المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

بقلم : مولاي بوشعيب حمدان

..           .........همس الريح ..والروح
أرجوكم لا تدفنوا  أحلامي،
أريدني نقيا بين يد الله..
في ثوب آدم،
دون أن أفقد ملامحي ...
أريد كسرة من السماء ،
أريد حياة و لو بحجم شهقة ..
ولو مدنسة بثاني أوكسيد الكربون .
أريدني كاملا حتى لا تذروني الرياح.

وجهي خاصم ملامحه،
تابوته أسود تحمله الأقزام ..
تشيعه ..
بجعة برجل واحدة..
جاثمة على نغمة ناشزة ،
تجتر معاني الوفاء..
تعاند تقوى ريح بلا وجه..
أجنحتها مغلولة إلى منحى زمانها المعقوف.

أحلامي ...كومة قش
تراورغ أجنحة الريح
طواحين الربح و الخيبة...
أيتها الريح ..
لك مطلق الحرية في العبث بشعري،
فقصائدي لا تصدأ .

أرفض التفاوض مع الفراشات
خارج شرنقاتها
أو على جذوع النخلة...
سأرصص سور حديقتي الخلفية
الناغل بالحياة..
فالموت لا يوقف الحياة،
يغزل عقارب الساعات ..
تراقصها ريح شرقية.

ذاك الوجه..
وجهي.. صار  ملثما
لن يلتفت لعالمي..،
لن يستشعر حفاوة الريح..،
لم يكن لديه ما يكفي من سعادة ..
أما ليلي..فعانق الريح،
في كفه الوحيدة...
نطف من أرق ..
لا ينجب إلا الكوابيس.
.
لا أماني ..معروضة
لا أماني ..في بازارات المواقع المحلية
الأماني ضالة..حافية..
تتغاضى عن   ..إغواء الريح..
الأماني مستوردة كما سيجار غيفارا،
سأثمل...وأتبول على أسوار الهجر..
أعاقر جنون الموتى بين القبور ،
أبصق غضبي المستعر على دفعات،
أحزم أفكاري الناتئة بشريط بلا نكهة..
أعلقها على باب قلعة..
يغشاها الموت.
الأماني تحبل و لا تموت.
والريح... تذروها بسادية عاشق متيم.

العشاء الأخير مصلوب...
الريح تفرد مفاتنها..
القمر للبيع ..
والشمس جارية...
.تمشط ضفائر الأميرات،
تقف على شرفة الأفق،
تتأهب للغوص في لجة
مخضبة بدمها الفاتن..

النخيل   ..
من وجع  الريح ...
يعاقر الصمت ،
يعاند الولادة فوق القبور ..
نعيق البوم ..لعنة ،
الغربان الضالة..
ترقص فوق رفات الرقادى،
أعينها مسكونة  بأمر مرعب...
نذير ...من وحي الريح.

أسمع موسيقى الحياة..
أستسيغ ..ألوان الطيف المارة،
وجه الإلتباس ..جامد بين ثناياها.
كافكا كسر هذا البحر المتجمد فِيَّ
كي تلد الشمس..،
فوق صهوة الريح..شموسا بألف أمنية ..
صوتها جهوري ..
يتردد بين أضلع الصدى ....
هبة من الله أنت ..،
كما الأنبياء أيتها الريح ..،
فقري عينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق