المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

السبت، 26 أكتوبر 2019

بقلم : حسين الباز / المغرب

28/هل الكتابة الأدبية حرة والكتابة النقدية مقيدة؟ مقالة:

.. قبل الإجابة عن هذا السؤال ، هناك أسئلة ينبغي طرحها من قبل : من يسبق من؟ هل الكتابة الأدبية أم الكتابة النقدية؟ الأولى تسبق طبعا،  إلا لو كانت الأخيرة  تبدع في رصد حالة الأدب بمنظور عام ، ثم تمهد له سبلا حداثية ، كأن تكون سباقة في دراسة آخر موجة أدبية ،  فيلجأ الكتاب للاضطلاع عن آخر الموجات / آخر ما وصل إليه الأدب ، عبر النقد شأن العلماء مع العلم.
أما وإن النقد الأدبي لما يزل متأخرا عن التطور الحاصل ، وعجزه دائما عن لملمة التحديث ، فهو يعتبر التابع لا المتبوع، والمتأخر لا السباق! وننتقل هنا للسؤال التالي: هل يحق للنقد المتأخر مجاراة الأدب المتقدم؟ وبأي أدوات سيحكمه؟ بل بأي علم!؟
.. إذ نقول بأن الحداثة تجاوزت التجنيس ، فلأننا نحتكم لمنطق الواقع لا لمنطق المنهج ، لأن القارئ لم يعد مهتما بالشكل ، ولأنه استأنس التنقل من جنس لآخر في نص واحد ، بعدما انجذب بجمالية اللغة وسلاسة الأسلوب ، وأخذ يفكر مجاراة الكاتب بابتكار أدوات تسعفه على فهم نصوصه وتداركها وبالتالي يصبح حرا مثله ، فلم لا يفكر الناقد في ذلك؟ وإلا فالنقد مقيد.
قد يجنس الأديب عمله خطأ ، فهل يحاسبه النقد على ذلك؟ أم يجنسه بدوره؟ أم يقم بتعداد الأجناس في نص واحد؟ أم يحدد جنسا أدبيا جديدا؟ وهذا هو دوره..!
إذا اعتبرنا الأديب خياطا ، والأجناس الأدبية أقمشة، فهو حر بأن يخيط ويفصل ويطرز كل قماش لوحده ، أو يتفنن بجمعها ليخرج للزبون/ المتلقي لوحة فنية.
لم النقد العلمي والفني (الموسيقا والسينما و الرسم) تابع / مساير للمبدع الحر بالمقابل يرغب النقد الأدبي جعل المبدع تابعا له مقيدا بقيوده؟!
لن يفلح النقد الممنهج في التحكم بالإبداع الحر إلا بمسايرته وخلق أدوات جديدة كل مرة ومع كل نص ، من مبدع لآخر ..!

حسين الباز / المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق