يا ليل
اه يا ليل كم هدوءك مرعب
لا يشعر ما بداخلي سواك
جئت إليك أبث شكواي
القلب عليل يهمس و يفيض
دعني ألملم في ثناياك غربتي
دعني الأمس فيك وحشتي
دعني أتقاسم معك معاناتي
لعل صمتك يشفي الجراح
يشفي النزيف و يروي الوريد
تمنيت ان تكون النهاية كما أريد
أن يطول حلم الوداد و يزيد
لكني قشلت وعشت كالشريد
شربت كؤوس الخذلان كأي بليد
جئتك أشكو جحيما لا يطاق
خيبة لا الدموع تنسيها ولا الفراق
خاب ظني كبرت الأمي و أوجاعي
لم يعد للثقة في مشواري عنوان
سوى نقش على حروف الأحزان
اعتذر ان تجرءت عليك أيها الليل
كلانا يتجرع حلكة الظلام
لا ملاذ لي سواك أنسى مر الأيام
أعرف أن في ثناياك حمم و بركان
و لهيب كلانا في الجرح خلان
أنا و انت غابت عنا كل الألوان
نعيش السواد نغطي به الأحزان
أنام على سكرة الفراق وعليها أفيق
وبين الضلوع غيم يؤجج الحريق
يا ليل هيامي بها فوق ما أطيق
شوق وحنين و أنين و شهيق
ضاع رشدي و تهت عن الطريق
تكسرت أجنحتي عجزت عن التحليق
أنت أنيس الغرباء أنت الصديق
أنت الملجأ أنت وطن المحرومين
لعل في صمتك تستكين الروح
لعل في هدوءك بلسم للجروح
دعني بين جدرانك أستريح
أعرف أنك سلطان الشوق و الحنين
و فيك يعلو موج الصراخ و الأنين
رماني اليك الموج مثل كل العاشقين
فكن رحيما يا وطن اللاجئين
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق