المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

السبت، 29 يونيو 2019

شعر : رمزي الناصر

البحر الكامل .....

جنون يستباح ....

وأنوء قربا والجنون وصال

وفم الزمان بما حكى يحتال

ينأى بعزف في الهوى متململا

نهر الصدود فجرفه يختال

تنصبّ فوق شتاته أرجوزة

تبكي حنينا في جواه نوال

تشدو وفيض الآه يستبق الدجى

حيث الظلام مظنة وظلال

تحنو لجرح والغياب يسودها

سما نقيعا عنده ينثال

دندنت حظي فاستباح ضميرها

حتى استفاق بدمعها شلال

ودنا يراود طيفها متخاذلا

يحبو كطفل قيده أنكال

سر التجلي في حراب أفولها

والصبح شمس والجمال خصال

حلم يجافيها وحلم آخر

في العمق بوح والخطوب غلال

تفري صراعا قد يشم وصالها

والنوح في خلجاتها أحمال

               رمزي الناصر

الخميس، 27 يونيو 2019

بقلم : أحمد بياض / المغرب

ريح الهجير***

وحده
الظل
المرتعش
على جنبات الرصيف؛
وحده
في لهجة الريح
ينحت
شيخوخة الأوراق.....
يقتل الصمت
ينصت لأنين
المطر.
وحدك -
انت-
تنتظرين
شعاع القمر؛
وتباشير المدى
على سعال الأمل.
والخطى
في الفضاء المشلول؛
نقع صدى
للحن
يروض ما بقي
من نشيد العاصفة.
رمل
على شاطئ
نسيته
شفاه الموج.....
ذ بياض أحمد المغرب

بقلم : عبدالله اتهومي

°°° عتق طمس هوية °°°
تحت سخاء بث رفق شمس ذهبية
بفعال تنام عقد
بلا إدن قوة خرق 
أشعة من سماء خير
من بهاء بعث نسق لمس هدية
بإرسال تفاهم سند
بلا عفن نسق
أبهة في ماء نشر
تحت نقاء حث عمق تنفس رقية
بمبال بتراكم حقد
بلا تعفن شنق
أبية في صفاء بر
من ارتقاء حدث شفق همس لينة
بمثقال تلاحم معد
بلا حقن نفق
انسان في نقاء سير
من عتق طمس هوية
°°°
                      Mustafa Alhallaj ، اللوحة الفنية للفنان الفلسطيني مصطفى الحلاج
                                                                                                   °°°
عبدالله اتهومي في الدار البيضاء في 27 يونيه 2019 المغرب

يقلم : ماجدة قرشي

بوسعي الآن,أن أعلّق نوبة الجنون,فوق القمر.

تنشقّ نصفين,يشهق الورد شهقتين,وينتحر...

وتشعل الدّهشة,مصابيحها,تنام على خدر...

أرى الآن يد الرّيح ملأى بأفراس,تحت المطر.

تُناديني أنِ احصي قوافل الملح, راقبي أُخر....

يارجّة العطايا: أمهليني أختمر.

أمهليني ,عسى أُواري سوأة الضّجر.

وأمضي إلى وطن,يبوح بالسّر,وأنهمر.

توقيع قرشي ماجدة

بقلم : ذ . أحمد المنصوري

بهاء الدهشة

ويُدهشني هذا الهيامُ
يدهشني هذا الكلام
تُدهشني احلامه الكبرى
وهذا الإباءُ الساطعُ
كيف لهذا الفرح الفاتن أن يتمردَ
وقد أسرته آلهة الجمال
في هيكلٍ من صلوات عشقٍ
محرابه مزركش بآيات الحب والوجدان
مصلوبٌ به
ذاك الإمام !
أما آن لهذا الوطن
أن يستفزَّ الضعفاء
ويكشط جلد السفهاء
أما آن له أن يلعن هذا الغباء
وَيلأمَ الجراح
ويرتقَ هذا الإهتراء !!!
يا سيدة المسافات الحبلى بحريق السؤال
أيتها المنسابةُ برفقٍ في شريان القصيد
يا فردوس الكلام والأحلام
لك الأمان
ولي ما يكفيني من الأحزان
لا تبكِ يا خنساء
جفت الدموع
أفل الرثاء
وصَخر لم يمتْ
ظل شهيداً
كالفينيق ..
كالنور يبتسمُ
وهو من الظلام ينبلج
لا تبكِ يا خنساء
تمهلي قليلا
حتى أكمل النشيد
فهذه كلماتي
سأنفخ فيها قبساً من روحي
وأبعثر حروفها شظايا حريق
ليهتدوا بضياء الإيقاع في أشعاري
ثم أفك العقال عن بحار دموعي
كي تغسلَ هذا العارَ العربي
وأنا السندباد...
أنا ابن الأحرار
أنا كاشف الخبايا والأسرار
ومدمّر الأشرار
لا تبكِ يا خنساء
حتى أكمل النشيد
فحاتم أحرق أطباقه
وكفكف أنهار عطاياه
خجلاً من محيطات كرم
أغرق بها الأعراب سيدهم
ابن النطفة السائبة..
لينعم آل صهيون بألف سلام.
                          * ذ : أحمد المنصوري*

الاثنين، 24 يونيو 2019

شعر : حكمت نايف خولي

 
حكمت نايف خولي
أحِبُّك يا أخي 
أُحِبُّكَ يا أخي أقْبِلْ إليَّ .....
لنفرشَ دربَنا نِعماً رضيَّهْ
أُحِبُّكَ أنتَ مِرْآةٌ لذاتي .....
أرى فيها أحاسيسي الخَفيَّهْ
وفيها مُرْتَجى إصلاحِ نفسي .....
شِفاءٌ من مشاعِرِها الرَّديَّهْ
وإكْمالٌ لِنقْصاني، شِراعٌ .....
أسيحُ بهِ إلى الدُّنيا السَّنيَّهْ
حياتي دون أُنْسِكَ في يَباسٍ .....
فَرَوِّ القلبَ أحلاماً هَنيَّهْ
وبينَ يَديكَ خُذْني في حنانٍ .....
فقلبي يعشقُ الشِّيَمَ الوفيَّهْ
كِلانا في البَريَّةِ تَوأمانٍ .....
نُعاني ظُلْمَ أقدارٍ فَريَّهْ
نُكابدُ هولَ طغيانِ الرَّزايا .....
وتَسْحَقُنا رحى الدُّنيا الشَّقيَّهْ
تُمَزِّقُنا مَخالِبُها ونُرْمى .....
كعيدانٍ على نارٍ بَغيَّهْ
فَنغْدوا في مواقِدِها رَماداً .....
نُذَرُّ على بيادِرِها الزَّريَّهْ
فهيَّا نُنْعِشِ الآمالَ نبْني .....
صُروحاً من تَعاضُدِنا قَويَّهْ
نُغالِبُ بالتَّآزُرِ كُلَّ ضَعْفٍ .....
ونَقْهَرُ شَهْوةَ الشَّرِّ الدَّنيَّهْ
نُكافِحُ كُلَّ إمْلاقٍ وجَهْلٍ .....
نُداوي كُلَّ أوجاعِ البَريَّهْ
نُحيلُ الأرضَ فردوساً نعيماً .....
وفي جنَّاتِها نَحْيا سويَّهْ
يُبارِكُنا الإلهُ نَفيضُ خيراً .....
ونَنْعَمُ في المسَرَّاتِ البَهيَّهْ
حكمت نايف خولي

الخميس، 20 يونيو 2019

بقلم : جمية بلطي عطوي / تونس %@%&€_=

........لا غيْمَ هُنا.........

كَقهوة الصّباح
مَذاقُها شَهْدٌ
طَعمُها يسْرِي فِي الشَّرايين
تلكَ الحُروفُ تُنشي قَرِيحتي
تُلقمُنِي الفرحَ في الفناجين
تُسقطُ عنّي الأحْمال
تُلوّنُ في عينِي الآفاق
فتعودُ الطّرقاتُ لاسْتوائِها
تلثمُ الفراشات خُدودَ الزّهورِ
يصدحُ الشّادي في البساتين
لا غَيْمَ هُنا
بَلِ الوضُوح يُلقِي تحيّةً
يُلوّحُ أنِ ارتشفِي شَفافيتي
أنَا ربيبُ الحَرْف
وشَّحتْني الشّمسُ بِشَالها
أرْضعنِي الكونُ مِنْ حَلمة الصّدق
اِرْتشفِي شفافِيتي ..والعِتْقَ
اِسقينِي
هيَ ذِي الحُروف
تعاليْ نُمارسْ بهجةً
فَهمومُ الواقع كَمَا تُقلِقكِ
تُبكينِي
وَيطرَحُ أمامِي الحروف
كَلعبة الشّطرنج
يُغرينِي
وهْيَ كما هِيَ  دائما
تُحلّقُ بي
عِندَ الشّموسِ تُوصِلنِي
طريقِي ترشُّها طيبا
يا طيبَ رِيح العِتقِ
فِي الشّرايين
آهٍ يا أنتِ
يا كلّ الحُروف
كَمْ أرْتوي مِنْ نَبعِ بيَانك
كَمْ أحتمي في ظلِّ حنانِك
جنّتِي أنتِ
تمدّين يَدَ الوِصالِ للكون
للغيب
تقْطعينَ بي المسافات
حَدّ المَدى..حَدّ سِفْر التّكوين
طوبَى لِي بكِ
طوبَى للزّمن فيك يرسمُ بصمةً
يَخطّنِي على صفحاتك
حينا نوْرسًا
وحينا في زاوية الذّكرى
أجترُّ أنيني.

تونس ....20/6/2019

بقلمي ...جميلة بلطي عطوي

السبت، 15 يونيو 2019

بقلم : كرومي عبدالعزيز

إيقاعات المحبة

الحب نار بالقلوب قد اشتغل

لا يرعوي ؛والله؛إلا إن قتل

من للمحب ؛إذا تملكه الجوى؛

بجهنم؛إن ذاق هجرا أو وصل

في الحالتين معايذوب صبابة

يا ليته؛لو كان يدري ؛ما فعل

قل للحبيبة:يا حبيبة حاذري

صوبت نحوي بالسهام ؛فما العمل؟

هذي سهامك في ألحشا محشورة

فأنا القتيل؛ومن صنيعك لن أمل

زيدي اقتليني؛يا بهيجة؛أفرطي

في القتل؛تكفيني الشهادة بالأمل

أنت الوفا والنور منك رضعته

فتكدري من ناظريك قد اغتسل

والحسن سبحان الذي أهداكه

حسنا ظلوما فاح في أبهى الحلل

يا قرة العين اسكبي كل السنا

وتدفقي؛فنصاب بدري ما اكتمل

عبد العزيز كرومي
(الجرف)

المغرب

16/06/2019

.

الأربعاء، 12 يونيو 2019

بقلم : محمد بوزيد

طقس فنجان القهوة قصيدة،
تتصاعد أولى النكهات ،
ترسم تشكيلا
لهواية الصيد،
"فن" "جان"
صور الجنون
تزين الفضاء المبتذل ،
بحروف مجيدة،
جاءت من سبيل خاص،
مختلف ،
مناقض للقيم والمبادئ،
وكل الأقنعة التي تغطي
الحياة،
حتى قناع زرادشت،
ستحرقه هذه الحروف،
وتفضح زيفه وأباطيله.
الحروف متوترة،
تغضب وتصرخ بجنون
في وجه اليقين.
تعاند ، تشاكس وتشاغب
رفضا لأصنام الفضيلة،
لفلاسفة الخنوع والمذلة،
ماذا تركوا لغريزة الحياة؟
أن تشرب الحشود من البرك الآسنة؟
ثم تبث سمومها المريضة
في هيكل التاريخ ،
تنخر كل دعائم الفتوة ،
وتمتص دماء القوة ،
حتى إذا صار الجسد
هيكلا فارغا ،
طلبوا منه شراء صكوك الغفران ،
ورموا به الزبانية في النار.

الأحد، 9 يونيو 2019

بقلم : محمد نافع

مالي؟
مالي ارى الدنيا استعبدتنا
فنسينا الاهل والاحبابا
واتبعنا الهوى فهوى بنا
حتى صار حضورنا غيابا
نعدو وراء سراب
ومن منا
مس او ضم السرابا
ماللارحام
جفت وشائجها
وغار الحب
وكشرت الأحقاد أنيابا
بالأمس كنا
اسرة واحدة
إن غاب هذا أو ذاك
تلفي الكل عنه
قد نابا
مالي ارى الاخوة
قد مسخت
ولم يبق الصحاب
صحابا
حتى الزمالة اضمحلت
وعنها الرواء غابا
مالي ارى الدرهم والدينار
على القلب تربعا
واغلقا خلفهما للعطاء
أبوابا
مالي أرى الذي اغتنى
صار كجهنم
هل من مزيد كأنما
سيعيش أحقابا
وأحقابا!
ألم ير قارون
وامثاله عبر الازمان
هل حماهم ماجمعوا
الرحيل والذهابا؟
مالي ارى الذي تفرعن
يسوس الناس
ظلما
يذيقهم عذابا
الا يعلم أنه مسؤول
وأن افعاله خطت
كتابا؟
بقلم //م م ن

بقلم : ماجدة تقي

قصة من واقع الحياة

رجل شرقي

=======

عائلة أبو أحمد كبيرة مؤلفة من الزوجة وثلاث ذكور وطفلة هي نهاية العنقود , وبنات أخيه المرحوم سعاد وفاطمة اللتان انهار منزلهما العتيق بانهيار سقفه فوق ابيهما وامهما وأخوهما الصغير ولم يبقى لهم ملاذاً يأويهما سوى بيت العم وقبول امرأة العم بهما على مضض فلديها ما يكفي من العبء ولكن لا حيلة لها للتهرب من ذلك الوضع وهي تأمل كل يوم ان يأتيهما عريس ليخلصها من هذا العبء الثقيل تتوالى السنوات ولا شيء يتغير أصبحت سعاد ذات السبع والعشرون عاماً عانساً فهي لا تملك مالاً أو علماً ولا جمالاً، أما فاطمة فهي أصغر من أختها بخمس سنوات ولكنها ليست اسعد حالاً من أختها سوى أنها جميلة مغناج وتحاول لفت انتباه ابن عمها أحمد بضحكتها ودلعها وفعلاً حصل ما أرادت فقد بدأ احمد يتحين الفرص لمغازلتها بعيداً عن أعين العائلة وتستمر الشهور على هذا المنوال وتلاحظ سعاد تغييراً واضحاً على تصرفات أختها فاطمة فهي دائماً مريضه متعبة ترفض الاكل وان اكلت تقيأت وترفض الذهاب الى الطبيب ليرى حالتها ويصف لها الدواء وبدأ الشك ينتاب سعاد في امر فاطمة لابد ان شيئاً خفياً تعاني منه وبعد مراقبة طويلة عرفت سر فاطمة فقد كانت حاملاً من ابن عمها أحمد الذي بات يتهرب منها رغم وعوده الكثيرة لها بالزواج واتت الساعة الحاسمة عندما طلب والد احمد من أحمد الزواج بابنة عمه أجاب أحمد أنا لا أتزوج من فتاة تضيع شرفها قبل الزواج ولن أأتمنها على بيتي وأولادي احتدم النقاش طويلا بين العائلة وأحمد فما كان منه إلا الهروب تاركاً ضحيته تواجه مصيرها فكرت الأخت ملياً بأمر أختها وأخذت الأفكار الشيطانية تستحوذ على تفكيرها الى ان اهتدت إلى أمرٍ جعلها مطمئنة لنتائجه فقد ذهبت الى الصيدلية واشترت ميزان حرارة وانتظرت حتى نام الجميع بما فيهم فاطمة كسرت سعاد ميزان الحرارة والقت ما فيه من زئبق في أذن أختها في الصباح صحى الجميع من النوم إلا فاطمة فقد فارقت الحياة وعزا الجميع موتها لحزنها الشديد لما كان من كلام وحوار ليلة الأمس ومرت الجريمة دون أن يعلم أحد بما حصل دفنت فاطمة ودفن سرها معها ولكن سعاد لم يمضي على فراق اختها سوى عشرون يوماً حتى باتت تهذي شاردة في الحي وهي تدعي على أحمد الذي كان سبب وفاة أختها والسامعون لدعائها لا يرون تفسيراً له.

مرت سبع سنوات على وفاة فاطمة وسعاد لا تزال تهذي وعاد أحمد من هروبه الطويل برفقة طفلين معاقين هما أولاده أما أمهما فقد حاولت التهرب من مسؤوليتها تجاه الطفلين وسرقت ما لدى العائلة من فلوس لتلحق بعشيقها لكن احمد اكتشف أمر زوجته وخيانتها فقتلها وهرب بالطفلين عائداً لبلده دون ان يعرف هل ماتت زوجته ام لازالت على قيد الحياة وطوال طريق العودة كان تفكيره منصبٌ حول كيفية إصلاح خطيئته مع فاطمة والزواج منها لكنه بوصوله عرف سريعاً بوفاة فاطمة لأن سعاد لم تستطع سعاد إخفاء شماتتها بما حصل له وأخبرت كل من كان حولها بسرها الدفين وكيف قتلت اختها وقامت بسرعة تحمل السكين بيدها محاولةً قتله هو بغرز السكين

مباشرة في صدره لكنه لم يمت فقد كانت اصابته ليست خطيرة بل قبض عليه

وأودع السجن بسبب شروعه بقتل زوجته التي لم تمت وأخبرت عنه أما سعاد فقد وضعت بمأوى احترازي للمجانين لتفضي في داخله الباقي من عمرها----ماجدة تقي

بقلم : فاطمة حسين

صوت المواء على باب غرفته قطع عليه متعة التأمل في سقف غرفته المثلث لم تكن غرفة بل كانت حيز صغير تحت درج بناية قديمة لكن احدهم بنى جدار وباب وجعل منها مستودعا ،فحين خرج من السجن بتهمة لم يقترفها وجد ان اهله وذويه في القرية قد الصقو به مئات الاقاويل والاشاعات فقرر ان لايعود وبدأ يفترش الارصفة والطرقات الى حين اهتدت قدماه الى هذه الغرفة القذرة وجد فيها ملاذا من التشرد ووطن يقيه من غربة الطرقات حين لاحظو سكان البناية وجوده عاملوه على انه ناطور فأعطوه بعض الغراض الضرورية للسكن واوكلو اليه بعض المهام التي لم يستطع رفضها اكراما لتقبلهم وجوده في الغرفةالصغيرة التي هي ليست ملك لاحد ، كان يلبس معطفا طويلا اعطاه اياه رجل مسن ،ولا اعلم ان كان يلبس هو المعطف ام المعطف يلبسه فقد اصبح جزءا من ملامحه فلا يخلعه الا مكرها حين يصبح الصيف قيضا حارا يضطر الى خلعه واستبداله بقميص ذو كم طويل وبخطوط عريضة ملونة ومتقاطعة كأفكاره ، كان شارد الذهن قليل الكلام ورغم البؤس الذي يظهر جليا في سحنته الا انه يمتلك وقار فكان كل من يعرفه يهابه ،
صوت المواء على الباب جعله يصحو من تأملاته التي تشبه الغفوة ،ويتجه للباب ماان فتح الباب حتى انطلقت الى الداخل وهي تتمسح بأقدامه وتموء بصوت عال وتدور حوله وكأنه فهم ماترولي له هذه القطة الرمادية المنقطة بألوان زيتية غريبة والعينين تشبه لون الفراء تماما ،نظر اليها بتأمل وهمس لها ماذا تريدين انا مثلك جائع لكني لا استطيع المواء مثلك ، فأنت تمتلكين حرية قد سلبت مني منذ امد، اتجه نحو الطاولة الصغيرة وهولايزال يحدثها فتحت الجرار الخشبي واخرج كيسا فيه بقايا خبز بارد وذهب الى الباب فتبعته فأخرجها ووضع لها فتات الخبز واطمئن انها تأكل ثم اغلق الباب وعاد يتأمل في سقف غرفته المثلث ،كل يوم يطعم القطة اصبح يقتسم معها طعامه ،بعد مرور الوقت اصبحت  قطط الحي المتشردة تقف على بابه وتتراكض بصخب امام مدخل البناية فتفزع النساء والاطفال ،مما جعل السكان يستاءون منه فذهبو اليه مجتمعين وبدأو بالصراخ في وجهه قال لهم انا لم افعل شيئا سوى انني اطعمت قطة جائعة ردو عليه بأن يقوم بطرد هذه القطط من هنا حالا والا سيرمى بعيدا وهو وقططه
جلس يفكر بعد هذه الضجة التي احدثت قرر ان لايرد على المواء مهما تصاعد ، وحين يخرج وتلحق هذه الهررة به سوف يركلها ويعاملها بقسوة كي تنفر وتهرب منه كما اشارو اليه بعض السكان ، صوت المواء يزداد وراء بابه وهويحاول ان يتجاهل هذا النداء قلبه يسيل وجعا لهذه القطط المتشردة فهي مثله تماما تعيش غربتها الفرق بينهما انها لاتمتلك قرار في مصيرها بينما هو يمتلك ،فتح الباب وجلس القرفصاء وراح يمسح رؤوس هذه القطط وهي تدور حوله وتتمسح به واخذ يطعمها كسر الخبز ويلاطفها فهدأت ، رأه احد السكان واخبر البقية ،فاقتحمو غرفته ورمو بأشياءه في الطريق وهو يقف بصمت يتأمل مايفعلون ،ثم اقتلعو باب غرفته عرفت انه لم يبقى له مكان هنا  فاخذ كيس ثيابه ومشى ولحقت به القطط يسير  الى غربته الجديدة لكنه لم يكن وحيدا هذه المرة  بل اصبح لديه عائلة وشيئا يستحق العيش من أجله.

السبت، 8 يونيو 2019

بقلم : د . محمد الإدريسي

عِيدٌ لَوْنُه أحْمَر
عِيدُ فِطْرٍ بِرائحة الحَريق و بِلَوْنِ الدِّماء
أَمْطارٌ مِنَ الرَّصاص مِنَ الأرْضِ و السَّماء
هُناك مِنَ العَسْكَرِ مَنْ ضَيَّعَ حِسَّ الإنْسانِية
الرَّشادَ العقلَ الصَّوابَ الفِطْرة و الحِكْمة
يُريدُونَها مِثْلَ حَياةٍ داخِلَ أدْغالِ الغابَة
البَقاءُ لِمَنْ خانَ و لَه السِّلاح  و القُوَّة
يُرَدِّدونَ نَحْكُمُكُم طَوْعاً تَحْتَ الأحْذِية
أوْ في انْتِظارِكُم الآبار و مَقابِرٌ جَمَاعِية
عَلَيكُم دَفْعُ ثَمَنَ ما نَحْتاجُ مِنَ الأسْلِحَة
لِنَقْتُلَكُم إنْ رَفَضْتُم لنا التّسْليمَ و البَيْعة
لا اخْتِيارَ لَكُم إنَّ الأمْرَ لنا عَلَيكُم الطّاعة
على هذه الأرْضِ نحْنُ الأسْيادُ أنْتُم الرَّعِيّة
بِعَصَواتِنا بالصَوْلجان نَهُشُّ عَليكُم كالماشِيَة
لنا صوفُكُم جَلْدُكُم حَياتُكُم لَحْمُكُم المَشْوِية
عَلَيْكُم واجِبات اِنْسوا الحُقوقَ الرَّأْيَ و الحُرِّية
في عَهْدِ الانْحِطاطِ يَتَقَوّى الاسْتِبدادُ و النَّذالَة
يَتفَشّى الطُّغْيانُ المَظالِمُ و اغْتيالُ روح العَدالَة
يَعْتَقِدون أنَّ التَّنْكيلَ بالشَّعبِ مِن باب الرُّجولَة
يُحَوِّلونَ كُلّ المُدُنِ و القُرى إلى سُجونٌ ضَخْمة
نِيرون قَرَّرَ في أَكْثَر مِنْ وَطَنٍ أنْ يُحْرِقَ العاصِمة
يُعْلِنونَ العيدَ بقَتْلِ النِّساء و الأطْفال يا لِلْمُصيبَة
لِأنَّ رَبَّهَم آلُ صَهْيون يَسْعى يَطْلُبُهُم دائماً المَزيد
يَأْمُرُ خُدّامَه مِنَ البيضِ و السودِ و الطَّاغِيةِ المُشيد  
بِسِلاح الشَّرقِ و الغَرْبِ المُنَافِق و ترامب النَّديد
بِفَتاوى مُفْتي السُّلْطان مَزيداً منَ النَّارِ و الحَديد
الأمَّةُ يتَناوَبُ عَلَيها الفَريقُ كما المُجْرِمُ المُشير
إنْ نَجى أحْياءٌ مِنَ المَخافِر فإلى السِّجن الكَبير
وَقَفْتُ مَصْدوماً لا أُصدِّقُ بَشاعَةَ هذه المَناظِر
صُوَرٌ لأشْلاءٍ على طُرُق الأزِقّةِ لَيْسَ لَها نَظير
بَعْد الصِّيام بالمَجازِر كَالزَّكاةِ يَقومُ بها العَسْكر
بَعْدَ زِيارَتِهِم لِأعْضاء مُخَطَّط جَبْهَة ثُلاثي العار
القَضِيَّةُ واضِحَةُ البُرْهان لا تَحتاجُ إلى الإشهار
هي ذَبائحٌ تُقَدّمُ هَدِيَّةً للآلِهة يَوْمَ عِيد النّصْر
كِدْتُ لا أُصَدِّقُ صورَةَ ما أرى و صِحَّةَ الخَبَر
كَيْفَ في العيد يُقَتَّلُ المِئاتُ مِن أولِئكَ البَشَر 
في النَّهارِ كما في اللَّيْلِ جَهْراً تَحْتَ ضوءِ القَمَر
لم يتْرُكوا لِلأطْفال مِساحَةَ مَلْعبٍ باللّون الأخْضَر
قالوا لنا في الجاهِلِيةِ كانَتْ لَهُم الأشْهُر الحُرُم
كانوا يوقِفون العداءَ الحَرْبَ الحياةُ الرّوحُ تُحْتَرم
أمْوالُ النَّفْط تُدَنِّسُ البَحْرَ و الأرْضَ تُسْقي بالدَّم
ربيعاً صَيْفاً خريفاً شِتاءً أيّاً كان حتى شَهْر الصّيام
تُحْرَقُ الأرْضُ بِأمْرٍ مِن كَبير آلِهَتِهم يُسْحَقُ الأنام
تُشْعَلُ الحُروبُ بَينَ الأهْل يَتِمُّ القضاءُ على الوِئام
يُرْشى يُشْتَرى الفُقهاءُ المشايِخُ مِنْ عُبّادِ الأصنام 
يُغْدقُ بالمال على مُزَوِّري الأخْبار مِن بَقايا الإعْلام
أمْوالُ النَّفْطِ مُصيبَةٌ لَعْنَةٌ لَطَّختْ أصْحابَها بالآثام
أصْبَحَتْ وَسيلَةً لِلفَسادِ لِلدَّمارِ و النِّقْمَة و الآلام
تزْرَعُ الشَّرَّ الفِتَنَ و مُحارَبَةَ الجارِ و حَتّى الإخْوَة 
بِها تُشْتَرى الأرضُ بِفَلَسْطين و تُهْدى للصَّهايِنَة
يُنْشَرُ المُنْكَرُ تُقَدَّمُ للأعْداء الهِبات بَعْدَ الجِزْية
بدلا مِنْ أن يَعُمَّ الخَيْرُ التَّضامُنُ و تَكونَ نِعْمَة
كُلُّ عامٍ و أنْتُم مع العَسْكَر في انْتِظار أيّ تُهْمَة
وَحْيُ إبْليس اللَّعين و رَحِمُ الذَّهَبِ الأسْوَدِ فِتْنَة
يا لَيْتَ في يَوْمٍ أجْوَدٍ يَجِفُّ و تُطِلُّ عَلَيْنا مُعْجِزَةٌ 
عيدُ الفطر سنة 1440 ه
2019 م
د. محمد الإدريسي

شعر : محمد الذهبي

#عيد_في_الجاهلية
.
.
حملت إليك دمع الآبقين
لأبكي فتنتي كالسابقين
أيا طللا تيمَّمناك سهوا
فأودعناك سر العاشقين
أتى عيدي وصوم العيد جُرْم
ولو أمسكت ما أمسكت دينا
وما أبكي لِحيْف بل لأني
وخزت صبابة تأبى السكون
رُميتُ أخي بفضلى في سفور
شهاب أبْرقَتْ ليلا دجينا
تهادت بغتة ترنو لعوبا
فكيف وشاخ عظم الراقصين
مهفهفة بكعب قد تحلَّتْ
بإسورة كظمن لها الرنين
إذا جمع الحياءُ لها شفاها
تحاذرني عيون المبلسين
تأجَّجَ ما يصابرني هيام
.وصارعني هُدام المبحرين
ولست بناسك أو كنتُ قسّاً
ولست بعارف خاض المجون
وما أدعنْتُ يوما في خشوع
ولا أطرقتُ للعبد الجبين
ولكن الحسان كما المنايا
يُرَوِّضْنَ الخلائق أجمعين
دروني يا ندامى صَحْب راحي
وإلّا فانظروا ليلا سخينا
لئنْ دارت حُميَّاكمْ يسارا
وعادت ثَوَّها تأتي اليمين
أحاذركمْ ومن ينوي هواني
فلي في الشرب مالا تعلمون
أخدتُ بها جِفاراً لا دنانا
فأوْهيْتُ السُّقى والعاصرين
وهبتك سامري ليلا طويلا
مع الإصباح إنَّا لن نلين
بأيِّ زجاجة قطَّرْتَ تختاً
فجئْتَ جناب شاه الساكرين
بأيِّ وقاحة قد نِلْتَ مجْداً
وأهلك لا أبا لك مُفْضَحون
فأمك في الورى لاقت جُحَيْشاً
فصِرْتَ وريثها بغلا هجينا
أما حُِّدِّثْتَ.أنّا قد أتينا
ضوارٍ ليثُها يحمي العرين
أما حُدِّثتَ أنّـا لو هجَوْنا
كشطنا عورة الكاشطين
أما حدًِّثْتَ أنَّا لو سُئِلْنا
وهبنا  فوق سُؤْل السائلين
...
#محمد_الذهبي

الأربعاء، 5 يونيو 2019

بقلم : سميا دكالي

#قصة_قصيرة⚘⚘

                 #صابرة_ولباس_العيد

هي قصة موجعة تمثلها الليالي السوداء بين ظلوع كل امرأة وجدت نفسها وحيدة أرملة بعد غياب عنها رفيق دربها ، هذا ماحصل لصابرة توفي عنها زوجها تاركا لها أحمد ومنال لم تورث منه سوى الفقر والحاجة .... وتلك المسؤولية التي ألقيت على عاتقها وهي مازالت في ربيع عمرها.

صنعت من المعاناة وقسوة الظروف حياة بالكاد تعيشها فوضغتها بين يدي ولديها وكرستها لأجلهما ، تعلم أن زوجها كان يمثل لها ولأبنائها الأمن والأمان من غذر الزمان لكن ذلك الصرح تهدم بغيابه..... أصبحت الآن الحياة تبدو لصابرة غامضة لاتعرف مايخبئه لها الدهر.....كيف ستواجه الآن ذاك المجهول ؟  وهي التي لم يسبق لها ان خرجت إلى معترك الحياة ولاعملت في أي مجال ولا خالطت أصناف الناس حتى تكتشف طبائعهم المتقلبة حسب المصالح.

فبذهاب زوجها إلى العالم الآخر دفنت صابرة كل أحلامها في أعماقها واستبدلتها بأحلام ابنائها لتنسج من أحزانها ثيابا لهما حتى تفرحهما وبالفعل هذا ما فعلته فحتى تكمل مشوارها كانت قد أحضرت ماكينة خياطة إلى غرفتها المتواضعة .....تخيط بها الملابس وتدفعها إلى الأسواق والمتاجر الصغيرة حتى توفر لقمة العيش لفلذات كبدها وايضا  ليظلا في دراستهما مثل أترابهم..... فهي لم تجعلهما يشعرا بغياب الأب وإن كان ذلك مستحيلا ، فالمسكبنة لم تمل يوما من العمل دون توقف فكم من مرة إختلطت دموعها بعرقها لترسم ملحمة إنسانية اظهرت فيها مدى تحملها وصبرها رغم ضعفها ورقتها إلا أنها كانت تستمد من عاطفتها كل القوة والطاقة لتساير بها التيار وتواجه كل المحن.

لم تنسى في السنة الأولى التي مات فيها زوجها وكان قد صادف العيد الاول الذي فيه يجب عليها ان تحضر لأبنائها ملابس العيد ....كم أرقها ذلك وأذهب النوم من عينيها لأنه كانت هناك ثمة اشياء اخرى تتبعها إيجار البيت ومصاريف الأكل و اشياء كثيرة..... لكن ما كان يخيفها ان لاتتمكن من أن تخيط ملابس أبنائها..... فهما مازالا صغيران لابد عليهما أن يفرحا مثل اقرانهم وخصوصا أن امهما خياطة وتخيط الكثير لذا لن يحملا هموم ذلك هي من ستحمله.

تمنت صابرة لو يعرفا ان ذلك ليس سهلا لكن هي لاتريد إشراكهما في ذلك ولا أن تتعب تفكيرهما فقط أن يركزا في دراستهما التي تعتبرها أملها وأمل الاولاد ليس مهما هي فستضاعف مجهوداتها وقد لاتنام إلا ساعة واحدة في اليوم .......مايهمها ان لا تتركهما يشعرا باليتم وخصوصا في تلك المناسبة بل ستفرحهما ويلبسا ملابس العيد.

لانها عاهدت نفسها سابقا أن تكون الأصلب في المحن والأشد في الظروف القاسية وأن تضحي وتعطي وهي في قمة الاحتياج فذاك هو العطاء وذاك هو الإيثار......وبالفعل فقد تمكنت أن تسعدهما ويخرجا بأحلى حلة مقابل تعب شديد لم يعلمه إلا الله.

هذه قصة قد لاتكون فقط صابرة من عانتها وتعانيها بل هناك العديد وقد يكون هناك أكثر منها عوزا ومعاناة لكن لا أحد يسأل عن تلك الفئة ولا عن اليتيم كي يفرح مثل غيره ويلبس ملابس العيد هو الآخر
او ليس ذلك من حقه ؟؟؟؟

                  سميا دكالي