عيونُ الظّلام
في ساحةِ التّحرير
حيثُ تتدلّى النّجومُ مرايا
لا تكذب . . .
دجلةُ
يكتمُ وجَعاً
يتسلّلُ لأثداءِ باسقاتِه . . .
تشرينُ
يهبُّ بريحٍ لم تألفْها متاريسُ العُزلة . . .
جلسَ العراق
يكتبُ بأبجديّةٍ بِكر
أشرفَ صفحاتِه
مذْ أسمتْهُ أمُّهُ عراق . . .
يجمعُ في قواريرِ الخُلدِ فُضلى دماءٍ في عروقِ تكوينِه !
هُنا
أُغتيلَ فتيةٌ آمنوا بترابٍ
لم يروا الموتَ إلآ آخرَ سُلّمٍ لذُرى غدِه . . .
أُعدمَ رجلٌ من غِفار
شهرَ سيفاً بوجهِ آلهةِ الجّوع . . .
فكانَ الرّغيفُ تابوتاً مُخيفاً لعروشٍ
ارتفعَتْ سقوطاً بوحلِ انحدار . . .
كُسرَ مِغزلُ أمِّ عوفٍ . . . ١
فهلْ لدورانِهِ أنْ يتوقّفَ برصاصةِ قنص ؟
دمعتْ . . .
تكوّرَ الدّمعُ محملَ عُرسٍ على متونِ قاماتٍ
سحقتْ جمراً لما استعصى على سالفِ ساعد . . .
غضَباً
تتوالدُ الأيامُ حتى يعودَ يوسفُ لوجهِ أبيه !
. . . . .
تراجيديا قاتمة
مُثّلتْ قبلَ أنْ تُكتبَ على أوراقِ صفقاتٍ من كيفٍ لفناء . . .
كُسرتْ أقلامٌ
سُكبَ الحبرُ الأحمر . . .
تشقّقَتْ حُجبُ الخوْف
لا شيءَ غيرُ ما بقيَ مكتوباً على ورقِ الأرصفة . . .
أليسَ في عُنقِ الحرفِ ما أبتْ عن حملِها غرابيبُ سود ؟
تخلّتِ الدّنيا عن عجائبِها السّبعِ مجسّماتٍ قميئةٍ
على رفوفِ المكاتب . . .
لغيرِها
جحظتْ عيون . . .
الورديُّ
يكتبُ ليسَ كمثلِ ما كتبَ في وعّاظِ سلاطينهِ
صفحاتٍ
سوّدَتْها أضدادٌ
حَفرتْ أخاديدَ سوءٍ
لا تُردم . . .
كأنّها بما انتهى إليهِ مُلوكُ الطّوائفِ مُغرمة !
. . . . .
أيّتُها الجّلودُ المُهترئة
ربَما
لم تنفعي الدّباغَ بعدَ السّلخ أبداً . . .
هلْ أمامَكِ بعدُ حطبٌ لمجمرَة ؟
إنَّ ناراً
أوقدْتِ أِوارَها
أتتْ على كُلِّ ما زهتٌ به أرض . . .
ماذا غيرُ مُلصَقٍ لأقذرِ موبقاتِ هذا البلدِ تكونين ؟
فلْترحَلي . . .
كأنْ لم يذُقْ سيفُ ابنِ ثقيفٍ قطرةَ دمٍ من رؤوسٍ
أينعتْ لقِطاف !
أُبيضّ لأبي رُغالٍ وجه
باطلاُ ما كانَ إليهِ نُسب !
شُطبتْ لطاهرِ ذيلٍ حكاياتٌ
أُلصقتْ به . . .
أربعونَهُ
سقتْهم كهرمانةُ خمرةَ صبوحٍ
لا يُحجبُ عنها سرّ . . .
زيتُها
لمحمّرِ طيرٍ في طبقِ المساء . . .
انقلبتُم
قلبتُم كُلَّ شيء . . .
لعلَّ للقذارةِ أسمٌ آخر !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
آب / 2020
١ رائعة الجواهري :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق