المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

السبت، 22 فبراير 2020

بقلم : Umar El Barj

ملهمة الشيطان:
انت لست من إنسانيتي،
يعاذبك الشيطان،
تتقمصين أدواره،
ملهمة الشيطان ولاتدري،
كلما امسي العتاب،
يتسلل اللوم ليعانق نومك،
المتقطع فوق سندان الحسرة،
يتقاطر الكره من ماضيك
فيتفرق كحيل الذئب،
على قطيع سعادتي،
ألاتدرين،
بأن أرشيف النسيان يفضحك،
والشيطان يغازل أوراقك
المبعثرة على أكف الزمن،
فتاتيني برسوم البراءة،
وانت صهريج بدون انثي،
ملهمة الشيطان ولاتدري.

بقلم : فوزية أحمد الفيلالي

شرفة ظل السمك...غربة...

رميت كل الأوراق على سطح الماء
فسمعت صوتك يهمس لي
اقتربي...

خذلني الزمن
فرسمت على وجه السماء
صورتك
تجري بين سحابة حمقاء
ثم ارتمطت بمرأتي
وانحنيت...

تمهل قليلا
لست مستعدة للوداع
أيها السراب
في جيبي بعض العقد
وفتيلة حب
انطفأ زيتها ...قبل الموعد
العنكبوت يملأ الفرخ
والمساءات تلبس أقنعة الجنون

قل لجبران هل خاط لميْ
فستان الفرح
بحروف رسالته الأخيرة
هل القبلة التي ارسلها لها
عبر خيوط الشمس
فعلا أحرقت شفاهها
ثم تذكرت...!

كريستوف كولومبوس نسي
قبعته الحمراء
تحت ظل شجرة قريتنا
الأسماك ترتمي
في حضن الموت وتبتسم للغذ

سأسرق من حلمي
عقد الفرحة
واوزع فناجين الحرية
على اشجار الزيتون
لأعصر حياة شجرة الذر
احكم عالم العصافير
وأشهد....!
بقلمي للا فوزية احمد الفيلالي
المغرب في ١٨/٠٢/٢٠٢٠

بقلم : مرقص إقلاديوس

زهرية عن الروح الإنسانية
بقلم..مرقص إقلاديوس
..................
يقولون أن الطمع آسر  و  قوي.
و لكني أقول
أن الخوف أقوى لأنه يشل.
إذا حل  في القلب
لا يستطيع صاحبه أن يربط،
أو  أن  يحل.
...
هل الطيبون ضعفاء
لا إنهم أقوياء.
و لكنهم متفرقون.
و الأشرار الطامعون قليلون
لكنهم يجتمعون.
و كل طيب وحده
يخاف على إبنه و إبنته.
و يخاف على أمه و زوجته.
بل احيانا ،يخاف....
على مسكنه و سيارته و وظيفته.
...
و الأشرار بالتخويف دوما يلوحون.
و الطيبون دوما يتساقطون.
لكني أقول لكل الطيبين
مهما سقطت أعداد منهم.
و مهما دهست أعداد منهم.
أن يتحملون و يقاومون
و لا ييأسون.
لأن ..
لأن ربنا موجود .
و هو وحده الذي بدع الوجود.
و هو وحده  الذي قرر و أمر .
أن الروح الإنسانية
إلي خلود تدوم.
لكني أحذر الطيبين و أعيد تحذيرهم،
من إنكسار الروح.
فإن الروح إذا إنكسرت..لا تقوم.
                  ملاح بحور الحكمة
                   مرقص إقلاديوس

بقلم : أمينة كميتي

لما دوى صوت الحنين

لما دوى صوت الحنين
عصف بي إلى أبعد السنين
هويت في قعر أحداثها
لم استيقظ إلا بعد حين
حين خفت صوت عزف الأنين
وضعف تواطؤ القصف الشجين
حركت ببطء ذاك العز الدفين
واعتليت صهوة القلب السليم
ورجعت إلى موطني
ارفع راية السلام
لا للتفكر في القديم
لا للقلب الكظيم
نعم للأمل ولو استولى علي الحزن
أدفعه بحب للملايين
من الخير العميم
والحب القديم
يستمر مع سير السنين
بقلمي الشاعرة أمينة كميتي

الأحد، 16 فبراير 2020

بقلم : باسم عبدالكريم الفضلي

......{ شعرية بنية اللغة السردية  }.......
دراسة تحليلية في لغة القصة القصيرة " قلوب باردة "
للاديبة السورية " جوليا علي "
القصة
*****
{ هذيان الرياح، هذا النهار ، هدَّ هدوء الاشجار، فهمهمت أوراقها متهاوية ،  عن أغصانها المتهالكة ،على جدران حديقة دار، تنطق قسمات ردهاته، بوجوم  وجوه المسنين ، كانت كعادتها في مثل هذا اليوم ، مع أزوف جديد موعد نسيانها  ، تقودها قدماها المرتعشتان ، لتتكوَّم لاهثةً ، في ظل صنوبرة عجوز،على  مصطبة خشبية ، رحل عنها طلاؤها ، فصارت تذكِّرها  ببعيد زمن لاتذكره ،  هجرتها  فيه جميع الفصول ، سوى  حضن  مهجعها ، ظلت اليأس يرتديها ، ويخلعها  الحنين لاتملُّ عزلتها ، وقتها نفت عنها كل اللغات ، ولم تعد تتحدث إلا  بعينين ذابلتين ، تذرفان حروفا حبلى بأسرار انطفائها ، لكم تاقت ان يتمخضنَ  مَرَّة ، فيلدنَ مفردات من جمر، يصرخنَ  لهيباً، بما في دواخلها  ، كان  اليأس يرتديها ، ويخلعها الحنين ، وعيناها مشدودتان بلهفة مُرَّة ، صوب  مدخل الزوار، لطالما تمنّت أن يأتيها أحد ما؛ أيا كان، لكن ...،.غير أنها  ،  لمحت طيفا ، سرعان ما منعتها دمعة حائرة، ترقرقت في مآقيها، من أن تتبينه،  ما كادت تستحضر من بين خرائب ذاكرتها  صورته ، تنطق اسمه،
حتى سبقها الصمت، ببناء الحجر الأخير، من جداره على فمها.}
----------
الدراسة
**** 
يمكن عدُّ هذا الخطاب الادبي ، مما يندرج في خانة النصوص المتداخلة الاجناس
( اي التي تتداخل في بنية لغتها التعبيرية ،عناصر فنية للغة جنس ادبي اخر او اكثر  )
  ،فنسيج لغته السردية ، موسوم بجماليات وتقنيات اشتغالية شعرية حداثوية (  كالتكثيف ، الترميز،الصورة الشعرية ، الانزياح ،  الايحاء ، الإيقاع  ..إلخ  ،) ، كما ستبينه الدراسة لاحقاً ،كمركبات لبُناه الأسلوبية ، في سياق لغوي  ـ عاطفي ، و يتمظهر هذا التعالق في المستوى الدلالي ،الصوتي ، والازاحي ،  مما مكّن الكاتبة من خلق فضاء تعبيري رحب الثراء ، خصب التوليد للدلالات ،  وهذا ما فتح النص  على تعددية قرائية ومن ثم تأويلية ، وفق هذه المقاربة :
    نص منتج للدلالات =  طبقات المعنى + طبقات القراءة
وهذا ماستشتغل عليه دراستى ، وابدأها بتفكيك بُنى العتبة العنوانية (  قلوبٌ باردةٌ ) ،التي يبدو  الانطباع الاولي عن معناها الظاهر انه مباشر  مستهلك المعاني مما يباعد بينه وبين اللغة الشعرية ، وقصدية التفكيك الحصول  على آلية ( مفتاح ) تأويلية لدلالات اشارات لغة متن النص ، ومقاربة  مقاصدها، فالعنوان يمثل  النواة الدلالية المولدة للدلالات الفرعية الأخرى  المبثوثة في المتن ، ويرتبط معه بعلاقة تكاملية ،ترابطية وحتى جدلية فهو  يسأل / يعلن ، و المتن يجيب / يشرح او يفسّر ، والأهم العثور على خصائص لغة  شعرية في معناها التحتانيى  :
  * بنيتها الدلالية :
العبارة  بتمامها ذات سياق احالي مقامي / خارجي  ، لتحديد معناها العميق / التحتاني  فدلالتها السياقية اللغوية  ،  لاتتعدى مجالها المعياري كما يلي :
المدلول المعجمي لكلا الاشارتين الدالتين ( قلوب ، باردة )
ـ قلوب : جمع قلب ، من اعضاء جهاز الدوران
ـ باردة : فاقدة الحرارة ، مقابل ساخنة او حارة .
وهي دلالة غير متسقة في سياق اللغة الادبية.
اما احالتها المقامية / سياق الموروث والثقافي الشعبي تعني :
  المشاعر المتبلدة ، عديمة التعاطف مع الاخرين ، فالقلب في الموروث الثقافي الشعبي 
  ارتبط في اللاوعي الجمعي بالمشاعر حتى صارمتعالقاً معها ، باعتباره وعائه  ومصدرها ، واتصافها بالبرودة  ( قلوب باردة ) ، دلالة على عجزها عن  التفاعل الحسي العاطفي ،فبرودة الاجسام تعني فقدانها الحرا  رة  ، التي  ارتبطت
حياتياً بالحركة كعلًةٍ لها، وكما في المقاربات المعنوية التالية  :
ـ الاشارة قلوب = مصدر الشعور
الشعور = اثر حسي حي يتولَّد عن اشتغالات ( نشاط حركي ) الجهاز العصبي ، فهي اذن متصفة بالحرارة
بتجميع هذه الدلالات :
قلوب = مصدر المشاعر الحارة الحية
  باردة = فاقدة الحرارة
فاقدة الحرارة = غير متحركة / خامدة ، ميتة
وبتكثيف دلالة باردة  : 
باردة = خامدة ، ميتة
ثم بتجميع دلالات الاشارتين   :
قلوب باردة = قلوب ميتة الشعور ، قاسية ومن مرادفاتها ( عديمة الرحمة  ، فاقدة لإنسانية التعاطف )
والدلالة هنا مزاحة عن معناها اللغوي / دلالة تحويلية
  بذا يكون المعنى التحتاني للعتبة مولداً  لدلالتها الفوقانية / الظاهرة  على السطح
* البنية الصرفية :
ـ قلوب /  ج. قلب : اسم آلة جامد ،
  ـ باردة : اسم فاعل من الفعل الثلاثي / برد ، وهو فعل لازم ( يلزم فاعله لايتعداه ) .
  المقاربة المعنوية لدلالة ( اللزوم ) ، بإحالتها مقامياً  / سلوك اجتماعي ، هي :
  الانانية  ، المنع ، الإثْرة ، عدم التواصل مع الغير
  وهذه المقاربة تكافئ دلالة الفعل اللازم في سياقه النحوي فهو اناني يؤْثر
  الإكتفاء بفاعله حسب ، و لايؤثِّر فيما بعده اعرابياً ( بما يكافئ دلالةً / عدم التواصل معه ) ، وبمقاربة دلالتها المقامية  :
قلوب ميتة الشعور = انانية لاتتواصل عاطفيا مع الاخرين
بذا عمّقت بنية الاشارة ( باردة ) الصرفية ، معنى بنيتها الدلالية اعلاه
* البنية النحوية  :
تفكيك الجملة العنوانية يخلص الى ان المُسند محذوف ، كما يلي :
  ـ قلوبٌ : مبتدا مخصص بالصفة ( باردةٌ ) ، التي جعلته احدى النكرات التي يجوز
الإبتداء بها ، وفق قاعدة (المسوغات ) النحوية ، و الخبر محذوف جوازاً ، يُقدّر 
سياقياً ( السياق النحوي ) بضمير الغياب ، اما تقديره في سياق الدلالة العميقة
/ التحتانية للعتبة ، فمؤجل حتى اتمام  تفكيك كامل النص.
  *البنية التركيبية :
  جملة العتبة ، جملة اسمية تفيد الثبات والاستقرار، وهذا يكافئ دلالياً ديمومة قسوة
تلك القلوب ، و انزياحها التركيبي ، بحذف خبرها / المسند ، يؤدي وظيفتين دلاليتين
  داخلية وخارجية :
  - الداخلية ( نصية ) : تبئير المسند اليه ( المبتدأ ) ،اي الايحاء بأنَّ دلالته التحتانية
  ، السابق ذكرها اعلاه ، ستكون بؤرة المعاني التي تدور حولها فكرة القصة الرئيسة
  - الخارجية ( خطابية ) : شدّ انتباه وفضول القارئ ( مفهوم الاستدراج )، فالحذف
  يعني ان هناك مسكوتاً عنه  يثير سؤالاً مقاربته هنا :  قلوب من ؟ ،وهو يحيل الى
  النص ، فالبحث عن اجابة عنه ، يدفع ذاك القارئ للدخول الى عالم القصة ( فهم النص ) ،
ولنعرض بإيجاز سمات ما افضى اليها اشتغالنا التفكيكي من دلالات ومقاربات
معنوية لبنية العتبة اللغوية وكما يلي :
-  تعدد دلالاتها الاشاراتية / سطحية وعميقة،  مما يجعلها ( شيفرة دلالية مكثفة )  ،
-   الإنزياح التركيبي  فيها / الحذف له هذه الدلالات :
أ - افرز المحذوف  توتراً انفعالياً ، بقصد اشراك القارئ في انتاج معنى العام للقصة
من خلال دفعه الى تقدير دلالته والبحث في عالم النص الداخلي عما يقارب تقديره معنىً
ب - اثارة سؤال يحيل الى النص ، يعني وجود ترابط  دلالي جدلي بينها ( اي العتبة )
وبين متن القصة الذي يقوم بالإجابة / التوضيح والتفسير.
  ج ـ بؤروية المسند اليه ، رسم ملامج اولية لفضاء النص الدلالي  ،
- تعدد سياقاتها النصية  ( لغوية ، مقامية )
وهذه السمات هي ذاتها سمات العتبة العنوانية للنص  الشعري ، وهذا هو  التقارب التعبيري الاول بين سيميائية  اللغتين الشعرية والسردية .
  وبالإتكاء على هذه المخرجات التفكيكية ، ساقوم بدراسة تحليلية لبنى اسلوب  المتن للوقوف على مدى شاعريتها هي ايضاً وستأتي استشهاداتي النصية مقتضبة ،  دفعا للاطالة وكذلك لصحة تعميم مايتحقق من نتائج على بقية.شواهد كل بنية  .
بدايةً :  اللغة الشعرية الحداثوية لغة انفعالية ،اشاراتية ، وسبق لي ذكر  عناصرها الفنية و تقنيتها التعبيرية في مقدمة هذه الدراسة ، شتى انواع  الانزياحات ؛التركيبة و الدلالية ، كذلك الصور الإيحائية و المجازية  .التكثيف ، التخيّل ،وايقاعات تنغيمية حرفية ( فونيمات ) ، نبرية او (  سجعية ) وغيرها ، تشدها الى بعض روابط نسقية في سياق فني متين  الحبكة ،  وتشتغل صيرورة كل هذه العناصر حدثياً ، في فضاء ( نفسي / مكزماني ) مشحون  بالاحباط ومشاعر التصدع الذاتي لبطلة القصة ، وتنعالق تقنيات  اللغة  الشعزية التي وظفتها الكاتبة ، مع تعبيرية السرد القصي للمتن ،  على اكثر  من مستوى  :
  ــ المستوى الصوتي :
  نجد ان اصوات الاحرف ذات الايحاءات الحسية السلبية الاكثر تكراراً قد هيمننت على الفضاء النفسي للمتن وكما يلي :
  الهاء  : تكررت 52  مرة / دلالته الحسية : اليأس ،الحزن ، الألم والوهن
التاء 64 مرة /  الحزن ، الاعياء
  الميم  44 مرة /  الم وحزن وهن
النون  61مرة /  كدلالة الميم
الحاء 14 مرة / الحنين  ، الاشتياق
الفاء 18 / الضعف والوهن
مجموعها = 253  مرة في نص بلغت عدد مفرداته / 148 مفردة
المقاربة المعنوية للفضاء النفسي الذي رسمت ملامحه الاحاسيس التي تثيرها  اصوات الاحرف اعلاه يمكن تركيبها بإستحضار بعض مرادفاتها المحددة المعنى    كما يلي :
  ( اليأس ) ؛ الاستسلام ، لاخلاص + ( الحزن ، الالم ، الوهن )  ؛ لاسلام داخلي + (الحنين ،الاشتياق) ؛ الحرمان ، الفقد =  الغربة  المكانفسية ، النفي الوجودي/ حضور غياب الزمن
كما ان صوتَي الهاء  الاولى في اولى مفردات المتن (  هذيان ) ، والاخيرة في اخر مفرداته ( فمها )  / صوت حرف الالف بعدها يطلق صوت الهاء متلاشيًا فيه كونه حرف مد ، مثّلا  مطلع وخاتمة توليفة نغمية حزينة شكلها  سمعيا  تناوب تلك الاصوات ، حيث بدأ  هامساً ( الهاء من الحروف المهموسة ) وانتهى متصاعدا كأنه يطلق وجعا  استوطن  دواخل بطلتنا تلك ، باتّساقية مع  تصاعدية الحدث النصي .
واتبعت الكاتبة (  آلية النغيم ) لخلق بنية ايقاعية تتناغم مع الفضاء التعبيري وتعمق ايحاءاته النفسية ، واعتمدت هنا ايقاعين :
الاول ـ الايقاع النبري  :
( هدّ هدوء ) ، (فهمهمت ) ، ( اوراقها متهاوية )، ( اغصانها المتهالكة ) ، ( قسمات ردهاته) ، ( وجوم وجوه)
الثاني ـ الايفاع السجعي :
( النهار / الاشجار ) ، ( متهاوية / متهالكة ) ، ( كعادتها / نسيانها ) ،
ويتضح لاتكلفية الكاتبة هنا ، في جعل العبارات هي من تختار ايقاعها ، فلا لزوم لما لايلزم
ـ المستوى الازاحي وانواعها :
*الازاحة الدلالية كما في  :
(هذيان الرياح ) ، (فهمهمت  اوراقها) ، ( رحل عنها طلاؤها ) ، ( اليأس يرتديها )، (ويخلعها الحنين ) / هنا تكثيف دلالي .
* الازاحة التركيبية :
1ـ التقديم والتأخير :  (تنطق بوجوم وجوه المسنين قسماتُ ردهاتُه ) ، (  لاتملُّ عزلتَها مواسمُه )، (عيناها بلهفة مُرَّة مشدودتان )
2ـ الحذف : ( لكن ... )  ، ( لمحت طيفا ...) ، ( ولكن ...) / توتز ايحائي
* الازاحة الاحلالية  : ( هدَّ هدوء الاشجار) ،  ( تنطق قسمات ردهاته، بوجوم وجوه المسنين )
ـ مستوى الصور الفنية : صور متعددة الدلالات ، غرائبية ، لاواقعية ، تثير الدهشة واشتغالات الخيال لدى القارئ :
  (حديقة دار، تنطق بوجوم وجوه المسنين قسماتُ ردهاته ) ، ( هجرتها  فيه  جميع الفصول ، سوى  حضن  مهجعها ) ،( تذرفان حروفا حبلى بأسرار انطفائها )  ،(ببناء الحجر الأخير، من جداره على فمها.)
ـ مستوى السبك والانسجام / الحبك  :
*التكرار ( الإحالة الداخلية إلي ما هو سابق ) كما في ( حديقة دار، تنطق  بوجوم وجوه المسنين قسماتُ ردهاته ) حيث يعود الضمير الهاء على متقدم عليها  ( دار ) / كذلك في  (على مصطبة خشبية ، رحل عنها طلاؤها )
*التضاد ، التقابل : ( تنطق / وجوم ) / ( تذكِّر / لاتتذكر  ) / ( يرتديها / يخلعها )
* العطف  : بحروف عطف ظاهرة ( الفاء / فهمهمت ، الواو/ ولم تعد ، ولكن )  الخ *علاقات الربط: (بالوصل والفصل، والأضافة، ).وهي واضحة في النص.
  بذا تتحققت شاعرية لغة المتن السردية كما تحققت قبلاً في العتبة العنوانية  واستطاعت الكاتبة تذويب الحدود الاجناسية التي تفصل بين الاتواع الادبية  بنجاح .
ــ باسم الفضلي العراقي ـ

