المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الاثنين، 30 مارس 2020

بقلم : فوزية أحمد الفيلالي / المغرب

قصة قصيرة
...

عندما اختفى القمر
لازم فراشه مدة طويلة فهو لا يدري من عالمه سوى أنه ذكرٌوأنّ لديه طفلة جميلة لا تتعدى السبع سنين  تدعى "ماري "
...أغدق عليها من حبه أطنان تراب الأرض قبلا  وحبا...
تكلف بتربيتها بعدما تركتها له أمها و هاجرت إلى ماوراء قارته الأسيوية مع عشيق لها...
حيث وافتها المنية ذات عاصفة جرت أذيالها ولباسها الصيفي
مع بقايا سيقان لنساء كن يرغبن في قسط من شمس دافئة على جنبات بحر لا يعرف الرحمة ولا عشق النساء...

ربّى الأب  "شان" "ماري" على الصدق وتحمل المسؤوية والوفاء منذ صغرها...

ذات صباح باردة خرج باكرا من منزله لقضاء بعض الحوائج الضرورية بعدما تركها تغض في نوم هادئ   ._فهي وحيدته ومؤنسته في عالمه الفريد_

كان التلج يلفح وجهه الدائري وشعره المسدل وقامته القصيرة ، رفع نظارتيه عن عينيه الضيقتين وانتزع من جيبه منديلا ليجففهما فإذا بدراجة نارية  مشاغب راكبها .هاوِ للفوضى والصخب لفظ أنفاس الرؤيا فلم يعد يرى "شان" شيئا سوى السواد وهو منزلق على قفاه والدم يتجمد في جمجمته من أثر الجرح. 
مازالت علبة الشكلاطة عالقة فوق صدره ...ماري ماري!...اليوم عيد ميلادك...! 
أليس كذلك...؟
خيم الظلام مبكرا حتى الشمس أخذت رخصة الاختقاء عن السماء تاركة الأرض في حداد طويل...
انتفضت "ماري" من فراشها بعدما سمعت صافرة سيارة الإسعاف غير بعيد عن بيتهما...

أبي! أبي! ماذا وقع ؟
تذرف أسئلة الاندهاش والحسرة وهي تحبس أنفاسها في علبة حلقها.

رفع سبابته وتمتم بكلمات غير مفهومة مشيرا هناك هناك؟!
سالت سواقي عبرات تغسل وحه الطفلة البريئة ...رفعت وجهها الملائكي إلى السماء تناجي رب الفلك...
ربي أعد لي أبي هل سيسافر للقمر؟
من مدة أحسسته مختفيا هو الآخر.

ظلت الطفلة الصغيرة تفتح النافذة وتطل كل يوم من خلف قضبان ملتوية كما أحلامها العذراء تتوسل للعصافير أت تغرد وتنشد" أنشودة الشروق:
تزور أباها مع جدتها كل أسبوع بعدما أخبرها الطبيب المعالج أنه يعاني من أعراض داء الزهايمر ...

بقلمي فوزية أحمد الفيلالي

أ#نثى #في زمن #الحجر_ الصحي#
قصص من الواقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق