المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

بقلم الأخ الفاضل محمد نافع .،':--،."':؛

/لو/
لو كان لي لسان
حر سليم
جميل البيان
لا خطوط حمر امامه
تشعره بالخوف
والحرمان
لقلت للحاكم
ابا او واليا او رئيسا
او سلطان
(واش مابقايتش فيك؟ حتى انا انسان!)
لم تضيق علي
تارة بالزيادة
في الاسعار والاثمان
وثارة تغيب سلعة
او سلعتان
وتارة تغض الطرف
عن مجرم يقض المضاجع
يغيب الامان
وطورا تثقل كاهلنا
بضرائب نؤديها جوعا
وحرمان
وطورا تسخر الاعلام
يقلب السواد بياضا
يخلط الالوان
والحل سهل بسيط
اعطاء الحقوق
حفظ الكرامة
ومن يزغ
فالقضاء فيصل
ورحمة وامان.
بقلم :م م ن

الأخ الفاضل الدكتور محمد الإدريسي ؛:'"؟؟،'::؛---

لا تَرْحيبَ بالقَتَلَة
كَيْف يُسَلَّمُ على يَد
بالدِّماء مُلَطَّخَة
تزْرَعُ القَتْلَ و السَّواد
تَرفَعُ مِنْشاراً داعِرة
يَدُ المِهْراسِ تَحْتَ العَباءَة
تَنْوي لَكَ الضَّرْبَةَ
القاضِيَة
سَقَطَتْ الأقْنِعَة
عَنِ العُرْبان الصَّهايِنَة
وُجودُ آلِ صَهْيون
يَضْمَنُهُ آلُ هامان
غُلامُ "قايد" و فِرْعَون
اتَّفَقوا دَفْعَ الجِزْيَة
لِلصَّهايِنَة
مِنْ أمْوالِ الحَجِّ و العُمْرَة
يَسْرَقون يَنْهَبون
في النَّوادي اللَّيْلِية
الزُّوَّارَ يَسْتَقْبِلون
الشُّعوبَ يُجَوِّعون
بالأوْطانِ يُقامِرون
لَمْ يَعُدْ لَهُم كَرامَة
و لا لِلنَّفْسِ عِزَّة
يُمارِسون الدَّعارَة
على فِراش النَّتِنْ يَاهُو جَهارَة
يَدْفَعونَ بالدّولار
لِوُلوج سوقَ العُهْر
أصابَهُم السَّعَر
على كُؤوسِ الخَمْر
لَنْ تَنْفَعُكُمْ الهَرْوَلَة
في انْتِظارِكُم المَزْبَلَة
اللهُ يُمْهِلُ الخَوَنَة
لا يُهْمِلُ الخِيانَة
لَنْ تَنْفَعَكُم الوِلايات المُرْتَزِقة
و لا طاقِيَةُ حائطِ المَبكى النَّازِيَة
المَغْرِبُ حَسَمَ أمْرَه
لَنْ يَسْتَقْبِلَ مَنْ غَدَرَه
طنجة 27/11/2018
د. محمد الإدريسي

فاطمة الزهراء الطهري "':؛؛؛'،؟؟"':؛؛

عتاب
هاتفتك بعد مقاطعة
سالت عنك وعن أحوالك
سالت حتى عن حبيبتك
عن اعمالك ومشاريعك
وتخبرني بكل فخر
وبكل تفاصيلك وصورك
وانا بكل غباء الأحزاب
ابارك لك خطواتك
وبداخلي غيرة حمقاء
تخنق الجدران و صدري
ماذا املك له جوابا لقلبي
هي اقرب منك اليك
اشعاري افكاري
شاخت مع نهاية الصيف
انا سانام بقلبك
والتحف اوردتك
واذهب مع
مجرى الدم بجسمك
اكون حرية البحر هناك
واسير حيث اشتهي
اذهب قرب الحدود
نيتي سليمة
قلبي ونبضه
يعجان المكان صوتا حين اراك
عطرها يثملك
عش معها مثل كل الناس
وانا مثل أي انثى عاشقة
اتجرع وجعا وحبا
انت مغرم بها
وانا مغرمة بك
لن اطلب منك فقط حضورك
بل اطلب من قلبي
بين اضلعي لك ينبض بالحب
ولي انا بالحنين والانين
عجبالك ياقلبي
انت تسكن بين اضلعي
وله ينبض بالحب
مواويل ضحكاتك
اعطني حريتي
تعب قلبي
وتعبت احرف الهجاء معي
متى ساتوب
متى سارتاح
عذبت نفسي
وعذبتك بحماقاتي
انها واقعك
وانا على نبض قلبي
اساومك على قصيدة شعرية
تصور حقيقة مشاعر
كانت بداخلي أحلام
بقلمي فاطمة الزهراء الطهري

الشاعر الزجال Hassan Aloui '":,?,,;::""'--

~~~~~~~~      زججججججججل       ~~~~~~~~

                        زيد و زيد على بلعيد

زيد ساعة
و انقص ساعة
و حمير الگاعة
تدور طواعة
تدرس و تگول
ليك الطاعة
ما گدنا حلاس
زيد برداعة

زيد درهم
ورا درهم
عمنا ف الهم
بمياه الطم
گالو لينا
موتو بالسم
يا لمداويخ
سركم  ردم

هز شواري
و فوگو شواري
و سير ك اعمى
و لا داري
ف طريق مظلام
كلو حفاري
حامل حلمك
حافي و عاري

شوف بنادم
مسكين عايم
ف بحر حلمو
موجو عادم
يجري وي طيح
ليلو جاثم
ما بان فجرو
باقي حاجم

يبكي سعدو
غادي ضدو
يندب حظو
يلطم خدو
غايص ف الهم
فيه ل وحدو
و لا شي حد
منو ينقدو

خربو عشو
ردوه نعشو
سلطو الذياب
فيه ينهشو
مصو دمو
نتفو ريشو
قتلوه هو
باش يعيشو

هز المشحاط
حط المشحاط
الناس عفنات
وسط الخلاط
هذا مسمار
ذاك السباط
لاصف و لا
يگلعو لقاط

ياكل يبلع
ولا يشبع
باصوات قطيع
بيه تبعبع
يگول ليهم
ليكم نسمع
سعا هو
ف عرگهم يجمع

هذا حالنا
وسط اوطانا
افساد و احقاد
ناخرة ذاتنا
ضميرنا ضاع
ف غاب اطماعنا
و لا نگولو
نصحو اخطاءنا

                           حسن العلوي
                     مراكش ( نونبر 2018 )

الأخت الشاعرة زهرة المدائن نعيمة سفياني -؛'"؟؟":؛-

~~~حين ينتفض  "ك" ~~~~

هيجان البحر غضب وعصيان
تسأله الرياح عن شطحاته
يغمز الضباب يخيفه وميض البرق
على الصغار ينقلب.....
على جنباته توقف قليلا
سار في الدرب
عانق دروبا
تسللت  الحروف
رقصت فرحااا
في المستودع  فراغ.. عطش.. كبرياء
عرسه اليوم في الذاكرة
يستقر.....
يفرغ القديم ...يدوس على الجدار
يلون الحجرات بكل الالوان
ويحتفظ بالخيام
لليلة الأخرى
في الجناح الآخر
ينوم الزواحف
ويشعل المنارات
من المياه العذبة
يعتق عبيد الذكريات
وفر إلى الفجر يخطو
يحمل الأبيات
وعلى صهوة الفرس
يطلق الفراشات
عبق الزهر  ...يغسل الفيء
من الوحل
وطن هو للمغربين والمنسيات
متمرد على سلة المهملات
متكلم بكل اللغات
ضيف في السرايا
ذنب على المرايا
عاشق للغزلان
صوته في المقبرة يخفت
يدفن الاسرار رسائل
وعلى التل  ينثر الدموع الباردة
وينتظر المغيب

زهرة المدائن نعيمة سفياني
المغرب

الأخ الشاعر أحمد الشاهدي أرميل ":--'،؟،':

************  (((( كابوس  ))))  ************

أن أستيقظ صُبحا
وأسرع إلى قهوتي
يعني أني أذكُرك
أني أفتقدك
أني اقتبست منك عادة
وأن الزمن غير الزمن
وأن الهوى سلطة
له في السادية لذة
قد يُعذِّب
قد يَنصُب المشانق
قد يُبعِد للمنافي
ويسلب العقول
ويُسكِن  المشافي
وحين يأمر
تصدح كل المنابر
بآيات الولاء
وقسم الوفاء
والحمد والشكر
رغم شدة البلاء.....

أي عشق لك يا كأس
أي صبر عليك يا بأس
وقد مُلِّكْت
من القدم إلى الرأس
إن انعدمت
يكون فعلا قد وقع الفأس
وغاب الأمل وحل اليأس
أي عشق لك ولمحتواك
إن كنت تسلب حريتي
تصيبني بالإدمان
في زمن عز فيه الأمان......

أتناول قهوتي
أتأمل في الجريدة
أخبار الحوادث
طُعِن الأستاذ
اغتُصِب الولد
زنى الفقيه
تَعَهَّرت النساء
ذُلَّ الرجال 
اختلس المسؤول
زَوَّر العدول
فَرَّ المُوثِق
ارتشى الموظف
تظاهر المعطل
اغتنى المُنتَخَب
صرَّح الوزير
تقدم البلد
و كيس دقيق
في بلدي
حوَّل الحرائر إلى رقيق....

أكره قهوتي
أراجع عنوان الجريدة
أتأكد أفي مغربنا
وليس في الموزمبيق
جانبا أرميها
لعَلِّيَ في كابوس
عساني منه أفيق.......

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

بقلم الأخت الفاضلة : بديعة الإدريسي ،"':؛-؛:''؟،':؛

‘‘بلا بيك‘‘
بلا بيك راني نشق لقدام
بلا بيك نحرث لحروف
نزرع شجرة لقوافي
بلا بيك نحصد الشهدة من
الجبح
ونضغها بين لسان حرفي
ونجرجفها عسل يداوي
في بالك ملي هجرتي
غادي تقتلني لحزان
وتدي لفرحة معاك
او نشد الركنة ونسد علي لباب
الحمد لله.. ربي كبير
وراني آش ندير
عطاني لخير لكثير
وسگد لي كل ما صعاب
...بديعة الادربسي...

الشاعرة Fouzia Filali :"""'''-';?

سفر على ضفاف الليل
...
سألت أبي يوما
إلى أي وجهة نحن ذاهبان
القيض سائح
الشمس غروب
وعينانا لا تكذبان
...
كيف يخذلني حدسي؟
بعدما عكست  رفرفته مرآتي
تكسر زحاج الوقت
وبقيت جنابات الطريق مضاءة.
....
كم كنت مشاكسة حينها
عنيدة كفولاذ الدهر
كبركان استيقظ ساخرا
وتعمد قذف الآهات
سال لعاب الصراخ
كما حية رقطاء عمياء
جابت  الوادي النائم..
....
صبر علي والدي ثم ابتسم ...
جميلة أنت في كل شيء
هكذا عزف ظله
كان سفرا طويلا!
....
صاح فجري في أذني
وجدتها بجانبي تتمرد كمطر قحط
سبع عجاف...
كررت المشهد متغنجة
وعربة القطار الصاخب تبكي
ازدخاما
تذكرت صبره فصبرت...
ليته كان معي...!

أمي.... هي صبية عمر
كما كنت ذات يوم
بالقرب من مشاتل الصدر
ضميها فغدا لا تدري
قلت لها ...صغيرتي ها قد جاء دوري!

...في القطار الناظور..فاس
المغرب
بقلمي فوزية أحمد الفيلالي
...
في 26\11\2018

الشاعر أحمد بياض -؛:'"،؟؟":؛-

بلون الصمت نحاكي دمنا***

....وتنضج الآكام
في شغف الحقول؛
تصلب المناجل
وريد القمح،
مجداف
غبار
عين الحصاد؛
استقلالية:
براثن الشهاب،
ديمومة
على برج الأزاميل؛
وشمة
على
صدر سنبلة،
ثمرة لهيب
خمرة فنجان.....

وتلك المدينة
القديمة،
على برهان الريح،
وزلزلة الأشواق؛
لا شرقية
ولا غربية
ريح صداها!
في علة الجهات.

سنفتح
بابل للرمل؛
على
زهرة البيد؛
ونقرأ
حروف الأشياء،
على ضوء القمر
المنتشي
بهلال جرحنا،
وعيوننا
صوب
الولادة الآتية:
شعلة غيث
في
سماء الأحلام.

سنبني
جفنا
لخيامنا،
على جبين المقل،
وصخرة سيزيف،
هكذا
قالت
دساتير الأولياء!

ماء
وماء
سرير حلمنا،
ودعوة الحروف:
هو البحر
الذي
يموت مرتين؛
ويقرأ
رواية الصمت؛
بين
زرقة الأناشيد
وتهافت الأوراق؛
يتأوه
الحبر
بين السطور
ونبحر
في دمنا.. 
وحدها
الزنابق
تشرب
ولادة الريح،
وفاهك
المنجم
بعطر الشمس.
ذ بياض أحمد المغرب

السبت، 24 نوفمبر 2018

بقلم الأخت الفاضلة : بديعة الإدريسي

‘‘لوتاد‘‘
رسخت وتادي
وكثرت من حروف
حبالتي
فتلتهم فتيل الدوم
وغرستهم غريس لكرم
ودگيتهم بگادوما فادها
مسامر
وخا تغوت الريح
ما يتقلع وتيد
تماك تشعل فتيلت
لمحبة
ويعرش منها جمر
لمعنى
عافيتو ما تهبى
وخا تحول ليه ثلج
لقمة
ما تقضي فيه
تبروري ولا موجا
هايجا
صارطا رشاشا من
نبع السواگي
...بديعة الادريسي....

الشاعر أحمد بياض :""'--"؛؛!!،؟..،:'##'

صفحة من ديواني
* مناجم في حوض الشتاء*
قراءة الأخ العزيز
مصطفى جميل لفطيمي
عندما قرأت اول نص شعري للشاعر الصديق أحمد بياض اكتشفت أن الرجل شاعر بالفطرة، ينفخ في شعره هواء نقيا،يجمع بين البوح العميق،والهمس الرقيق مثلما كان يفعل شعراؤنا القدامى،يشتغلون
على الصورة فتاتي اللغة طيعة ،خاضعة،رطبة الشعاع،تخرج من فروج اصابع الشاعر،تماما كالماء الدافق عندما يخرج نضاخا من ساقية.
عندما قرأت قصيدته الاولى، دفعني فضولي النقدي الى تصفح ديوانه
"مناجم في حوض الشتاء"،فاستوقفتني قصيدته"سبع زهرات"،وهي قصيدته السابعة بين قصائد الديوان،وفيها يتحدث الشاعر عن الموت،
عن الموت الرمزي للانسان،لاحلامه،لاحاسيسه...،مستعملا الازمنة الثلاثة:الماضي، الحاضر،المستقبل،وبين الموت الحقيقي والموت الرمزي
شعرة معاوية قد تنقطع ،يقول الشاعر في المقطع الثاني من قصيدته
"سبع زهرات":
يوم مات
يوم يموت
ويوم سيموت
ويوم سياتي
يجتاح برقيات الوصول
تعتبر هذه الاسطر النواة الدلالية التي تقوم عليها القصيدة، وهي تلخص التيمة الرئيسة التي ينهض عليها الديوان في تقديري الشخصي
المتواضع:اسطر بوح تقرب الشاعر من تجارب شعرية حداثية في الوطن العربي عالجت تيمة الموت في الازمنة الثلاثة،مثلما نجد في قصائد بدر شاكر السياب التي تحدث فيها عن طبيعة الفداء في الموت،ونصوص الشاعر عبد الوهاب البياتي التي عالج فيها جدلية لها علاقة بالموت وهي جدلية الأمل و اليأس، او عند الشاعرخليل حاوي في قصائده التي ضمنها معاناته مع الموت،وايضا في نصوص الشاعر
ادونيس التي تحدث فيها عن التحول بين الحياة والموت،وكل هذه التجارب الشعرية كتبت عن الموت واعتبرته حياة اخرى قد تعاش رمزيا في سياقات مختلفة عن سياقات الحياة في حقيقتها.
يعد الصديق الشاعر احمد بياض قامة شعرية، ينحث اسمه بعناد
في خارطة الشعر المغربي المعاصر،لا يقل قيمة اعتبارية عن الذين
يؤسسون لاتجاه شعري استثنائي.

بريق /// بقلم رشيد الأطرش "'--:؛!؟..؟!:'##@":؛

..بريق..

على ظلك يرقص النسيم
طريق لا نهاية لها..
تخطوا الغيوم ..تهرول
تخفي ظلك
عيناك تطارد الضوء
برق يكسر الظلام..
يُسقط ليلة مظلمة
.
أخبرتني الغيوم
أخبرني موج البحر
عن الطيور ..عن صوت الحصى
أن النوم يجعل لون سمائي..
لون ليل بدون قمر..
ثمل ينتظر ..بريق عينيك
ليُسقط لون ليلي..
و يحل القمر
...رشيد الأطرش..
23.11.2018 شفشاون المغرب

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

الدراسة المستقطعة بقلم : عبدالرحمن الصوفي / المغرب !؛:"''؛!،..،؛""

أشكر الناقدة الأدبية ( عقيلة مراجي ) على هذا التعليق الشافي الكافي مضمونا وشكلا على دراستي المستقطعة ، تعليق ينم على احترافية وثقافة نقدية عالية مكنتها من تعرف مساراتي المدخلية النقدية ، أشد على يدك أختي الغالية  بحرارة ... زادك الله تألقا وبهاء ونجاحا   ....-------------- تعليق الاخت الفاضلة الناقدة ( عقيلة مراجي ) -------------------

(((   الناقد الذرائعي المغربي عبد الرحمان الصو في، قرأت النص النقدي إلى نهايته، واسمح لي أن أبدأ توقيعي بما انتهيت به، إن الشروط التي تتطلبها احترافية الناقد الذرائعي  استطعت بحصافتك النقدية أن تمتلك ناصيتها، وقد لمست ذلك من خلال تعاملك مع النص، ففي كل مرة تختار مدخلا  للاستقطاع ، لكن اختيارك مبني على نظرة ذكية تستوعب خصوصية النص الأدبي، شكلا كان أو موضوعا، ولما كان هذا النص دافق بالشحنات العاطفية اليت تختلج الشاعرة حتى تفضي بها إلى الاغتراب في النص لتعود إليه  مع وعي أكبر ، وهو ما نجده في قولها                    
"وَأقْبضَ عَلى الجمْرِ بِجَوَارحِي
كَيْ يَكُون الكَيُّ ...
تِرياقًا لِنسْيانِ وَجعِي"  وهو ما يكشف وعي الشاعر بتجربتها القاسية، فإن  إخضاعك نصها إلى معايير فن الشعر وفكرة المحاكاة لأرسطو وأسلوبية الجاحظ  قد آتى أكله خاصة عندما تحدثت عن المحاكاة من حيث اعتبارها تقليد ما ينبغي أن يكون، وأصل المحاكاة تقليد الكائن، لأنه معلوم ،مدرك، وبهذا استطعت أن تقلب منطقية الطرح لتصنع لنا نفسا جديدا في النقد،                                  كذلك ما لفت انتباهي لدراستك قدرتك على تطويع  معارفك وخبراتك لما يخدم النص ويكشف فعاليته التعبيرية، ويمكن لأي قارئ متأمل أن يلاحظ حضورك في النص .....ومرة أخرى ألتمس منك المزيد (ههه)حفظك الله سيدي....)))

دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة عنوانها ( قصيدة في ميزان فن الشعر / أرسطو / والخلقية الأسلوبية عند الحاحظ  /
الدرتسة المستقطعة تخص قصيدة ( صياد الضباء ) للشاعرة : ( سوار غازي ) الدراسة بقلمي : عبدالرحمن الصوفي / المغرب

ملاحظة  : نقصد بدراسة مستقطعة الاشتغال في دراسة النص الذي بين أيدينا بمدخل واحد من مداخل النظرية الذرائعية المتعددة ...طبعا سبق أن نشرنا العديد من الدراسات المستقطعة .. واختيارنا كل مرة مدخلا ليس اعتباطيا او عفويا أو صدفة بل إن المدخل المختار يكون الأقوى والأبهى والأجمل الذي يساعدنا على الغوص ، وهذا لا يعني أننا غيبنا المداخل الأخرى أثناء دراستنا المستقطعة ، بل حاضرة معنا تساعدنا على استخراج اللؤلؤ المخبوء في النصوص ....ونعتذر لقرائنا كالعادة على تغليب الجانب النظري عن التطبيقي في  دراستنا المستقطعة ، والسبب هو تعسير المهمة على من يبحث عن الجاهز وينسبه إلى نفسه دون خجل أو صحوة ضمير ....

-----------------------------   تقديم -------------------------

                                  بسم الله الرحمن الرحيم

الشعر هو فن من فنون المحاكاة ، كما سماه بذلك أرسطو ، فحين يستعمل لفظة ( المحاكاة ) ، أي الانعكاس أو التقليد أو الرسم ، أي لغة الاستعارة كصور ناطقة هدفها في ذلك التلقين والمتعة ..فالشعر من حيث أنه شعر له غاية وهي أن يخلق أثرا معينا  في جمهوره ، فهو يستعمل المحاكاة وسيلة لتحقيق المتعة التي تصبح وسيلة وغاية نهائية أي تلقين القيم الخلقية .

فالشعراء الحقيقيون هم من يستعملون المحاكاة من أجل المتعة والتلقين ، فالمتعة تحث الإنسان على القيم الخيرة ، وهي مبتغى الجمهور ، والأرض الخصبة كذلك للميزات النقدية ومعاييرها .. فالشعراء في تلقينهم يدخلون المتعة إلى نفوس  جمهورهم ، فالشعراء في غايتهم هذه لا يقلدون الأشياء الموجودة ، أو التي وجدت . بل يقلدون ما ينبغي أن يكون ، وهكذا تغدو الأشياء ذاتها التي يقلدها الشاعر ضامنة للغاية الخلقية التي يهدف إليها الشعر . فعالم الشعر تخفى فيه الأفكار مما يجعله يستميل كل أنواع السلوكات الإنسانية ، فيعجب به ( الشعر ) الأشرار والأخيار ، والشجعان والجبناء ، والأصحاء والمرضى ...فالكل يقبل على الشعر وكأنه دواء لذيذ الطعم .

النصوص الادبية الرصينة في مجملها تبنى على موضوع خاص إما سياسي أو اجتماعي أو إنساني أو ذاتي ، يلاحق فيها الأديب الشاعر السلبيات ويثبت القوائم الأخلاقية في المجتمع ، فالشاعر الحقيقي ملزم باحترام قواعد  المنظومة الاخلاقية العالمية  العامة مع احترام الأديان وعدم إشاعة الفوضى والإرهاب في المجتمعات ، وكل هذا يدفعنا لطرح الأسئلة التالية ..
ما الإبداع ؟ ولماذا الإبداع ؟ ولمن الإبداع ؟ سنحاول تقديم أجوبة لهذه الأسئلة ونحن نغوص في نص الشاعرة ( سوار غازي ) المعنون ( صياد الضباء ) من خلال مدخل الخلقية الاخلاقية للإبداع .

لنتأمل الجزء الأول من القصيدة المعنونة ( صياد الضباء    ) للشاعرة  ( سوار غازي  )

صيــــــــادُ الضبَـــــــاء
بقلـــــــم ســـــوار غـــــازي

لِما مَشيتَ تَزرعُ العَذابَ فَوقَ قَلبِي..؟
وَكَيف تَركتُك تَعبثُ بِدواخِلي..؟
صَيادُ الضبَاءِ أَنتَ ولَم أَدرِ!!!!
فَتكْت بِمُقاومَتي رَغمَ جَلدِي
تَشابَكتْ خُيوطُ وَجعِي
نَزفتْ جِراحَاتي...
سُيولاً عَلى مَبسَمي
فَلا يُسمعُ مِنِّي...
إِلاَّ صَريرُ صَمتِي ..
وَأزيز مَواجِعي ..

--------    الخلقية الأخلاقية / الصدق والتظهير النفسي / المتعة  -------------------

الجزء الأول من القصيدة يطالعنا بتدفقه العاطفي الجياش ، المنسجم مع لغة الشعر وأثره وقيمته ، فالشاعرة تمتاز بالتعبير عن عن عواطفها من خلال عملية للخيال ، وتكييف للصور الذهنية مع الافكار والعواطف في شكل إعادة للصياغة . فهذه الطريقة في التعبير تغدو فيها الشاعرة  العنصر الأساس الذي يخلق عالم المتعة المصحوبة بمعايير يقوم على أساسها هذا الإنتاج  والذي منبعه ومنطلقه فكر المتكلم ( ياء المتكلم / قلبي / دواخلي / جلدي / وجعي / جراحاتي / مبسمي / مني / صمتي / مواجعي .... ) ، وعواطفه . فالإنتاج الفني لبداية القصيدة عناصر أفعال لفكر الشاعرة نفسها مع تفاعل للموضوع مع العالم الخارجي ( الآخر ) ..هو عالم شعري عند الشاعرة تحولت فيها الحقائق إلى شعر عن طريق عواطف الشاعرة والعمليات العقلية عندها ، فالشعر ينبع من روح الشاعرة مشبع بطاقاتها الخلاقة المحاكية لصور العالم الخارجي  ، وهنا يصبح الشعر عند الشاعرة ليس شكليا كما هو الحال عند أرسطو ، كما انه ليس محكاة لاعمال الإنسان وصفاته كما هو معروف في النقد الكلاسيكي ...بل إن فعل الشعر وازع داخل الشاعر  من العواطف و والرغبات ، فيسعى هذا الوازع للتعبير عن نفسه ، أو هو الدافع القسري للمخيلة الخلاقة التي تشبه الشاعر نفسه ، في أنها تمتلك منبعها الداخلي للفعالية ، أي التعبير بصدق عن العواطف والقدرات العقلية ..

ونواصل غوصنا في قصيدة الشاعرة سوار غازي

صيــــــــادُ الضبَـــــــاء
بقلـــــــم ســـــوار غـــــازي

يُصارعُني هَذا الهَوى الشَّقِي
يَسلُك مَسامَ أَغْوارِي
يُغرزُ أَنيابَ اللَّظَى بِذاتِي
وَيَسْتلِذ بِاحترَاقِي..
يَحتفِي بِسقُوط حُصونِ كِبرِيائِي
وَخِلسَة يَفرُ مِن رُبوعِي
بَيدَاء عَارِية يَتركُنِي..
تَصهُل فِيهَا آهَاتِي..
وَالريحُ تُعرِي كُثبانَ وَجعِي
يُراقِصنِي مَشهَد خِداعِك
فَأشهَق المَرارَ بِسرِي
وَجمرُ النَّارِ  يَتقدُ فِي كَبدِي
حَولِي رَمادُ أدْمعِي
وَكُحلِي بِمحْجرِي بِلونِ دَمِي
مَكسُورَة الحنَايَا والتِّيهُ مَسكَني

----------------   الخلقية الأخلاقية للنص / اللغة و معيار التلقائية ----------------

تحتل اللغة مكانة هامة  كالكائن لغوي حي ،  وهي التي تفعل فعلها الخاص في كل نص أدبي ، خاصة الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة وغيرهما ، والسؤال الذي يطرح نفسه علينا ونحن نقرأ القصيدة ، هل اللغة النصية هي لغة الكلام الطبيعي التي يعبر به عن العاطفة والخيال ، ام أنها تقليد مقصود لتقاليد شعرية ؟ فهل القصيدة صورة صادقة لطبيعة الذات ؟ أو هل هي ملائمة لمتطلبات أحسن أحكام الذوق أو الصفات العامة عند البشر ؟ وبمعيار آخر هل القصيدة صادقة ؟ وهل تلائم نوايا الشاعرة وعواطفها وحالتها العقلية الحقيقية وقت كتابتها لنصها ؟

لقد أصبحت طبيعة الذات مرآة شفافة تقدم للقارئ نظرات ثاقبة في عقل الشاعرة وقبها من خلال الزمن الفعلي اللغوي أو الدلالات  ( يصارعني / يتركني / يراقصني / ...) ، يسطيع القارئ أن يصل إلى منابع التفاصيل والنتائج في النص على أساس فعل العامل الفعال في الجمهور الذي عنده الشعر هو عاطفة تعبر عن نفسها لنفسها في لحظات العزلة .. فجميع الشعراء يلتقون في طبع مناجاة النفس ، للتأثير في الناس ، وهو طبعا الغرض من الشعر طيلة قرون عديدة .

الإحساس العاطفي في النص عند الشاعرة إحساس فطري وهي شاعرة بالطبع لا بالتطبع ، حيث أصبح الإحساس معبرا عن طبيعة الذات المفعمة بالتعبير التلقائي للعاطفة ...

ونواصل غوصنا في قصيدة الشاعرة ( سوار غازي ) ، حيث تقول  في قصيدتها :

صيــــــــادُ الضبَـــــــاء

وَجمرُ النَّارِ  يَتقدُ فِي كَبدِي
حَولِي رَمادُ أدْمعِي
وَكُحلِي بِمحْجرِي بِلونِ دَمِي
مَكسُورَة الحنَايَا والتِّيهُ مَسكَني
لِمصيرٍ مَجهُول أنْتهِي..
غَدركَ أيُها الهَوى الشَّقِي
ثُقبٌ فِي حِزامِ خَاصرَتِي
نَذرْتُ أَن أَقتَلعَكَ مِن عَصبِ قَلبِي
وَأَن أَسْتلَكَ مِن عَجِينَة رُوحِي
وَوعدٌ أَن لاَ أَرْكَن لِذكْراكَ تُراوِدنِي
وَأنْ لاَ أَبكِي...
عَلَى مَنْ بَاعَ عَبثا حُبِّي
وَأقْبضَ عَلى الجمْرِ بِجَوَارحِي
كَيْ يَكُون الكَيُّ ...
تِرياقًا لِنسْيانِ وَجعِي

---------------   الخلقية الأخلاقية / الاغتراب والتمرد في النص ---------------

من خلال غوصنا في القصيدة تبين لنا اغتراب الشاعرة عن محيطها وبيئتها ، فهذا الاغتراب يتطور بشكل تدريجي في النص ، وكذلك ينفجر عبر  مراحل متعاقبة نبين بعضها  كما يلي :
-   الموضوع / البطل الذات الشاعرة تعيش حالة التقبل والاستقبال الذي يتوضح مع بداية النص . أي وعي الذات بذاتها ، ( الفكرة + الوعي + اليقظة + المعرفة + الادراك الذاتي ) ، وكل هذا صنع تجربة الذات الشاعرة التي تتشابك فيها العلاقات الاجتماعية مع الحياة الشخصية في آن واحد .
القصيدة متنوعة الدلالات التمردية التي يمكن تقسيمها إلى أربع  :

- المحور الألسني العام
- المحور اللغوي النفساني
- المحور المنطقي الألسني
المحور الأسلوبي

وكل هذه المحاور يمكن التفصيل فيها في مدخل آخر من مداخل النظرية الذرائعية .
أن المدلول الواحد في القصيدة يمكن بثه بواسطة دوال مختلفة تحيلنا على الاغتراب والتمرد في النص وهذا نؤوله بتعدد الأشكال التعبيرية بالرغم من وحدانية الصورة الذهنية .

-------------------------  خاتمة --------------------------

وأختم دراستي المستقطعة  بتعريف ورد في كتاب ( النظرية الذرائعية في التطبيق ) حول صفات الناقد الأدبي  : ( " من الضروري أن تتوفر في الناقد الأدبي مجموعة من الشروط وهي : سلامة الذوق ، والذكاء ، والخبرة المتمثلة في معرفة الناقد بشكل كامل ، ودقة الإحساس ، أي انفعالات الأدب في الناقد وأثرها ، التعاطف ، أي المشاركة الوجدانية ، والثقافة الخاصة والعامة ، والفردية أي الذاتية ، والصدق والجدية ، والصبر بالمواصلة ، وحب صيد الأفكار المخبوءة ، ومحاولة صيدها بأي شكل من الأشكال ....)

---------------------- القصيدة كاملة ---------------------------

صيــــــــادُ الضبَـــــــاء
بقلـــــــم ســـــوار غـــــازي
________29/10/2018

لِما مَشيتَ تَزرعُ العَذابَ فَوقَ قَلبِي..؟
وَكَيف تَركتُك تَعبثُ بِدواخِلي..؟
صَيادُ الضبَاءِ أَنتَ ولَم أَدرِ!!!!
فَتكْت بِمُقاومَتي رَغمَ جَلدِي
تَشابَكتْ خُيوطُ وَجعِي
نَزفتْ جِراحَاتي...
سُيولاً عَلى مَبسَمي
فَلا يُسمعُ مِنِّي...
إِلاَّ صَريرُ صَمتِي ..
وَأزيز مَواجِعي ..
يُصارعُني هَذا الهَوى الشَّقِي
يَسلُك مَسامَ أَغْوارِي
يُغرزُ أَنيابَ اللَّظَى بِذاتِي
وَيَسْتلِذ بِاحترَاقِي..
يَحتفِي بِسقُوط حُصونِ كِبرِيائِي
وَخِلسَة يَفرُ مِن رُبوعِي
بَيدَاء عَارِية يَتركُنِي..
تَصهُل فِيهَا آهَاتِي..
وَالريحُ تُعرِي كُثبانَ وَجعِي
يُراقِصنِي مَشهَد خِداعِك
فَأشهَق المَرارَ بِسرِي
وَجمرُ النَّارِ  يَتقدُ فِي كَبدِي
حَولِي رَمادُ أدْمعِي
وَكُحلِي بِمحْجرِي بِلونِ دَمِي
مَكسُورَة الحنَايَا والتِّيهُ مَسكَني
لِمصيرٍ مَجهُول أنْتهِي..
غَدركَ أيُها الهَوى الشَّقِي
ثُقبٌ فِي حِزامِ خَاصرَتِي
نَذرْتُ أَن أَقتَلعَكَ مِن عَصبِ قَلبِي
وَأَن أَسْتلَكَ مِن عَجِينَة رُوحِي
وَوعدٌ أَن لاَ أَرْكَن لِذكْراكَ تُراوِدنِي
وَأنْ لاَ أَبكِي...
عَلَى مَنْ بَاعَ عَبثا حُبِّي
وَأقْبضَ عَلى الجمْرِ بِجَوَارحِي
كَيْ يَكُون الكَيُّ ...
تِرياقًا لِنسْيانِ وَجعِي

----------------------------------------------------------------

                                  عبدالرحمن الصوفي  /  المغرب