المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

المغرب / الناقد عبد الرحمن الصوفي

الأحد، 21 أبريل 2019

دراسة مستقطعة لديوان ( شذرات مجنحة ) / تجربة مليكة الجباري الشعرية ( الصورة الشعرية ) الجزء الخامس ، الدراسة من إعداد : الصوفي عبدالرحمان / المغرب

=================       تقديم عام للدراسة المستقطعة      ========================

بسم الله الرحمن الرحيم

اللغة  هي الجوهر  الموروث في حياة كل أمة ، فهي الأداة التي تحمل الأفكار وتنقل المفاهيم ، فتقيم بذلك رابطا للتواصل بين الناس ، واللغة هي التي تحفظ للأمة كيانها وهويتها ووجودها .
اللغة العربية هي سيدة اللغات،  فلا تجاريها أي لغة أخرى في الدقة والروعة والجمال ، فهي لغة الأدب والعلم ...وهي اللغة التي شاء الله أن ينزل بها كتابه العزيز  ، لأنها بحر زاخر بالألفاظ والمعاني والتراكيب والإيجاز والإطناب وغيرها من المميزات التي جعلت من لغة الضاد مفخرة العرب  ...

  اللغة أشبه بمنجم ، فيها مشقة وعناء الحفر على الصخر لاستخراج الكلمات ، ورهبة أنفاق المناجم هي عالم المعاني والرمز عند المبدع.. ودهشة كشف المعدن الكامل خلف الركام ، كنز مهارة صناعة الأسلوب وتميزه ...فالناقد هو  عامل المنجم  الذي يتواجد وسط الأنفاق ينقب عن المعادن ، والكاتب  يحفر في اللغة منقبا عن صنعة ما تسحر الألباب إبداعا  دون كلل أو ملل ، و وكلاهما ( الناقد والكاتب ) يجهد النفس بحثا عن جواهر المكنونات ...
الأدب عملية حفر متواصل في اللغة،  وفيها يكتسب قيمته وشرعيته ، فتصبح عوالم الأدب عولم النبل الإنساني الذي يلامس الجرح والفرح والبياض والسواد والألم ...واقع البوح الأدبي المتناهي في الصنعة اللغوية .

النص الأدبي يتكون من قشرة خارجية بصرية وعمق هو المضمون  الداخلي، اي الفكرة او الموضوع،  الجوهر ،ويمكن تمثيل هذا بهدية مغلفة بورق زينة، هذه الورقة  الخارجية هي القشرة البصرية  التي تقع عليها العين فتستمد منها الهدية سطوتها الاستحوازية ،  وهي التي تعطي الهدية تجسيمها الخارجي،  كما  أن زركشتها و ألوانها تسحر و تثير النظر وترسل إلى العقل إشارات تكون رد الفعل حيالها متباينة، وهنا نحن أمام وصف بصري فقط لكننا نجهل حقيقة الهدية .كذلك النص الأدبي فله قشرة خارجية تتوضح فيه بصريا ملامح تجنيسه ، رواية ...نوع القصة  ، نوع الشعر ...

بعد إزالة ورقة الزينة يتكشف لنا جوهر الهدية،  نعاينها باهتمام،  لنجدها قطعة حلوى ، نبدأ بتذوقها لنحدد نوعها أكثر ، ...يمر القارئ والدارس الأدبي للنص الأدبي بنفس المرحلة ،  فإن توقف الناقد عند مرحلة النظرة الأولى وبدأ  بوصف قطعة الحلوى كان نقده انطباعيا تفسيريا قرائيا إنشائيا، وغيرها من المسميات التي يحلو لأمثال لهؤلاء تسميتها ...

مكونات قطعة الحلوى المتعددة والتي تبدأ من الغلاف وتنتهي بآخر طعم يميزه اللسان، اكتشاف كنه هذه المكونات بدقة هي مهارة لا يمتلكها إلا المتخصصون بالتذوق ،  والمتذوق البارع هو الذي ينزع القشرة او ورقة الزينة بحذر بالغ لأنه يعرف أنه سيعيد هذا الغلاف إلى موضعه بعد ان يتأكد من جودة أو عدم جودة قطعة الحلوة ليعيد تقديمها إلى المهدى إليه، أو يتباهى بها  أمام معارفه . هذا الغلاف المزركش والملون هو قشرة النص البصرية، وما يظهر تحتها هي الهدية قبل أن نخضعها للتذوق الفعلي، فلا يمكن تجنبس النصوص بدون دراية متخصصة بتعرف الأجناس الأدبية  وأنواعها وتداخلها وخصائصها ومكوناتها ومميزاتها ...

وعملية التذوق  واستخراج المذاقات المختلفة  و وصفها وذكر مكوناتها بالوصول إلى العناصر الأولية هي  النقد الأدبي العلمي ، هذه هي مرحلة اشتغاله ، أي أن النقد تحليل وليس تفسيرا ...

فجاءت النظرية الذرائعية مضادة للفوضى والتخريب والتغريب في الأدب العربي . النقد علم حقائقه تطبيقية وحضنه العلم التطبيقي وبذلك  تبني الذرائعية جسرا من التطبيقات البحثية التجريبية  تصل بين ضفتي النقد ( الفلسفة والعلم)،  وبتعبير ادق قامت الذرائعية بتعويم العلم على الفلسفة لتبقى الفلسفة تجذيرا للتفكير ، والعلم بحث عن الحقائق، وحدة الوصل بينهما  هي البحث التطبيقي عبر المداخل العلمية، الفلسفة تفكير في التفكير ( تأمل)، والعلم بحث عن الحقائق الموجودة اصلا...   يساعد النقد العلمي على عدم الارتجال والعشوائية في العمل الأدبي، بل يوجه صاحب العمل إلى الالتزام بالخطة العلمية والمنهج الواضح البحثي، أي بمعايير نقدية تحتاج إلى الموضوعية للوصول إلى نتائج بعيدة عن الإغراق المتكلف أو التفلسف الأجوف ، كما أنه لابد للناقد من الأهلية والكفاءة والموهبة النقدية والثقافة والواسعة والخبرة، والإلمام بالعلوم النفسية واللسانية والإنسانية.....

============== تقديم خاص ل ( شذرات مجنحة ) / الشاعرة ( مليكة الجباري ) =============

ليس أدب الشذرة اختراعا عربيا ، وليس من مبتدعات وسائل الاتصال الحديثة التي تكاثرت وتعددت كثمرة للتقدم التيكنولوجي العالمي ، بل هو فن أدبي ضارب في القدم ، ويوجد في جميع اللغات فوق كوكب الأرض ، لكن ليس كنوع أدبي مصنف ومقعد يخضع لضوابظ ، إنما هو ممارسة أدبية وفلسفية .
لقد كتب الفلاسفة اليونان شذرات مثل طاليس ، وأنكسيمندربس ، وأكسانوفان ،وبارمنيدس ، وزنون وغير هؤلاء . وبرى بعض الباحثين أن الشذرة الأدبية تمتد لأكثر من 1000 عام ، وخاصة مع الشاعرة اليبانية سيي سوناغون .

أما في الغرب استخدم ااشذرات الأدبية والفلسفية باسكال ،  وبارث ، وجورج بيرك ، وهنري ميشو ، وغيرهم كثير . ولعل نيتشه كان يميل إلى الكتابة الشذرية بصيغة مغايرة ، تميل الى التأليف الفلسفي . نيتشه يمزج بين المقطعية الرقمية وبين الشذرة الشعرية أو الحكمة الفلسفية ، وغالبا ما يطلق العنان لنفسه في تقديم مقطعيات تبدو وكأنها مقطوعات أدبية مستقلة عن المتن  الأصلي ، ثم بجد لها رابطا بمهارته الخاصة .
أما شذرات فرناند وبيسوا مشبعة بأفكار وجودية ، وخارجة عن السياق المعهود في الكتابة ، وضع مقطعياته في كتابه ( اللاطمأنينة ) .

هل وجد الابداع الشذري في التراث العربي ؟

نجد عند العرب  مجموعة من الكتابات  الشذرية وعبر مر عصور تاريخ الشعر العربي ، وكان المنطلق القرآن الكريم من خلال الصور القصيرة وفي القياسات النبوية ( جامع الكلم ) ، وفي الكتابات الصوفية والعرفانية التي اتخذت من القرن الرابع الهجري شطحات شذرية كما في كتاب ( النطق والصمت / عند القري ) وابن عربي والحلاج .

هناك مؤلفات تحمل كلمة ( شذرة ) منها ( شذرات الذهب في وصف من ذهب ) لأبي العماد الحنبلي ، وكتاب ( الفضة المضية في شرح الشذرات الذهبية في في السيرة النبوية ) للعلامة أبي أوديس محمد بوخبزة الحسيني التطواني وغيرها من الكتب والأعلام .

انتقلت الكتابة الشذرية حديثا الى الشعر العربي فالتحمت بالقصيدة النثرية مع أدونيس ، ومحمد بنيس ، ومحمد الأشعري وغير هؤلاء كثير .
وتتمظهر الكتابة الشذرية الروائية والقصصية عند بنسالم حميش في ( مجنون الحكم ) ، وغادة السمان ، وأحلام مستغانمي وغيرهم .

سنتبع في دراستنا المستقطعة للصورة الشعرية في شذرات مليكة الجباري أربعة أقسام ، سنغوص في شقه الأول في الصورة الفنية الذي تمزج فيه الصورة الشعرية بين مفهومين ، قديم يقف عند الصورة البلاغية ( المجاز والتشبيه ...) ، وحديث يضم إلى جانب الصورة البلاغية نوعين آخرين هما الصورة الذهنية والصورة الرمزية .

============== المدخل البصري ل ( شذرات مجنحة ) / مليكة الجباري =================

( شذرات مجنحة ) متوسط الحجم ، يقع في مائة وستة وعشرين صفحة ، يضم تسعة وتسعين شذرة ، وعلامات ترقيم مثل نقط الحذف وعلامة الاستفهام والنقطة وشرطتا الاعتراض وعلامة التعجب  ... كما تتزع داخله ثلاثة عشر صورة منها ماهي بالأبيض والأسود ، ومنها الملونة . يحمل الغلاف صورة للشاعرة ( مليكة الجباري ) في فضاء عام  . النصوص من نو الشذرة النثرية الشعرية ( سنتوسع في تعريف الشذرة في دراسة العنوان ) . تقول الشاعرة في إهداء ( شذرات مجنحة ) : ( لن أبحث عن شمس تذكرني أني على موعد مع كل الفصول ، يكفي أن ألثم هويتي وأعتصر جمال الروح بقبلات الرضا وشغب الحياة ، وأن أخاطب القلم بشفاه النبض لأرسم بمداد ألوان الفجر ... ألوانا لا تخجل من انعكاساتها على المرآة لحظة المكاشفة ...قالت يوما : أنا الشاردة بين سطور الصباح والمساء أبحث عن تحرير الكلمات من بين ثنايا القرارات المقيدة بقصد أو غير قصد بحبل الأسئلة والأجوبة السابحة في نهر الخرافة .
فإلى كل روح تتقد عندما تعجز كل اللغات عن احتواء لهيبها ...إلى كل الأنامل التي حملت القلم لتعبر ضفاف الصمت وتكسر خرائط المستحيل في فهم مجرة أفكار الإنسان ليسرقها الزمن بين المساحات ويذيبها كشمعة فكرت في إضاءة الطريق للآخرين بشطحات متمردة على ضوئها .)  .

====================  سيرة ذاتية للكتابة في تجربة مليكة الجباري الشعرية =============

ملاحظة : ( السيرة الذاتية للشاعرة مليكة الجباري قدمناه في الجزء الأول من دراساتنا المتتبعة لتجربة الشاعرة الشعرية ) .

يقول الناقد الميلودي الوليدي في دراسته المعنونة ( الشذرة الشعرية إمكانية التحديث ، حقول التجديد المضاميني والأسلوبي في ( شذرات مجنحة ) للشاعرة مليكة الجباري ) ، والتي تصدرت الديوان  : ( لقد كان الوازع القصدي في كل التجديدات يبدأ من التوق إلى التميز والتفرد ، إضافة إلى الرغبة الجامحة في الإفلات مما تفرضه المنظومات النسقية الصارمة ...والواضح أيضا أن مجمل النزاعات التجديدية كانت بقصدية التخفيف والاقتضاب والتكثيف ...والشذرة الشعرية لا تخرج عن هذا النسق بل تمثل له وتتبناه عبر كل مراحلها وتطورها .).

ويقول الناقد مجدالدين سعودي : ( هي كتابة متميزة ، تغربل حروفها في غربال الإبداع ، انطلاقا من ثقافتها الواسعة وحمولتها المعرفية الكثيفة ...تتناقش ...تحلل ...تربط الأحداث ببعضها ، تشارك في الحوار بتلقائية وتتفاعل ...تحترم آراء الآخرين ...تقرأ بذكاء ...تفحص كل كتابة بعين خبيرة . هي كغادة السمان جريئة في آرائها ...كمحمود درويش صاحب قضية ومبدإ ...كفاطمة المرنيسي تبحث عن المسكوت عنه وتستنطقه وتعيد للجسد الأنثوي قدسيته . وهي شاعرة صاحبة قضية ومبادئ ثابتة ...تتعبد في منارتها ، وتعيش عزلة الكاتب الحقيقي من أجل أحلام جميلة و ( رؤى آجلة ) وعشق إنساني ( على صهوة الجموح ) لأنها تعيش ( في قلب العاصفة ) وتعيش بكل صوفية وتأمل ( شذرات مجنحة ) في انتظار القادم ....) .

   =============  سيميولوجية  العنوان  / ديوان ( شذرات مجنحة ) ===================

   #  _ العتبة الأولى  :  العنوان

أعطت الدراسات السيميائية أهتماماً متزايد للعنونة كونها تمثل (مصطلحاً إجرائياً ناجحاً في قراءة و مقاربة النّص الأدبي، ومفتاحاً أساسياً يتسلّح به الناقد الأدبي الذرائعي  للولوج إلى أغوار النّص العميقة قصد أستنطاقها وتأويلها)، "السيميوطيقا والعنونة،  فالعنوان يعد أول أشارة سيمولوجية تجذب أنتباه المتلقي. وغالباً ما يتجاوز اللغة المعيارية إلى لغة منزاحة في مسارها المألوف، ويتعدى إلى أغراض رمزية وإيحائية وفنية وجمالية.
يحدد (ليوهوك) أحد مؤسسي علم العنونة المعاصر، العنوان بأنه (مبنى وشيء مصنوع لغرض التلقي والتأويل). ومسألة (تأويل) العنوان، عالجها (ليفنستن ادمز)، بقوله: (أن العنوان هو نفسه موضوعاً للتأويل إذ كثيراً ما يلعب النص نفسه دور المرشد لتأويل العنوان وليس العكس)، " تؤدي العتبة دور الولوج الى عالم النص، وأولى مراحل التعرف عليه، وتحديد مساراته وهويته، وأستكشاف مكنوناته. وقد عد الكثير من النقاد العتبة ركناً اساسياً، وجعل (كل قراءة بدونها قراءة ناقصة مشوهة النص).
في هذه القراءة أسعى إلى فك شفرة عتبة مجموعة الشذرات لمليكة الجباري ديوان  ( شذرات مجنحة )، باعتبارها بؤرة تتجمع فيها دلالات المجموعة، والعلاقة بينها وبين المتن الشذري الشعري .

   &   _  شذرات :

الكتابة الشذرية ، أو الكتابة المقطعية هي إبداع نصي منقسم ومنفصل إلى مجموعة من القطع والفقرات والمتواليات المستقلة بنقسها على المستوى البصري ، ومتكاملة مع الشذرات الأخرى المتوالية  دلاليا وتركيبيا وتداوليا ، فتنقسم الشدرة وتتمفصل على مستوى الظاهر ، وتتميز على مستوى العمق بالوحدة العضوية والموضوعية ، ويلاحظ أيضا أن الشذرات الأدبية عبارة عن نصوص صغيرة الحجم ، متناهية في الدقة ، وتمتاز كذلك بروعة الأسلوب ، وجودة التعبير ، علاوة على ذلك تتسم بالتكثيف ، والاضمار ، والايجاز ،والحذف ، والتركيز ، والتبئير ، كما تتكئ على التتابع تارة ، والانفصال تارة أخرى . غالبا مضامين الشذرات رؤى فلسفية وتأملية عميقة ، تعبير عن علاقة المبدع بذاته أو واقعه الموضوعي ، كما ان الإبداع الشذري جمل أو ملفوظات أو مقاطع أو نصوص نثرية أو شعرية أو فلسفية أو صوفية أو تأملية أو غيرها ، قائمة على الانزياح ، والمفارقة ، والسخرية ، والإيحاء ، والترميز ، والإرباك ، والإدهاش ، والعصف الذهني .

تتميز تتابع الشدرات بحركات إيقاعية سريعة ، قوامها النشاط والحركة والديناميكية ، والدأب المستمر .
تجمع الشذرات الأدبية بين الفلسفة والشعر أو مختلف العلوم الحقة ( الرياضيات ، الفزياء ... ) والنثر ( القصة ، الرواية ، الرسالة .... )  وكذلك الشعر ( القريض ( القصيدة الثلاثية كشذرة ، أو شعر التفعيلة الحر ، أو الشعر النثري ...)  متأرجحة بين الذهن والوجدان ، والشعور واللاشعور ، والعقل واللاعقل ، والصحوة والهذيان . ..معتتمدة على التركيز ، والاختزال ، والاقتضاب ، والاقتصاد والتحرك السريع ، والتخلص من الحشو والاطناب ، والاعتماد على بلاغة الثكيف .

تتمظهر الكتابة الشذرية في القصة والرواية والشعر في الكثير من الأعمال الادبية العربية شرقا وغربا ..
نقدم نموذجا للكتابة الشذرية للشاعرة ( إيمان الخطابي ) من ديوانها ( حمالة الجسد ) للاستئناس والتأمل .

الشذرة / 1

لا أمت لدمي
إلا بصلة الألم
ومع هذا أواظب
على مشقة الانتماء

الشذرة /2

أيها الحزن الكاذب
لا تفتك بي
مثلما فعل فرح كذاب ،
لا تتربص بي عند منعطفات الضعف
وتسلبني الظحكات الجديدة
وأنا متسللة إلى النسيان
وحيدة وخائفة .

   &   _  مجنحة :

يتألف العنوان من جزالة لفظية من كلمتين ( شذرات مجنحة ) ، شذرات تعرفنا عليها ، أما مجنحة فسنرجعها إلى جذرها اللغوي . طائر مجنح أي له جناحان ( طيور / أجنحة ) ، خيال مجنح أي يذهب بعيدا ، وتستعمل كذلك الكلمة بنفس المعنى في اللغة الانجليزية ، كما أنها يمكن أن ترتبط بكلمات أخرى تربطعا بحقل علمي ، مثلا Dipterocarpus  تعني مجنة الثمر وتحيل الكلمة المركبة على استعمالها في الحقل الطبي . وتقربنا الشاعرة مليكة الجباري من أغراض استعمالها ( مجنحة ) في عنوان شذرتها ، من خلال بعد خيالها .

تقول الشاعرة مليكة الجباري حول أجنحة شذراتها  : ( شذرتي هي  المرآة العاكسة للواقع  اشعلت شموعها لتلتهم روح العتمة..
لغتها  ليست مجرد قواعد وضجيج  إنها تلك  المعاني والأفكار والصور الشعرية الناطقة  الباحثة عن رفع  التصادم في خريطة بنيتنا العقلية الداخلية
برؤية  ذات ابعاد تتجاوز الزمن المسجون ، بين عقاربنا.
دعانا الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس ديكون 1035  يوما إلى منهج الإستقراء المبني على التجربة والملاحظة..
وانا أدعو  إلى منهج استقراء الإحساسات التي هي ظل العقول من خلال تقريبها وتبعيدها حسب  المواقف و القضايا
في حضرة الخيال  الواسع   نرغم الواقع على الوقوف مشدوها ،امام اللامنطق لبعض الظواهر الإنسانية المجنونة  وبعض المفاهيم المغلوطة.. التي تتعب وعينا الشقي 
وفي حالة الكمون في اللاكتابة
استعصى علي ان  أهادن الصمت ،فانتفضت باحثة عن البديل بألوان الحروف
زرعت نفسي داخل الشذرة ورفضت  أن أكون صورة صامتة
  نقطة تقاطع الخيال والواقع كان هروبا من كل قبح يولد الألم ...)

=============  الصورة الشعرية  المتخيلة في الشذرة الأدبية عند مليكة الجباري ==============

الشذرة الشعرية تتطلب من كل دارس تجاوز وجهة النظر البرانية ، إلى طرح أسئلة عميقة وجوهرية ، من قبيل ما الصورة والمتخيل ( انطلاقا من البنيات الغوية اللسانية ) ؟ وما طبيعتهما ؟ وما هي القرائن المتحكمة فيهما ؟ ... حول طبيعة المتخيل جاء في المعجم الوسيط ( تخيل الشيء تصوره وتمثله ، والخيال الشخصي والطيف ، وما تشبه لك في اليقظة أو المنام من صورة ) . من هنا نجد أن ارتباط المتخيل وتيق الصلة عند الشاعرة  بالمتصور والصورة ، وعليها تبني الشاعرة سذراتها ، معتمدة على السند الواقعي والمجتمعي والطبيعي والذاتي . وجاء كذلك في معجم الوسيط ، حول طبيعة الصورة ( تصور الشيء استحضره في ذهنه ، وصورة الشيء ماهيته المجردة ، وخياله في الذهن والعقل ) ، وبهذا المعنى تصير صورة الشذرة الشعرية عند الشاعرة ، هي بناء لما نراه في الواقع المحسوس والملموس عبر المعطى العقلي ، ومن هنا سنغوص في الصورة الشعرية في ( شذرات مجنحة ) .

تقول الشاعرة في الشذرة / الصفحة 14

لكنة شاهدة على غيمة المسافات
   تراود البحر والسماء
   تطفو الذكريات
يستكين السفر المقرر بلغة الغربة
    الوطن ما زال يحلم

الشذرة الصفحة 15

      القصة قوس
نبالها سطور أطياف الرصيف
خاتمة مباراة شهدتها قاعة البرلمان فقط
الحكم كان علامة استفهام ..

الشذرة الصفحة 16

الخيوط ذهبية
والنسيج بأنامل تعبت من حياكة الآمال
على منسج الوطن
وريقات خريفها سقطت :
الصوف مستورد ...

حين نعمق الرؤية في الثلاث شذرات سيتبين لنا الصورة الشعرية المعتمدة على البناء الذهني والمتمحورة حول معطى لغوي ، وتربط الكل علاقات بمقام المخصوص ، الشذرة الصفحة 14 عناصرها تتكون من ( غيمة _ البحر والسماء _ الذكريات _ الغربة الوطن ) ، الشذرة الصفحة 15 عناصرها ( قوس _ نبال _ مباراة _ قاعة البرلمان _ الحكم علامة استفهام ) ، الشذرة الصفحة 16 ( الخيوط _ النسيج _ حياكة _ منسج _ الصوف مستورد  ) ، البناء في الشذرات التي بين أيدينا تتميز ببناء يمتلك نزوعا بصريا ، ولو أن الصورة الشعرية ليست معطى جاهزا ، وإنما هي بناء ، وكما يشير إلى ذلك جاكبسون لما أكد على أن الفونيم هو حزمة من السمات تتداخل في علاقات عوالم كثيرة ، منها السياق اللغوي والسياقات التركيبية والسياقات الدلالية  في ترابط الكل ووفقا لعلاقة المتكلم والسامع والظروف العامة السياسية والاقتصادية والعادات والتقاليد والمعتقدات ...اتبعت الشاعرة في بناء الصورة الشعرية لشذراتها الثلاث تكنيك الشحنة الانفعالية الضرورية في كل عملية حجاجية إقناعية في خطاب صورها الشعرية ، لأنه لا حجاج بدون تخيل ولا تخيل بدون حجاج ، كما أن النفس لا تفكر بدون صور كما وضح ذلك أرسطو والفلاسفة المسلمون حين قالوا : ( كل ما تعقله النفس مشوب بتخيل ) . خطاب متخيل الصورة الشعرية عند الشاعرة في شذراتها لا يخلو من حجاج يقوم على التخيل المرتبط بوجدان الشاعرة الإنسان وانفعالاتها .

========= الصورة الشعرية بين الميتافزيقا البلاغية واللحظة النيتشية في ( شذرات مجنحة ) =======

كل شعرية شذرية حاملة لقوى التجدد لا بد أن تستجيب لقدرة الفاعلية والتأويل للإطلالة من خلالها على القيم الجمالية والفنية للصورة الشعرية ، لكل شذرة عند الشاعرة مليكة الجباري . فإذا كان الفكر البلاغي القديم يتأسس على الميتافزيقا انطلاقا من رؤيته للحقيقة على أنها تجسيد لمبدإ المطابقة والتوافق بين اللفظ والمعنى ، أي بين التصور وصورة الشيء  ، حيث تصبح اللغة جسرا لعبور المعاني للوصول إلى الحقيقة ، لنتأمل الشذرات التالية لمليكة الجباري .

الشذرة الصفحة 110

تذكرت طعم المخاض
رسمت رمحا برؤوس غاضبة
بإتقان المحارب وجهتها لذاكرة
محشوة بدروس الأغبياء

الشذرة الصفحة 111

خلف الأشرعة الممزقة أنساق ...
احترقت الألوان فتكحل برمادها ..
الخطوط المعقوفة سكنت روحه
عند ولادة معانيه .

الشذرة الصفحة 109

الزواج كان بين ضفتي
الأمنيات والذكريات
الحفلة سحابة خراجة أرهقت ضوء القناعة
تحت رموش ذابلة تكومت الحيرة

تتشكل الصورة الشعرية عند الشاعرة في شذراتها من منطلق رؤية بلاغية تجعل تصورات الموجود متلازمة والنظام العام الكلي ، أي أن الكائن في الوجود لا يقرر في نمط كينونته الخاصة ( كينونة الخاض الشذرة الصفحة 110 / المخاض ، الرمح ، المحارب ، دروس الأغبياء  ) ، ( كينونة الخاص الشذرة الصفحة 111 /الأشرعة ، الرماد ، الخطوط المعقوفة ، الروح ، الولادة ) ، ( كينونة الخاص الشذرة الصفحة 109 / الزواج ، القناعة ، الحيرة ) . تصبح الصورة الشعرية حاملة لكمال المعنى ، أي تحقيقا لمبدإ إكتمال الكلام والنظام ، كما أنها أعطت ( الصورة الشعرية بعدا خلاقا وحيويا داخل مساحة تقوم فيها المخيلة باللعب الحر الذي يؤسس فيها العقل تصوراته ، والتي ليست استرجاعية مثل ما هو موجود في أجناس سردية ، وإنما إنتاجية لأن المخيلة هي الملكة الأساسية للروح الإنسانية ، وبواسطتها يتمكن الكائن من ربط متنوع للحدس مع شرط وحدة الصورة الشعرية وهي ضرورة إدراك محض . يقول هوجو في تركيب كلمات الصورة الشعرية في الشذرة ( إن الكلمات متساوقة وحرة ورشيقة ) ، وهذا يعني أن الكلمات مشدودة إلى تصورات الذات الحرة ، وهذه الأخيرة تأخذنا إلى اللحظة النيتشية المتجاوزة لميتافيزيقا البلاغة ، فتدفعنا لتحرير مفهوم التأويل والتقويم والاختلاف لأن كل شذرة غصن يخفي غابة . فتصبح الحقيقة ( المدلول ) بمتابة ثورة تقوم على الهدم وإعادة البناء ( إرادة القوة / نيتشه ) ، فمن خلال غوصنا في الصورة الشعرية في شذرات الشاعرة ، نجد أنها تستهدف تدمير الأوهام وفضح الأقنعة  ، مما جعل مجال الصورة الشعرية  عندها حاملة للحقيقة الاستعارية ، الظاهر الذي يخفي الباطن ، أي بلاغة الصورة إنتاجية وليست بلاغة تفسير . وهذا الأمر كذلك سيقودنا لدراسة الصورة في شذرات الشاعرة مليكة الجباري بتصور ( المنظورية )  ، على أساس أن الوجود منظورات تتولد فيه المعاني التي تلائم حياة الإنسان ، وهذا يعني أن منظورية الصورة الشعرية تتجاوز التصور الأحادي للعالم ، فالتعدد مكون أساسي لرؤية الأشياء المتفاعلة في العالم الحي .

======== المنطلق المنظوري للرؤية لفن الرسم في الصورة الشعرية في ( شذرات مجنحة ) ===========

تعتمد الشاعرة في بناء الصورة الشعرية لشذراتها على تقنية قواعد الرؤية في فن الرسم ، والتي يعتمد فيها الرسام الفنان على تجاوز التمثيل البسيط ، الذي لا  يكتفي بتقليص الموضاعات الجزئية ، بل يتجاوزها ليجعلنا نتجول في أرجاء مكان لوحته ، والتي يعتمد فيها الانطلاق من زاوية ثابتة منفتحة على فضاء خارجي يقع وراء المشهد الرئيسي ، حيث تولد الإساس عند المشاهد ببعد العمق . ونقدم كأمثلة الشذرات التالية :

الشذرة الصفحة 107

في ضيافة الحلم العادات خففت قيوده
بمشاعر معلبة تلبس وجه حمامة بيضاء
أبيات قصيدة المتنبي ترانيم رغبة :
الخيل والليل والبيداء تعرفني ..
كبرياء مخنوق ...عشق لا وطن له

الشذرة الصفحة 106

فضلنا جنبات الحقول
قبلات النحل أرغمتنا
من أجل لياقة شفاه الورد
التنازل أمام عسل يسرق .
أوراق رمادية أحرقت ألوانها ...

الشذرة الصفحة 112

رعشة الآمال تصلبت خارج وجود الفجر ..
أطعمها اليائس ظلمة الليل
ساعته المرحة توكلت على محراب عمره
           باكية

تعتمد الصورة الشعرية في الشذرات عند الشاعرة على تمثيل الحيز المكاني الذي تبنى فيه الصورة / اللوحة . وتتابع مظاهر التتابع والتوالي وتتلاحق إلى حدود اللانهائي . (  الشذرة الصفحة 107/ قيود ، مشاعر معلبة ، المتنبي ( الخيل والليل والبيداء ) ، عشق لا وطن له ) ، ( الشذرة الصفحة 106 / حقول ، النحل ، الورد ، عسل يسرق ، أحرقت ألوانها ) ، ( الشذرة الصفحة 112 / صليب ، الفجر ، ظلمة الليل ، محراب ، باكية ) ، نجد الشاعرة تجاوزت التمثيل الفني مركزة على علم الرؤية ، على أعتبار أن الأول ( التمثيل الفني ) تكون فيه الرؤية عادية ، أما الثاني ( علم الرؤية ) فيعتمد على الهندسة الأوقليدية ، حيث أصبحت الصورة الشعرية عند الشاعرة نافذة لا تجسد رؤية مرئية مباشرة ، بل عالم يبنى كلية بواسطة التمثل المنظوري المعتمد على معايير هندسية ذهنية تتطلبها كتابة الشذرة الأدبية عموما . كما أن للصورة الشعرية في كل شذرة وظيفة رمزية ( فلسفة الصورة الرمزية / كاسيرر ) ذات تصور نسقي ومتكامل وعميق . المنظورية في الرسم تشكل حقلا يمتلك خاصية مادة التعبير تتميز بكونها مصنوعة باليد فردية وثابتة ، أما الصورة الشعرية عند الشاعرة فهي أنظمة الدلالة المعتمدة على أيقونات بصرية . نجمل غوصنا بأنه يمكن لكل فنان رسام أن يحول كل شذرة إلى لوحة ساحرة وناطقة من منطلق منظور فلسفي هو لا وجود للوعي إلا من خلال الموضوع .

================== دلالات الصورة الشعرية في ( شذرات مجنحة ) =================

كل جنس أدبي يعتمد جمالية اللغة ، ليس من تكوينها الذاتي ( الصوت _ التراكيب _ المجازات ذات القوة التأثيرية ) ، ولكن في علاقتها بالجنس الأدبي التي تستهدفه ، فتصبح اللغة متجددة فيه ومنفتحة على آفاق جمالية جديدة . والشاعرة نسجت خيوط شذراتها واختارت ألونها على نحو تتجدد فيه جمالية اللغة وأسلوبها ووظائفها التصويرية في سياقات لا تخرج عن تكنيك ووظائف الخطاب الشذري القادر على حمل وتوصيل رسائل إنسانية . تمتاز الشذرة بجمالية خاصة نابعة من تقاليدها في التعبير ، وهذه التقاليد هي مكونات فنية تفرض نفسها على كل شاعر يطمح في الخلق الفني ، وتفرض نفسها على الممارسة النقدية . يقول غلوينسكي : ( إن القراءة نفسها تتحدد بالجنس ، ذلك أن المتلقي يكيف جهازه المعرفي لمقتضيات الجنس الذي يمثله نص معين . وهو يسعى طوال قراءته إلى تبني موقف مطابق لما يقترحه النص أو يفرضه . وبهذا المنظور يغدو الجنس ضابطا للقراءة ، يوجه مجراها أو يحدد هذا المجرى إلى حد ما . ولم يكن ليضطلع بهذه الوظيفة لولا انتماؤه إلى تقليد أدبي مألوف لدى القارئ .. ومع ذلك ، فهذا لا يعني إطلاقا بأن الجنس كيان ذو طبيعة محافظة ..فالجنس يصل النص المقروء بتقليد معين دون أن يخضعه له كلية . ) . من هذا المنطلق نحدد وظائف الصوورة الشعرية في  الشذرة الشعرية عند الشاعرة وفي الشعر والنقد الشذري عموما ، هي وظائف في شكل مباحث تبقى مفتوحة في وجه كل ناقد رغب في دراسة الصورة الشعرية للشذرة الشعرية عند الشاعرة مليكة ، ونجمل هذه الوظائف من رؤى زوايا مختلفة ومتنوعة  ، وهي كالآتي :

_ الزاوية الشعرية الأدبية

_ الزاوية الفلسفية

_ الزاوية الجاجية / المنطق

_ الزاوية التعبيرية الأسلوبية

_ الزاوية التعبيرية التداولية

_ الزاوية السوسيولوجية

_ الزاوية السيكولوجية

_ الزاوية الأيقونة البصرية

ونجمل غوصنا في دراسة الصورة الشعرية في ديوان ( شذرات مجنحة ) ، بكونها ( الصورة الشعرية ) تتميز بخصائص أسهمت في بلورة خطاب واصف وآخر خطاب جمالي وهما قيمة كل فن عموما ، فلكل إبداع شذري حركيته الديناميكية ، أي أنه يتوفر على طاقة تتحول عبرها الموضوعات والحقائق السابقة للوجود إلى حدث إبداعي / جمالي  .فالتفاعل بين الشذرة والمتلقي كلما كانت عميقة أسهمت في إيقاض الوعي بالنسبة إلى الأفعال التي تشكل أحكاما قبلية  على الشعر الشذري ، والمتماثلة مع التجربة الشعرية ، والتي تتجسد في كليتها الفنية والجمالية من حيث استقلاليتها وتفردها فاتحة المجال نحو أفاق وجواهر لم تدرك بعد . ( شذرات مجنحة ) عمل واجتهاد شعري جديد ، أدى إلى معرفة عوالم جديدة متمحورة حول الوجود الآني والبناء الجمالي ( علامة وبنية وقيمة في الوقت نفسه ) ( موكارفسكي ) . ونؤكد على الإبداع الشذري عند مليكة الجباري هو علامات وممارسات سيميائية دالة غير منفصلة عن السياق الكلي للتجربة الإنسانية .

==========================  خاتمة ==============================

الصورة الشعرية قد تخلو من المجاز ، وتكون عباراتها حقيقية الاستعمال ، ومع ذلك تشكل صورة دالة لخيال خصب ، لأن اللاشعور مصدر كذلك لرمزية الصورة ( الدراسات النفسية ) ، وكذلك اهتم بها الاتجاه السلوكي فيما يسمى ( الصورة الذهنية ) . الصورة الشعرية في أصلها الأول صور بصرية وسمعية وذوقية ، وترتقي في الإبداع إلى ما يسمى ( الصورة المتكاملة ( unified image ) ، كما أن توصف بكونها  ( الصورة الشعرية ) تجسيدا لرؤية رمزية . قد يثم تشكيل الصور الشعرية انطلاقا من خاصيات حسية والتي ليست تصويرا أو تسجيلا فوتوغرافيا للطبيعة أو محاكاة لها ، لكن الشاعرة تخضع ما في الطبيعة لتشكيلها ، فتظهر الصورة الفنية صورة لفكرتها وليست للطبيعة ، أي تربط فيها الشاعرة بين عوالم الحس المختلفة .
أخذت الصورة الشعرية في الشعر الحديث دورا رئيسيا في بناء القصيدة ، وهو الدور نفسه الحاضر في الكتابة الشذرية الشعرية ، وهي ( الصورة الشعرية ) أحد أسس التركيب الشعري الشذري ، فانتقلت من كونها طرفا من أطراف التشبيه الذي يقصد منه إيضاح المعنى وتأكيده في الذهن ، إلى حالة نفسية شعرية تنبع من أعماقها المعاني المتخيلة سواء من الشاعر أو المتلقي ، لما في هذا النوع من الصور الشعرية من دفق شعوري فياض .

                       =================================

                             عبدالرحمن الصوفي / المغرب

===================================================================

الهوامش

1  _ المعجم الوسيط
2 _ السيميوطيقا والعنونة / جميل الحمداني / مجلة عالم الفكر / العدد 3
3 _ سيميوطيقا الاتصال الأدبي / محمد فكري الجزار
4 _ معجم المعاني ( الجامع )
5 _ ابن منظور / لسان العرب
6 _ د . جميل الحمداني / مقاربة النص الموازي وأنماط التخيل في روايات بنسالم حميش
7 _ فريدريك نيتشه / هكذا تكلم زردشت / ترجمة : محمد الناجي
8 _ ديوان ( حمالة الجسد  ) / إيمان الخطابي
9 _ Foucault , Les mots et les choses .
10_ Foucault  , Ceci n'est pas une pipe .
11 _ Damsch , l'origine de la perspective .
12  _ A . Plecy , Grammaire élémentaire de l'image .
13 _ عبدالفتاح كليطو / مسألة القراءة ، ضمن المنهجية في الأدب والعلوم الإنسانية .
14 _ محمد أنقار / بناء الصورة في الرواية الاستعارية .
15 _ مجدالدين سعودي / مليكة الجباري : عنقاء اللوكوس ( مقاربات نقدية ) .
16 _ مليكة الجباري / ديوان ( شذرات مجنحة ) .
17  _ M . Glowinski , ( Les genres littraires )

18 _ دافيد لودج / أساليب الكتابة الحديثة / مجلة فصول العدد الرابع المجلد الرابع
19 _ الذرائعية بين المفهوم الفلسفي واللغوي / عبدالرزاق عودة الغالبي
20  _ الذرائعية والأجناس الأدبية / عبدالرزاق عودة الغالبي
21 _ الذرائعية في التطبيق / عبدالرزاق عودة الغالي وعبير يحيى الخالدي .