المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأحد، 9 يونيو 2019

بقلم : فاطمة حسين

صوت المواء على باب غرفته قطع عليه متعة التأمل في سقف غرفته المثلث لم تكن غرفة بل كانت حيز صغير تحت درج بناية قديمة لكن احدهم بنى جدار وباب وجعل منها مستودعا ،فحين خرج من السجن بتهمة لم يقترفها وجد ان اهله وذويه في القرية قد الصقو به مئات الاقاويل والاشاعات فقرر ان لايعود وبدأ يفترش الارصفة والطرقات الى حين اهتدت قدماه الى هذه الغرفة القذرة وجد فيها ملاذا من التشرد ووطن يقيه من غربة الطرقات حين لاحظو سكان البناية وجوده عاملوه على انه ناطور فأعطوه بعض الغراض الضرورية للسكن واوكلو اليه بعض المهام التي لم يستطع رفضها اكراما لتقبلهم وجوده في الغرفةالصغيرة التي هي ليست ملك لاحد ، كان يلبس معطفا طويلا اعطاه اياه رجل مسن ،ولا اعلم ان كان يلبس هو المعطف ام المعطف يلبسه فقد اصبح جزءا من ملامحه فلا يخلعه الا مكرها حين يصبح الصيف قيضا حارا يضطر الى خلعه واستبداله بقميص ذو كم طويل وبخطوط عريضة ملونة ومتقاطعة كأفكاره ، كان شارد الذهن قليل الكلام ورغم البؤس الذي يظهر جليا في سحنته الا انه يمتلك وقار فكان كل من يعرفه يهابه ،
صوت المواء على الباب جعله يصحو من تأملاته التي تشبه الغفوة ،ويتجه للباب ماان فتح الباب حتى انطلقت الى الداخل وهي تتمسح بأقدامه وتموء بصوت عال وتدور حوله وكأنه فهم ماترولي له هذه القطة الرمادية المنقطة بألوان زيتية غريبة والعينين تشبه لون الفراء تماما ،نظر اليها بتأمل وهمس لها ماذا تريدين انا مثلك جائع لكني لا استطيع المواء مثلك ، فأنت تمتلكين حرية قد سلبت مني منذ امد، اتجه نحو الطاولة الصغيرة وهولايزال يحدثها فتحت الجرار الخشبي واخرج كيسا فيه بقايا خبز بارد وذهب الى الباب فتبعته فأخرجها ووضع لها فتات الخبز واطمئن انها تأكل ثم اغلق الباب وعاد يتأمل في سقف غرفته المثلث ،كل يوم يطعم القطة اصبح يقتسم معها طعامه ،بعد مرور الوقت اصبحت  قطط الحي المتشردة تقف على بابه وتتراكض بصخب امام مدخل البناية فتفزع النساء والاطفال ،مما جعل السكان يستاءون منه فذهبو اليه مجتمعين وبدأو بالصراخ في وجهه قال لهم انا لم افعل شيئا سوى انني اطعمت قطة جائعة ردو عليه بأن يقوم بطرد هذه القطط من هنا حالا والا سيرمى بعيدا وهو وقططه
جلس يفكر بعد هذه الضجة التي احدثت قرر ان لايرد على المواء مهما تصاعد ، وحين يخرج وتلحق هذه الهررة به سوف يركلها ويعاملها بقسوة كي تنفر وتهرب منه كما اشارو اليه بعض السكان ، صوت المواء يزداد وراء بابه وهويحاول ان يتجاهل هذا النداء قلبه يسيل وجعا لهذه القطط المتشردة فهي مثله تماما تعيش غربتها الفرق بينهما انها لاتمتلك قرار في مصيرها بينما هو يمتلك ،فتح الباب وجلس القرفصاء وراح يمسح رؤوس هذه القطط وهي تدور حوله وتتمسح به واخذ يطعمها كسر الخبز ويلاطفها فهدأت ، رأه احد السكان واخبر البقية ،فاقتحمو غرفته ورمو بأشياءه في الطريق وهو يقف بصمت يتأمل مايفعلون ،ثم اقتلعو باب غرفته عرفت انه لم يبقى له مكان هنا  فاخذ كيس ثيابه ومشى ولحقت به القطط يسير  الى غربته الجديدة لكنه لم يكن وحيدا هذه المرة  بل اصبح لديه عائلة وشيئا يستحق العيش من أجله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق