المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الخميس، 31 أكتوبر 2019

بقلم : حسين الباز / المغرب / كن قارئا قبل أن تكون كاتبا / مقالة ١/ ما الغاية من الكتابة؟ إذا كنت تسرد دون شعور، أو تشعر دون بلاغة، فيكون سردك بقيمته جامدا أو شعرك بسلاسته ركيكا. وما النفع من القراءة؟ إن أنت كلما فتحت كتابا في وقت ميت لتعيش، وجدت نفسك تحتضر بعد سطرين..! ٢/ قد تتخلى عن نص شيق أعجبك لمجرد لعثمة جملة، وأسلوبك / شخصيتك التي تجذب بها القارئ إليك أو تنفره منك ، بثقل أو بخفة دم، بفكر رصين أو بقلب سليم.. هكذا تثبت ذاتك في الكتابة، لا برمي حروف ورشق رموز، ولا بخربشة/ دردشة تطن الآذان بدل أن تطربها، أو تزعج النفوس بدل أن تبهجها ، فكما تود أن تظهر أنيقا في حياتك..كن أنيقا في إبداعك ، وخل القارئ يستمتع بحرفك، بنمط حكيك، بالضرب على الوتر الحساس، بنوتة تشويق، وبهمزة اتبعني للنهاية..! ٣/ كن قارئا قبل أن تكون كاتبا، واقرأ نفسك قبل أن تكتبها مرارا وتكرارا ، ولا تقل أبدا إني أكتب لنفسي، لأن الحديث حين يصبح علنا لا يصح تسميته بحديث النفس ، ونقح كلامك أمام المتلقي كما لو كنت تنتقيه أمام ضيف..! حسين الباز/ المغرب

كن قارئا قبل أن تكون كاتبا / مقالة

١/  ما الغاية من الكتابة؟
إذا كنت تسرد دون شعور، أو تشعر دون بلاغة، فيكون سردك بقيمته جامدا أو شعرك  بسلاسته ركيكا.

وما النفع من القراءة؟
إن أنت كلما فتحت كتابا في وقت ميت لتعيش، وجدت نفسك تحتضر بعد سطرين..!

٢/  قد تتخلى عن نص شيق أعجبك لمجرد لعثمة جملة، وأسلوبك / شخصيتك التي تجذب  بها القارئ  إليك  أو تنفره منك ، بثقل أو بخفة دم، بفكر رصين أو بقلب سليم.. هكذا تثبت ذاتك في الكتابة، لا برمي حروف ورشق رموز، ولا بخربشة/ دردشة تطن الآذان بدل أن تطربها، أو تزعج النفوس بدل أن تبهجها ، فكما تود أن تظهر أنيقا في حياتك..كن أنيقا في إبداعك ، وخل القارئ يستمتع بحرفك، بنمط حكيك، بالضرب على الوتر الحساس، بنوتة تشويق، وبهمزة اتبعني للنهاية..!

٣/ كن قارئا قبل أن تكون كاتبا، واقرأ نفسك قبل أن تكتبها مرارا وتكرارا ، ولا تقل أبدا إني أكتب لنفسي، لأن الحديث حين يصبح علنا لا يصح تسميته بحديث النفس ، ونقح كلامك أمام المتلقي كما لو كنت تنتقيه أمام ضيف..!

حسين الباز/ المغرب

بقلم : د . محمد الإدريسي

زِلْزال
اِنْتِفاضَةٌ حِراكٌ ثَوْرَةٌ اِنْطَلَقَت
وكالاتُ الأنْباءِ أخْباراً نَقَلَت
إنَّ ثَوْرَةً عِنْد العَرَبِ اِنْدَلَعَت
الأرْضُ تَحْت الطُّغاةِ تَحَرّكَت
تَحت أقْدامِ المُفْسِدين رَقَصَت
كالنَّارِ في الهَشيم لُبنانَ وَصَلَت
بِسُرْعَةِ الأقْدارِ تَنْتَقِلُ الاحْتِجاجات
شُعوبٌ في بَلَد العُرْبان اِسْتَيْقَظَت
شُعوبٌ تُطالِبُ بِمُحاكَمَة اللُّصوص
مَنْ هُمْ فَوقَ القانونِ و النُّصوص
لَمْ يَعُد الصَّمْتُ مُمْكِناً طفَحَ الكَيْلُ
هَبَّتْ رِياحٌ عاصِفةٌ وَصلَ الزُّبى السَّيْل
العَبثُ الظُّلْمُ الفَسادُ طالَ ظَلامُ اللَّيْل
المُسْتَبِدُّ في نَادي التَّدْليك والتَّجْميل
الرَّئيسُ يُجَدِّدُ شَبابَ جِسْمِه الهَزيل
يُغَطيّ بَياضَ شُعَيْرات صَلَعِ رَأسِه
يَعْتَقِدُ هكذا تَعودُ إلَيْه بِدايَةُ شبابِه
يَهْتَمُّ الأعْوانُ المُنْبَطِحون بِنَحْسه
كُلُّ الشّوارِعِ و السّاحات اِمَتَلَأت
أصْواتُ المَظْلومِ إلى السَّماء اِرْتَفَعَت
ضِدَّ المُستَبِدِّين حُرَّاسِ مَعْبَدِ الفَساد
ضِدّ علي بابا و أصْحابِه و مَن قاد
ضِدَّ 'الزَّعيمِ' 'المُلْهَمِ' الأوْحَد
أوْصَلوا الأُمَّةَ إلى حَدّ الاِلْحاد
أغْوارُ اللُّصوصِ عِنْدهُم تَشابَهَت
كَمْ مِن أعْوان علي بابا جَمَعَت
على حِين غِرَّةٍ أخَذَتْهُم الثَّوَرات
حاشِيَةُ فاسِدةٌ بِطانَةُ الزَّعيمِ الجَبان
مُرْتَزِقَةٌ خُدّام الأسْيادِ حُرّاسُ السَّجّان
مَنْ عَذَّبَ حَرقَ جُثَّةَ أخيه الإنْسان
مُفْلِسو السِّياسَة الهُروبَ يُخَطِّطون
الأهْلَ الأمْوالَ المَسْروقاتِ يُهَرِّبون   
أمْواجُ الثَّوْرَةِ تَجْتاحُ أسْوارَ قُصورِهم
زِلْزَالٌ قَوِيٌ عَطَّلَ مُخَطَّطات زَعيمِهم 
ألَمْ يَدْرُسوا عُلومَ و قانونَ الفيزِياء
الضَّغطُ فيه اِنْفِجارٌ تَدميرُ الأحْياء
يا خائنُ الأوْطانِ يا قَاتِلُ الأحْرار
مَهْما مَكَرْتَ عَهْدُكَ في احْتِضار
فالشُّعوبُ الثّائِرةُ أخَذَتِ القَرار
لا ذُلُّ و لا هَوانُ فَقَط الاِنْتِصار  
طنجة 29/10/2019
د. محمد الإدريسي

شعر : د . وصفي حرب تيلخ

السّــــرُّ هُنا..
شعر:د.وصفي تيلخ.

ساءلتُ في زَحْمَة الأشواق فاتنتِي
---------------------------- ماذا جنَيْتُ فأنتِ اليومَ قاتلتِي

لا تقتليني بحبٍّ صــــــار يؤلمني
------------------------- لا أنتِ قاطعتي, لا أنتِ واصلتي

طيفٌ حبيبٌ يزور العَين إن وَسَنَتْ
------------------------- ولا يكفّ بِلَيْلٍ عن مُشاغلَتي(1)

إذا انتبهتُ فلا طيفٌ يلاطفني
------------------- صارتْ معَ الصّحوِ أوهاماً مُغازلتي

أعيذُ طيفَكِ أن يرضى مُخاتَلَتي
-------------------- أو أنْ يكفّ بحالٍ عن مُواصَلتي(2)

هذي النّجوم بهذا اللّيل شاهدةٌ
------------------------- أنّ الحبيبَ ظَلُومٌ في مُعاملتي

حان الوِصالُ فيكفي ما أكابِدُهُ
---------------------- مِن العذاب ومِن عُقْبَى مُبَاتَلتي(3)

بيني وبينَكِ أســــوارٌ معظَّمةٌ
---------------------- مِن كلّ صَوْبٍ ومن عينَيِّ عاذِلتي

يا ويحَ قلبيَ إنْ شاءت مهاتَفَتي
----------------------- أو إنْ أرادت على شَوقِ مُراسلتي

بذلتُ قلبي رخيصاً في مُكالمةٍ
-------------------------- فكيف أفعلُ إن حانتْ مُقابلتي

تُهدَى إليها حياتي كلّهــــا ثمناً
-------------------------- لأيّ شيءٍ إذا شاءتْ مُجاملتي

وقد علِمْتِ بسرّ الشِّعْرِ فاعترفي
------------------------ قولي : أحبّكَ, لا تُكْثِرْ مجادلتي

صفــاء قلبِكِ يا ليلايَ يُسعدني
------------------------- فهل تكونين دنيا الحبّ ناقِلتي؟

في القلب حبٌّ كبيرٌ لا يماثِلــــه
-------------------------- حبٌّ لغيرِكِ إنْ تنوي مبادَلتي

يَهنيكَ قلبي بحبٍّ لستُ أُنكــــرُهُ
------------------------- وإن بدَرْتِ لنا بالسّيف, قاتلتي

===============

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

بقلم : جميلة بلطي عطوي

......عراق......

في الساحات العامرة
يتوسد الليل كتف النهار
تعتلي العنادل ظهر الخمائل
تدون بالصوت الأهازيج الثائرة
يضج في حنجرة البقاء هتاف
تلتف اليد باليد
تطل من الأفق البعيد أطياف
أولئك على ضفة النهر الغامر
يضخون ريح الجدود
يزرعون في كل قلب بذرة من صمود
والجموع في الساحة العامرة
تغني...تهزج باسمك يا عراق
عراق
عراق
لا شيء فيك يوقف توالي الفصول
لا قانون يكبح إطلالة الشمس
أو يأمر القمر بالأفول
في سهلك تنبت بذور الحياة
ترفع في وجه الخريف  الجاحد كمشة خضرة
تطوقه بسنابل مثقلات
ربيبة دجلة والفرات
يشتد غيضه
يكور جمعه
يضرب ...يضرب
والثرى يستقبل هطل الخير
يزوق أرضك يا عراق
في حضنك يزهر اللوز
يمد النخيل أعناقه الباسقة
يبتسم للضفاف
وتهتف بغداد الحضارة
كفى ...انتهى
عدت أنا الغيداء
عدت يا شموخ الكون
يا سيدا يطوي دهور البين
عدنا...انت وانا
ورود على خدود الصبايا
ابتسامة نصر في شفاه البرايا
ها شمسك تشرق على غير عادة
ترسم في كل شبر من ثراك شعار السيادة
تقبل صبحك يا عراق.

تونس...30/ 10/ 2019
بقلمي ...جميلة بلطي عطوي

بقلم : أحمد الشاهدي أرميل / ●●●○● 《تيه》 ●○●●● لشدة الاشتياق و جور الزمن أبحر دون بوصلة بلا مجادف تتقاذفني الأمواج في بحر بلا مرافئ.. أسير خارج السياق غربة بلا وطن أهداف بلا جدولة تحفها المخاوف ولا حق في الاحتجاج ناري تستعصي على المطافئ...

●●●○● 《تيه》 ●○●●●

لشدة الاشتياق
و جور الزمن
أبحر دون بوصلة
بلا مجادف
تتقاذفني الأمواج
في بحر بلا مرافئ..

أسير خارج السياق
غربة بلا وطن
أهداف بلا جدولة
تحفها المخاوف
ولا حق في الاحتجاج
ناري تستعصي على المطافئ...

بقلم : حسين الباز / المغرب / 32/ درس للشعر القديم/ مقالة .. ينبغي إزالة تلك المفاهيم الخاطئة عن الشعر الحديث كونه لا يكتبه غير العاجزين عن علم العروض ومن تنقصه ملكة أو شيطان الشعر، وهذا خطأ مبني عن حقد مبيت، ويحمل بين جوانبه احتقارا واستخفافا برواده الذين تفننوا فيهما معا، ولم يتخلوا عن القديم عجزا بل لأنه لم يعد يلبي متطلبات العصر، وبرعوا في شعر التفعيلة، هؤلاء هم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمود درويش ونزار قباني وأدونيس واللائحة طويلة إلى يومنا هذا... ..ثم إذا كان الشعر القديم مدرسة إبتدائية منها يمر المبتدؤون لتلقينهم دروس أولية حول الشعر الجاهلي وكيف بدأ عن فطرة لينتهي بقواعد العروض، فإن الشعر الحديث يعتبر مرحلة التخرج والمراس الحقيقي، بمعنى أن كل من يكتب بالوزن فهو تمرين له كيما يتعود على الإيقاع ويتعلم السباحة في البحور، ثم ينتقل للمرحلة الجديدة وهو متمكن كلية ويكتب عن فطرة ذات رصيد معرفي ريثما يظهر الخليل المنتظر ليعتق الشعر الحديث من تجاهله بإضفائه قواعد لتحميه. ..إذا، فإن المتعلم لعلم العروض لما يزل في مرحلته الإبتدائية، ولا يزال المشوار أمامه طويلا لصقل موهبته وتمكنه من التعبير عن مشاعره مجازا دون الإهتمام بالشكل على حساب المضمون الذي من خلاله يقاس الجيد من الرديء. ..ثم إذا قسنا علم العروض بما يكتب اليوم على أنه شعر موزون، فلن نجد منه سوى شطرين وقافية، ظاهره موزون وداخله مخروم! ومن قال العكس فليقس شعره أولا، وإلا قسناه أمام محكمة الشعر الحديث علانية. ..من يقول بأن كل شعر موزون جيد، وأن كل شعر إيقاعي رديء فعليه الرجوع للشعر الجاهلي كله، ففيه من الرداءة مالم نرها في شعر الفيسبوك..! حسين الباز / المغرب ..

32/ درس للشعر القديم/ مقالة

.. ينبغي إزالة تلك المفاهيم الخاطئة عن الشعر الحديث كونه لا يكتبه غير العاجزين عن علم العروض ومن تنقصه ملكة أو شيطان الشعر، وهذا خطأ مبني عن حقد مبيت، ويحمل بين جوانبه احتقارا واستخفافا برواده الذين تفننوا فيهما معا، ولم يتخلوا عن القديم عجزا بل لأنه لم يعد يلبي متطلبات العصر، وبرعوا في شعر التفعيلة، هؤلاء هم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمود درويش ونزار قباني وأدونيس واللائحة طويلة إلى يومنا هذا...
..ثم إذا كان الشعر القديم مدرسة إبتدائية منها يمر المبتدؤون لتلقينهم دروس أولية حول الشعر الجاهلي وكيف بدأ عن فطرة لينتهي بقواعد العروض،  فإن الشعر الحديث يعتبر مرحلة التخرج والمراس الحقيقي،  بمعنى أن كل من يكتب بالوزن فهو تمرين له كيما يتعود على الإيقاع ويتعلم السباحة في البحور، ثم ينتقل للمرحلة الجديدة وهو متمكن كلية ويكتب عن فطرة ذات رصيد معرفي ريثما يظهر الخليل المنتظر ليعتق الشعر الحديث من تجاهله بإضفائه قواعد لتحميه.
..إذا، فإن المتعلم لعلم العروض لما يزل في مرحلته الإبتدائية، ولا يزال المشوار أمامه طويلا لصقل موهبته وتمكنه من التعبير عن مشاعره مجازا دون الإهتمام بالشكل على حساب المضمون الذي من خلاله يقاس الجيد من الرديء.
..ثم إذا قسنا علم العروض بما يكتب اليوم على أنه شعر موزون، فلن نجد منه سوى شطرين وقافية، ظاهره موزون وداخله مخروم!
ومن قال العكس فليقس شعره أولا، وإلا قسناه أمام محكمة الشعر الحديث علانية.
..من يقول بأن كل شعر موزون جيد، وأن كل شعر إيقاعي رديء فعليه الرجوع للشعر الجاهلي كله، ففيه من الرداءة مالم نرها في شعر الفيسبوك..!

حسين الباز / المغرب

..

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

شعر : تيسير الشماسين

-               أجــراس الـحكمــــة                                        -

دَعْ لِـلـخَـلـيـقَـةِ شَــأنَــهــا و تَـــعــالَ
          فـــالــلّٰهُ أَوْلَـــــى بِــالـعِـبـادِ تَــعـالـى

مــا زادَ فـيـكَ إذا عَـلِـمتَ شُـؤونَـهم
          أو قَـــلَّ شَــأنُـكَ إنْ جَـهِـلـتَ مَــقـالا

دَعـهُـمْ ، فَـمـا لَـكَ بِـالعِبادِ و مـا لَـهُمْ
          فـيـمَا بَـلَـغتَ مِــنَ الـفُـضولِ مُـحـالا

دَعْ عَنكَ ما يُرديكَ فـي نَظَـرِ الـوَرى
          و اخلَــعْ عَلــيكَ مِـنَ الرِّضـا أَحمــالا

و اصْـنَـعْ مِــنَ الـعُـقَدِ الَّـتـي آسـيْتَها
          إِذْ لاحَ فَــجــرُكَ لــلـوصـولِ حِــبــالا

قُــمْ لا تَـلُـمْ سُــودَ الـلَّـيالي و اغـتَنِمْ
          فـيـهَـا الـبَـصيصَ و لَــو فَـضـاكَ أَلالا

و اخـلُـقْ لِـروحِـكَ إن أَرَدْتَ سُـموهَا
          صَـــبــرَاً لِــتَـبـلَـغَ غـــايَــةً وَ مَـــنــالا

و اكـنُـسْ فُــؤادَكَ كُـلَّ يَـومٍ وَ اخـلِهِ
          لِــلـنّـاسِ تَــلـبَـثُ أو تَــشُــدُ رِحــــالا

و اخــرُجْ بِــه لِـلـنّورِ حَـيـثُ يَـقـودُهُ
          عَــقـلٌ و يُـجْـلَـدُ إنْ أَطـــالَ فِــصَـالا

و اجْـلِسْ و نَـفْسَكَ حـينَ كُلِّ عَشِيَّةٍ
          و احـسِـبْ لَــعَـلَّكَ مــا رُزِقـتَ حَـلالا

و اردَعْ ضَـمـيـرَكَ إنْ تَــجـاوَزَ حَــدَّهُ
          و ارجَــــعْ بِــحَــدِّكَ إنْ أَرَدْتَّ كَــمـالا

و احْـفَـظْ لِـسـانَكَ فَـالحَريقُ شَـرارَةٌ
          وَ الـــشَّــرُّ يَــبـلُـغُ بِـالـلِّـسـانِ قِــتــالا

عَـيْـنـاكَ لَـــو حــادَتْ يَـمـيناً فَـاثـنِها
          فــي غَـيـرِ أَرضِــكَ أن تَـحيدَ شِـمالا

و اذهَـبْ بِـسَمعِكَ حَيثُ لا تَرضَى لَهُ
          قــيــلَاً ، و لا تَــرضَــى لَـــهُ مِــقـوالَا

و احــــذَرْ مُحــــاباةَ النَّمــيمِ بِقولِـــهِ
          سَـيَـقُـولُ فــيـكَ كَــمَـا بِـغَـيرِكَ قــالا

إيَّــــاكَ .. لا تـــولِ الـمُـنـافِـقَ هِــمَّــةً
          فَــغَــداً يَـبـيـعُـكَ إذ لِـغَـيـرِكَ وٰالـــى

و احـــذَرْ مُـقـارَعَـةَ الـصَّـغـيرِ فَــإنَّـهُ
          يَــرقـى لِـشـأنِـكَ إنْ أَتَـحـتَ مَـجـالا

و اهـبِـطْ لِــدونِ الأَهــلِ تَـعلُ مَـكانَةً
          فَـالـمَاسُ مِــنْ قَـعـرِ الُأروضِ تَـعالى

لا تَـطـلُـبَـنَّ وَجــاهَـةً ، و اركُـنْ لَــهـا
          تَـطـلُـبْـكَ رَغــمَـاً إنْ أَجَـــدْتَّ فِــعـالا

لِــبــسُ الــعَـبـاءَةِ لا يَــزيــدُ مَـهـابَـةً
          إنْ لَـــمْ يُــنِـرْ عَــقـلُ الـمُـهابِ عِـقـالَا

فـالـرَّاشِـدُ الــفـاروقُ خَــيـرُ خَـلـيـفَةٍ
          و الــثَّـوبُ مِـــنْ آلِ الــرِّقَـاعِ تَـبـالـى

مََـهـمَا صَـنَعتَ فَـلَنْ تُـضيفَ لِـناقِصٍ
          فَسُــهولُ أَرْضِــكَ لَــنْ تَـصـيرَ جِـبالا

و احْفَظْ مَـكانَكَ في المَجالِسِ ماتِعَاً
          مِــكـيـالَ قَــولِــكَ لِـلـحَـديثِ ثِــقَـالا

فَـمـهـابَةُ الــرَّجُـلِ الـحَـكيمِ بِـصَـمتِهِ
          و إذا تَـــكــلَّــمَ جُـــــــلُّ ذٰلِــــــكَ زالا

فَـــرُزِ الــرِّجـالَ و لا يَــغُـرُّكَ قَـولُـهُـمْ
          فَـعُـيـونُهُمْ بِـالـقَـولِ أَصَـــدَقُ حـــالا

و ابــدَأ بِـذِكـرِ الــلّٰهِ مَـسـموعَاً تَـكُـنْ
          و اجـزِلْ تَـطبْ عِـندَ الحُضورِ وِصالا

و اصْـبِـرْ عَـلـى مُـتَـحَذلِقٍ أو جـاهِلٍ
          و تَــحَــرَّ ، لا تُــــولِ الـمَـنـاكِفَ بـــالا

و اكــبَـرْ عَــلـى مُـتَـكَـبِّرٍ مُـتَـعَـجْرِفٍ
          و ابْــسُـطْ كَـمـالَـكَ فَــوقَـهُ وَ تَــعـالَ

أَبــنــاءُ تِـسـعَة يـــا ابـــنَ آدَمَ كُـلُّـنـا
          و عَــلـى شَـفـيـرِ مَـصـيـرِنا نَـتَـوالـى

فَـالـرُّوحُ مُـلـكُ مَــنْ الـتَـهيتَ بِـمُلكِهِ
          فَــغَـداً تُـــرَدُّ و لَـــو مَـصـيـرُكَ طــالا

مـــا دامَـــتِ الـدُّنـيـا لِـسَـيِّـدِ خَـلـقِـهِ
          حَــتَّـى تَـــدومَ لِـخـائِـلٍ قَـــد خَـــالَا

فَــارفِـقْ بِـنَـفـسِكَ لا يَـغُـرُّكَ زَهـوُهـا
          لا نَــفـسَ تُـنـكِـرُ أصـلَـهـا الـصِّـلصالا

و الْــهِـمْ بِـخُـلـقِكَ عـــاذِلاً و مُـعـادِياً
          لِـلـخَـيرِ ، و افْـسَـحْ لِـلـصَّفاءِ مَـجـالا

و اخفِضْ جَناحَكَ لِلسَّلامِ فَما انثَنَتْ
          فــيـكَ الــمُـروءَةُ لــو حَـقَـنتَ نِـكـالا

فَــالـشَّـرُ مَــعـقـودٌ بِــــأرذَلِ خَــلْـقِـهِ
          و مُــحـالُ يَــهـوَى الـطَّـيِّبونَ عِــذالا

فـإذا اضْـطُررْتَ إلى النِّزالِ و مُرغَماً
          فَــاكـسَـبْ غَــريـمَـكَ إنْ أرادَ نِــــزالا

و زِنِ الـصَّداقَةَ فـي الـظَّلامِ فَـمَا لَـها
          وَزْنٌ لِــيُـبْـصَـرَ إنْ لَــمَــحـتَ هِــــلالا

لِــلــنَّـاسِ أَوزانٌ تُـــقــارِبُ بَــعْـضَـهـا
          غَـيـرُ الَّــذي فــي الـقَـلبِ أَكـثَـرُ مَـالا

و يَفيضُ مِنْ عُنُقِ الفُؤادِ إذا انقَضى
          مـــالٌ ، وَ مـــلَّ الـحَـظُّ مِـنـهُ و مــالا

فَـالـنَّـاسُ لَـيْـسَـتْ بِـالـمَظاهِـرِ إِنَّمَــا
          بِــالـفِـكـرِ تُــبـصِـرُ لِـلـحَـيـاةِ جَــمــالا

فَـالـمَـظهَرُ الـجَـذّابُ يَـخـدَعُ فـارِغَـاً
          و يَـروزُ نَـدْسٌ تُبَّــــــعَاً و زِمـــــــــالا

قَــدْ صــارَتِ الأَشـنـابُ تُـعـتَقُ زيـنَةً
          مُــــــذ آلَ مِــنــهـا لِــلـخَـنَـا مـــــا آلا

زَمَـنٌ ( تَـوَلدَنَ ) و الـرِّجالُ تَـضاءَلَتْ
          و يَــقــودُ أَشـبــاهُ الــرِّجــالِ رِجـــالا

بَـعضُ الـسُّيوفِ مِنَ الحَديدِ تَشَكَّلَتْ
          و يُـزَيِّــنُ الــحَـجَـرُ الـكَـريـمُ نِــصـالا

فَـالقَصدُ فـي بَـسطِ الـحَديثِ مَفادُهُ
          أَنّـــى بَـلـغـتَ بِــمـا بَـسَـطّتَ فِـضـالَا

أَعــرِضْ عَـنِ الـفِعلِ الَّـذي إن شـابَهُ
          رِيــــبٌ تُــضَـيِّـعُ بِــالـحَـرامِ حَــــلالا

و اسـلُكْ طَريقَكَ في الحَياةِ فَسَهلُها
          وَعـــرٌ ، فَـكَـيـفَ إذا سَـلَـكـتَ تِـــلالا

فَـانظُرْ ، فَـحَولُكَ مِنْ فَصيلَةِ جِنسِنَا
          بَـــشَــرٌ بَــــواقٍ يَـمـتَـطـونَ خَــيــالا

فَـالبَعضُ مِـنهُمُ لَـو قَـرأتَ وُجـوهَهُمْ
          لَـسَـلَـوتَ فـيـما قَــد قَــــرَأت مَــــآلَا

فَـاخْـتَرْ رَفـيـقَ الــدَّربِ مِـمَنْ مـا لَـهُ
          وَجــــهٌ لِــيُـقـرَأَ إنْ أَصَــبـتَ مَــطـالا

و احـقِر - مِـنَ الـقَومِ - الَّـذي بِـلِسانِهِ
          نَـــمِــرٌ و يُــصْـبِـحُ إنْ زَأَرتَ غَــــزالا

لا تَقــرَبَنَّ الـنَّذلَ في نَسَــبٍ و خُــذْ
          مِــــنْ بَــيــتِ أَصــــلٍ إنْ أَرَدْتَّ دَلالا

فَــإذا الـسُّـنونُ تَـلاءَمَـتْ بِـجُحودِها
          عِـــنْــدَ الأَصــيـلَـةِ لا تُــبَــدِّلُ حَــــالا

و بَـنـونُـها يَـــرِدُ الـمَـخـاوِلَ عِـرقُـهُمْ
          فَـاخْـتَـرْ لَــهُـمْ قَـبْـلَ الأُمـومَـةِ خَــالا

و اخـتَـرْ أصــيـلاً لـلـكَـريمَةِ حَـيـثُـما
          لا يَــصْـنَـعُ الــمــالُ الـوَفـيـرُ رِجـــالا

فَـالـمالُ يَـذْهَـبُ و الأَصـالَـةُ مــا لَـها
          عُـــمــرٌ لِـتَـفـنَـى أو تَــشِــحَّ جَــــلالا

و الـمـالُ لا يَـشـري الـرُّجـولَةَ إذْ بِـها
          نَـــــــزفٌ ، و طَـــبْـــعٌ لِـــلـــرَّداءَةِ آلا

و اقـصُـدْ بِـيـوتَ الأكـرَمينَ مُـجاوِراً
          تَـــنَـــلْ الــكَــمـالَ إذا أردتَّ كَـــمــالا

إنْ لَــمْ تُــزَدْ فَـضـلاً فَـيَـكفي طـالـما
          تَـــزدادُ مِــنْ شِـيَـمِ الـكِـرامِ خِـصـالا

و احـــذَرْ مُـجـاوَرَةَ الـبَـخيلِ فَـبَـيتُهُ
          قَــبــرٌ وَ تُــحـسَـدُ إنْ قَــرَعــتَ دِلالا

و تَـجَنَّبِ الـرَّجُلَ الـحَلوفَ و مَـنْ إذا
          جــادَلـتَ يَـسـبِـقُ بِـالـيَـمِينِ جِـــدالا

فَـالصِّدقُ يُـقرَأُ إنْ نَـطَقْتَ وَ فُـسحَةٌ
          لِـلـصِّـدقِ تَـنـضِبُ إذْ حَـلَـفْتَ طِـوالا

و يُـشَـكُّ فـيكَ إذا اسْـتَعَنتَ بِـشاهِدٍ
          لِــيَـقـولَ فــيـكَ مَــراجِـلاً و نِــضـالا

مَـعـنى الـرُّجـولَةِ لا يُـصـاغُ و أَصـلُهُ
          فِــعــلٌ يُــــذاعُ إذا أجَــــدتَ فِــعـالا

يــــا أيُّــهـا الإنــسـانُ أنَّـــى تَـبـتَـغي
          فَــضـلاً ، و تُـبـخِسُ رَبَّــكَ الأَفـضـالا

لا تَـــرجُ دُنــيـاكَ الــغَـرورَ ، فَــواهِـمٌ
          مَــن عاشَ فـــي أحضــانِها مُخــتالا

هَل ذات يَومٍ قَــد عَلِمـتَ مِـنَ الوَرى
          مَــنْ طالَ أنـفـاسَــاً لَــهُ و خَـيالا ؟!

مَـن لَـــم يَنَلْ مِـــــنْ أَمـــرِهِ أنفَاسَــهُ
          أَيَنالُ مِــنْ زَيـفِ الـدُّنا مــــا نَالا ؟!!

هٰذي هــــيَ الـدُّنـيـا فَــكُـلُّ مَـتـاعِـها
          إن لـــم يَـــزُلْ فَـلِـصـاحِبٍ قَـــد زالا

بِــالــلّٰهِ نُــؤمِــنُ و الـدِّيـانَـةُ مَــنـهَـجٌ
          و الـنَّـهـجُ يَـسـبِـقُ لِـحـيَـةً و سِـــدالا

جَــرُّ الـمَـغانِمِ و المَـكاسِبِ قَــد غَـدا
          بــاســمِ الــدِّيانَةِ حِــرفَــةً و مَجَـــالا

فَـاعرِضْ عَـنِ الـمَــرءِ الَّذي في دِينِهِ
          غـــايٌ لِـيَـبـلُغَ فـــي الـحَـيـاةِ مَــنـالا

و ابــذُرْ فَـخَـيرَاً إنْ بَــذَرتَ حَـصَدْتَّهُ
          أَجــرَاً وَ تَـكـسَبُ إنْ حَـصَدتَّ غِـلالا
 
تيسير الشَّماسين
الوطن العربي - القطر الأردني

٢٨ / ١ / ٢٠١٧

بقلم : حسين الباز / المغرب

31/ النقد الحديث والغوص في النص / مقالة

..والإهتمام بالتركيب اللغوي نقديا لا يصح إلا في الشعر الذي يلتزم بالعروض أو حتى التفعيلة، أما بالنسبة لقصيدة النثر فالشاعر أول ما يفكر فيه هو اللعب باللغة فيضطر الناقد لخوض لعبة بلعبة بالقراءة الذوقية لمعرفة مكنون معانيها..
كلما كان الناقد شاعرا إ لا وعرف خبايا الحروف المشكلة كلوحة برموز فيعتمد الذوق الفني فيها، بخلاف لو كان الشاعر يدري ما يسطره من استعارة أو مجاز أو محسنات وهو يرتب للعروض.
إن شاعر العصر يعمد اللعب بالحرف مع الإتكاء على الذوق الحسي وهكذا ينبغي لناقد العصر أن يكون مجاريا..
قد تكون القراءة السطحية لجسد القصيدة بما تلبسه من تركيب وسياق صالحة للشعر القديم، غير أن روحها تتكفل به القراءة الذوقية لما تمتاز به من غوص..
الغوص هو الغوص ولا معنى آخر له، وهو يكون في المعنى ويراد به ما لم يقله الشاعر أو ما قاله رمزا.
لا يتم إقصاء المبدع بمجرد قراءة نصه، لأن الناقد يحاول الولوج إلى عقله وحسه ليميط عنه اللثام ويقربه بالتحليل..

لقد عجزت الأدوات النقدية عن مواكبة الركب الإبداعي الراهن، وإذا لم نعترف بالنقد الحديث فلا داع للإعتراف بالشعر الحديث.

حسين الباز / المغرب

بقلم : سعيد المولودي

الذات في ديوان همسات قلب حائر
من اعداد سعيد المولودي
...........
جرح الذات والبحث عن الانعتاق
...
ان ارتهان الذات وانشغالها بقضايا وجودية  لها امتداد في زمن التردي والخضوع لشروط الاخر واملاءاته ، لا يبرر الصمت المريب والقاتل الذي تتميز به بعض الاقلام التي تكتفي بوصف الواقع ، بل يجعلنا نتيه في زخم الكلمة الحالمة والمعانية  التي ترحل بنا في زمن التيه  متألمة وباكية ، حاملة لمشروع ولادة جديد يرقى بالنفس الانسانية الى مستوى الكلمة الواعية الهادفة الى اعادة انتاج الواقع ولو على مستوى المعاني التائهة بين السطور والكامنة خلف الحروف الحبلى برموز الولادة والبعث من رحم التشظي والتمزق الذي تعيشه الذات الهائمة في ملكوت الشعر والصورة الحية .
فقلق الذات هو في نفس الوقت قلق الحرف والكلمة المشحونة بالمعاني الملتصقة بكثافة الواقع وعدم تجانس ما نلمسه وما نعايشه
أيتها الحروف الخجلى
اقبلي طوعا او كرها
فالمعاني السابحة في الطرقات
تنتظرك قسرا
اننا نعيش لهاث الشاعر وهو يطارد الكلمات والحروف المشحونة بارق الوجود والملغومة بمفآجات الحياة ، فالكلمة هي الذات المنزلقة على اطراف الواقع ،التائهة بين الازقة والطرقات الممزقة بين تجاذبات الرياح المنصهرة مع شعاع الشمس، المنعطفة الى اعماق السهوب والسهول والوديان لتروي الارض وتوقظ الطين من ويلات الحروب:
اوردتي السليبة
تذكرني بفاجعة السنين الرهيبة
شطآن تتهاوى
ودموع تتساقط كالجلمود
تروي ظمأ السهوب
وتوقظ الطين من أوزار الحروب
اننا امام ذات متأملة وواعية ولسنا امام ذات متفرجة ومنسحبة الى صميم كينونتها لتختفي وتموت بصمت ،ولا تساهم في صنع حياة قابلة لتعايش الناس.
فذات الشاعر ليست سلبية ومتمزقة كما نرى في بعض الاشعار ، بل هي ذات جريحة تنتقل من الوجود في ذاته الي الوجود الكموني والخام ، والغير قادر على اشباع رغباتنا ومسايرة طموحنا، الى مستوى الوجود الفعال والقابل الى التحول اي الوجود من اجل الاخر، وفي صالح الجميع وفي خدمة الكل ،فنحن امام ذات تحب وتعشق الجمال تتدفق في شرايينها دماء حارة تتطلع الى كينونة ملائمة:
في حنايا القلب
جرح قديم تلبد
ضاق به قلبي وتجمد
والشوق رفيق دربي قد تبدد.
.............
فيسمو بنا بعد هذا الالم الى عالم الجمال:
عشقي للجمال تحدى الاقطار
وان كان قلبي تائها
صامتا كالإعصار
حبي مارد
يحوم حوله
دخان كثيف بلا نار
اننا امام ذات حاملة لعناصر الشوق ومشروع الحياة المبني على التأمل وليس على التمزق والتشظي والانحباس وراء الاماني الباكية  والمستعطفة ، فهو يحارب الغموض والسكون الكامن وراء مظاهر الاشياء وهذا ما نلمسه عندما يوقفنا امام باب في نهاية الشارع:
نهاية الشارع بوابة موصدة
عليها عيون توجس منها خيفة
ما سر هذا الظلام ؟.
فعمق السؤال يحيلنا الى حتمية الجواب المبني على التأمل والتروي:
كم مرت من من اعوام
على الرقود والنيام
راحت العيون
تبحث عن مصدر النور
فانعتاق الذات وتضميد  جرحها مرهون بقدرتها على فهم الموجودات والتي هي اصل المعنى كما اسلفنا في بداية المداخلة ،لان الشاعر يبني شعره بشكل نسقي تتمكن من خلاله الذات من فهم الزمان واستيعاب الوجود لاستحضار المعنى ، فالشاعر هنا استعمل كلمة ملكوت ليتميز عن اصحاب وحدة الوجود،  فالكون عند الشاعر انفتاح بنيوي والانسان مسؤول عن خطاياه كما هو مسؤول عن حسناته ، وما عليه  الا ان يساهم بايجابية في تخليص ذاته واصلاح وجوده، وهذا هو سر الكلمة الشعرية التائهة في الطرقات فمهمتها اعادة بناء الوجود الانساني بشكل مسؤول:
وانا اسبح في ملكوت الله
وجدت نجما لامعا
منحني قلبا يافعا
داوى المي فصار ألما
مسحت دموعي
على ايقاع افات المعنى
....................يتبع