الخميس، 13 فبراير 2020

بقلم : مولاي بوشعيب حمدان / المغرب

.موت.
ها أنا أموت في عزلتي
أحيك من خيوط الظل نقابا..
يواري سوءة النبوءات..
كل تلك التنهيدات..
من ناي أعمى..
شاخصة تمشط الأفق..
تينع عبرات..بين مواويل الخيال.
أفقأ أقداح الناي
لتنطفأ الأحلام ..
لأستبيح وشاح القيامة.

أغمضي أجفان إسمي الذابلة..
مططي شفاه الرحى ..
لتلوك جسدي طغمة واحدة..
الثوبة هاربة من ثوب العري..
من ثمالة الحب.
لهاث الأرق....
يعبد نواصي الذكريات..
آيات الهوى معمدة..
بين كفي فقيه..
تفرد طلاسيمها..
مصلوبة كدعاء الأنبياء.

الحظ يتبرأ من قناعه..
ينسج سترته الواقية ..
من مداد القهر.
هذا الليل الكسيح لي ..
أسر لي نجواه..
ينتعل خفين ..
يمزق تذكرة العبور ..
يغشاه صهيل الخطى إلى حافة منفى..

جرحي..
أرجوحة لا تحتمل نواح الربابة..
ورجفة الفجر الرمادي .
جرحي منفرج..
من شرنقة ذنوبي،
يغفو.. ليوقض صهيل الرماد..
لضيع الصمت بين صدى الأموات...

معك أفلتت تلابيب حلم ..
تاهت فيه الزفرات،
أبددها على أنقاض المدن الميتة،
أبتدع كماً من نسيج الأماني..
والإبتسامات المؤجلة.
البياض..خاصم صرحي..
أرتقه حسرات..
نقابا لا يسع حقول الحزن..
والأمل البكر ..هناك..
يأفل رويدا  رويدا من عيون نايي..

بين شفتي رحاك..
يمضغني الحزن..
تبتلعني ..
عتمة من رحم النسيان...
أنا ميت.

الاثنين، 10 فبراير 2020

بقلم : باسم عبدالكريم الفضلي

( بنية الوعي في الذات النسوية الانسانية / التمرد على السلطة الذكورية القاهرة )  دراسة تحليلية عن نص ( كبرياء ) للشاعرة السورية مي عساف  النص  *****   (كبرياء )

امرأة...  من عصر الحكايا  قادمة أنا ....

مررت على حدائق بابل  لملمت من سحرها وردا....  وأخذت تيها   من كل الايائل ....  جالست الموناليزا  فتعلمت منها  كيف أجمع بين ابتسامة   الحزن ..ونظرة المتفائل

فحذار أيها الزمن المدجن   في قصور عتاته....  لا تمتحن صبري...  فقد تعلمت كيف أعانق   ظلال المستحيل....  وكيف أبني تحت  اسواره ...كبريائي   وكيف أحمي قيمي   و الفضائل. ...

لو أنك اعتصرت كل أيامي   لن تجد سوى انتماء لصرح   ليس لك عليه سلطان...  ولست عليه بحاكم ..  نعم....هو عرش بلقيس  أجلس عليه صباحا....  وليلا يهديني   كل أنواع المكارم....

ألم يكن سنمار يوما  ذكيا إلى حد الغباء   و ابدا...لم يتمخض   جبل الصوان  عن شجرة ياسمين  لأجل دمعة في عينين   مخذولتين في دنيا العجائب ....

مازلت أملأ كف القدر....  ومازلت جمرا   يتمرد على رماده.....  عصية على الانحناء سأبقى   أرتدي ثوبا تركه الطوفان  على ضفاف الفرات....  أحمل تاج عشتار  وأرقب  ديموزى ينتظر  سنابل أمل تنمو   تحت قدمي عند اللقاء

الزبد..... أبدأ   لايروي   طائراً حراً... مهاجر  و لم تكن يوما  غير دونكيشوت ترفع  لواء الانتصار   على الريح...

الحياة.....شمس أمل ستبقى  مهما استقبلت جلادا....ظالم  او ودعت منافقا عابر.....

................  الدراسة   *******  الانثى في الموروث الادبي العربي الذكوري لاتخرج عن جمالية جسدية مطواعة  لرغبات سيدها الذكر ميدانها الخدر ، ومقياس فتنتها جهوزيتها الدائمة لاشباع  نزوة رب وعلة وجودها الرجل ، بلا اعتراض على سلطه عليها ، او تململ من  استعباده اياها ،ولكي تنعم برضاه ، يتوجب عليها طاعته، طاعةً عمياء ،  والوعي في عُرفه محرم عليها تماما ، فهو سوسة تنخر قيود خضوعها المطلق  لمشيئته ، وتفتح امامها افاق تحررها الانساني من شهوة امتلاكه لكيانها ،  وتحكُّمه بوجودها ، كتابعة له مسلوبة الارادة ، ومازالت المرأة العربية الى  اليوم تعيش هامشية الحياة في ظل هيمنة هذه الثقافة الذكورية على سائر  مفاصل الحياة في المجتمعات العربية قاطبةً .  ممكن عد النص مما ينضوي  تحت عنوان / الادب النسوي ، ولكون هذا العنوان مثار اختلاف كبير بين النقاد  والمهتمين بموضوعة النوع الادبي ( تصنيفه / عدم تصنيفه ، وفق جنس الكاتب  مؤنث / مذكر ) ، لذا سأتعاطى معه كنص يستمد تصنيفه من ثيمته لا من الخصوصية  البايولوجية لكاتبته ،  عتبة العنوان ( كبرياء ) اشارة دالية  لاتخرج مدلولاتها عن معنى الترفع   عن دنئ الافعال او الحاجة الى عديمي المروءة ، فمن مدلولاتها :  الإباء ، الشموخ ، الاعتزاز بالنفس ، الشمم   والاشارة تستدعي اضدادها المضمرة تحت معانيها الظاهرة ومنها :  المهانة ، الذل/ الاذلال ، الاتضاع ، الخضوع  وهو من العناوين الاختزالية ، اي التي تختزل معنى النص العام او النهائي  بأقل عدد من المفردات ، او بمفردة واحدة كما هو الحال مع هذا العنوان.  فهو يختزل مضمون النص الى جدلية  تعارض ذات المرأة الانسانية مع قاهرها  اي الاباء / المهانة ، او الاعتزاز بالنفس / الاذلال ... الخ من التقابلات بين مدلولات  الكبرياء اعلاه واضدادها        ولكن هذا التعارض ، لابد له من محفز او ( قادح )  لثورته الكاسرة لسياق بنية الوعي   الجمعي ، العتيدة الرسوخ في الفكر العربي الذكوري ،   ما ان نلج عالم النص نكتشف ذلك المحفز / القادح  في الاشارة ( قادمة ) الواردة في :                   ( قادمة أنا ....)                                                                                                        وحسبما يظهره تفكيكها  التالي :   الاشارة قادمة : دالة اسمية  مدلولها اللغوي موحٍ بدلالتين   * المدلول اللغوي : اسم فاعل مؤنث من الفعل ( قدِمَ ) : رجع وعاد ، وهو فعل ظرفي مكاني يتعدى بحرف جر : قدم فلان من .. الى ...   وهو يوحي بهاتين الدلالتين :  ــ ان هناك فعلاً مقابلاً ماقبلياً ،كان سبباً لذلك القدوم / الرجوع ( اي  لولا اسبقية حصوله  ، لإنتفت الحاجة للرجوع)  ، هو إمّا الفعل المبني  للمعلوم ( ذهب / ذهبت فلانةُ الى ... ) والفعل هنا تمَّ بإرادة الفاعلة ،  او الفعل المبني للمجهول ( ذُهِبَ/ ذُهِبَ بها الى ... ) وهو فعل تم بإرادة  الآخر/ على الضد من ارادة الفاعلة ، وهما متعكاسان اتجاهاً ، وكما يوضحه  المخطط التالي :  ذهبتْ / ذُهب بها من الموضع أ الى الموضع ب ـــــــــــ ثم ــــــــــ رجعتْ من ب الى أ    ــ ان فعل القدوم / الرجوع : فعل ارادي تم بقرار اختياري طوعي من قِبل فاعلته :  ( قادمة أنا ....)    فالشاعرة تؤكد ( بضميرها المنفصل / انا ) انها هي من قررت القدوم ،  وقرارها هذا يمثل موقفاً رافضاً لإستمرارية أثر فعله المقابل عليها ( الغتْ  ديمومته الحدثية ) .   المقاربة الدلالية :  القرار/الموقف = وعي متحرر/ وهو المحفز/ القادح لثورة المرأة الانسانة على قاهرها ،كما ذكرته آنفاً .   فمن اي مكان  كان قدومها .. ومن الذي ذهب بها اليه  ؟ بتفكيك قولها :   (من عصرالحكايا)    ــ الاشارة عصر : دال ظرفي زماني ، معناه اللغوية : حقبة زمنية  تمتد لقرون عديدة    وبنيته الدلالية السياقية تمثل انزياحاً عن معناه اعلاه لتشيرالى مكزمان  ماقبلي جرت فيه وقائع احداث نلك الحكايا .فكل حكاية لابد لها من مكان تجري  فيه احداثها في زمن محدد    والمقطع يتضمن ايحائين  :  1ـ انها (  ذُهِبَ بها ) الى ذلك الظرف المكزماني لتكون بطلة تلك الحكايا ، فلايعقل  انها هي من كتبتها ، بوجود تلك الفاصلة الزمنية بينهما ( عصر ) ، ومن ذهب  بها الى هناك ، هو من كتب تلك الحكايا عنها      ( الذكر) راسماً لها ابشع  صور المهانة واستلاب معناها وقيمتها الانسانية  / بإستدعاء حكايات الف ليلة  وليلة و غيرها من التراث الشعبي العربي ، حيث انه تفنن برسم الصور  المبتذلة لها ، وجعلها بطلة قصصه الجنسية ، فهي الخائنة ، الطيّعة  الاستجابة لمغرياته ، العشيقة التي كل همها اشباع غريزته ... الخ     2 ـ ان ذلك العصر، لمّا يزل مستمراً حتى اليوم ، بسلطته الذكورية المهيمنة على الذاكرة الجمعية ،

بذا توضحت دلالة الموقف الثوري ، موقف من رفضت البقاء حيث تُمتهن كرامتها ،  وتُصادر انسانيتها ، مكزمان يبقيها حبيسة في مخدع ( فحل ) لامزيَّةَ له  سوى انه وريث امجاد ( ذكر ) هيمن على حياتها , ومنعها امتلاك الوعي ...  فوعيها سيطيح بتاجه وسلطته المؤسساتية الخاوية .  واذا ما استعرضنا  صيرورة ذلك الموقف الثوري  نجده يبدأ بتذكرها عمق رمزيتها الجمالية  تاريخياً ( الحضارة البابلية الثانية )، جمالية لم ينعم بها عليها ( ذكر )   ، لانها عانقت سرها الوجودي :  ( مررت على حدائق بابل  لملمت من سحرها وردا....  وأخذت تيها   من كل الايائل ....)  ـ حدائق بابل : احالية خارجية / الجنائن المعلقة ـ الحضارة البابلية الثانية    و تعلمتْ ن خلال انفتاحها على التراث الانساني ، انه ( اعني الجمال )  اضافة الى انه جسدي ظاهر ، فهو روحي معنوي  كذلك ، كالتبسُّم وقت الحزن ،  والثقة بأن الغد لابدَّة أن يحمل لها السعادة  :   ( جالست الموناليزا  فتعلمت منها  كيف أجمع بين ابتسامة   الحزن ..ونظرة المتفائل )   المسكوت عنه هنا : فشل السلطة الذكورية رغم نير الاحزان والشقاء الذي  اثقلت به كاهل حياتها ، من ان تجعلها محبطة ، او أن تسلبها روح التفاؤل  بالمستقبل .  ومن الموروت الديني ، تماهت مع معنى اخر للجمال / الجمال العقلي ، الذي رفع المرأة لمصاف الملوك ، وجعلها حرة في حضرة الانبياء :   ( نعم....هو عرش بلقيس  أجلس عليه صباحا....  وليلا يهديني   كل أنواع المكارم....)  والميثولوجيا الرافدينية ،رسمت لها اسمى معاني الجمال  بطوفانها ،عشتارها ، تموزها  :  ( أرتدي ثوبا تركه الطوفان  على ضفاف الفرات....  أحمل تاج عشتار  وأرقب  ديموزى ينتظر  سنابل أمل تنمو   تحت قدمي عند اللقاء )  ـ ارتداء الثوب ، الطوفان ، الفرات : اشارات الى  النجاة من الغرق ومعاودة الحياة    ـ تاج عشتار : إلهة الجمال والخصب والثمار والخضرة ، الام المقدسة واهبة الحياة ، والخلود )  :  ـ سنابل .. تنمو : اشارة الى منح وتجدد الحياة   ـ ديموزي ( تموز ) : اشارة الى حبيبها الذي اختارته هي (عشتار) ، وعاقبته (  باستدعاء الاسطورة ) ، حيث نجد هنا قلب لواقع ( معاقبة الذكر للانثى ) الى  ( معاقبة الانثى للذكر )   ـ تحت قدمي : اشارة احالية خارجية الى ( الجنة تحت اقدام الامهات )  بتجميع دلالات الاشارات اعلاه يتشكل معنى الجمال الدائم الذي يعجز الزمن عن محو ملامحه :  جمال الخَلق والعطاء ورفد الحياة بأسباب ديمومة عنفوانها ، يعجز الذكر وان ( تألّه / تموز ) عن احتوائه واخضاعه لسلطانه .   بعد ان عرفت الشاعرة الثائرة المعنى الحقيقي لجمالية المرأة الانسانة ،  راحت تعبّر عن قيمتها الوجودية بإرسالها عدة رسائل معناها الظاهر يوحي بآخر  يسكت عنه  :  ــ  فهي بعد ان خبَرَتْ كيف سرق الذكر زمنها وأسره في قصور ( اشارة رمزية للسلطته ) بغيه ، تحذره من تماديه في عُتوِّه  :   ( فحذار أيها الزمن المدجن   في قصور عتاته....  لا تمتحن صبري...)  لأنها عرفت كيف تطوّع المحال ، وتشيد صرح كبريائها ، وتصون معناها في الحياة :   ( فقد تعلمت كيف أعانق   ظلال المستحيل....  وكيف أبني تحت  اسواره ...كبريائي   وكيف أحمي قيمي   و الفضائل. ...)  ~ المسكوت عنه : ستفشل السلطة الذكورية ( رمزت الشاعرة اليها بالاشارة / قصور العتاة ) في مصادرة انسانيتها مرة اخرى ( كبريائي )   ــ ان امتلاكها تاج العقل الحر ، جعلها ابعد ما تكون عن هيمنة السلطة الذكورية على حياتها :  ( لو أنك اعتصرت كل أيامي   لن تجد سوى انتماء لصرح   ليس لك عليه سلطان...  أجلس عليه صباحا....  ولستَ عليه بحاكم ..)  ــ شموخها وامتلاكها ارادة الرفض ، والروح الثائرة ، صيّرها عنيدة بوجة من يحاول امتهانها  ، عنقائية البقاء :  ( مازلت أملأ كف القدر....  ومازلت جمرا   يتمرد على رماده.....  عصية على الانحناء سأبقى )  ~ المسكوت عنه : قدرها الحقيقي هي من تصنعه ( املأ كف القدر ) ، وسيعجز عن  الغاء وجودها ( جمراً بتمرد على رماده ) وسيخيب في حملها على الاستلام  لمشيئته ( عصية على الانحناء ) ، هي من تصنع فدرها ، وليس ( الذكر )   ــ غدت مؤمنة بأن كل باغٍ مهزوم ، ويبقى امل الخلاص حياً ، مهما استمر الجور والطغيان :    ( الحياة.....شمس أمل ستبقى  مهما استقبلت جلادا....ظالم  او ودعت منافقا عابر.....)  ~ المسكوت عنه : الجلاد ، الظالم و المنافق  صفات  عنت بها ( الذكر القاهر )  بعد ان عرفت الشاعرة معناها الانساني الثر الدلالات ، ووقعت على كنه  قيمتها الوجودية في الحياة ، خارقةً حدود محرمات  آيديولوجية المؤسسة  الذكورية السلطوية ( السياسية ، الدينية و الجنسية )  كمايلي :  * السياسية : كما اشرنا اليه  في قولها ( قصور عتاته ) و (  لن تجد سوى انتماء لصرح   ليس لك عليه سلطان...) و ( لستَ عليه بحاكم ) و المقطع النصي الاخير   * الدينية : في قولها ( هو عرش بلقيس ... الخ ) و ( احمل تاج عشتار )   * الجنسية : في (وليلا يهديني   كل أنواع المكارم.)   و ( وكيف أبني تحت  اسواره ...كبريائي   وكيف أحمي قيمي   و الفضائل. .)  راحت تفضح اكذوبة الذكر المتفوق ، وتبدد هالة سطوته القاهرة المهيمنة على  سائر مفاصل حياتها ، فهو في أوج ادعائه الذكاء ، قتله غباؤه :  ألم يكن سنمار يوما  ذكيا إلى حد الغباء )  ـ سنمار : احالية خارجية / الامثال العربية ( جزاء سنمار )*  وهو في ادعائه  الفروسية وتحقيقه الانتصارات البطولات على الاعداء ، انما كان كمن يروي عطش المنفي لوطنه  رغوة الملح   :   ( الزبد..... أبدأ   لايروي   طائراً حراً... مهاجر )   فهو يقاتل ( طواحين الهواء ) ، ويحقق انتصارات في ميدان الاوهام :   ( و لم تكن يوما  غير دونكيشوت ترفع  لواء الانتصار   على الريح....)    ـ دون كيشوت :احالية خارجية / الادب العالمي ** : فارس البطولات  المتوهَّمة  وقد سبق ان مر بنا اشارتها لتموز ودلالتها ( وأرقب  ديموزى ينتظر )  النص يستحق ان يصنف في خانة / الادب الثوري ، فهو ينتصر للمرأة الانسانة ،  اسيرة ثقافة ذكورية عفا عليها الزمن ، وتخطتها الشعوب المتحضرة منذ ان  عرفت ان الحياة يبنيها الانسان بنوعَيهِ المتساويين ( المرأة والرجل )     ـــــــــــــــــــــ  * مهندس يقال انه آرامي نبطي من سكان العراق الأصليين وينسب له بناء قصر  الخورنق الشهير. يضرب به المثل "جزاء سنمار" حيث انه عند انتهائه من بناء  القصر قال لصاحب القصر الذي هو الملك النعمان بن المنذر ان هناك آجرة لو  زالت لسقط القصر كله، وأنه لا يعلم مكانها غيره، فما كان من صاحب القصر إلا  أن ألقاه من أعلى القصر، كي لا يخبر أحدا عن تلك الآجرة  ** دون كيشوت  بطل رواية بنفس الاسم لسيرفانتس الاسباني : رجل يحلم انه سليل الفرسان  ووريث بطولاتهم ، يترك منزله وعاداته وتقاليده ويشد الرحال كفارس شهم يبحث  عن مغامرة تنتظره ، وأخذ يتجول عبر البلاد حاملًا درعًا قديمة ومرتديًا  خوذة بالية مع حصانه الضعيف ،

ــــــ / باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق