المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الخميس، 14 فبراير 2019

شعر : عبدالجبار الفياض

في فالنتاين

               الزّنزانةُ الجّميلة

ساحرتاكِ
ظمأٌ في بَحرٍ مَعتوه. . .
سَلبَ أُديسيوسَ كُلَّ شئٍ إلآ هُما
بوصلةُ عودتِه . . .
شفَتاكِ
جنونٌ من لوْز
أجملُ قَطْفٍ
جمعَهُ حُسْنٌ على مائدة . . .
حارَ في أيّهما يموتُ شاعرٌ من دمشق !
على ذكراكِ
ضَليلٌ بكى
طَللَاً بمكتومِ ما اختلَسَ من مُجْن . . .
فهلْ شُدّ ليلُهُ بموجِ ليلٍ على كتفيْكِ غَفا ؟
فَداكِ سيْفاً وساعِداً من فرسانِ عَبْس . . .
أفرغَ من عيونِهم لونَ سوادِه
مهراً لبريقِ ثَغر . . .
لعلّكِ لم تَنسي عصيَّ دمعٍ مُتغطرِسٍ
أضعتِ منهُ ما ادخرَ من جَلَد
حتى تمنّى ظمآناً يموت . . .
لكنْ
أمَا أوجعَكِ مصدورٌ لم يشفَ ممّا أصابَهُ من مَسِّ عِشق ؟
فماتَ غريباً على صدرِ خليج !
. . . . .
ما يقولُ أنجلو حينَ تلبسَينَ فاتنَ عُريِك ؟
بدونهِ
تتباهى الثّيابُ بدفءِ الألتصاق . . .
هلْ لعيونِ ظَلامٍ أنْ ترى ؟
امرأةً من سبأ
كشفَتْ عن ساقيْها
فوَهبتِ الحياةَ لرُخامٍ ميّت
أغرقَ في لجّتهِ مَنْ رأى . . .
أم هاتيكَ التي شغفَها حبّاً فتاها
أهدتْ تاجَها خُفّاً لخادمة . . .
غلَّقتْ أبوابَها السّبع
لتفتحَ قلباً واحداً
يشهدَ أنَّ العشقَ أعذبُ داء . . .
على صدرِ شمشون
ألقتْ دليلةُ كُلَّ أنوثتِها
ليّاً لذراعِ جبّارٍ عنيد . . .
ما لشئٍ قائماً أمامَكِ يكون . . .
فكانَ
أنْ وِلدَ حصانٌ خَشبيٌّ في طروادة . . .
خرَجتْ روما من حمّامِها مُتجرّدة . . .
أنزلتِ العبّاسةُ غمامةَ أخيها في خَربةٍ مهجورة . . .
نهاياتٌ
أطرقَ لها الدّهرُ سمعاً
فَجرَتْ بها أوديةُ الرّواة !
. . . . .
أتعلمينَ
أنّ
ّللفاتحينَ كُلَّ ما تضعَهُ المَعارك
وللجنودِ شواهدُ
تخلو من أسماء . . .
حينَ تعودُ لمربطِها الخِيول
يستبدلُ الوزيرُ صوتَهُ بصهيلٍ باهت . . .
لكنّكِ القلعةُ التي إنْ اعتصَمتْ
لا تُفتَح
وإنْ جَمعَ ملوكُ الأرضِ لَها ما لَهم من عَديد . . .
ربَما
برضاها من جنديٍّ أعزل !
. . . . .
آهٍ
لو علِمَ شهريارُ
أنَّكِ مِسكُ ختامِ ما تهَبَهُ الدّنيا
لشنقَ كُلَّ رغائبِهِ بضفيرةِ آخرِ ليلةٍ قبلَ أنْ تسكُتَ شهرزاد . . .
لو أنَّ زهرةَ عشقٍ
نبتَتْ في جُمجمةِ الفِرعونِ
لَما أنبتَ في الأرضِ أوتاداً لقواريرَ
تخجلُ منها الشّمس !
لو أنَّ لو
تدحرجَتْ على فراشِ ديزدمونة لَما استلَّ خنجرَهُ عُطيْل !
. . . . .
وارفةٌ أنتِ
دونَها قاماتٌ
عبرَتِ التاريخَ بأقدامِ غيرِها نحوَ زيفِ الخلود . . .
تَحضرين
تنبجسُ من الصّخرِ عُيون . . .
تَختفين
يَغلقُ منازلَهُ القَمر . . .
بينَ هذا وذاك
تتفتّقُ أزاهيرُ عوانسِ القَصيد . . .
. . . . .
أيَّتُها الزّنزانةُ الجّميلة
طلّقي اللّيلَ
فقدْ طَغى
اختنقتْ تحتَ وسادتهِ طيوفُ الإنتظار . . .
رفقاً بمسجونيكِ
فهم يستحقونَ أنْ يُفتحَ لهم بابُ عِتق
حيثُ مسارُ العِشقِ لا ينحرفُ لسواه . . .
فلا هامَ في غيرِ واديكِ ممّنْ جُنَّ شاعر . . .
. . . . .
أيَا اشتهاءً مَسكوباً في قارورةٍ من صُنعِ الله . . .
أقْدِمي بتاجِكِ من غيرِ حَرس
فعندَ قدميْكِ تتغيّرُ الأسماء . . .
أنتِ الحربُ
السّلام
هُما معاً
كُلُّ ما تمنّاهُ لقومهِ نبيّ . . .
قد تُسلبينَ كُلَّ شئ
لكنَّ عشقَكِ في أيِّ جَدْبٍ
يُورقُ !!
. . . . .

عبد الجبّار الفيّاض
فبراير / 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق