المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

شعر ‏: ‏عبدالجبار ‏الفياض ‏

عيونُ الظّلام 

في ساحةِ التّحرير
حيثُ تتدلّى النّجومُ مرايا
لا تكذب . . . 
دجلةُ 
يكتمُ وجَعاً
يتسلّلُ لأثداءِ باسقاتِه  . . .
تشرينُ 
يهبُّ بريحٍ لم تألفْها متاريسُ العُزلة . . .
جلسَ العراق
يكتبُ بأبجديّةٍ بِكر
أشرفَ صفحاتِه 
مذْ أسمتْهُ أمُّهُ عراق . . .
يجمعُ في قواريرِ الخُلدِ فُضلى دماءٍ في عروقِ تكوينِه !
هُنا 
أُغتيلَ فتيةٌ آمنوا بترابٍ 
لم يروا الموتَ إلآ آخرَ سُلّمٍ لذُرى غدِه . . .
أُعدمَ رجلٌ من غِفار
شهرَ سيفاً بوجهِ آلهةِ الجّوع . . .
فكانَ الرّغيفُ تابوتاً مُخيفاً لعروشٍ 
ارتفعَتْ سقوطاً بوحلِ انحدار . . .
كُسرَ مِغزلُ أمِّ عوفٍ . . . ١
فهلْ لدورانِهِ أنْ يتوقّفَ برصاصةِ قنص ؟
دمعتْ . . .
تكوّرَ الدّمعُ محملَ عُرسٍ على متونِ قاماتٍ 
سحقتْ جمراً لما استعصى على سالفِ ساعد . . .
غضَباً
تتوالدُ الأيامُ حتى يعودَ يوسفُ لوجهِ أبيه !
. . . . .
تراجيديا قاتمة 
مُثّلتْ قبلَ أنْ تُكتبَ على أوراقِ صفقاتٍ من كيفٍ لفناء . . .
كُسرتْ أقلامٌ 
سُكبَ الحبرُ الأحمر . . .
تشقّقَتْ حُجبُ الخوْف
لا شيءَ غيرُ ما بقيَ مكتوباً على ورقِ الأرصفة . . . 
أليسَ في عُنقِ الحرفِ ما أبتْ عن حملِها غرابيبُ سود ؟
تخلّتِ الدّنيا عن عجائبِها السّبعِ مجسّماتٍ قميئةٍ
على رفوفِ المكاتب . . . 
لغيرِها 
جحظتْ عيون . . .
الورديُّ 
يكتبُ ليسَ كمثلِ ما كتبَ في وعّاظِ سلاطينهِ 
صفحاتٍ 
سوّدَتْها أضدادٌ 
حَفرتْ أخاديدَ سوءٍ 
لا تُردم . . . 
كأنّها بما انتهى إليهِ مُلوكُ الطّوائفِ مُغرمة !
. . . . .
أيّتُها الجّلودُ المُهترئة
ربَما 
لم تنفعي الدّباغَ بعدَ السّلخ أبداً . . .
هلْ أمامَكِ بعدُ حطبٌ لمجمرَة ؟
إنَّ ناراً 
أوقدْتِ أِوارَها
أتتْ على كُلِّ ما زهتٌ به أرض . . .
ماذا غيرُ مُلصَقٍ لأقذرِ موبقاتِ هذا البلدِ تكونين ؟
فلْترحَلي . . .
كأنْ لم يذُقْ سيفُ ابنِ ثقيفٍ قطرةَ دمٍ من رؤوسٍ 
أينعتْ لقِطاف !
أُبيضّ لأبي رُغالٍ وجه 
باطلاُ ما كانَ إليهِ نُسب !
شُطبتْ لطاهرِ ذيلٍ حكاياتٌ 
أُلصقتْ به  . . . 
أربعونَهُ 
سقتْهم كهرمانةُ خمرةَ صبوحٍ 
لا يُحجبُ عنها سرّ . . .
زيتُها 
لمحمّرِ طيرٍ في طبقِ المساء . . .
انقلبتُم 
قلبتُم كُلَّ شيء . . . 
لعلَّ للقذارةِ أسمٌ آخر !!
. . . . . 
عبد الجبار الفياض 
آب / 2020

١ رائعة الجواهري :
يا أمَّ عوفٍ عجيباتٌ ليالينا . . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق