المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

دراسة نقدية مستقطعة بقلم عبدالرحمن الصوفي

دراسة نقدية مستقطعة لنص الشاعرة ( خديجة بن عادل ) المعنون ب ( إلياذة الدهشة ) ، عنوان الدراسة المستقطعة ( التناص العنواني / الصورة الشعرية / الجسد النصي / شكرا جزيلا للقامة النقدية الكبيرة عقيلة مراجي على التقديم للدراسة . نشكر الناقد المغربي الكبير الذي جمل المجلة بهذه الدراسة النقدية الذرائعية المستقطعة التي تناولت قضية لها أثرها في جمالية النص الأدبي، ألا وهي التناص، وقد استطاع أن يرسم شكلا فنيا لهذا التناص بلغة نقدية مختلفة تبتعد عن المنجز النقدي الموروث والمكتسب الذي يتصف بالتقليد والاستعراض، مكرسا لرؤية تجمع بين التذوق الفني واستنطاق البنى التحتية التي تشكل النص مستندا إلى خلفياته الفكرية والثقافية، فجمع بين تناص النص مع النصوص السابقة منها الإلياذة الغربية والجزائرية وهذا موضوع التناص ظاهريا، وتناص الشاعرة مع ذاتها ومع عاطفتها ومع محيطها، وهذا موضوع الحوارية، فكانت الإلياذة هي توثيق لهذه الدهشة التي تعيشها لغويا واواقعيا ، ودليل ذلك أن الشاعرة تختم بخطاب استفهامي تقول فيه: هَلْ رَأيْتَ جُنونًا أكْثَر مِنْ أشْعارِيْ ؟ وما يلاحظه القارئ أن ربيع النص يكمن في هذا القفلة المدهشة التي تختزل كل أشكال الدهشة. لقد كان نص الشاعرة نصا شعريا شاعريا بكل معنى الكلمة، وقد زادها هذا الخطاب النقدي جمالا وقيمة فنية، وأركز على كلمة الخطاب بدل النص. ولقد سبق لي أن قرأت النص الشعري مرارا لكني أحيي الناقد المغربي على افتكاك عذرية النص وجماليته، فقد ناوره وراوده عن نفسه حتى لم يستعصم، فاستسلم له ، متكشفا ومتعريا، فجاءه من حيث لم يشعر واستخلص خلاصة الخلاصة في جماليته تحياتي للشاعرة خديجة بن عادل وتحية للناقد المغربي الكبير عبد الرحمان الصوفي. ###عقيلة مراجي.#### دراسة نقدية مستقطعة لنص الشاعرة ( خديجة بن عادل ) المعنون ب ( إلياذة الدهشة ) ، عنوان الدراسة المستقطعة ( التناص العنواني / الصورة الشعرية / الجسد النصي / ———– تقديم ———————– بسم الله الرحمن الرحيم التناص هو وجود تفاعل وتشارك مبطن بين نصين وذلك باستفادة إحداهما من الآخر ، والتناص هو صيغة التواجد اللغوي لنص في نص آخر ، أي كل ما بجعل النص في علاقة ظاهرة أو خفية مع نصوص أخرى ، وهذا ما أكدته ( كريستيفا ) في قولها : ( النص ترحال للنصوص وتداخل نص في فضاء معين ، تتقاطع وتتنافى ملفوظات عديدة مقتطفة من نصوص أخرى ) . التناص ضرورة يفرضها الواقع الأدبي ، ومن علامة النبوغ والموسوعية التي يتصف بها المبدع الرصين ، مما يحتم على القارئ فهم النص الذي بين يديه من خلال نصوص سابقة ومتقدمة مكانيا وزمنيا ، وهذه الحتمية جعلت عملية التناص مفتاحا ضروريا للأدب ،فلا حياة للأدب بدونه ، والتناص لا غنى عنه ، فالثقافة الإنسانية محكومة بسمة التوليد ، وحظها واستمرارها في التعالق ما بين الماضي والحاضر . وأنواع التناص كثيرة نذكر منها ما سيكون موضوع دراتستنا النقدية المستقطعة : – - تناص المعنى – تناص العنوان paratisit- —– —– تناص العنوان ————- 1 - تناص الدهشة / الياذة الدهشة / للشاعرة (خديجة بن علي ) ب ( إلياذة هوميروس ) أفرد أرسطو في الجزء الأخير من كتابه ( فن الشعر ) فصلا خاصا شرح فيه نظرية بناء الملحمة ، كما وضح فيه على أن المحاكاة قصصا أو شعرا يجب فيها ما يجب في المآسي أي أن تكون درامية أي تصور الفعل كاملا وتاما ، وتدور حول فعل واحد له بداية ووسط ونهاية ، لهذا اعتبر ارسطو هوميروس سيد الشعراء . تعتبر الياذة هوميروس الملحمة الشعرية الأهم في الشعر الاغريقي ، ملحمة شعرية مؤلفة من خمسة عشر ألف بيت شعري . تتمحور فكرة الالياذة حول قصة حصار وحرب مدينة طروادة ، تمتاز هذه الملحمة باعتماد شاعرها على كتابة تفعيلاتها في ست حركات مقسمة على ثلاث مقاطع . نقدم منها مقتطفا كالتالي : …كانت الخيول تجر عربات الفارغة ترن على طرقات الحرب هي حداد على سائقيها الذين لا ملامة عليهم فهم كانوا على الأرض يرقدون هم أغلى بكثير على الكواسر من غلائهم على نسائهم . النص الأدبي عموما والشعري خصوصا هو صنع الدهشة أو الصدمة ، بتعبير كافكا فأسا يحطم الجليد فنيا . ——–2 - تناص / الدهشة في نص ( إلياذة الدهشة / بإلياذة الجزائر/ ) ———- الياذة الجزائر ( لمفدي زكريا ) وهي قصيدة طويلة من ألف بيت . تتكون الياذة الجزائر من مائة مقطع ، وبتكون كل مقطع من أحد عشر بيتا ، والبيت الحادي عشر يعتبر بمثابة سجدة السهو ، وفيها يتم التعبير عن قداسة الفكر وهوية الأمة الجزائرية . يقول الشاعر ( مفدي زكريا ) في إلياذته : جزائر يا مطلع المعجزات ويا حجة الله في الكائنات ويا بسمة الرب في أرضه ويا وجهه الضاحك القسمات تمتاز إلياذة الجزائر بسياقات شعرية عديدة منها : – لوحات شعرية ثورية – سياقات معرفية متنوعة ( حضارية – ثقافية – أسطورية – تاريخية – دينية – ….) – سياق الطبيعة سياق دراما الدهشة هو محور تناص نص ( إلياذة الدهشة ) ل (خديجة بن عادل ) بنص ( إلياذة الجزائر ) ——–3 - ) الدهشة في نص ( إلياذة الدهشة ) للشاعرة ( خديجة بن عادل ) - —————- كما أشرنا النص الأدبي عموما والنص الشعري خصوصا هو إبداع وصنع الدهشة ، فلا تتم أي محاكاة للحياة بقواعدها ورتابتها ، بل الدهشة أن يعيد وبجيد المبدع الصناعة والخلق ، والغاية طبعا امتاع القارئ وتطهير نفسيته ( الكاطارسيس بالمفهوم الارسطي ) من خلال نص شعري ” معقد ” أي احتواؤه على على رموز صغيرة متشابكة تصنع منظومة ثقافية ، ولكي يحسن القارئ تلقيه فعليه أن يهدمه ويعيد بناءه من جيد من غوص في كل متحرك في النص وفق ما يملكه المتلقي من وعي وثقافة ، فيكون الناتج من قراءته لهذا النص القراءة الغير محددة على اعتبار أن كل نص يحمل ما لانهاية من الدلالات ، ومنها يغدو النص صامدا أمام الزمن . ——-الصورة الشعرية / الحسية والذهنية والرمزية في نص (الْيَاذَةُ دهْشَة )——— هَذَا الْلَيْلُ البَهيْمُ يَحْمِلُ عَلَى كَفَّيْهِ حَفْنةً مِنْ ياسَمينٍ وَ أنْوارِ شِعْرٍ يُصْدِرُ الْمَواثِيقَ و يُعَدّلُ أحْكام أحْلامٍ مؤَّبَدةٍ تَعالَ اعْقِدْ صُلْحاً مع ذاكِرةِ الطّفولَةِ وتَصابَى فِيْ محْرابيْ لتَنْموْ في راحَتِيْ حدَائقًا وتَرْفَعُ الكَمَنْجَاتُ ألْحَانهَا فَتَرْقُصُ فِيْ دَمِيْ سِمْفونِيَّةٌ تَخْلَعُ عَنْ أطرَافِك هَزيْمةَ السّنِين وأرتَديكَ صوْتا لأذوْبَ فِيْ مُنْتَهى الْلَافَكاكِ تَسْفِكُنِيْ الدَّهْشَةُ وَتغْرِقُنيْ حَواسِّيَ الْخَمسُ عَلَى خَمْسٍ عَلَى ناصِيَة العِطْرِ الْمَاكِرِ المتهَادى في دُجايَ فِتْنَة ٌ الشعر الوجداني من أهم أنواع الشعر العربي والعالمي ، هذا الصنف من الشعر يحتوي على كم كبير من العواطف والمشاعر الخالصة والتي تشمل مجالات الحياة جميعها ، ومن المطلوب في الشاعر الوجداني الموهبة الشعرية العميقة مع البراعة في الافصاح عن الجوانب الوجدانية والعاطفية التي تتعلق بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية الصادقة النابعة من القلب . وتكون كذلك كلمات هذا الصنف الشعري سلسلة الألحان جميلة الوقع على السمع ، ولقد أبدعت الخنساء في قصائد الرثاء وقس بن ساعدة ، بالإضافة شعر الغزل العذري مثل مجنون ليلى ، وقيس لبنى وجميل يثينة . تقول الشاعرة في قصيدتها ( إلياذة الدهشة ) : ياابنَ الْبَحْرِ وَالسَّماءِ والأشْياءِ أدْعُوْكَ لتّوْثيقِ العِشْقِ بِشهادَةِ ميلادٍ بِحُريَّة النّبيذِ وَفَخامَةِ التّنْهيدِ يجوْلُ نوركَ زِئبقًا في صَدْرِ الْهَذْيِ يَهْذي يَفُكُّ أسْرَارَ النّجوْمِ وَيَفْتحُ أزرارَ القَمَر لِيَغْفو في فَمي غنجًا يَسْحَرُ كُلّ الأفْلاكِ يا رَجُلَ الْحَياة ِ امتاز نص الشاعرة بصوره الفنية التي اعتمدت فيها على خيالها الخصب والمتميز على خلق سلسلة من الأفكار من فكرة واحدة . تصمن النص الكثير من الصور الشعرية الحسية ( البحر والسماء والأشياء — النور زئبق — النجوم والقمر …) أما الصور الذهنية فبدورها كثيرة ( العشق شهادة ميلاد — حرية النبيد — ….) وكذلك الصور الشعرية الرمزية ما خلا منها النص طولا وعرضا . . —————— سياقات الكتابة في نص إليادة الدهشة / الجسد النصي —————————- اتخذت الشاعرة لنفسها سياقات الكتابة ، متمردة على صيغة تدوينبة واحدة ، أو انتظام كتابي وحيد تتموقع داخله ، كتاباتها لا تختارها مسبقا أي كيف ينبغي أن تكون ، وبهذا فهي لا تخضع لخريطة طريق ، ومع ذلك بها بأمانة فالكتابة عندها تكون في مجملها عبر التدرج ، ففي عمق العملية الإبداعية سيرورة الكتابة ، فعندها تتطابق بصمات الأصابع مع استعارة الأنساق الخطابية والتراكيب ... وتضيف الشاعرة قائلة : ماأَشْهَى سَيْلَ الياءاتِ في عُمْرِ الكَلِمَاتِ وَمَا أجْملنيْ حيْنَ أناديكَ بِكلِ حينَ وآنْ اسْتِثْنائِيُّ هُوَ مَوْجُ بَحْرِكَ مُدهِشةٌ هِيَ مُؤامراتِ البَلَلْ هَذِهِ أنا الْمَرْصُوْصَةُ بَيْنَ أكُفِّ الْحُلْمِ أغازِلُ غَدِيْركَ المُتَدَفِّقِ أراكَ تَغوصُ تارَّةً في أعْماقي وأخْرى تُدَاعبُ جَدائِلي بأَنامِلٍ كُلّها غَزَلٌ فَيُشَقْشِقُ فِيْ مَعْقلي لَهفُ الْمَوْتِ بِنَبْضَةٍ وَلَحْظتَيْنِ تَصْبَغُ رَائِحةُ عِطرَكَ عَلَى صَهْوَة أنْفاسِيْ وَتتَهاوَى فيْ عَيْنيَّ الأَقْمارُ سَكْرى تُعِيْدُ تَنْقِيْطَ الكَلِمَات ِ لقد ابتدعت الثقافة الذكورية المتسلطة في مجتمعاتنا العربية دونية المرأة ، فخلقت ما سمي بالأدب النسوي . في الإبداع لا يعنينا في النظرية الذرائعية جنس صاحبه أو عمره …فالكتابة هي الكتابة والنص هو النص والمحك الحقيقي للحكم عليه هو محك جمالي . وبقيت تضاريس الأنثى والذكر حاضرا في النص من خلال ضمير المتكلم المؤنث وكاف المخاطب الذكر . وحضور رمز جسد المرأة المؤنث هو ثورة لإحداث صدمة ورجة عنوانها إلياذة الدهشة ضد التسلط الذكوري . ولنتأمل جميعا النص الكامل ل ( إلياذة الدهشة ) الْيَاذَةُ دهْشَة هَذَا الْلَيْلُ البَهيْمُ يَحْمِلُ عَلَى كَفَّيْهِ حَفْنةً مِنْ ياسَمينٍ وَ أنْوارِ شِعْرٍ يُصْدِرُ الْمَواثِيقَ و يُعَدّلُ أحْكام أحْلامٍ مؤَّبَدةٍ تَعالَ اعْقِدْ صُلْحاً مع ذاكِرةِ الطّفولَةِ وتَصابَى فِيْ محْرابيْ لتَنْموْ في راحَتِيْ حدَائقًا وتَرْفَعُ الكَمَنْجَاتُ ألْحَانهَا فَتَرْقُصُ فِيْ دَمِيْ سِمْفونِيَّةٌ تَخْلَعُ عَنْ أطرَافِك هَزيْمةَ السّنِين وأرتَديكَ صوْتا لأذوْبَ فِيْ مُنْتَهى الْلَافَكاكِ تَسْفِكُنِيْ الدَّهْشَةُ وَتغْرِقُنيْ حَواسِّيَ الْخَمسُ عَلَى خَمْسٍ عَلَى ناصِيَة العِطْرِ الْمَاكِرِ المتهَادى في دُجايَ فِتْنَةٌ ياابنَ الْبَحْرِ وَالسَّماءِ والأشْياءِ أدْعُوْكَ لتّوْثيقِ العِشْقِ بِشهادَةِ ميلادٍ بِحُريَّة النّبيذِ وَفَخامَةِ التّنْهيدِ يجوْلُ نوركَ زِئبقًا في صَدْرِ الْهَذْيِ يَهْذي يَفُكُّ أسْرَارَ النّجوْمِ وَيَفْتحُ أزرارَ القَمَر لِيَغْفو في فَمي غنجًا يَسْحَرُ كُلّ الأفْلاكِ يا رَجُلَ الْحَياةِ ماأَشْهَى سَيْلَ الياءاتِ في عُمْرِ الكَلِمَاتِ وَمَا أجْملنيْ حيْنَ أناديكَ بِكلِ حينَ وآنْ اسْتِثْنائِيُّ هُوَ مَوْجُ بَحْرِكَ مُدهِشةٌ هِيَ مُؤامراتِ البَلَلْ هَذِهِ أنا الْمَرْصُوْصَةُ بَيْنَ أكُفِّ الْحُلْمِ أغازِلُ غَدِيْركَ المُتَدَفِّقِ أراكَ تَغوصُ تارَّةً في أعْماقي وأخْرى تُدَاعبُ جَدائِلي بأَنامِلٍ كُلّها غَزَلٌ فَيُشَقْشِقُ فِيْ مَعْقلي لَهفُ الْمَوْتِ بِنَبْضَةٍ وَلَحْظتَيْنِ تَصْبَغُ رَائِحةُ عِطرَكَ عَلَى صَهْوَة أنْفاسِيْ وَتتَهاوَى فيْ عَيْنيَّ الأَقْمارُ سَكْرى تُعِيْدُ تَنْقِيْطَ الكَلِمَاتِ ماذا أقولُ أيُّها النّورُ ماذا أقولُ وَ الْقَوْلُ فيْكَ يزْهَدْ تَعْشَقُكَ الرّوْحُ قَبْلَ أنْ تُرَدِّدُكَ نوتات العَزْفِ الْمُتَفرِّدْ سرّكَ ترتيْلٌ في أذنِ اللَيْلِ تنثرُ عميقَ الآهاتِ فيْ لُججِ الصّمْتِ تَجَاوَزَتِ النّشوَةُ لُغَةَ الكَلامِ واهْتزّت حُصونُ رَجاحَتيْ تَفُضُّ بَكارَةَ الوَقْتِ هَلْ رَأيْتَ جُنونًا أكْثَر مِنْ أشْعارِيْ ؟ تمتعت النساء بقدر كبير من الوعي بالمخاطر الكامنة وراء تبني خطاب شعري يختص باستخدام الصيغ الخطابية حول الهوية المتحورة حول الاختلافات بين الجنسين . لقد كان تواجد المرأة إلى جانب الرجل سواء قبل المد الاستعماري وخلال مقاومة الاستعمار وبعد فترة الاستقلال ، وللأسف بقبت مساحة الظهور التي تخص المرأة مخلصة وخاصة في التساوي في الحقوق ، بل ثم تحويل جسد المرأة الانثوي إلى قارة صراع الايديولوجيات المختلفة . لقد أصبح الجسد الأنثوي نصا يستدعي قراءته عكس التيار السائد ، بمعنى يمكن قراءة الانتهاكات التي وقعت على الجسد بوصفه وسيلة تساعد على إعادة تقافة الجسد . إن وظيفة الإبداع عموما والشعر خصوصا ليست محاكاة الواقع أو تجميله ، بل وظيفته تعريته ورؤيته من الداخل . الشعر قادر على فتح طرقات جديدة وآفاق تسألنا وتسائلنا . ماذا أقولُ أيُّها النّورُ ماذا أقولُ وَ الْقَوْلُ فيْكَ يزْهَدْ تَعْشَقُكَ الرّوْحُ قَبْلَ أنْ تُرَدِّدُكَ نوتات العَزْفِ الْمُتَفرِّدْ سرّكَ ترتيْلٌ في أذنِ اللَيْلِ تنثرُ عميقَ الآهاتِ فيْ لُججِ الصّمْتِ تَجَاوَزَتِ النّشوَةُ لُغَةَ الكَلامِ واهْتزّت حُصونُ رَجاحَتيْ تَفُضُّ بَكارَةَ الوَقْتِ هَلْ رَأيْتَ جُنونًا أكْثَر مِنْ أشْعارِيْ ؟ ——————- خاتمة ———— لقد تميز الفكر الفلسفي الغربي بثنائية العقل والجسد ، -حيث منح العقل قيمة أكبر من الجسد ، مما ساهم في رفع مكانته أمام تحقير الجسد . فتم الربط بين الجسد والطبيعة واللاعقلانية والمرأة ، ومع الفكر الأرسطي أصبحت المرأة الكائن الأدنى بيولوجيا سواء العقلي أو الجسدي مما جعلها أدنى من الرجال مما كرس سلطة اخضاعها له مع تفوقه عليها في مختلف المجالات وإن تفوقت عليه ، وحين يقولون ( وراء كل عظيم امرأة ) نفهم أنها الأعظم من ذلك العظيم . ———————————————– عبدالرحمان الصوفي / الغرب ملاحظة : نعتذر للقراء على ميل دراستنا للجانب النظري على التطبيقي ، الأمر يتعلق فقط بطبيعة النشر في الفيسبوك . ونعتذر للقراء على عدم مصاحبة الهوامش للدراسة ؛ والأمر يعود كذلك لطبيعة النشر في الفيسبوك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق