقافة (الجيمات) الافتراضية والنفاق الفايسبوكي ، فيقول بصدق :
((ملاحظة اثارت انتباهي واتا اعبر صفحات التعليقات المجيدة؛ التي جعلت مجموعة تتجرأ وتعطي لنفسها حق القول بما لا يصح أن يقال؛ لأن السؤال: من يمنح لك الحق أن تقيم هذه الكتابة بانها رائعة؛ كما ماهي مؤهلاتك التي جعلتك تستطيع أن تحكم على كتابة ما بأنها رائعة...)) ، فهؤلاء الانطباعيون الجدد الذين يتشدقون (بمنهجية أكاديمية) وهم هواة في دنيا الكتابة لم يصقلوا بعد عقولهم ليحكموا على الآخرين ...
قلت سابقا وأعيد اليوم : (( نحن لا نتدخل في كتابات الآخرين ولا نفرض وصاية (ثقافية) على أحد ... فاكتبوا ما تشاؤون كما تشاؤون ، وبالمقابل أتركونا نكتب ما نشاء كما نشاء ، واحتفظوا بوصاياكم الانطباعية لزمن لم نولد فيه  ولا تختبئوا وراء ثوب (المنهجية الأكاديمية ) التي – وللأسف – لا تعرفون أبجدياتها ولا ميكانيزماتها .)) ..
وكل انطباعيي (المنهجية الأكاديمية) الزائفة بألف قهر...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

مجدالدين سعودي – المغرب
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق