المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الاثنين، 30 مارس 2020

بقلم : حسن علي المرعي

. . .  الجَّـزائـريَّـةْ  . . .

ومُهـرةٌ مـنْ بنـاتِ الرّيـحِ بالنَّـسبِ
تـنمُّ ناصـيَةً عـنْ أصـلِـها العـربـي

صبَّحـتُها من رُبـا حـمصٍ بنـرجـسةٍ
و بالزنابـقِ صُـنعَ اللهِ فـي حلـبِ

وأرسلـتْهُمْ عـيوني عِـبْرَ شـاشـتِـها
إلـى الجزائـرِ فـي خيـطَينِ مـنَ ذَهـبِ

تـبـسَّمَ  الوردُ  حـتَّى أنَّ   زنـبقةً
مـنْ فـرحةِ الوصـلِ حـلَّتْ شَـكْلةَ الجَّنَـبِ

وسـلَّمَـتْ خَـفَراً  بالـغـمزِ مِـنْ هُـدُبٍ
كـأنَّـه  وردةٌ  أغـضَـتْ  بِـلا سَـبَـبِ

وحـلَّفتْني  بـكأسٍ  مـنْ سُـلافـتِها
وأرشـفَتْـني  شـذاً  مـنْ رَيِّـقٍ  طَـرِبِ

وغـادرَتْـني إلـى مـا في الغـصونِ  دنـا
مـنْ لـيِّنِ الـقـدِّ  لا مِـنْ لـيِّـنِ الأرَبِ

مـا بـينَ  رغـبتِـنا بـحـرٌ  ويَجـمـعُـنا
روحٌ مـنَ اللهِ بيـنَ الــوردِ  والأدبِ

فـاضَ الـخيالُ  بِـهـا  عـنْ  كـأسِ شـاعِـرِها
إلـى الـجَّـمـالِ   اسـتَقـى كـأْساً مِـنَ الحَـبَبِ

وفــي سُـــلافَـتِـهِ حـقٌ  بِــلا  طَـلَـبٍ
لـكاتِـبِ  الـوحيِ  فـي الأحـداقِ والـهُـدُبِ

فـأرسـلَ الـقـلبَ  طَـيَّ  الـغـيمِ  مُـنـسكِبـاً
يـروي  ويـسألُـها قُـصِّـيهِ  عـنْ جُـنُـبِ

فـإنْ رأيْـتِ بـهِ شـكوى فـمِـنْ قَـصَـبٍ
وإنْ رأيْـتِ بـهِ  سُـكْـراً  فـمِـنْ  خُـوَبِ

ومـا اسـتقالَ هـوىً  إلّا علـى سـبَـبٍ
ومـا ارتـضى  سـكْرةً إلّا عـلـى الـقُـبَـبِ

ولـيس يـدري  وقـد  مـالتْ مُـغـرِّبـةً
شـمـسُ  الـحياةِ  لِـمَ كـانتْ علـى نُـوَبِ ؟

حُـورِيٍّـةَ الرَّمـشِ فـي البحرَينَ قـد نـفَـذَتْ
سـهـامُ  عـيْـنَيكِ مِـنْ عُـتْبى إلـى عَـتَـبِ

وحـاصرَتْـني علـى مـرمـى جزائـرِهـا
تـلكَ الـعـيونْ  الَّتي فـي الأزرقِ اللَّـجِبِ

ومـا نـوى رجـعـةً  لـو  قَـيْـدَ  قـافِـيـةٍ
عـمَّـا أذلَّ الـنَّوى فـي  لِـذَّةِ الـطَّـلـبِ

لـكِـنَّ  قـلبي ولـيلى  جـانـحـاً  كـسرَتْ
وجـانـحٌ هـاضَ لا يقـوى علـى الـهَـرَبِ

بـقِـيَّـةُ  الـعِـطـرِ  ذِكـرى فـي أنـامِـلِـهِ
ولا يُـسـامِـحُ  وردَ  الـحَـيِّ  بـالـتَّـعَـبِ

وأنــتِ  جـوريَّـةُ  الـفـاديــنَ  فـي  بَـلَـدٍ
يـخـطو  علـى الـقلبِ لا يجـثو علـى الرُّكـبِ

فـأوجِـعِـيني عِـتابـاً .. جُـلُّ مَـنْ  عَـشِـقـوا
مـا  عـاتـبوا  وجـنَـةَ  المـحـبوبِ عـنْ كَـثَـبِ

وإنْ  تـــشـاءُ  لـنـا  الأقـدارُ  تـجْـمـعُـنـا
إنْ ظَـلَّ شـيىءٌ مِـنَ الـصَّـهـباءِ في العِـنَـبِ

الشاعـر حـسن عـلي المـرعـي ٢٠٢٠/٣/١٣م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق