المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأحد، 9 يونيو 2019

بقلم : ماجدة تقي

قصة من واقع الحياة

رجل شرقي

=======

عائلة أبو أحمد كبيرة مؤلفة من الزوجة وثلاث ذكور وطفلة هي نهاية العنقود , وبنات أخيه المرحوم سعاد وفاطمة اللتان انهار منزلهما العتيق بانهيار سقفه فوق ابيهما وامهما وأخوهما الصغير ولم يبقى لهم ملاذاً يأويهما سوى بيت العم وقبول امرأة العم بهما على مضض فلديها ما يكفي من العبء ولكن لا حيلة لها للتهرب من ذلك الوضع وهي تأمل كل يوم ان يأتيهما عريس ليخلصها من هذا العبء الثقيل تتوالى السنوات ولا شيء يتغير أصبحت سعاد ذات السبع والعشرون عاماً عانساً فهي لا تملك مالاً أو علماً ولا جمالاً، أما فاطمة فهي أصغر من أختها بخمس سنوات ولكنها ليست اسعد حالاً من أختها سوى أنها جميلة مغناج وتحاول لفت انتباه ابن عمها أحمد بضحكتها ودلعها وفعلاً حصل ما أرادت فقد بدأ احمد يتحين الفرص لمغازلتها بعيداً عن أعين العائلة وتستمر الشهور على هذا المنوال وتلاحظ سعاد تغييراً واضحاً على تصرفات أختها فاطمة فهي دائماً مريضه متعبة ترفض الاكل وان اكلت تقيأت وترفض الذهاب الى الطبيب ليرى حالتها ويصف لها الدواء وبدأ الشك ينتاب سعاد في امر فاطمة لابد ان شيئاً خفياً تعاني منه وبعد مراقبة طويلة عرفت سر فاطمة فقد كانت حاملاً من ابن عمها أحمد الذي بات يتهرب منها رغم وعوده الكثيرة لها بالزواج واتت الساعة الحاسمة عندما طلب والد احمد من أحمد الزواج بابنة عمه أجاب أحمد أنا لا أتزوج من فتاة تضيع شرفها قبل الزواج ولن أأتمنها على بيتي وأولادي احتدم النقاش طويلا بين العائلة وأحمد فما كان منه إلا الهروب تاركاً ضحيته تواجه مصيرها فكرت الأخت ملياً بأمر أختها وأخذت الأفكار الشيطانية تستحوذ على تفكيرها الى ان اهتدت إلى أمرٍ جعلها مطمئنة لنتائجه فقد ذهبت الى الصيدلية واشترت ميزان حرارة وانتظرت حتى نام الجميع بما فيهم فاطمة كسرت سعاد ميزان الحرارة والقت ما فيه من زئبق في أذن أختها في الصباح صحى الجميع من النوم إلا فاطمة فقد فارقت الحياة وعزا الجميع موتها لحزنها الشديد لما كان من كلام وحوار ليلة الأمس ومرت الجريمة دون أن يعلم أحد بما حصل دفنت فاطمة ودفن سرها معها ولكن سعاد لم يمضي على فراق اختها سوى عشرون يوماً حتى باتت تهذي شاردة في الحي وهي تدعي على أحمد الذي كان سبب وفاة أختها والسامعون لدعائها لا يرون تفسيراً له.

مرت سبع سنوات على وفاة فاطمة وسعاد لا تزال تهذي وعاد أحمد من هروبه الطويل برفقة طفلين معاقين هما أولاده أما أمهما فقد حاولت التهرب من مسؤوليتها تجاه الطفلين وسرقت ما لدى العائلة من فلوس لتلحق بعشيقها لكن احمد اكتشف أمر زوجته وخيانتها فقتلها وهرب بالطفلين عائداً لبلده دون ان يعرف هل ماتت زوجته ام لازالت على قيد الحياة وطوال طريق العودة كان تفكيره منصبٌ حول كيفية إصلاح خطيئته مع فاطمة والزواج منها لكنه بوصوله عرف سريعاً بوفاة فاطمة لأن سعاد لم تستطع سعاد إخفاء شماتتها بما حصل له وأخبرت كل من كان حولها بسرها الدفين وكيف قتلت اختها وقامت بسرعة تحمل السكين بيدها محاولةً قتله هو بغرز السكين

مباشرة في صدره لكنه لم يمت فقد كانت اصابته ليست خطيرة بل قبض عليه

وأودع السجن بسبب شروعه بقتل زوجته التي لم تمت وأخبرت عنه أما سعاد فقد وضعت بمأوى احترازي للمجانين لتفضي في داخله الباقي من عمرها----ماجدة تقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق