المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الخميس، 25 يوليو 2019

شعر : مصطفى الحاج حسين

* لا تَركِنْ جَنَاحَيكَ إلى الصَّمتِ..*

                  
                شعر : مصطفى الحاج حسين .

كُنتُ أذرِفُ القَصِيدَةَ

حِينَ صَرَخَتْ دَمعَتِي :

- تَرَجَّلْ عَنْ صَهوَةِ النَّارِ

فأنا ما عُدتُ قَادِرَةً

على حَملِ عَذَابَاتِكَ

جِرَاحـُكَ كَثِيرَةٌ

آهَاتُـكَ كَبِيرَةٌ

وأنتَ تَمشِي بِلا جَسَدٍ

على دَربٍ أكَلَ  عِظَامَـكَ

وَبَعدُكَ تَقطِفُ الكَلِمَاتِ

مِنْ شِفَاهِ السَّرَابِ

صَعِدَتِ الجِبَالُ على جَنَاحَيكَ

وَتَرَامَتِ الصَّحرَاءُ  على أنفَاسِكُ

لا ..

لَنْ يَكُونَ  النَّدَى  رَفِيقَ احتِرَاقِكَ

ولَنْ  تُطِلَّ  على ظُلمَةِ وُحشَتِكَ

شَمس ٌ

أنتَ تَركُضُ فَوقَ انكِسَارِكَ

وَتَكتُـبُ  قَصِيدَتَـكَ

على دَفتَرِ المَوتِ الآسِنِ

سَتَحيَا بِلا وَطَنٍ

على تُرَابِهِ يُورِقُ صَوتُكَ

وَتَمُوتَ بِلا وَطَنٍ

على رَملِهِ تَتَلاطَمُ أموَاجُكَ

أنتَ رَمَادُ العَاصِفَةِ

ونَافِذَةَ الحُطَامِ

فاذهَبْ إلى حُلُمٍ تَهَاوَى

وإلى سَحَابٍ أشعَلَتهُ  النَّيـَازِك ُ

لَيسَ  لِوَجهَتِـكَ  أبواب ٌ  لِتُفتَحَ

أخَذَتكَ أيادي  الغُربَةِ

وتَآمَرَتْ عَلَيكَ أعرَابُ النَّفطِ

وأعَاجِمُ الدُّنيَا المُتَوَحِّشَةُ

دَارُكَ ما عَادَتْ تَتَذَكَّر  وَجهَـكَ

وأخوكَ

يَدَّعِي أنَّكَ ابنُ زَانِيَةٍ

وُجِدتَ أنتَ لِتَحيَا خَارِجَ  الأرضِ

في بَرزخٍ  أسوَد َ

بَعِيدَاً عَنْ حُدُودِ الفَضَاءِ

فَارفَع  صَوتَـكَ عَالِيَـاً

بالنَشِيدِ الوَطَنِيِّ المَصلُوبِ

ولا تَركُنْ جَنَاحِيكَ إلى الصَّمتِ *

    
                    مصطفى الحاج حسين .
                             إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق